مع القاص مظفر سلطان رائد القصة القصيرة في سوريا/ مفيد نبزو

 تعود قصتي مع رائد القصة القصيرة مظفر سلطان إلى لقاء في مكتب المصرف التجاري بحلب في الثمانينات ،والذي كان مديره الشاعر الحموي الأستاذ أنور عدي أبو تمام صاحب ديواني : إنسان ، وإنسان على الدرب ، فقد عرفني على القاص مظفر سلطان أبي أكرم ، وتوطدت عرى الصداقة فيما بيننا ، ولا أنسى يومها إذ قال لي ، وأنا في بداية تجربتي الأدبية : أصعب تجارة في العالم تجارة الماس ولكن الأصعب منها تجار الأدب ، ثم قال لي : الناس كالنار تدفأ عليهم ولكن إياك أن تلمسهم ، ويعود السبب في ريادته كونه نشرعام : / 1929/ في مجلة الحديث الحلبية لصاحبها سامي الكيالي قصة بعنوان : في الكوخ المتهدم على الشاطئ البعيد ، وهو من مواليد / 1914 / في حي خان الحرير بحلب ، وقد تتلمذ على أيدي كل من : أمين الخولي وأحمد أمين وطه حسين ، وحصل على شهادة الآداب من القاهرة ، ونال شهادة الماجستير عام / 1949 / بأطروحته عن العماد الأصبهاني ، وقد اقترحها له الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي لثقته الكبيرة فيه ، واكتشافه لطاقاته الإبداعية الأدبية الكبرى.
ومن أعماله : 
ـ ضمير الذئب
 – في انتظار المصير 
- المفتاح
 – رجع الصدى .
وقال عنه الناقد سمر روحي الفيصل : ما هو رائد إلا لكونه ارتفع لسوية فنية تجعل القارئ ينفعل بها ، ويستجيب لها ، وهذا ما ميزه عن علي خلقي ومحمد النجار ، كما أن العناصر الفنية موجودة في قصصه ، فنشاهد دقته في تصميمها وعنايته بحبكتها وتعبيره عن الصراعات الداخلية ، ونفوره من الشكل الواحد ، وكون قصصه لكل زمان ومكان .
كتبت عنه يوم تكريمه في مجلة الشراع اللبنانية في العدد  /217/ الاثنين / 12 – أيار – مايو 1986/ والتي كنت أراسلها من حلب لتغطية المشهد الثقافي ، وكنت طالبا ً آنذاك بكلية الآداب والعلوم الانسانية ، وهذا التكريم دعا إليه اتحاد كتاب حلب وبالتعاون مع المركز الثقافي ، وشارك فيه الأدباء والنقاد : الدكتور عمر الدقاق – ملاحة الخاني – فريد جحا  - سمر روحي الفيصل – منذر عياشي – الشاعر علي الزيبق - فاضل السباعي الذي يميز ريادة مظفر سلطان عن علي خلقي ومحمد النجار باستمراره في العطاء بينما علي خلقي كف عن الكتابة منذ حقبة بعيدة –
ثم تكلم المحتفى به معبرا ً عن مشاعره بهذا التكريم ، ثم قدم له محافظ المدينة هدية التكريم ، وكتبت عنه أيضا ً في صحيفة الأسبوع الأدبي في العدد : / 409 /  الخميس / 21 – نيسان 1994 – 
ويوم زرته في منزله لإجراء حديث صحفي معه ، وأجلته تقديرا ً لوضعه الصحي ، وحركته البطيئة في التنقل ضمن المنزل لم أكن أعلم أنه بعد هذا اللقاء سيكون المصير بانتظاره ، وأنه في انتظار المصير .
                                  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق