جرت الاسبوع قبل الماضي وبالتحديد في 07/09/2013 الانتخابات الفيدرالية وقامت الاحزاب الاسترالية الجديدة والعريقة بحملة انتخابية ضارية من اجل كسب اصوات الناخبين ومن ضمنهم اصوات ابناء الجالية.
الجالية التي تشكل جزءاً من الطيف الاجتماعي والسياسي في البلاد بغض النظر عن العدد رغم ان البعض يحرص على تضخيم الرقم عكس الاحصائيات لأن الظاهر ان هناك عداوة بيننا وبين علم الاحصاء لدقته. شاركت الجالية في تلك الانتخابات سواء ترشيحاً او اقتراعاً ولكن السؤال الذي يطرحه المرء ما هو الدور والتأثير للجالية بهذه الانتخابات؟
قبل الاجابة عن السؤال وانصافاً للغيورين والذين يعملون بصمت لأجل الجالية والمصلحة العامة، لا يمكن للمرء الا ان يعترف بالنجاحات المهمة التي حققها بعض الافراد والمؤسسات في اكثر من مجال ثقافي، سياسي، اقتصادي، اجتماعي وغيرها.
خلال الحملة الانتخابية ومن خلال التغطية التي قام بها الاعلام العربي في استراليا لاحظنا لقاءات عديدة للسياسيين مع ابناء الجالية ومؤسساتها وطبعاً تعاملوا مع من يدعي تمثيل الجالية بأستخفاف لأن هذه هي الحقيقة ،لأن الجالية ومن يدعي تمثيلها لا يمكن ان يجتمعوا وكل يغني على ليلاه متخلين عن مصدر القوة والحضور، نقول هذا ليس من منطلق تمييز ابناء الجالية عن باقي مكونات المجتمع الاسترالي لا بل نعني العكس تماماً ،لأن همّ بعض هؤلاء المتصدرين للمشهد يقتصر على جذب الاهتمام الى شخصهم بعيداً عما هو اكثر جدية وجدوى ونفعاً، حتى وانهم عملوا على استيراد اسلوب العمل السياسي القبلي والعائلي والقروي والإقطاعي التسلطي التقسيمي والذي هو سبب هجرتنا، حتى لم يعد من المستغرب ان تسمع بعض السياسين يستخدمون هذا الاسلوب لدرايتهم بما يرضي هؤلاء الذين يحاولون مصادرة دور الجالية بخطاب سياسي زائف لا يسمن ولا يغني من جوع.
استراليا الدولة العلمانية والتي فصلت الدين عن الدولة وتتعامل مع ابنائها محافظة على خصوصيتهم الثقافية والدينية لا توجد فيها نظرة الى افراد المجتمع كأن بعضهم من مرتبة اجتماعية سامية لأن المجال مفتوح امام الجميع مهما حاول البعض من ابناء الجالية ان يلعب ورقة العنصرية المعششة في رؤوسهم وبينهم ويريدون قياس الأمور بمقاييسهم لأن الكل يعرف ان القوانين الاسترالية تعمل على محاربتها بكافة اشكالها والوانها ومستوياتها. هذه الملاحظات واكثر منها لم تعد خافية على اي انسان واكب ويواكب نشاطات الجالية سواء بالمشاركة او المتابعة، هذه النشاطات التي تتبخر كفقاعات الصابون حتى قبل ان تبدأ.
وأخيراً كان من الملفت في هذه الحملة الانتخابية بُعد البعض من المنخرطين بالعمل السياسي من ابناء الجالية عن مفهوم اللعبة الديمقراطية واتهام خصومهم بالأنتهازية والانانية وعدم الحرص على مصلحة الجالية وبرميهم بشتائم غير اخلاقية وألفاظ غير لائقة لمخالفتهم اياهم الرأي السياسي بينما يتشدقون بالمطالبة بالحرية والديمقراطية في البلاد التي جئنا منها، وهذا ان دل على شئ يدل على ازدواجية خطاب بعض هؤلاء المنخرطين بالعمل السياسي من ابناء الجالية.
كفى الاستخفاف بالعقول واصطناع شرعية تمثيلية كاذبة لا تبغي اكثر من مصلحة شخصية متدثرة بالمصلحة العامة والواقع المليء بالتكاذب يشهد على ذلك، لأننا اصبحنا اضحوكة السياسيين الذين يعرفون ما خفي وما بان من امورنا وشؤوننا .
هل بقي من مجال لمن يدعون تمثيل الجالية من رجال دين ودنيا للاختباء وراء اصابعهم بعد ما بدى من هزالة دور الجالية في الانتخابات الاخيرة!!!!!!
سدني
E-mail:abbasmorad@hotmail.com
عباس نثرك ما انقطع طيبو
ردحذفما في هدف مش قادر تصيبو
من زمان قلت وكلمتي عم عيد
الواقع من المجهول بتجيبو