تفاهة الإعلام .. وتسجيلات اليوم السابع/ مجدى نجيب وهبة

** اللهم إرحمنا من تفاهة هذا الإعلام ، وتسجيلات جريدة اليوم السابع .. اللهم إحمى عقولنا وثبت أفكارنا ، وحافظ على فلذات أكبادنا .. فأنت ياالله أرحم الراحمين !!..
** هذا الدعاء أظل أردده منذ أن إنطلقت كل المواقع الإخبارية والقنوات الفضائية لتزف لنا خبر نشر بجريدة "اليوم السابع" ، وهو نص التسجيلات الصوتية للرئيس "محمد حسنى مبارك" .. وبدأنا نسمع عناوين صاخبة "إنفراد .. تن تررارن تن تن .. مفاجأة!!!! .. لأول مرة ، المحامى الكبير فريد الديب أبلغ رئيس تحرير اليوم السابع بموافقة موكله على النشر" .. الأستاذة "رانيا بدوى" مقدمة برنامج "فى الميدان" على قناة التحرير فى إتصال هاتفى بالسيد رئيس التحرير التنفيذى "أكرم القصاص"  وهى تسأله فى لهفة ورعب عن كيفية الحصول على هذه التسجيلات الخطيرة ، وهل هناك إعتراض من الرئيس شخصيا .. وإذا كان هناك ، هل سيرفع الأستاذ "فريد الديب" دعوى ضد الصحيفة لعدم حصولها على موافقة الرئيس على النشر .. وهل ؟ .. وهل ؟ .. وهل ؟ .. وكيف تلقيتم خبر هذه التسجيلات ..
** يبدو فى هذه الصورة أن الأستاذ "أكرم القصاص" بدأ يعتدل فى جلسته فوق المكتب ، ويستعد للرد على العديد من برامج التوك شو الإعلامية ، ووكالات الأنباء المحلية والعالمية .. ويأتى رد الأستاذ أكرم القصاص على الإعلامية رانيا بدوى والتى تبدو من خلال الشاشة الصغيرة ، وقد حصلت على أسرار الحرب العالمية الثالثة القادمة ، وتستمع للرد .. نعم لقد حصلنا على هذا السبق الإعلامى وقد أذاعنا الحلقة الأولى والثانية من التسجيلات ، ونحن فى طريقنا لإذاعة الحلقة الثالثة .. ثم بعد ذلك سيتم تجميع كل هذه التسجيلات وإعادة نشرها مرة أخرى ..
** وتعود الأستاذ "رانيا بدوى" .. ولكنك لم تجب على أسئلتى يا أستاذ أكرم .. "صمت قليلا" .. مع موسيقى درامية ويأتى صوت الأستاذ "أكرم" .. "نعم يا أستاذة رانيا ، نحن حصلنا على موافقة ضمنية بالنشر لعدم إعتراض الرئيس مبارك على نشر الحلقة الأولى والثانية من التسجيلات .. فيتهلل وجه الأستاذة رانيا بدوى وتظل تقدم عبارات تحضيرية للمشاهد حتى يستعد لسماع هذا المقطع من التسجيل الصوتى ..
** ويبدأ المشاهد فى حبس أنفاسه .. ومن يريد أن يذهب إلى الـ "w.c" أو يأكل سندوتش أو يضع أمامه زجاجة مياة مثلجة ، وهو يتابع البرنامج ، أو يعمل لنفسه كوب من الشاى الساخن لمتابعة التسجيلات .. حتى لا يضطر إلى ترك مجلسه أمام الشاشة الصغيرة لحظة واحدة ..
** وتأتى اللحظة الفارقة فى تاريخ الأمة المصرية .. لتنطلق تسجيلات الرئيس "محمد حسنى مبارك" ، والتى تبدو أنها دردشة بينه وبين أخرين ، بدون علم الرئيس .. لأن الحوار يأتى عفويا دون التفكير فى إختيار الألفاظ والمعانى ..
** هذا المشهد الذى أتحدث عنه .. يتكرر فى كل القنوات بنفس الطريقة ، ونفس الأسئلة ، ولأن الموضوع خطير جدا .. فقد ظل الإتصال فقط بالسيد رئيس التحرير التنفيذى دون أن يجرؤ أحد على الإتصال بالأخ "خالد صلاح" ، رئيس تحرير  اليوم السابع .. الذى خرج علينا شخصيا مساء أمس فى برنامجه "أخر النهار" على قناة النهار ليقدم نفسه أنه شخصيا هو الأستاذ "خالد صلاح" صاحب هذه الجريدة التى فجرت إختراع تسجيل صوت الرئيس محمد حسنى مبارك .. بل أنه وعد مشاهديه بقنبلة يقدمها للمشاهد باكرا ، أقصد "اليوم" .. وهو يقدم لهم هذا الصحفى المعجزة الذى إستطاع الحصول على هذه التسجيلات ..
** هكذا إنشغل الرأى العام بقصة التسجيلات التى سجلها الطبيب الخاص بالرئيس خلسة دون علمه ..
** هكذا ترك الإعلام أهم قضايا الوطن وتسليط الضوء على مشاكل مصر فى ظل حكومة "لا ترى .. لا تتكلم .. لا تسمع" ، تجرجرنا مرة أخرى للعودة لسيناريو ما بعد 25 يناير ..
** تركنا مشاكل الوطن والحرب الطاحنة التى تدور أحداثها فى سيناء بين الجيش المصرى وقوى الظلام والإرهاب وأبناء عشيرة الإرهابى المعزول محمد مرسى العياط ..
** تركنا كيفية مواجهة الجيش والشرطة للإرهابيين فى قرية "دلجا" بمحافظة المنيا ، وهل تم القضاء على هذه البؤر الإرهابية ، أم أن الحملة لم تحقق أهدافها وقبض على بعض الصبية والمتسولين ، وتركنا عناصر الإرهاب تختفى عن الأنظار قليلا ، وبمجرد رحيل الحملة يعاودون نشاطهم الإجرامى ضد الأقباط ..
** تركنا كل مشاكل الوطن التى إندلعت فوق صفيح ساخن لنتناول تسجيلات الرئيس محمد حسنى مبارك ..
** أقول ذلك ليس تقليلا من شأن الرئيس فيما قاله والجميع لا يعلم أنه سبق أن قيل الكثير منه فى التحقيقات السابقة والجارية ، وإنه ليس بجديد على الساحة .. فليس بجديد أن قطر تتآمر ضد مصر ، وليس بجديد أن السعودية عرضت 6 مليار دولار للإفراج عن الرئيس محمد حسنى مبارك ، وعدم تعرضه للإهانات التى رفضتها كل الدول العربية وليس السعودية فقط .. ولكن المشير ووزير الدفاع محمد حسين طنطاوى ، رفض هذا الطلب وخاف من حفنة من المتشرذمين لا تتعدى 50 ألف فرد ، وهم كوكتيل من 6 إبريل والإشتراكيين الثوريين ، وحزب الغد ، وحزب الوفد ، والوطنية للتغيير ، وجماعة الإخوان المسلمين .. وبعض الأحزاب الكارتونية الهشة التى لا تتعدى عدد أفرادها عن ثلاثة أفراد ..
** نعم .. رفض المشير طنطاوى الإفراج عن مبارك أو حتى حمايته من البهدلة والمسخرة التى تعرض لها هو وأسرته ، وكان يمكن أن يتم إستبعاد الرئيس السابق مبارك هو وأسرته .. ولكن كان هناك مخطط لإرضاء الإخوان الذين فعلوا بمبارك وأسرته ما لم يفعله اشد أعداء مصر ..
** وتأتى عدالة السماء لتضع كل هذه الكلاب والخونة داخل السجون ليزيقوا من نفس الكأس الذى حاولوا أن يذيقوه لمبارك ..
** مبارك فى حواره لم يقدم جديد .. وكان الرئيس يتسامر مع أحد مرافقيه من الأطباء .. هذا الرئيس الذى تتلهف القنوات الإعلامية على نشر هذه المقاطع المسجلة ، وتزهو صحيفة اليوم السابع بهذا الإنفراد ..
** وإذا كانت كل هذه القنوات تتلهف الأن وتتصارع على نشر ما أسمته بالسبق الصحفى .. أو بالإنفراد .. فلماذا كل هؤلاء رفضوا إذاعة حديث مبارك أو خطابه الذى حاول أن يلقيه على الشعب قبل قرار تنحيه عن السلطة الذى أجبر عليه .. وإضطر مبارك إلى إلقاء كلمته بأحد القنوات العربية "MBC" العربية .. والتى كانت صادرة من قلب رجل شجاع رفض أن يترك مصر ويهرب ، بل أعلن وقال "سوف أظل فى مصر وأموت وأدفن فى ترابها" .. وللأسف بعد تلك الكلمات تسابقت القنوات المصرية وبعض من يقولوا على أنفسهم إعلاميين فى السخرية من كلمات الرئيس ، وأولهم الأخ "خالد صلاح" ، و"مجدى الجلاد" ، و"وائل الإبراشى" ، و"فريدة الشوباشى" ، و"جمال فهمى" ، و"مصطفى بكرى" ، و"حمدى الفخرانى" ، و"محمود سعد" ، و"هالة سرحان" ، و"منى الشاذلى" ، و"ريم ماجد" ، و"يسرى فودة" ، و"عمرو أديب" .. والكثير والكثير جدا ، مما يتشدقون بحديث مبارك الأن .. كل هؤلاء لهم يد كبيرة .. فما حدث لمصر حتى الأن ، ومهما فعلوا .. فستظل جرائمهم تطاردهم مهما حاولوا إخفائها ..
** أقول كل ذلك .. ليس دفاعا عن مبارك ، ولكن كنت أكثر الكتاب الذين هاجموا النظام فى قمة عنفوانه ، ولكن عندما سقط النظام ، كنت أرى أن مصر تسقط وليس مبارك .. ولذلك مازلت أقول وسوف أظل أردد أن 25 يناير هى أكبر نكسة ومؤامرة تعرضت لها مصر منذ العدوان الثلاثى ونكسة يونيو 67 .. والدليل أن كل رموز الإخوان وأعضاء الجماعة ، أو بالأدق العصابة التى قبض عليها بزعامة المضلل العام محمد بديع ، والقرصان "خيرت الشاطر" ، والجاسوس أبو صباع "مرسى العياط" يناشدون العالم وأبناء عشيرتهم بالمحافظة على ثورة 25 يناير المجيدة .. بل أن البعض يحلو لهم أن يقولوا أن الثورة سرقت منهم ، ويظلوا يدافعون عن نظرية السرقة حتى إقتنعوا هم أنفسهم بالفعل أن الثورة سرقت .. وأتساءل أى ثورة ؟ .. ألا تخجلون من أنفسكم ؟ .. ألا تستحون من إعادة المشهد عندما كان يحتضن هؤلاء الإخوان المسلمين ، وجماعة 6 إبريل ، وأحزاب كثيرة تسير على نفس نهج الإخوان ويجلسون على نفس المائدة .. وفديين على إشتراكيين على أحرار على حركات ثورية ، مع القياديين بجماعة الإخوان المسلمين ، الأخ "عصام العريان" ، و"محمد البلتاجى" ، و"صفوت حجازى" ، و"سعد الكتاتنى" ، و"أكرم الشاعر" ، و"محمد مرسى" ، وشيخ المنصر "محمد بديع" .. وكانت اللقاءات والندوات تجمع كل هؤلاء ، والتربيطات ، والإعتصامات ، وساندوتشات الهامبورجر والكنتاكى التى تولى إرسالها السيد البدوى ، والبطاطين والخيام الفاخرة التى تولى إمداد التحرير بها الإستشارى ممدوح حمزة ..
** كل هؤلاء تعاونوا مع الإخوان وأوصلوهم إلى سدة الحكم .. كل هؤلاء إنقلبوا على الإخوان بعد أن إستأثر الإخوان بالسلطة ، ورفضوا إعطاء هؤلاء الفتات ..
** ومع ذلك .. لم يستطع كل هؤلاء أن يسقطوا الإخوان ، ولكن الشعب الذى خرج هو الذى أسقط الإخوان بلا رجعة .. فى الوقت الذى بدأ يعود هذا الطابور الخامس للظهور الإعلامى مرة أخرى .. مع تداول بعض أخبار وتسجيلات مبارك فى بعض الصحف والقنوات الإعلامية مع كلمة "إنفراد" .. أقول لكل هؤلاء ألا تخجلون من أنفسكم ، لماذا لا يكون لديكم الجرأة والذهاب مباشرة للرئيس للحصول على تسجيلات صريحة وحقيقية ، بدلا من أسلوب أرسين لوبين وشارلك هولمز ..
** فى النهاية .. أعتقد أن المؤامرة مازالت مستمرة .. وأمريكا لم تفقد الأمل ، فالعملاء أصبحوا بالألاف ، ومصر فى مأزق حقيقى .. ورغم ذلك يبحث الجميع عن سبوبة للشهرة .. وليس طريق للنور لإنقاذ الوطن ..
** هذا هو رأيى مع إحترامى الكامل للرئيس مبارك .. ولكن أقول للإعلام الهايف وجريدة اليوم السابع "تمخض الأسد فولد فأرا" ..

صوت الأقباط المصريين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق