من الطبيعي جدا ان كلامي عن انتخابات بلدية الناصرة وقع على بعض الآذان او العيون ( التي تقرا) بتنوع كبير بين القبول والرفض. ما زلت على قناعة ان ترشيح حنين زعبي هو مكسب حضاري لمجمل اهل الناصرة، ليس بسبب انتمائها الحزبي، انما الأهم انها تمثل جيلا وطنيا ، حضاريا وكونها امرأة اعطاها مميزا انسانيا اضافيا في واقع نفي المرأة وحجبها عن المشار كة بوزنها النوعي في اقرار مستقبل شعبنا عامة ومدينة الناصرة على وجه التحديد.
ما اراه بلا جدوى هو اسلوب البحث عن اتهامات غير مجدية لادارة البلدية ورئيسها رامز جرايسي تحديدا. هذا يشوه الصورة ويؤذي مروجي التهم التي لا اساس لها.
لا اكتب دفاعا عن نهج سياسي وتنظيم سياسي ، الجبهة في حالتنا. انما اكتب عن رؤية متجردة من اي حساسية سياسية وتنظيمية، بنظرة واقعية للإيجابيات ، عدم تجاهل السلبيات التي لم اوفر نقدي لها ولا اتهاون حول سلبيتها التي تنعكس بمرارة وغضب على مواقف الكثير من المواطنين من ادارة بلدية الناصرة عامة ورئيسها كذلك..
لكننا نملك اهم ما وصلت اليه المادة من تطور: العقل.
ان الفحص العقلاني لمسيرة النهضة النصراوية ، رغم كل ما يمكن ان يوجه لها من نقد صحيح، هي بالتلخيص الأخير مسيرة تطوير حضارية انقذت الناصرة من براثن ابقائها قرية محاصرة، مدينة مضغوطة تعاني من ارتباك شامل في مختلف نواحي الحياة.
شعارت مثل "نحن البديل" و"قيادة للتغيير" واعتماد الصور الضخمة، لا تخاطب عقلنا الواعي.. ربما تخاطب احاسيسنا، قد يكون رد فعلنا سلبيا للغاية او اقل سلبية، او فقدان لأي رد فعل سلبي او ايجابي، من منطلق بسيط ان المسالة مجردة من أي مضمون عيني او طرح رؤية لمستقبل نصراوي، او فهم دور بلدية الناصرة ، ليس كادارة سلطة محلية فقط، انما كوجه سياسي ، وجه وطني، وجه حضاري ووجه تمثيلي لأهم مدينة عربية في اسرائيل.
نعم الوجه التمثيلي لمدينة الناصرة يلعب هنا دورا هاما ولا اريد ان اقول حاسما رغم صحة ذلك ايضا.المرشح الذي لا يعرف كيف يستوعب هذا الدور انصحه بالانطواء والاختفاء.
سأتهم كالعادة، وهذا جرى ايضا في الانتخابات السابقة أني بوق للجبهة، اقول بوضوح ان مؤسسات الجبهة (القطرية ، المحلية وحزبها الشيوعي) لا تتعامل معي اطلاقا ، بل تقاطعني وتقاطع كل ما اكتب. حتى لو كان لصالحها. لا تتحمل النقاش، وترفض تعددية الفكر ، بل ترفض كل رأي لا يكرر بببغاوية مواقف قيادات حزبها. لكن هذا لن يجعلني اتعامى عن حقائق ملموسة ونهج بلدي أثبت انه لا يوفر جهدا في رفع شان مدينتي وتطويرها.
في معركة الانتخابات السابقة استهجن بعض جبهويي الناصرة وزملاء مثقفين من الناصرة وخارجها مقاطعة موقع الجبهة واعلام الحزب الشيوعي لمقالاتي رغم اني ، حسب شهادتهم على الأقل، قدمت افضل مرافعات دفاعية وتسويقية لقائمة الجبهة ومرشحها رامز جرايسي. لم تنشر مقالاتي الثلاثة السابقة أيضا في مواقع الجبهة او وسائل اعلامها، لا يهمني الأمر وهو يثبت سلبيات المفاهيم التي تضر بالجبهة وتلحق الأذى بجوهرها، كتحالف غير حزبي اولا، تنظيم مدني لمجتمع يعاني من الاضطهاد بغض النظر عن الانتماء السياسي، حركة توحد قوى متعددة الانتماءات والأراء يوحدها مبدأ اساسي، تطوير الخدمات البلدية بكل مركباتها، مواجهة سياسات السلطة التمييزية وهذه المحاور توحدنا.
ان العديد من الانجازات تحققت بفعل التخطيط العلمي لادارة البلدية بإصرار لا يعرف اليأس، كذلك تطوير استراتيجية رؤية بلدية لناصرة سنوات القرن الحادي والعشرين رغم كل المعوقات التي تبدو مستحيلة على الحل.
من هنا اقول بوضوح وبدون فذلكة، ان المنافسة العقلانية ، هي ما آمل ان تسود بين القوائم المتنافسة، يجب الا تلجأ الى الكذب حول المنجزات ، الكذبة قوية ساعة اطلاقها، لها مفعول "البوميرانج" تعود بقوة سلبية على مطلقها.. (في التسويق الاجتماعي، يحدث تأثير بوميرانج نتيجة محاولة تغيير الموقف. إذا قام البعض بعمل محاولة قوية لتغيير الموقف المحتمل تجاه موضوع ما، يتعارض الموقف المحتمل مع استجابة لها نفس الدرجة من المساواة، حتى إذا كان الموقف المحتمل يحمل موقفًا ضعيفًا تجاه الموضوع، قبل المواجهة – هذا ما يشرحه لنا علم النفس الاجتماعي عن التصرفات المنفلتة من تحكم العقل) .
تريدون الفوز؟ قدموا حلولا افضل، قدموا رؤية اكثر ثورية من الادارة الحالية، اطرحوا رؤية تقول انكم ستشكلون قوة دفع وحدوية في مواجهة سياسات السلطة. صدقوني بهذا الأسلوب ستكسبون أكثر.
لا بد لي من كلمة الى المرشحة حنين زعبي.
احترم نشاطك وعقلانيتك التي برزت في مؤتمرك الصحفي حيث اعلنت ترشيح نفسك. انت مكسب للناصرة وللمرأة العربية، اقول هذا بقناعة، لكن لا تتورطي باتهام ادارة البلدية بالمسؤولية عن بقاء واقع يتشكل بكل سلبياته نتيجة سياسات تمييزية تمارسها السلطة، ربما حقا يمكن العمل أكثر.. لكن الكثير من الحلول تبقى حبرا على ورق بغياب الميزانيات المناسبة او شحتها. ارى انك قوة هامة غيرت المعادلة الانتخابية في الناصرة. لا تقامري بهذا الانجاز الكبير والهام والأكثر ضرورية في واقع الناصرة اليوم.
حسب منوال الاتهامات العشوائية غير المدروسة ، التي تجهل حقائق الواقع، قد يلجأ البعض لاتهام رامز جرايسي بالمسؤولية عن استمرار الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية..او ربما بافشال المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.. لا تجعلوا من الدعاية الانتخابية تهريجا دعائيا ومهزلة من المواطنين... كفانا ما نشاهده من مهازل. المواطن النصراوي اجتاز تجربة كبيرة مع السابقين لكم: يرى، يقرأ، يسمع ويبتسم. اذا كان ظن البعض ان الشعار هو البرنامج، لياتي الي انا خبير في صياغة شعارات لغوية أجمل واقوى رنينا في الآذان مما نشر حتى اليوم.
لكني لا اعمل مجانا!!
nabiloudeh@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق