أزمة أوكرانيا تهيئ لتهجير يهودها إلى فلسطين/ نقولا ناصر

(أوكرانيا تحولت إلى ساحة مفتوحة مستباحة ل"الخبراء الأمنيين" الإسرائيليين واليهود يصولون ويجولون فيها بحجة حماية أمن اليهود كذريعة للتغطية على دورهم في استغلال أزمة البلاد لتنظيم هجرة من تبقى من يهودها إلى فلسطين المحتلة)

بينما يستفحل الانقسام الداخلي في أوكرانيا ويتصاعد الصراع الغربي - الروسي على النفوذ فيها، تتخذ المنظمات الصهيونية واليهودية من انعدام الأمن الناتج عن ذلك ذريعة لحث من لم يهاجر بعد من يهود أوكرانيا إلى فلسطين المحتلة إلى اللحاق بمن سبقهم إليها، والنتيجة الحتمية المتوقعة لذلك هي إطلاق موجة هجرة يهودية جديدة تعزز الاستعمار الاستيطاني في فلسطين.  

إن حجم الدور اليهودي في استغلال الأزمة المتفاقمة في الجمهورية السوفياتية السابقة مغيب عن أضواء الإعلام، مع أن تلك المنظمات قد دعمت وحرضت على "تغيير النظام" في أوكرانيا ورعت الدور القيادي الذي لعبه يهودها في "ميدان الاستقلال" في العاصمة كييف لكنها في ذات الوقت تشن الآن حملة دولية واسعة تصور يهود أوكرانيا بأنهم معرضون للخطر وتدعوهم إلى الرحيل عن كييف وعن أوكرانيا بكاملها، وتستنجد بدولة الاحتلال الإسرائيلي لإنقاذهم.

في الثالث من شباط / فبراير الماضي قال مدير اللجنة اليهودية الأوكرانية إدوارد دولينسكي لوكالة "جويش تلغرافيك ايجنسي" إنه طلب من وزير خارجية دولة الاحتلال أفيغدور ليبرمان المساعدة في إرسال "وفد من محترفي الأمن الإسرائيليين لتقييم الاحتياجات الأمنية للمؤسسات والمنظمات اليهودية في أوكرانيا". 

وفي الحادي والعشرين من الشهر ذاته حذر رئيس "مؤسسة التفاهم العرقي" مارك شناير في يومية "فوروورد" اليهودية من خطر استخدام يهود أوكرانيا ك"كبش فداء" لسوء حظ الأوكرانيين، مذكرا بتاريخ العنف ضد يهود أوكرانيا الذي أودى بحياة أكثر من مائة ألف منهم في القرن السابع عشر. 

وفي اليوم التالي نقلت هآرتس عن معاريف العبريتين قول الحاخام الأوكراني موشى روفين آزمان إنه حث يهود كييف على الرحيل "عن مركز المدينة أو عن المدينة بكاملها وحتى عن البلاد إن أمكن" بينما حثت سفارة دولة الاحتلال في كييف يهودها على عدم الخروج من بيوتهم.

وفي اليوم الذي تلاه ذكرت "جويش تلغرافيك ايجنسي" أن الوكالة اليهودية العالمية أعلنت بأنها سوف تقدم "مساعدات فورية طارئة" ليهود أوكرانيا وتساعدهم في حماية أمن المؤسسات اليهودية فيها.

وفي الرابع والعشرين من الشهر أصدر رئيس المؤتمر اليهودي الأوكراني ومالك قناة "جويش نيوز 1" التلفزيونية فاديم رابينوفيتش بيانا قال فيه إن علاقة المحتجين مع الطائفة اليهودية "متسامحة وسلمية" وأن "أي ادعاءات تقترح العكس هي استفزازات فحسب". 

لكن "ذى تايمز أوف اسرائيل" في اليوم التالي ذكرت أن رئيس الجمعية اليهودية الأوروبية الحاخام مناحيم مارجولين بعث رسالة إلى رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو طلب فيها بصفة عاجلة "إرسال حراس أمن مدربين لحماية التجمعات اليهودية في المدن والبلدات الأوكرانية" لأنها تشعر بالعجز في مواجهة "الموجة المتنامية للهجمات المعادية للسامية". وفي اليوم ذاته قالت "ذى جويش ويك" في نيويورك إن "الاضطرابات في أوكرانيا قد تركت واحدة من أكبر الجاليات اليهودية في أوروبا على المحك".

وكانت المؤلفة ومديرة دراسات أوروبا الشرقية بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، اميليا جلاسر، تنشر مقالا في اليوم ذاته قالت فيه إن "بعض اليهود المولودين في أوكرانيا ممن هاجروا إلى إسرائيل وخدموا في جيشها قد عادوا إلى كييف ... من أجل وضع خبراتهم العسكرية موضع التطبيق"، مضيفة أن "عددا كبيرا من منظمي الاحتجاجات عبر أوكرانيا هم من المثقفين اليهود: فنانون ومدرسون وأكاديميون ضمن آخرين من أعمار مختلفة" وكذلك فعل "كثير من اليهود البارزين".

وفي التاسع من الشهر الماضي خاطب اليهودي الفرنسي برنار - هنري ليفي المحتجين الذين احتلوا "ميدان الاستقلال" في كييف، وهو الذي حرض على غزو حلف الناتو لليبيا وقبل ذلك على التدخل العسكري الأميركي في البوسنة بينما يحض اليوم على غزو غربي لسورية وقد وصفته الجروزالم بوست بأنه يحتل المرتبة (45) بين اليهود الأكثر نفوذا في العالم.

وتذكر تقارير الأخبار أن زعيم الحزب النازي الجديد "الحرية" الذي قاد أعمال العنف وخطف الاحتجاجات السلمية، تياجنيبوك فروتمان، هو نصف يهودي لكنه يعلن بأن "المافيا اليهودية الروسية" تسيطر على أوكرانيا، وأن مصرف "برافيتبانك" الذي يملكه اليهودي ايغور كولومويسكي من الممولين لهذا الحزب الذي تتخذ المنظمات الصهيونية واليهودية من نازيته حجة لإثارة الذعر في أوساط يهود أوكرانيا وذريعة لحثهم على الرحيل إلى فلسطين المحتلة.

وكانت الجروزالم بوست العبرية في الثالث عشر من كانون الأول / ديسمبر الماضي قد ذكرت بأن "اليهود الشباب كانوا في الخطوط الأمامية للاحتجاجات ضد الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش"، واقتبست من الناشطة اليهودية الكسندرا أولينيكوفا قولها إن "أصدقائي كانوا في خطوط القتال الأمامية ضد القوات" الحكومية لكنهم "لا يكشفون هويتهم اليهودية كثيرا هناك"، وأن "بعض اليهود الأوكرانيين الشباب ممن يعملون مع منظمات دولية" يهودية كانوا "ناشطين حقا" في تقديم الدعم وفي "تنظيم المتاريس".

وبالرغم من كل ذلك قال رئيس اللجنة اليهودية الأوكرانية دولينسكي للصحيفة العبرية إن لجنته "شجعت" يهود أوكرانيا على "زيادة الأمن في كل مكان يهودي عام" خشية وقوع ما سماه "استفزازات" ضد اليهود ولهذا الغرض "تحدثنا أيضا مع اللجنة الأميركية اليهودية المشتركة ومع اللجنة اليهودية الأميركية ونود دعوة خبراء أمنيين إسرائيليين وغيرهم من اليهود من أجل وضع خطة أمنية شاملة" تحمي يهود أوكرانيا من الفوضى الأمنية التي يقومون بدور قيادي في خلقها!

ويتضح من هذه الأمثلة أن أوكرانيا قد تحولت إلى ساحة مفتوحة مستباحة ل"الخبراء الأمنيين" الإسرائيليين واليهود يصولون ويجولون فيها بحجة حماية أمن اليهود.

ولا يحتاج المراقب إلى كثير من الاجتهاد للاستنتاج بان هذه الحجة ليست إلا ذريعة للتغطية على دورهم في استغلال أزمة أوكرانيا، كما استغلوا الأوضاع المماثلة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، لتنظيم هجرة من تبقى من يهودها إلى فلسطين المحتلة، حيث تسابق دولة الاحتلال الإسرائيلي الزمن لتعديل الميزان الديموغرافي الذي يعمل لصالح عرب فلسطين.

فهجرة يهود العالم إليها في تراجع، وفي سنة 2011 لم يهاجر منهم إليها سوى (17500) فقط، وهذا أدنى معدل للهجرة في تاريخها كما كتب بن بيرنباوم في الواشنطن تايمز في الثامن من آذار / مارس العام التالي.

وحسب ما كتبت د. بتسي جيدويتز في "مركز القدس للشؤون العامة" الإسرائيلي في الخامس عشر من أيار / مايو 2007، هاجر (315) ألف يهودي أوكراني إلى فلسطين منذ عام 1989. وكان اسحق بن زيفي ثاني رئيس لدولة الاحتلال من يهود أوكرانيا وقد وصفهم بأنهم كانوا "رأس رمح الحركة الصهيونية المعاصرة" أثناء اجتماع له في الشهر السادس عام 1961 مع (150) شخصية منهم، ضمت جنرالات في الجيش ووزراء وبرلمانيين وعلماء وشعراء وكتاب وأكاديميون. 

ونقلت "جويش تلغرافيك ايجنسي" عن الوكالة في الثالث والعشرين من الشهر الماضي أن حوالي (200) ألف يهودي ما زالوا في أوكرانيا وكانت دائرة الإحصاء الأوكرانية قد ذكرت بأن عددهم كان (106) آلاف عام 2001 لكن معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي قدر عددهم عام 2005 ب(84) ألفا. وحسب موسوعة "ويكيبيديا" فإنهم كانوا عام 2012 خامس أكبر جالية يهودية في أوروبا والحادية عشر في العالم.

* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com

إسرائيل قلقة على مصير اللاجئين الفلسطينيين/ د. مصطفى يوسف اللداوي

تطالب الحكومة الإسرائيلية، الإدارة الأمريكية الذي يقود وزير خارجيتها جون كيري حملة المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية، من خلال خطته التي يتصور أنها كفيلة بخلق حالة سلام جادة ودائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بضرورة إلزام كل دولة عربية تستضيف فلسطينيين على أرضها، بالموافقة على خطة السلام المقترحة، والتوقيع عليها، والمصادقة عليها أصولاً من هيئاتها المعتمدة، وعدم الاعتراض عليها، أو السماح لقوى وهيئاتٍ مدنية بمعارضتها.
وتطالب الحكومة الإسرائيلية، قبل التوصل إلى صيغة سلام نهائية مع الفلسطينيين، بوجوب قيام الحكومات العربية بلا استثناء، بتجنيس الفلسطينيين المقيمين على أرضها، وذلك بعد إجراء المناقلات المطلوبة، واستيعاب دول أوروبا وكندا وأستراليا لبعضهم، ليتم وضع حد نهائي وحاسم لقضية اللاجئين الفلسطينيين، ووتؤكد على تعهد الحكومات العربية بعدم قيامها بالمطلق بطرد أي فلسطيني مقيم على أرضها، أو التضييق عليهم.
كما يجب المصادقة على منح الفلسطينيين بعد تجنيسهم وتوطنيهم حيث هم، التعويضات المنصوص عليها في الأمم المتحدة، وتكليف هيئة دولية بالإشراف على التعويض الفردي للفلسطينيين، مع التأكيد على ضرورة التعويض الفردي، وعدم الإكتفاء بتعويض الدول المستضيفة على السنوات التي استقبلت فيها اللاجئين الفلسطينيين وآوتهم، ولا الإكتفاء بمنح الدول المستضيفة أموالاً للقيام بمشاريع لخدمة وتشغيل واستيعاب الفلسطينيين فيها، فإن هذه الخيارات ممكنة، لكن يجب ألا تنفي أو تتجاوز التعويض الفردي.
وبالمراجعة القانوينة لوجهة النظر الإسرائيلية، التي تتمسك بها وتصر عليها، فإننا وجدنا أن القانونيين والمشرعين الإسرائيليين، هم الذين يصرون على هذا الأمر، كونهم يعلمون أن الملكية الشرعية لا تكون إلا إرثاً، أو بيعاً وشراءً، والكسب المشروع هو أحد أشكال البيع بالجهد، وما عدا ذلك من أشكال التملك فهي غير شرعية، أو مشكوكٌ فيها، كالغصب، والمصادرة، والتملك بالقوة، والاحتلال والطرد، ومنح من لا يملك وغير ذلك.
إن تعويض الفلسطيني فردياً عن حقه، إقرارٌ شرعي بالتنازل، وقبولٌ قانوني بالبيع، وهو صكٌ تعترف به الأجيال القادمة، وتلتزم به المؤسسات الدولية، ولا يمكن لأحدٍ إنكاره، طالما أنه قام على أسس البيع والشراء، وعلى قاعدة قبول المالك، بغض النظر عن شائبة القوة والاحتلال، إذ أن أحداً لا يستطيع أن يشكك في ملكية مواطنين يهود في ظل الحكم العثماني، أو سنوات الإنتداب البريطاني على المنطقة.
وقياساً على ذلك فإن وكالاتٍ يهودية دولية عديدة، تجوب الدول الغربية، وحيث يوجد فلسطينيون لاجئون، وتعرض عليهم شراء الأوراق والشهادات التي تثبت ملكيتهم لأراضي في فلسطين قبل الاحتلال، وتدفع مقابل ذلك مبالغ كبيرة، رغم أن البيع يتم للأوراق والوثائق، ومع ذلك يحرص الإسرائيليون على شرائها، ودفع أثمانها مهما بلغت، لأنهم يعلمون أن صك الشراء، الذي يتم بموافقة وقبول المالك، وفيه إقرار باستلامه للثمن والبدل، تنازلٌ شرعي وقانوني، ويمكن المحاججة به، والاعتماد عليه.
ويقول وزير التخطيط الإسرائيلي من حزب البيت اليهودي نفتالي تينيت، أنه يوجد في الدول العربية بين 6-9 ملايين فلسطيني، كلهم بلا جنسية، وممنوعين من ممارسة حقوقهم الإنسانية، ولا يحق لهم العمل ولا السكن، ولا يسمح لهم بالتملك ولا بحرية السفر، فضلاً عن أنهم لا يحملون جواز سفرٍ مقدرٍ ومحترم.
يخشى نفتالي تينت من قيام الدول العربية بطرد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين على أرضها، حال الإعلان عن تأسيس الدولة الفلسطينية، وهو أمرٌ يقلق إسرائيل، ويعرض أمنها وسلامتها للخطر، إذ ليس من السهل أن يتم زج عشرة ملايين فلسطيني داخل حدود الدولة الفلسطينية، فإنهم جميعاً سيفكرون أن أرضهم المغتصبة هي بالقرب منهم، وأنها ما زالت محتلة، مما سيخلق حالة مقاومة جديدة، لكن قوامها سيكون ملايين الفلسطينيين، الذين كانوا يسكنون المخيمات، ويحلمون بالقيام بأعمالٍ عسكرية ضد إسرائيل.
ويرى تينت وغيره أن الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة العربية، لا تسمح بتوطين الفلسطيني وتجنيسه، إذا ترك القرار إلى الأنظمة الحاكمة، التي تتطلع إلى طرد الفلسطينيين المقيمين على أرضها لأكثر من سبب، التي قد يكون منها تحقيق حق العودة الفلسطيني، ولكن هذا لا ينفي وجود أسباب ودوافع أقوى، منها التخلص من الفلسطينيين، والتخلي عن المسؤولية تجاههم، فضلاً عن أنهم في بعض الدول يشكلون هاجاً طائفياً وطنياً يرعب بعضهم، الأمر الذي يجعلهم يعجلون في طردهم، والتخلص منهم.
لهذا تطالب الحكومة الإسرائيلية، في معرض انتقادها لخطة كيري، الإدارة الأمريكية بضرورة إنهاء هذا الملف، وإلزام الدول العربية المستضيفة بالتوقيع على الإتفاقية، والمباشرة في منح حقوق المواطنة للفلسطينيين المقيمين على أرضها، ومنها جواز السفر، وحق العمل والتملك، وغيرهم من الحقوق المدنية التي يتمتع بها مواطنوا هذه الدول.
يخطئ من يظن أن الإسرائيليين قلقون على الفلسطينيين، وأنهم يحرصون على مصالحهم، ويخافون عليهم، ويريدون الإطمئنان إلى مستقبلهم، والتأكد من استلامهم لحقوقهم، ومنع أحدٍ من التغول عليهم، وكأنهم يريدون أن يبلسموا جراحات الفلسطينيين، ويعوضوهم عما أصابهم ولحق بهم، وقد يبدون للبعض أنهم أكثر حنواً من بعض الأنظمة العربية، وأكثر حرصاً منهم على الإطمئنان على الفلسطينيين.
لكن الإسرائيليين الذين يفكرون بإستراتيجية بعيدة المدى، ويعرفون مآلات الأمور، ويدركون سياسات الدول، لذا فهم يريدون أن ينتهزوا هذه الفرصة التي منحتهم إياها الإدارة الأمريكية عبر خطة كيري، لتحقيق أكبر قدرٍ ممكن من الأهداف الاستراتيجية، ومنها يهودية الدولة، ونقاء كيانهم من أي عربي، مسلمٍ أو مسيحي، بالإضافة إلى إنهاء الخطر الحقيقي الذي يشكله هاجس العودة، وملف اللاجئين الفلسطينيين المفتوح منذ سنوات، وقد جاءتهم خطة كيري على طبقٍ من ذهب، لتلزم العرب جميعاً بالصمت والقبول، والتسليم والاعتراف. 

شعب مصر فلتهب لنصرة نفسك لحاضرك ومستقبل أولادك/ بقلم ايمان حجازى

أعتقد يعنى برأيي المتواضع إن جهاز معالجة فايروس سى والإيدز - مع كل الأراء التى تدور حوله - يختلف تماما عن موضوع التابلت المصرى 

التابلت المصرى لم يخترع ولكن تم تجميع مكوناته فقط من عناصر تكوينية كلها تحمل علامة صنع فى الخارج !!!!! هذا على حد علمى 

أما جهاز العلاج حتى وإن كان تكوينه قد تم الإستعانة فيه بعناصر خارجية أو مصنوعة فى الخارج , فموضوع الإكتشاف والجدل ليس على التصنيع - أو هذا ما إستطعت فهمه - إنما الجدل فى كونه جهاز قادر على الشفاء أم لا .............

وأيضا يوجد خلاف بين هذا الجهاز وبين أى أدوية موجودة فى السوق سواء محلية الصنع أو مستوردة ...... لأنه - وهذا حسب فهمى أيضا - لن يحتاج الى مواد أو عناصر مما تدخل فى تصنيع الأدوية ..............

****
بالفعل هذا الجهاز فريد فى فكره والدور الذى يؤديه .......

أما عن الحرب الدائرة حول هذا الجهاز فهى حرب إعتدنا عليها , حرب لقمة العيش والتواجد والبقاء تطبيقا لمبدأ أنا ومن بعدى الطوفان 

هى نفس الحرب التى فرضت على سعر الدواء حينما بحثنا تخفيضه لإمكان الفقير فى هذه البلد من الحصول عليه فى مقابل الدواء الأجنبى , والذى للأسف كانت هذه الحرب تدار من قبل رجال أعمال مصريين وهم صناع تلك الأدوية أو المستوردين لها لسبب واحد أن هذا التخفيض فى سعر الدواء سوف يلمس حصتهم من التورتة التى إعتادو الحصول عليها والتى تسبب لهم التخمة التى لم ولن يفكرو فى إستطاعتهم يوما فى التخلى عنها 

هى نفس الحرب التى تفرض على المستوردات من كافة الأغذية والأطعمة وروادها هم أنفسهم من بورو الآراضى الزراعية وهم من يهدرو مزارع الأسماك وهم من جعلونا مستوردين للقمح بعد أن كنا مصدرين وهم من أهدرو قيمة القطن المصرى طويل التيلة المفتخر وكل تلك الأفعال ثابتة ومؤيدة بمعاهدات إقتصادية دولية من حكومات متعاقبة ورجال أعمال منهم الأحياء ومن الأموات 

وليس عجيبا أن يساند هؤلاء بعض من عناصر الحكومة المصرية الذين يدفع لهم الشعب رواتبهم لإدارة مقدرات حياته فإذا بهم يديرونها لصالحهم الخاص وهم كثر ولن يكون المستشار العلمى لرئيس الجمهورية الدكتور عصام حجى هو الأخير فى هذا الصف فهم يتوالدو ويتكاثرو ذاتيا مثل الأميبا , يحدث هذا لأننا كشعب لم يكن لدينا أى قدرة على إختيار عناصر الإدارة التى تدير شأننا فكانت تأتى على هوى كل من له هوى أو مصلحة وتستمر طالما تحقق مصالح من أتى بها 

ولذلك تضعنا المرحلة الحالية فى موقف لا نحسد عليه كشعب , فإما أن نركز ونختار من يدير أمورنا لصالحنا نحن وإلا سوف يكون الغد بالنسبة لنا أسوأ بكثير من الأمس 

الدستور الذى أستفتينا عليه مؤخرا , دستور 25 - 30 , بغض النظر عن مدى إقتناعنا به , وبغض النظر عن درجة الرضا عنه غير أنه يعطينا الحق فى إختيار مصائرنا .... 

فلنكن أكثر إيجابية ..... 

فلنكن أكثر تركيزا فى المرحلة الحالية .... 

طبعا الإنتاج والعمل والإستقرار عناصر هامة لا يستطيع أحد أن يتجاهلها 

وقطعا الأمن والأمان والعيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية والتى هى مبادىْ ثورة 25 يناير 2011 والتى لم يتحقق منها شيئا على الإطلاق  فهى أيضا مهمات لا يمكن تجاهلها 

ولكن كخطوة إستباقية لابد لنا الآن من التفاعل مع الدستور ,,, 

ولذلك أجدنى كمواطن مصرى منتمى حتى النخاع الى أرض هذا الوطن ومهموم حتى البكاء بهذا الشعب أن أتوجه مباشرة الى بنى وطنى وأخاطبهم وأطالبهم ,, يا شعب مصر عليك أن تعيد قراءة الدستور ليس بغرض أن تعرف عيوبه ومميزاته وإنما لتعرف حقوقك ومتى تقف وكيف تتصرف 

يا شعب مصر ... إقرأ الدستور لتعرف حقك فى إختيار ليس فقط رئيس الجمهورية ولا حتى رئيس الوزراء والوزراء أنفسهم وإنما لابد لك أن تعرف كيف تختار وكيف يكون لك رأى فى أى ممثل لك فى الحكم المحلى أيضا 

يا شعب مصر ليكن راسخا فى عقلك مهما كان لديك من علماء ونجباء وظل موجودا مرتعا متشعبا ضاربا بأزرعه فى الجذور فلن تستطيع أن تحقق أى نجاحات , عن خراب الذمة وعن موات الضمير وعن الفساد أتحدث !!!!!!

فبدون أن تنقى شجرة الإدارة من أعلى شواشيها حتى أصغر وأضعف جذورها لن يكون لأولادنا مستقبل يحمدوننا عليه ويتذكروننا ويترحمون على شهدائنا الذىن فقدناهم للوصول الى هذه اللحظة الفارقة 

كلمة أخيرة , نعم مشكلة وطننا الرئيسية هى الإدارة ولكن صلب المشكلة هو الضمير الإنسانى , وإذا كان من الصعب إحيائه بالحسنى - هذا الضمير الميت -  فيجب خلق القوانين الرادعة التى تحاسب وتحاكم من يتجرأ ويخالف أو يخون هذا الشعب ومن لم يكن لديه إنتماءا صادقا خالصا لهذا الوطن , لن يقدر على فرض وسن هذه القوانين غير شعب فعل فعلك وقام بثورتك .

ألا هل بلغت اللهم فإشهد .........

الراهن الفلسطيني والتحدي المطلوب/ شاكر فريد حسن

ما من شك أن الشعب الفلسطيني عرضة لمراوغات سياسية وضغوطات كثيرة في زمن الردة العربي ، وفي ظل حالة الانقسام المدمر المتواصل على الساحة الفلسطينية ، وأن التلويح بتمديد المفاوضات وإعادة العملية السياسية السلمية إلى مسارها هو أمر زائف ،  وسيكون مرهوناً بتنازلات مجحفة بحق شعبنا وقضيته العادلة ، وأن التصريحات التي نسمعها بين حين وآخر من بعض الأصوات والقيادات الفلسطينية ، والتلميح بالموافقة على خطة كيري و"يهودية الدولة" يلحق ضرراً بالغاً وكبيراً بالمشروع الوطني الفلسطيني ويشكل ضربة قوية في الجسد الفلسطيني وبين شقي البرتقالة الفلسطينية .

إنها ألاعيب سياسية ، ومحاولات تضليلية وتسويقية بائسة ، وخطط ومشاريع خطيرة ومخيفة ، تمس جوهر النضال التحرري الفلسطيني والمسائل والثوابت الوطنية الأساسية ، وهدفها تمزيق شعبنا ، وضرب وحدته ، وتصفية حلمه ، وكسر إرادته، وتوسيع رقعة الاستيطان ، وتكريس الاحتلال ، وإعادة التهجير،  وشطب حق العودة.

لا يختلف اثنان أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ عشرين عاماً ، أثبتت بالدليل القاطع الملموس أنها مفاوضات عبثية وعقيمة لم ولن تؤدي إلى أي نتيجة ، ولن تثمر شيئاً لصالح شعبنا ، وإطالة أمد هذه المفاوضات لا جدوى منه سوى كسب الوقت والمماطلة والتسويف . وعليه يجب رفض مقترحات كيري وكل المراوغات الإسرائيلية ، وعدم التعاطي مع الرهانات الأمريكية ، فهي بمجملها تأتي دائماً على حساب الحقوق والمصالح الوطنية ، وتخدم الأهداف الكوليونالية الاستيطانية لحكومة نتنياهو – ليبرمان .

من هنا نرى أهمية وقف هذه المفاوضات ، وآن الأوان لإعادة الأمور إلى نصابها ، والتعجيل في طي ملف المصالحة ، وتوحيد الصف الفلسطيني وطنياً وكفاحياً لمواجهة ما يحاك من مؤامرات تصفوية للقضية الفلسطينية ، باعتماد إستراتيجية نضالية واضحة تمكنه من تجاوز المرحلة بسلام . وحذار من مروجي الكذب والوهم والتضليل السياسي والإعلامي ، ومن المطبلين والمتخاذلين والمتهادنين مع خطة كيري والمتساوقين معها ، ولنكرر صرخة النائب محمد بركة ، ابن صفورية المهجرة، الصادقة في وجه قادة العنصرية والاحتلال والتطرف والابرتهايد في الكنيست الإسرائيلي : " سيأتي اليوم الذي تتوسل فيه إسرائيل وقادتها لاستجداء السلام وحل الصراع ".

عودة مزاد بيع مصر .. وإسقاطها/ مجدي نجيب وهبة

** يبدو أننا لم نتعلم .. ولن نريد أن نتعلم ولا نريد أن نقرأ الماضى حتى نستطيع أن نرى المستقبل بعين ثاقبة وواضحة .. فاليوم نعود لنفس المزاد ، ونفس سيناريو إسقاط الدولة المصرية ، ولكن مع تبديل بعض الوجوه وبعض الشخصيات .. يظل الهدف كما هو ، وهو العودة إلى نفس المربع الذى خرجنا منه بمعجزة ..
** ذهب مرسى وجاء الببلاوى ... حذرنا من مرسى والإخوان قبل وصولهم إلى الحكم ، وللأسف ظل الجميع يعاندون ويكابرون ، ويدعون المعرفة .. وهذه كارثة أدت إلى حدوث كوارث مازالت تعانى مصر منها حتى الأن ..
** واليوم نحذر مما يفعله رئيس الحكومة الحالى "حازم الببلاوى" .. فبالأمس وفى برنامج "الشعب يريد" تقديم الإعلامى "أحمد موسى" على قناة التحرير .. وفى المداخلة الهاتفية للمحامى "فريد الديب" .. قال نصا "إن الخراب الذى تفعله حكومة الببلاوى هو إستكمال للتدمير الذى فشل فيه جماعة الإخوان المسلمين ، وهم ينفذونه الأن" .. وهذا ما كتبناه نصا فى مقالات عديدة منذ تولى هذه الحكومة .. ولا حياة لمن تنادى ، ولا يوجد مسئول واحد من الحكومة وصولا إلى رئيس الدولة المؤقت ، يبكى على هذا الوطن .. بل أن إتهامنا شمل رئيس الدولة المؤقت بإعتباره المسئول عن إستمرار مسلسل إسقاط وتدمير وبيع مصر فى مزاد علانية ..
** نعم .. الجميع يشاركون الأن فى مسلسل التخريب .. بداية من الحكومة والرئيس المؤقت ، وأحزاب المعارضة الكارتونية ، وعلى رأسهم حزب الدستور الذى أسسه "محمد البرادعى" ، والذى لا يزيد أعضاءه عن 200 عضو .. ولكن يبدو أن هيافة الإعلام والإعلاميين والصحافة فى مصر لا تجد ما تتحدث عنه إلا فوز سيدة قبطية لأول مرة برئاسة حزب الدستور ، رغم تصريحات هذه السيدة المسيئة لترشيح السيسى ، وبالتبعية هى من أنصار الأمريكانى الهارب "محمد البرادعى" .. وقد قيل أنها عقدت جلسة إجتماع مع حزب مصر القوية الإخوانى .. وهنا أتساءل .. ما علاقة سيدة قبطية ترأس حزب كارتونى إسمه الدستور بتلك الحملة التى صاحبت ترشحها لرئاسة الحزب ..
** نعم .. لا يجد الإعلام ما يتحدث عنه إلا نشر هذه التفاهات ، وبث برامج لا قيمة لها إلا ملء الفراغ الإعلامى مثل ظهور برنامج على قناة التحرير بإسم "صالون التحرير" يقدمه اليسارى جدا "عبد الله السناوى" .. وكأن مصر فى رفاهية وليست فى حالة حرب شرسة مع الإرهاب فى الداخل والخارج ..
** إرحمونا يرحمكم الله .. كفاكم تضليل وكذب وتفخيخ الشارع المصرى .. وشحنه بالهيافات التى يطلقها الأستاذ "محمد حسنين هيكل" ، والذى وصف مصر بسيارة متهالكة وتوك توك ، كما وصفها بالطائرة التى فقدت بوصلتها فى الطيران .. ولكن المصيبة أن المستمعين لهراء هيكل أبدو إنبهارهم بتعليقاته ، وقالوا "إنه شرف كبير أن تكون فى صالون يضم محمد حسنين هيكل" ..
** الحكومة تفتعل وتدبر الأزمات .. وتشعل الشارع المصرى ، تارة بالسماح لعصابة من البلطجية الذين يطلقون عليهم مشجى النادى الأهلى "الألتراس" لمهاجمة الشرطة .. دون أى سبب يذكر .. وقد حدث ذلك قبل نهاية مباراة السوبر بين الأهلى والنادى التونسى .. حتى يرى العالم الفوضى التى تعيشها مصر .. وتارة أخرى بالسماح بالوقفات والإعتصامات الفئوية .. حتى تظهر مصر فى صورة العاجزة عن إدارة شئون الدولة .. فى الوقت الذى يهرول كل رجال الدولة لتقديم العزاء فى والدة الصحفى "أحمد المسلمانى" المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية .. وكانت الصورة هى نفس اللقطة التى ظهرت فى فيلم "طيور الظلام" عندما ذهب كبار رجال الدولة لمواساة "نوفل" المحامى فى وفاة والده ، بعد أن ذاع صيت نوفل المحامى وعلاقته بأحد الوزراء ..
** هذه هى حكومة مصر الأن .. إختفى الشعب ، ولم نعد نسمع سوى شعارات عن ثورة 30 يونيو ، وركب المشهد الخونة والمتأمرين لإسقاط الدولة المصرية .. وذكرنا كل هؤلاء بأسماءهم ولا حياة لمن تنادى رغم خطورة المرحلة والفوضى التى إنطلقت فى العديد من دول الجوار ..
** فالسيد عمرو موسى لبس الشعب المصرى فى الحيط ، بالوثيقة الدستورية التى كنت أول من حذرت منها ، وقلت أنها المسمار الأخير فى نعش مصر ، وأن هذا الدستور هو مؤامرة على مصر .. ولم يسمعنى أحد بل هاجمنى العديد من الشخصيات ، وإتصل بى بعض الأصدقاء والعاملين ببعض وسائل الإعلام ، وناشدونى بالوقوف صفا واحدا لتمرير الدستور .. وقال أحدهم "يكفى أن الجيش والمشير عبد الفتاح السيسى مهتمين بتمرير الدستور لنجاح خارطة الطريق" .. مما إضطررت إلى كتابة مقال بعنوان "90 مليون نعم للسيسى وللدستور" ..
** بالأمس فى حوار الفقية الدستورى "إبراهيم درويش" مع الإعلامية "رانيا بدوى" على قناة التحرير .. أفصح عن كوارث ومواد تم وضعها فى الدستور الذى أطلقوا عليه "وثيقة دستورية" .. ثم أيد هذا الكلام الأستاذ "فريد الديب" واصفا الدستور بأنه كارثة كبرى ستسقط مصر ، وستتكرر نفس أحداث أوكرانيا ، والتى نشاهدها الأن على الشاشة الصغيرة ...
** دعونا نتساءل ونحن فى غاية الدهشة ..  لماذا تأخر كل هؤلاء عن هذه التصريحات وهذه التحذيرات .. وقد كنت أول من حذرت وكتبت مقال بعنوان "نعم للدستور = إسقاط مصر" ، ودعونى أتذكر أقوال الأنبا بولا ، أو القس "صفوت البياضى" ، أو مندوب الأزهر .. وهم يقدمون أبيات من الغزل والشعر فى دستور مصر ، وأنه أعظم الدساتير ولا فرق بين كلمة حكم مدنى التى تم حذفها قبل الإعلان عن الدستور ، وبين حكومة مدنية .. بل خرج علينا الأخ "عمرو موسى" فى لقاءات عديدة وهو يقول "أنه أعظم الإنجازات العصرية" .. بينما لم أرى فيه إلا كارثة دبرتها لجنة الخمسين والتى تكونت من حزب الخراب اليسارى فى مصر ، والمخرج "خالد يوسف" ، ونائب وزير الشباب "خالد تليمة" ، وممثل حزب النور ، وممثل الكنيسة الأرثوذكسية الأنبا بولا ، وممثل الكنيسة الإنجيلية "د.صفوت البياضى" ، والسيد البدوى ، وبسام الزرقا ، ود. محمد أبو الغار ، وبعض الأسماء المنتميين لمجالس حقوق الإنسان لإسقاط الدول التى تصيبنى بشئ من القرف عند تكرارها ..
** وقبل كتابة أى كلمة واحدة عن دستور مصر .. تساءلت ، هل هؤلاء يمكن أن يضعوا دستور مصر .. أعتقد أن هذا الدستور ، وضعت بنوده أمريكا والبرادعى وقطر .. والهدف هو تقليص صلاحية الرئيس القادم المنتخب من الشعب المصرى ، بعد أن شعروا أن الرئيس القادم فى مصر هو المشير عبد الفتاح السيسى ، ووضع كل الصلاحيات فى أيدى البرلمان لتكون له كل الصلاحيات لإقالة الحكومة ، ومحاسبة وإقالة رئيس الدولة .. بل وتشكيل حكومة طبقا لرأى الأغلبية داخل البرلمان .. بل أن المشير السيسى نفسه خرج علينا يدعو الشعب بالتصويت لدستور ثورة 30 يونيو 2013 .. علما بأنه لم يكن سوى دستور معدل لدستور الإخوان 2012 .. وهذا للإعتراف بأن نكسة 25 يناير هى ثورة مجيدة .. وأن فترة حكم الإخوان أثمرت عن دستور 2012 الذى تم تعديله فقط ، وليس إلغاءه ..
** بالأمس فقط .. يهل علينا الفقيه الدستورى "إبراهيم درويش" ، والأستاذ "فريد الديب" ليحذرون من هذا الدستور .. والسؤال هنا ، من المسئول عن هذا الفخ ؟ ..
** هل شارك الجميع مرة أخرى فى مزاد بيع مصر ؟ ..  سؤال نتوجه به فى هذا الوقت للمشير "عبد الفتاح السيسى" ، لأنه الشخص الوحيد الذى وثق فيه الشعب المصرى على أمن وسلامة هذا الوطن .. هل مصر تعود لمزاد البيع الذى تم بين المجلس العسكرى السابق برئاسة المشير طنطاوى والفريق سامى عنان ، وبين الإخوان ..
** والأن .. هل تعود الصفقة بين المجلس العسكرى الحالى ، وحكومة الببلاوى المتآمرة والمتأخونة ضد الوطن .. ولكن هذا لن يحدث بأى حال .. إذن فما هو الحل ياسيادة المشير ، والعالم كله يعرف بشعبيتك الكبيرة وحبك لهذا الوطن وإخلاصك له وللشعب المصرى .. بل الشعب يعطيك كل ثقته فى قراراتك .. فهل ستظل صامتا إزاء ما يدبره الببلاوى ومستشارى الرئيس ، ووزير التضامن الإجتماعى ، ووزير التعليم العالى من أساليب ملتوية ومدمرة لإسقاط هذه الدولة .. هل يمكن أن تنتظر حتى يتم إنتخابات رئاسية جديدة ، أيا كان المرشحين ، حتى يتم إقالة هذه الحكومة .. اعتقد ان الوقت سيكون كافيا لتدمير مصر بل والوطن بأكمله ..
** أعتقد أن الحل ياسيادة المشير هو مطالبة الرئيس المستشار "عدلى منصور" بإقالة حكومة الببلاوى فورا ، وإصدار إعلان دستورى مكمل لوقف العمل بدستور لجنة الخمسين وإعلان حالة الطوارئ لإنقاذ مصر من هذا الخراب الذى يحاصرها من كل جانب .. ليس هناك حل أخر .. ولن تفيد صفقة الأسلحة الروسية .. ولن يفيد وقوف الدول العربية بجوار مصر .. ولن يفيد هذا الدعم العظيم من السعودية والإمارات والكويت .. بينما مصر ممزقة من الداخل والحكومة فى عزاء والدة المستشار الإعلامى "نوفل" أو "احمد المسلمانى" ..
** الوضع جد خطير .. وأدعوكم لقراءة مقالى فى إبريل 2012 .. وعنوانه "مزاد بيع مصر بين المجلس العسكرى والإخوان" ، وقد حدث نصا كل الأحداث التى حذرنا منها .. وهذا هو رابط المقال http://www.egyptian-copts.com/article.php?id=6594
** نعم .. الوضع خطير وإن لم نضع حد للفوضى داخل مصر .. فلن ينجح أى إستثمار سواء فى مجال السياحة أو الصناعة أو الزراعة ..
** نعم .. الوضع خطير وعلى المشير السيسى وأعضاء المجلس العسكرى أن ينتبهوا لكل ما يحدث فى مصر .. فهى مسئولية وأمانة فى أيدى الجيش المصرى والشرطة المصرية والقضاء والشعب .. حمى الله مصر من طيور وخفافيش الظلام !!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

ثـَمَّـةَ قـَلـْبٌ يُحِـبُّـكَ كَيّ لا تـَمُـوت/ مـحـيـي الـديـن الشـارنـي

ـ تـونــس ـ
( قـَريبًا مِـنْ أحْـبَابٍ تـَألـَّـقـَتْ النـُّجُـومُ بَاسِـقـَـة فِـي تِـلال مَـرَايَاهـمْ
فـَأحْـبَـبْـنـَاهُـمْ ولـَكِـنْ ... أزَاهـيـر الحُـلـْم إخْـتـَطـَـفـَـتـْهُـمْ مِـنْ أيَـادِي
حُـقـُول حَـيَاتِـنـَا فـَجْـأة دُونَ أنْ يَـقـُولـُوا لـَـنـَا ... سَـلامًـا ... يَـا
أهْـلـَـنـَا ... 
وكَـذا بَـكـَاهُـمْ ضَـوْءُ الكَـمَـانْ ... وكَـذا أقـُولْ ... وكَـذا أ ُغـْـدقُ 
بَاقـَـة تـَلاحِـيـنِـي عَـلـَى كـُـلِّ ... وإلـَى كـُـلِّ ...  
إلـَى كـُـلِّ مُـبْـدِع رَحَـلَ عَـنـَّا ولـَمْ يـرثـهِ أحَـدْ ...
إلـَى رُوح الفـَـقِـيـدَة العَـزيـزَة " نـُور الهُـدَى مُحَـمَّــد زَرُّوقِـي "  
... نـَجْـمَـة تـَـتـَلألأ فِـي حِـضْـن مَـنـَارَةِ الأقـْحُـوَانْ ... 
وأيْـضًا ... 
إلـَى رُوح الشـَّاعِـر " أ ُنـْسِـي الحَاج " ... كَـمَا كَـانَ حَـيًّا سَاعَـة 
إنـْـتِـشَاء الظـَّهـيـرَة ...  
إلـَى رُوح الفـَـنـَّانـَة الأنِـيقـَة " الشُّحْـرُورَة صَـبَاح " ... مَغـْـنـَى 
لا يَـنـْسَاهُ أحَـدْ... 
وإلـَى رُوح مَـنْ حَـمَـلَ مَـتـَاعَ قـَـلـْـبـهِ وَسَافـَرَ أخِـيـرًا ... قـَـلـْـبي 
الـذِي ضَـيَّعَ خَـوَاتِـمَ وَرْدتِـهِ القـُرْمُـزيَّـة الأخِـيـرَة وفـَاتْ ... مَـعَ 
الـدُّعَاء لـَهُـمْ جَـمِـيعًا بالسَّـعَـادَة الخـَالِـدَة ... 
     وإلـَـيْـنـَا أيْـضًا ... سَاعَـة نـَمُـوتُ ... ولا نـَمُـوتْ ... 
هَـكَـذا يَـرْحَـلُ الـوَاحِـدُ مِـنـَّا دُونَ أنْ يَـسْـتـَأذِنَ أحْـبَابَهُ ... 
                        إنـَّهَا صَـلاة لِـلـْمَـشِـيـئَـة ... 
                             ومَـرثِـيَّـة لأبْـنـَاء النـَّهَـارْ ...  
مَـرثِـيَّـة لِخـَافِـق عُـمْـر بَـرَقْ ...                                                                              
      وهَـكَـذا عَـزَّيْـتُ نـَـفـْـسِـي ... بحُـبِّ مَطـَاوح رَمْـضَاء إكـْسِـيـر   
هَـذِهِ الحَـيَاة ْ ... )                                                    
*       *       * 
( عَـنـَاقِـيـدُ عَـسَـل مِـنْ إشْـرَاقـَاتِ كَـمَان وسَـلـْسَـبـيـل أ ُمْـنِـيَّاتْ ... ) 
*       *       * 
1 ) دِيبَاجُ مَا بالقـَـلـْبِ مِـنْ وَشَائِج بُـرْتـُقـَال وكـُمَـثـْرَى هُـتـَافْ:
*** إلـَى البَـسْـمَـة العَـزيـزَة  " نـُور الهُـدَى مُحَـمَّـد زَرُّوقِـي " نـَجْـمَـة  
 فـُـلٍّ سَـتـَظـَـلُّ القـُرُنـْـفـُلات تـَـلـْـتـَمِعُ فِـي بَارق يَـمِـيـنِهَا وتـَـقـُولُ 
لأدِيـم القـَـلـْبِ فِـيهَا أنْ تـَـلـَـفـَّـتِـي ... فـَإنـِّي هُـنـَا ... بكَـفِّ زَمَانِـكِ 
طـَـلـَّـة نُجَـيْـمَات وخَلاخِـلُ قـَصَائِـدْ / وأنـْتِ بـنـَا زَهْـرَة عُـبَّادٍ حَالِـمَة ... 
ووَشْـمَـة دِيَار كَالبَـدْر ـ سَـتـَحْـفـَـلُ بـنـَا دَائِـمَا ـ تـَطـْـلـَعُ مُـتـَوَارفـَة 
مُـتـَلألِـئَـة سَامِـقـَة ... : 
*** 
وَجَـعٌ … وَجَـعْ … 
قـَامَ بـنـْطـَالُ عَـقـْـلِـي وَإرْ … تـَـفـَعْ … 
غـَاضَ قـَـلـْـبـي فِـي مَـيْـمَـن لـَونِـهِ وإسْـ … ـتـَمَعْ … 
كـَانـَتْ الـرُّوحُ تـُسَـبِّـحُ بـحَـمْـدِ رَبِّـهَا … 
ولا يَـهُـمُّـهَا مَا بـجَـسَـدِ الـحَـرفِ مِـنْ هَـيْـطـَع تـَضَاريـس 
             شَـرَايـيـن خـَرْبـَـشـَات حَـزن … بُـقـَعْ 
السُّـنـْـبُـلـَه ْ ... 
طـَـلـَعَـتْ مِـنْ بَـيْـن أصَابـع البَـحْـر السُّـنـْـبُـلـَه ْ ... 
طـَـلـَعَـتْ وأطـَـلــَّـتْ ... 
         فـَإنـْـتـَعَـشَـتْ لـَهَا رَيـَاحِـيـنُ الهَـيْـلـَـلـَه ْ ... 
طـَـيَـرَانْ ... 
طـَائِـرٌ 
       يُـعَـلــِّـمُ عِـشْـقـَـهُ الطـَّـيَـرَانْ ... 
   طـَارَ ... 
            وَحَـط َّ ... 
                      فـَطـَارَ المَـكـَانْ ... 
نـَجْـمَـة الشـَّاعِـرْ ... 
نـَجْـمَـة تـُدفِـىءُ صُـوفَ العَـقـْـل وتـَنـْـتـَـشِـي 
                لِـرُؤَايْ ...                
نـَجْـمَـة تـَـقـُـولُ ... 
مَاذا أوقـَعْـتَ بـي مِـنْ زَمَـن وأيّ 
مَـكـَان لا يَـحْـتـَـفِـي بـمَـرْآكَ 
                             ويُـطـَـوِّحُ بـقـَـتـْـلايْ ...   
أنـَا عِـنـْـدكَ الـلـَّـحْـظـَة وَخـَارجـي ... 
فـَإعْـتـَرف أنَّ لا مَـطـَـرَ لِـي ... 
ولا عُـمْـرَ بَـوْح يُـنـَادِمُـنِـي ... 
إلا مَا أغـْـدقـَـه القـَـدَرُ بـمَـيَامِـنِـي ... 
   وإنـَّـكَ أنـْـتَ ضَـوء قـَـلـْـبـي الـذي 
تـَـزْدَهِـرُ عَـلـَى مَـشـَارفِـهِ كـُـلُّ طـُـقـُـوس 
              وأجْـرَاس عِـنـَّابِ نـَبَـق دِمَـــــايْ ...
 حَـزيـنٌ هَـذا العِـيـدُ ... كَـدَمِـي ... 
حَـزيـنٌ ... هَـذا العِـيـدُ كـَـدَمِـي ... 
حَـزيـنـَة هِـيَّ المَـوَاعِـيـدُ الأخِـيـرَه ْ ... 
حَـزيـنٌ أنـْتَ يَا لـَونـَهَا الأبَـدِيّ ... 
حَـزيـنٌ أنـْتَ يَا كـَونـَهَا المَـرْمَـريّ ... 
حَـزيـنٌ أنـْتَ ... لِـفـَـقـْـدِكَ يَا طـَـلـَـلَ قـَـلـْـبي ... 
   ... وكـُـلُّ الطـُّـيُـور الأخِـيـرة حَـزيـنـَـة ٌ... 
( مَـجَّـهَا الحُـزْنُ بـدَمِـي ... ) 
ولـَكِـنـَّـهَا لا تـَأتِـي إلـَى دَمِـي ... 
كـَيْـفَ أعْـرفُ أنَّ قـَـلـْـبي صَارَ لـَيْـسَ لِـي ... 
       ... وَأنَّ جُـثـَّـة البَـرق قـَـدْ خـَانـَـتـْـهَا يَـدُ اللـَّـيْـل  
لِـتـَـمْـرَضَ بَـعِـيـدًا عَـنْ مَـفـَاخِـر لـَيْـل أطـْـرَافِ طـَـقـْـس دَمِـي ... 
آهِ ... يَا دَمِـي ... 
كـَمْ أ ُحِـبُّـهَا ... 
وكـَمْ يَـجيءُ الفـَرَحُ مُحَـجَّـلا حَامِـلا يَـدِي ... حِـيـنَ أ ُلاقِـيـهَا ... 
وحِـيـنَ تـَـبْـتـَـسِـمُ يَـدَاهَا ... لِـخـَـريـفِ مَـزَاهِـر أ ُحْـجـيَّـة حَجَـل يَـدِي ...
*** 
وَجَـعٌ … هـَـلـَعْ … 
            صَـدْري … صَـدْرُ القـَـصِـيـدةِ … إنـْ … ـخـَـلـَعْ …  
حِـيـنَ طـَالَ وَجْـهـي بُـعَـادهُ عَـنـِّي … 
 … وَحِـيـنَ جَاءتـْـنِـي الحَـيَاة مَـحْـفـُوفـَـة بـطـَـمْـي مَا وَقـَعْ … 
        كـَـفـَوْضَاكَ يَا عُـمْـيَ حَـريـقِـي … 
                                  وَهـيَ أيْـضًا لا تـَـسْـ … ـتـَـمِـعْ … 
كـَـفـَوْضَاكَ يَا قـَـلـْـبـي الشـَّـقِـيـق ِ... 
يَا رَبُّ رَحْـمَـة مِـنـْـكَ لِـنـَـيَاشِـيـن هَـذِهِ الـوَرْدةِ الـتِـي تـُـشِـعْ ... 
غـُـفـْـرَانـَـكَ ربِّـي لِـنـَـيْـسَـم رُوحِـهَا 
إنَّ خـَـلـَجَات القـَصِـيـدة بـنـُور طـَـيْـفِـكِ يَا " نـُورُ " تـَـنـْـهَـمِـلُ ... 
وتـَـزْدَادُ غـَـنـَجَ ضِـيَاء بـكِ ... وتـَـزيـدُ فـَتـَتـَنـَغـَّـمُ ... 
                                                           وتـَـرتـَـفِـعْ ... 
2 ) زَوَايَا حُـلـْم لِـقـَصِـيدَةٍ فِـي دَوَائِـر نـَسْـغ حَـيَاة ْ...:
*** إلـَى الشـَّاعِـر " أ ُنْـسي الحَاج " ... ضَـوْءٌ أخـْـلـَـصَ لِلآتِـي أنْ
 يَـظـَـلَّ مَهْـوُوسًا بهَاجـس مَا فِـي عَـنـَادِل الـرُّوح مِـنْ حُـشَاشَاتِ فِـضَّـة 
ومَـرَايَا وسُـكـَّـر يَاسَـمِـيـن ْ... : 

* وَجْهَـانْ : 
مَـا جَـاءكَ لـَـيْـلا ... 
               فـَخـُـذهُ أوْ دَعْـهُ يَـذهَــبْ ... 
مَـا ضَـاءكَ جَـمْـرًا ... 
            فـَصُـنـْـهُ أوْ دَعْـهُ يَـتـْـعَـبْ ... 
مَـا فـَاءكَ رُشْـدًا ... 
     قـَـدْ يُـسَـلـِّـيـكَ ... 
                   وأنـْتََ مَـنْ تـَـتـْـعَـبْ ... 
يَـا شـَاعِـري ... 
     قـُمْ لِـلـْـقـَصِـيـدةِ ... إئـْـتِـلافـَا ... 
                    وَفـِّـهَـا مَـا تـَعْـجَـبْ ... 
فـَـقـَـدْ يَـشْـرَدُ حَـرفُ العَـقـْـل فِـيـكَ ... 
     ولا تـَجـدْهُ ـ يَـوْمـًا ـ فـَـتـَعْـجَـبْ ...  

* سُـؤَالْ : 
 سَـألـَـنِـي طِـفـْـلِـي ... وقـَالْ ... 
   مَـا ذاكَ يَـا أبَـتِـي ... 
قـُـلـْـتُ ... جَـنـَاحَـان تـَتـَـوَرَّدُ بـهـمَـا ... نـَـفـَحَـاتُ قـُـبَّـرَه ْ ... 
قـَالْ ... ومَـا ذاكَ يَـا أبَـتِـي ... 
قـُـلـْـتُ ... أشْـرعَـة بُـيُـوتٍ تـَتـَحَـفـَّـزُ بـهـمَـا طـَـلـَّـة إكـْـتِـنـَاه ْ ... 
                         وتـُعَــشـِّــشُ فِـيهـمَـا دفـَاءة حُـنـْجُـرَه ْ ... 
         قـَـدْ تـَرَاهَـا كـَشَـبَّـابَـةٍ تـَـنـْغـَـرزُ فِـي آنْ ... 
         وقـَـدْ يَـتـَغـَـلـْغـَـلُ فِـيهـمَـا مَـا إسْـتـَـبْـطـَنَ مِـنْ حَـريـر ... 
                                                            مِـثـْـل جَـرْجَـرَه ْ ... 
قـَـدْ تـَـرَاهَـا ... غـُـفـْـلَ مَا قـَالـَتْ لِـي الحُـرُوفُ مِـنْ ... قـَسْـطـَرَه ْ ... 
قـَـدْ تـَـرَاهـَا ... !؟! .................................... !!! 
        تـَحَـيَّــرَ وَشَـقُ الـقـَـلـْـبِ فِـيـهِ وقـَالْ ... 
يَـا أبَـتِـي ... 
  الآنَ عَـلِـمْـتُ مَا مَـعْـنـَى أنْ يَـتــَخـَطـَّــفــكَ قـَـلـْـبُـكَ مِـنْ تـَـلاويح القـَصِـيـدَه ْ ... 
  وكـَيْـفَ تـَتـَسَـنـَّى لـَـكَ دُمُـوع الأيـَّام ... فـُجَـاءة حَـرفٍ ... 
                  يُـسَـاورُهُ فـُطـَامٌ ... 
                                      وتـَخـْـلـُو بـهِ ... مِـجْـمَـرَه ْ ...

3 ) نـَارَنـْجُ مَا سُـمِـيَّ مِـنْ فـُيُـوضَاتِ بَـريـق ْ ... : 
*** إلـَى الشُّحْـرُورَة الشـَّاديَّـة "  الأنِـيقـَـة صَـبَاح " ... قـَصِـيـدَة  دلـَّـتْ
الـرَّبـيعَ أنْ يَـتـَـكـَوْكـَبَ كـَـفـَـرْخ حُـلـْم عَـلـَى جـبَاهِ حَـنـَايَا تـَمَايُـز رَخِـيـم  
جُـلـُّـنـَار بُـلـْـبُـل الـذكـْرَيَـاتْ ... : 

البَـحْــرُ أنـَا ... 

البَـحْــرُ ومَا إنـْـقـَـضَـى مِـنـِّي مِـنْ قـَبَـس تـُـفــَّاحْ ... 
ومَا إعْـتـَـرَانِـي مِـنْ نـُجَـيْـمَاتٍ فـَحِـيـحَـة تـَـقـْـعُـدُ 
قـُـدَّامَ حَـشْـد قـَـلـْـبي وتـُـضِـيءُ ... 
... ومَا تـَصَـبَّـبَ شَـهْـدًا عَـريـقـًا بـكـَـفـِّي ... 
أنـْتِ هَـوْدَجُ / مَحْـفـَـلُ سُـنـُونـُو كـَـفـِّي ...
                   وشَـمَائِـلُ حُـزْنِـي الـرفِـيع ...

*** 

القـَصِـيـدة وَحَـمُ عُـمْـري المُـدلـَّـلْ ... 
وضَـفـَائِـرُ حَـيَاتِـي ... ورَهْـط فـَاجـعَـتِـي ... 
ومَا سَـقـَـيْـتُ مِـنْ طِـيـن أوْجَاعِـي ... 
   ... ومَا فـَـتـَحْـتُ البَابَ لِـغـَـيْـر ـ مُـذاكَ ـ بَابي ... 
ومَا تـَعِـبَـتْ القـُـلـُوبُ ... ومَا أتـْعَـبَـهَا 
غـَيْـر تـَسْـريح شَـبَابي ... 
   ... غـَيْـرَ أنَّ حَـزَنِـي ومَا عَـصَانِـي مِـنْ أحْـزَانِـي ... 
ومَا إسْـتـَـفـَاقَ مِـنْ وَجَع حَـثِـيـثٍ تـُغـَـمِّـسُـهُ القـُـلـُوبُ فِـي جـيـدِهَا ... 
ومَا تـَرَهَّـلَ مِـنْ حُـبٍّ عَـتِـيـق لِـلـُمْـعَـةِ فـَاجـعَـتِـي ... 
ومَا إكـْـتـَمَـلَ مِـنْ بَـريـق مُـرٍّ ... 
كـَاليَـوْم الـذِي لا أرَاكِ ـ كـَكـَيْـنـُونـَتِـي ـ تـَأتِـيـنَ فِـيـهِ ... 
أحْـسَـبُـنِـي مُـتُّ ... وأفـَـقـْـتُ رئِـيـسًا لِـجُـذوةِ أحْـزَانِـي ... 
أحْـسَـبُـنِـي مُـتُّ ... وأفـَـقـْـتُ بَـعْـدَ أنْ سَـمِـعْـتُ 
ضَـوْءَ وَجْـهـكِ يُـدَغـْـدِغ جرجيـرَ مَا تـَعَـشـَّـقَ مِـنْ فـَـلـَـذاتِ كـيَانِـي ... 
أحْـسَـبُـنِـي مُـتُّ وأفـَـقـْـتُ حَاجـبًا عِـنـْـدَ بَاب قـَـلـْـبـكِ الـذِي
بـرَغـْـم اللـَّـيْـل الـذِي حَـدَّثــَهُ عَـنـِّي ... قـَالَ أنـَّـهُ دَائِـمًا 
حِـيـنَ أتـَـرَاءَى لِـي ... هُـوَ بـعَـكـْـسِـهِ ... ـ تـَشَـهُّـبًا ـ لا يَـرَانِـي ... 

*** 

تـَـصْـعَـدِيـنَ بَابَ قـَـلـْـبي ... 
عَـلَّ البَـحْــرَ يَـرَاكِ ... 
أوْ عَـلـَّـنِـي أ ُفـَاتِـحُـنِـي فِـي الـذهَـابِ 
إلـَى دَوَالِـي خـُضْـرةِ يَـدَيْـكِ ... 
أنـَا فِـي إنـْـتِـظـَار مَـحَابـر الـكـَـرْمَـل ْ ... 
... أنـَا ... فِـي إنـْـتِـظـَار الشـَّاعِـر 
الـذِي سَافـَـرَ مُـتـَرَامِـيًّا فِـي الصَّـوْن ... بـلا مَـقـْـتـَـل ْ ... 

*** 

مِـنْ أيِّ بَـحْـر تـَخـْـرُجُ الكـَـلِـمَات ْ ... 
     مِـنْ أيِّ دَرْبٍ تـَـجـيءُ الأبْـجَـدِيَّـة ْ ... 
أ فِـي مَـبْـكـَى العُـمْــر حَـيَـاة ْ ... 
أمْ لأقـْـوَاس الحُـزْن تـَشَـوُّفـَات بَـقِـيَّـة ْ ... ؟!؟

4 ) صَـدِيقـُـكَ شَـجَـنِـي يَا ... عَـزَازيـلْ ... : 
*** إلـَى شَاعِــري الـذِي إنـْـبَـنـَى فِـي بَـتـلاتِ دَمِـي ... شَاعِــرٌ أحَـبَّـتـْهُ
طـَلائعُ المَـرَايَا أنْ يَـتـُوبَ عَـنْ سَـفـَـر الـمَـوَاجـع فِـي طـُـقـُوس بَـدَن مَا 
تـَـرَهَّـلَ مِـنْ سُـقـُوفِ مَـرْأى حُـوَيْـصِلات وشُـجَـيْـرَاتِ نـَجَـمَات وأ ُنـْس
أ ُبْـنـُوسْ ومَا تـَأخـَّـرَ مِـنْ سَـفـَـرْجَـل سَاريَّـة ونـَاقـُوس عُـلـِّـيـقـَـة
وسُـهَـاد وَرْد وسَادرَة أبْـيَـض أرَاك ْ ... : 

صَاحَ القـَـلـْـبُ ... هَـاتْ ... 
رَدَّ الـوَرْدُ ... هَـاكْ ... 
نـَظـَـرَ العَـقـْـلُ وفـَاتْ ... 
قـَالَ ... أنـَا لـَسْـتُ مَـسْـؤُولا عَـمَّا 
يَـحْـدُثُ هَـنـَاكْ ... 
*** 
أعَـادَ القـَـلـْـبُ ... هَـاتْ ... 
   مَـرَّاتٍ ... وَمَـرَّاتْ ... 
كـَأنَّ العَـقـْـلَ فِـيـهِ مَـاتْ ... 
فـَإنـْـبَـنـَى … أسَـفـًا ... 
   شَـيْـطـَانٌ إعْـتـَـلـَى عَـرْشَ مَا تـَـبَـقــَّى 
مِـنْ تـَلابـيـبِ هَـذِهِ الحَـيَاة ْ ... 
*** 
قـَـلـْـبٌ تـَـبَـخـْـتـَـرَ وَصَاتْ ... 
حِـيـنَ العَـقـْـلُ فِـيـهِ مَـاتْ ... 
صَارَ زَكِـيًّـا بـحِـفـْـظِ النـِّـفـَاقْ ... 
صَارَ نـَـدِيًّـا بـحَـظ ِّ المَـمَـاتْ ... 
فـَـسُـعْـدَى لِـعَـقـْـل فِـيـهِ القـَـلـْـبُ تـَـفـَـشـَّى ... 
وَسُـعْـدَى لِـقـَـلـْـبٍ لا يَـعْـرفُ مَـعْــنـَى هَـذِي الـدَّوَاة ْ ... 
وتـَعْـسًا لِـشـَاعِـر مِـثـْـلِـي أضْـنـَـتـْـهُ كـُـلُّ 
أنـْـفـَاس / آهَـات تـَـبَاريح دَيَاجيـر هَـذِهِ الـرُّفـَاة ْ ... 
* ... حَـبـيـبَـتِـي ... : 
هَـذِهِ أمْـطـَارٌ لِـلـرَّصِـيـفْ دَانـَتْ ... وأ ُخـْـرَى مَـرْشَـفـُهَا لـَـكِ أنـْـتِ حَـبـيـبَـتِـي ... 
فـَهَـلْ جـئـْـتِ بلا غـَبَـش قـُـدَّ مِـنْ جَـنـُوبٍ /  بـلا صَـوْتِ ... 
هَـلْ جـئـْـتِ بـأخـْـيـلـَةِ دَمِـي تـُرَاضِـي تـَـقـَاطـُرَ الـوقـْـتِ ...  وَمَـشَـيْـتِ ... 
هَـلْ جـئـْـتِ حِـيـنَ مَـشَـيْـتُ مَـعَ ضَـفـَائِـر المَـوْتِ ... 
لـَسْـتُ أدْري ... لـَكِـنَّ تـَضَـوُّرَ حُـلـْـمِـي مَـهْـدُورٌ وأعْـرفُ أنـَّـك أتـَـيْـتِ ... 
                                    ... / ... 
                            ( 24 فـيـفـري 2014 )

شاعر بعلبكي/ فاطمة ناعوت

إطلقْ سراحىَ
أيها الشاعرُ البعلبكيُّ
وارفعْ عني تعويذتَك
حتى يرى الرفاقُ جمالي
ويُمجدّوا اللهَ.

حرّرني من ماسةِ بلورية خانقة
أسبحُ في فضائها الضيّق
منذ دهور.

 أخرجْ جسدي المُنهَك بعزلته
من فصّ خاتم
يزيّنُ بنصركَ الفاشيّ
فالأنانيةُ 
لا تليقُ بشاعرٍ
أيها الشاعر!

لا!
مَن قال؟!
الشعراءُ أنانيون
ولصوص.

يحتكرون الغيماتِ 
لينسجوا من خيوطها الوردية
قبّعاتٍ لنسائهم
الحبيساتِ في جُزر نائية 
لا يطأها البشرُ.

يسرقون الشموسَ والأقمارَ والأنجمَ
ثم يسهرون الليلَ
ليلضموا (1) عطايا الربّ للأرض
لآليءَ حصريةً
لا تزيّن إلا أعناقَ الحبيباتْ
اللواتي مخبآتٌ 
في شرانقَ ضيّقةٍ من حرير
لا يملكُ مفاتيحَها
إلا عشّاقهن
الشعراءُ 
اللصوصُ
الأنانيون.
القاهرة ـ فبراير 2014
**
1ـ يلضم: كلمة مصرية تعني أن يأتي أحدهم بخيط ويلضم فيه فصوص اللؤلؤ أو الحجار الكريمة ليصنع عقدا. لا أدري إن كانت الكلمة بالدارجة المصرية أم بالفصحى. ولا أدري إن كان لها مرادف بالفصحى إن كانت بالعامية.

غيتو غزة/ د. مصطفى يوسف اللداوي

هل يحكم على سكان قطاع غزة بالعيش داخل أسواره فقط، يعيشون فيه، ويموتون فيه، وفي ترابه يدفنون، ومنه يبعثون، فلا يخرجون منه إلى العالم، ولا يتجاوزون حدوده إلى الدنيا، ولا يتعدون عتباته أبداً.
هذه لست مبالغة، ولا هي تخاريف أو محاولة لتهويل الأوضاع في غزة، بل هي حقيقة، إذ أن مئات الآلاف من سكان قطاع غزة، لا يغادرون حدوده، ولا يتجاوزون بواباته إلى العالم عبر مصر، أو إلى أرضنا المحتلة في العام 1948.
اللهم إلا الذين يغادرون وهم مرضى، محمولين على حمالة، ومنقولين في سيارات الإسعاف، فإن أكثرهم يغادر إلى مصر للعلاج، لكنهم يعودون أمواتاً، وينقلون في توابيت، ليدفنوا في ثرى غزة، ولست في هذا مبالغاً، فوالدي واحدٌ منهم، وهو مثالٌ على الحصار والإغلاق.
يستغرب القادمون من غزة المسافات الطويلة، والرحلات البعيدة، فيجدون أن قطع مسافة مائة كيلو متر بالسيارة أمرٌ مهول، ومسافة عظيمة، وهي أكبر بكثيرٍ مما تعودوا عليه، إذ أن أطول مسافةٍ في قطاع غزة لا تتجاوز 46كم، من أقصى بيت حانون، حتى الحدود المصرية في رفح، ما يجعل عالمهم صغير، ودنياهم ضيقة، وبلادهم صغيرة.
حتى أن أهلنا يعتبرون الانتقال من مخيم جباليا إلى مدينة رفح سفراً، وأحياناً يبيتون في رفح أو خانيونس التي لا تبعد عن بيت حانون أكثر من 30 كلم، بغية الراحة من السفر، فضلاً عن أنهم يعدون العدة لزيارة رفح أو خانيونس، ويتهيأون لها قبل القيام بها بفترةٍ كافية.
أليست جريمة كبيرة ضد الإنسانية، أن يسجن ملايين الفلسطينيين، وليس فقط مليوني فلسطيني، إذ أن أموات غزة وهم مئات الآلاف أيضاً، كانوا محرومين وممنوعين من السفر، ولم يسمح لهم وهم أحياء بمغادرة قطاع غزة، ولا تجاوز حدوده وبواباته، الأمر الذي يجعل من هذه الجريمة مستأصلة وقديمة، وتتوارثها الحكومات، وتوصي عليها السلطات.
من يتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية إزاء هذه الجريمة، التي تتعارض ونصوص القوانين الدولية، وشرائع حقوق الإنسان، ومواثيق جنيف وغيرها، إنها ليست حرماناً من تعليمٍ وعملٍ ودراسةٍ، إنها جريمة ضد الإنسان في حقوقه البسيطة، وأحلامه العادية.
نخطئ تماماً إذا قلنا أن الاحتلال وحده هو المسؤول عن هذه الجريمة النكراء، إنه مسؤولٌ بلا شك، لكن يشاركه في الجريمة آخرون، مثله يمنعون، وينصبون الحواجز ويقيمون الحدود، وغيرهم من الصامتين الساكتين الضعفاء أو المتآمرين الجبناء.

كروب الإنسان الكوني‏/ كافي علي

ارسل لي الصديق زكي يحيى الشاب العراقي الوسيم رسالة على الخاص قال فيها:
- حابين انسوي لقاء وياج على كروب مشروع الإنسان الكوني.
أرسلت في الحال رد إلى زكي طلبت منه تفسيرلمعنى الإنسان الكوني. غاب الشاب وعاد يعتذر من انقطاع النت مع شرح فلسفي مرتبك- وهذا طبيعي لشاب في عمره- عن مفهوم الإنسان الكوني.
فهمت من الرسالة بأن الإنسان الكوني أو كروب الإنسان الكوني يعتمد على آراء وأفكار فلسفية نسبها زكي لزميلي في قسم النقد والتأليف وليد عبد الله، الحقيقة لا أعلم إذا كان وليد قد قال لزكي ورفاقه بأن تلك الأفكار تعود للفيلسوف النمساوي وردولف شتانير أم لا، خاصة وأن زكي يكرر في رسالته محاضرات الأستاذ وليد عبد الله عن الموضوع.
في محاضراته عن الأنسان الكوني والتي صدرت في كتاب يحمل ذات العنوان ( The Universal Human) ، وصف شتاينر مهمة التطور التي تواجه الإنسانية المعاصرة كعملية تحضيرية لدخول العهد السادس، والعهد السادس كتاب آخر لمحضارات شتاينر فيه وصف للصفات الأساسية لمستقبل الحضارة الإنسانية إذا يقول:
" هؤلاء الأفراد القلائل الذين نجوا على ارض الواقع من حرب الكل ضد الكل مع العديد من ذوي العقول الروحانية الذين رفعوا أنفسهم فوقها، هم الخميرة الأساسية لبداية جديدة" والبداية الجديدة او العهد السادس هو عهد هؤلاء الذين يغادرون الماضي ويخلعون الانتماء الذي يربطهم بعلاقة قوية مع روح الجماعة وخصائصها أو صفاتها مثل العرق والهوية.
في بداية القرن العشرين أسس شتاينر حركة روحانية استند فيها على علم الطبيعة البشرية (كفلسفة باطنية) مع جذور في الفلسفة المثالية الألمانية، والتصوف. فكانت النتيجة محاولات لإيجاد توليفة بين العلمانية والروحانية اطلق عليها علم الروحانية. في علم الروحانية أراد شتانير خلق علاقة بين المسار المعرفي للفلسفة الغربية والاحتياجات الداخلية والروحية للإنسان.
ربما في خضم الأوضاع القاتمة والمحبطة التي يمر بها المثقف الشيعي، خاصة بعد مظاهرات ساحة التحرير وقتل هادي المهدي، وجد زميلي وليد في علم الروحانية لشتاينر حالة من التوازن المريح بين الانتماء المذهبي وأفكاره المتأثرة بالفلسفة الغربية المعاصرة، وهذا بالتأكيد يتعارض مع شتانير الذي يجد في الدين عودة إلى الماضي وذوبان في روح الجماعة. لكن ما هي خطورة الترويج لهذه الأفكار على شاب ينتمي إلى مجتمع محكوم بفوضى وعنف وفساد الثالوث الرجعي للسياسة - الدين - والقبلية؟ لم تكن أفكار شتاينر حركة
تنورية ضد ظلامية ورجعية القرون الوسطى ولكن حاجة فردية تتجانس مع عهد التطور العلمي وأصل الأنواع الذي جرد الإنسان من سيادته على المخلوقات وربطه بعلاقة ،لا يمكن فصلها، مع أسلافه القردة. تجاوز مراحل التطور وثوراته التي منحت الإنسان الغربي حرية كافيه لتلبية رغباته الغريزية والعقلية والترويج لما تبلوت عنه تلك المراحل من أفكار داخل مجتمع يفتقر إلى أدنى مستويات الحرية والالتزام بحقوق الإنسان هي محاولات تشويش لعقول الشباب وتبديد لطاقاتهم. تبني الشباب لهذه الأفكار يفرض عليهم حالة من الاغتراب قد تنتهي باضطرابات نفسية سببها العزلة والانفصار عن البيئة التي ينتمي إليها. إذا كان بوسع زميلي وليد ترجمة كتب الفيلسوف شتاينر ليتناولها الشباب وجبة دسمة مع بقية الاتجاهات والأفكار الفلسفية التي ربما تمكن زكي ورفاقه من خلق توليفتهم التي تتناسب وحقيقة الواقع الذي ينتمون إليه. لو عاد الزمن بوليد ووجد نفسه شاب وسيم بطول وعرض زكي، لتردد الف مرة قبل تبني أفكار تبدو فنتازيا أو هلوسة في مجتمعاتنا المعزولة عن الحضارة الإنسانية بسبب قدسية الانتماء وسطوة الجماعة." اتباع شتاينر في الأساس، المستنير والنبيل. لم يغرقوا في جحيم الحروب المروعة على الارض. كانوا فوقها جميعا. بعضهم ربما بقي بعيدا عنها وأقام في ملكوت الروح، والباقي ربما ابتعد عنها بالإقامة المؤقتة في الكواكب. في كل الأحوال لم يغرقوا في الفساد العام الذي سبب الحرب" - العهد السادس-

ندوةٌ ثقافيّةٌ للأديب أحمد رفيق عوض بحيفا/ آمال عوّاد رضوان




أقام نادي حيفا الثقافيّ والمجلس المِلّيّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ حيفا ندوة أدبيّة، احتفاءً بالأديب د. أحمد رفيق عوض، في قاعة كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسيّة شارع الفرس 3 بحيفا، بتاريخ 13-2-2014، وإلقاء الضوء على إنتاجه الأدبيّ والنقديّ، وسط حضور من شعراء وأدباء ومثقفين من حيفا والمنطقة وسائر الجليل، وقد تولّى عرافة الأمسية أميرة ناصر حايين مديرة مدرسة حوار، وشارك في الأمسية كلٌّ من الشاعر رشدي الماضي، والإعلاميّ نايف خوري حول مسرحيّة "المستوطنة السعيدة، ود. جوني بقراءة سريعة في رواية أحمد رفيق عوض "عكا والملوك"، ثمّ ختم الأديب د. أحمد رفيق عوض بكلمة شكر لكل الحضور وللمشاركين، ومن ثمّ تمّ التقاط الصّور التذكاريّة.
جاء في كلمة العريفة أميرة حايين عن الكاتب د. أحمد رفيق عوض: برؤيته الأدبيّة العميقة التي استمدّها من قساوة ظروف الحياة وواقعه الاجتماعي، بنبض أدبه وفكره وجرأته، وبحثًا عن الحقيقة والإبداع، وتتويجًا لموهبةٍ تمكنّ من إعلانها على الملأ، تمكّن الروائيّ والقاصّ د. أحمد رفيق عوض من السموّ والارتقاء بما أنتجه، ليُثري طلبته ومجتمعه ونفسه بنتاجاته وتجاربه، وهو من الكُتّاب الفلسطينيّين الّذين أثرَوا الواقعَ الثقافيّ الفلسطينيّ، وحاصل على عدّة جوائز، كانت آخرها جائزة الملك عبد الله الثاني للإبداع، وتُرجمت رواياته "الملك تشرتشل، وبلاد البحر" للغة الإيطاليّة، وهو محاضرٌ في معهد الإعلام العصريّ بجامعة القدس، وأحد الإعلاميّين الذين أسهموا بتأسيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينيّ. وُلد في العاشر من آذار سنة 1960 في بلدة يعبد، وشهد تفتُّح الوعي المبكّر للشاب الذي سيغدو في عقده الثاني من أهمّ قصّاصي الأرض المحتلة. واضحًا ومميّزًا في نهجه، كاتبًا للقصّة والمسرحيّة، جريئًا في طرْحه الاجتماعيّ والسياسيّ على عكس كثيرين حوله.
قال النقاد عن الأديب د أحمد رفيق عوض، أنّه يملك طاقة تعبيريّة هائجة متعجّلة مقتدرة على الرؤية، ومتمالكة مقوّمات بقائها وأدائها، فرواياته ما انفكت تحمل في بواطنها محفّزات، تحثّ أجهزة مناعاتنا على اليقظة والحذر والمواجهة. كتاباته محمّلة بجنين يولد ومولود يموت، يعبُر قطاره غربة الغربة، حيث تذوب حدود الحدود، وحيث الرواية عند أحمد رفيق عوض انصهار الاجتماع والإنسان والنفس والتاريخ والجغرافيا واللغة في بوتقة الإيحاء والذاكرة.
أديبنا د. أحمد رفيق عوض أعطى الوطن أكثر ممّا أخذ منه، وأعتقد أنّه لو كان في بلد آخر، لاحتفى به السياسيّون في كلّ واجد، لكنّه يعيش حالة التقشّف السرمديّة، ويبرع في كشف أهواء النفس البشريّة وهندستها المعقّدة. إنّ الروائيّ الفلسطينيّ الكبير أحمد رفيق عوض، نجح في اجتاز جدار الأمر الواقع، ووصل بأدبه وخياله إلى مستوى استقراء المستقبل، هذا ما نلاحظه في كتاباته المسرحيّة.
إنه متميّز مختلف، خارجٌ من عتمة الزوايا، مشغول بهموم البحث عن خبز الكفاف الذي خاض الكثير من المجالات، فأعطِي أكثر ممّا حصد عن طيب خاطر، قناعة عابدٍ وطموحَ نبيّ، بتقاليد القرويّ الذي حفظ وصايا أمّه الأرض. عمل مُدرّسا في المدارس الرسميّة والخاصّة، ومدير الأخبار في إذاعة فلسطين، وعضو مؤسّس لبيت الشعر الفلسطينيّ، وعضو تحرير لجريدة دفاتر فلسطينيّة الصادرة عن وزارة الثقافة الفلسطينيّة، ورأس تحرير أكثر من مجلة متخصّصة. وفي المجال الأكاديميّ عمل محاضِرًا في قسم الإعلام، في جامعتيْ بير زيت والقدس، بالإضافة إلى مساهماته الصحافيّة في الفكر والنقد الأدبيّ. إنه خارجٌ من عتمة الزوايا، حاملًا إرثَ الأمس وشوقَ الغد، لا يطرف له رمش أمام الحقيقة، ولا يَصمت عن إعلانها مهما كانت قاسية، منذ ألقى في درب الرواية العربية متفجرته الأولى العذراء والقرية، التي بشّرت برواية فلسطينيه وعربية جديدة، وقدّمت روائيّا يمتلك سِحر القصّ، وجرأة تقديم رأسه للمقصلة، وأكّد ذلك فيما تلا من روايات قدرون ومقامات العشاق والتجار، وآخر القرن والقرمطي وعكا والملوك، ومساهماته في مجال الكتابة للمسرح في مسرحية الملك تشرشل، ومسرحية الأمريكي، وكتاباته عن عقل الآخر، في كتاب حوار مع إسرائيلي، وكتاب دعامة عرش الرب عن العلاقة بين الدين والسياسي في إسرائيل. 
هو المذهول المصدوم من مرارة الواقع، وهو القابض على بيت الداء، تصطرع فيه ملكة العقل المتفتح الطافح بالرؤى، وجذوة الإبداع هبة من الله، يقف أمام سؤال الحقيقة كلما أوغلت من حوله العتمة، فيخوض مخاضات جديدة، فنراه المتميز في كتاب نصوص السينما، مثل فيلم نابلس، وفيلم في بيت الله، وفيلم السامري الطيب، ويخرج أفلام الجريمة والصمت، وقصة موت صحفي، أربع أمهات وقميص واحد، وهو المبادر دائمًا، من خلال المشاركة الكثير من الفعاليات الفلسطينية والعربية والدولية، مثل المؤتمر الدولي للكتاب عام 1995، ومهرجان أيام عمان المسرحية عام 1997، ومهرجان القاهرة التجريبي عام 1998، ومهرجان الكتابة المسرحية الدولية- لندن عام 2000، هذا هو اليافع ابن الخمسين الذي يختزن طاقة الفارس ورؤية الحكيم، عاش تفاصيل واقع الحال حتى النخاع، وهو خير من يتعامل مع المشهد الثقافي الفلسطيني، في هذه المرحلة التي تتطلب منا ترتيب جمع الأوراق من جديد.
وفي تقديمها للأستاذ رشدي الماضي قالت: زغردت حيفا بهجة لشعره، وجثا شاطؤها إجلالًا لمعانيه، فهو شاعر الماضي والحاضر والمستقبل، كلماته حفنة من درر، أمّا اليوم وفي هذه الأمسية أدعوه للتحدث عن أهمّية التواصل الحقيقيّ،  وضرورته بين أشطار الشعب العربي الفلسطينيّ، هنا في البلاد وفي المناطق والشتات، أدعو الشاعر الأستاذ رشدي الماضي، ليشعّ بكلماته طريق التواصل.
وجاء في كلمة الشاعر رشدي الماضي جاء: بيدر من نادي حيفا الثقافي لدوري الكلمة، لحيفا أن تحمل لكم الليلة أكثر من فرح، وأكثر من مسرّة، وأكثر من عسل وقهوة. كيف لا وقد فتحت من فرط شبابها النوافذ والأبواب سهرًا يُغني، كي لا ينعس الفنار. حيفا العروس رأت حروفه مشهديّة كلمات، تتقدّم قوارب قبضت على الزرقة المفقودة، قبضت عليها نورسًا كان تائهًا ضائعًا، نورسًا عاد يتلو صلاة الموج، شهادة تكشف بوح سفينة راجعة، سفينة جاءت تحمله زيتونة تحنّت بالوصول، مبايعة للشتاء، وشدوًا للمطر. حيفا رأتك تلمّ أطرافك التصاقا بين أناك والمكان، فأعلنت: لم أعد أرضًا مسافرة، ولا بيتًا لا متسع فيه للبقاء. هنيئًا لنا بأنك اقتنصتَ اللحظة، ولبّيتَ النداء وأتيت واقفا إلى دارك. نعم وصلتَ واقفا إلى حيفا، شاكرًا سرب القطا الذي أعارك جناحه، ومُردّدًا بعد المعذرة من النجفيّ: يا عودة للدار ما أحلاها، أسمع الآن حيفا وأراها أخي ومبدعي الأحمد والحامد والمحمود أحمد، لو لم نكن أنا وأنت حيفا، لسعَينا أن نكونها. اُنظر ترَها الليلة ساقية من سحجة جفرا، ومدينة صارت بدخولك كونا.
أخي، حيفا هي الأرض، والأرض هي الأقوى، وفي هذا الزمن الذي فسد فيه الملح، علا منه صوت يرفض أن ينثرها شارعًا شارعًا، وحيًّا حيًّا، وعنوانًا عنوانًا، صوتٌ أبى إلّا أن يوحّد جغرافيا مدينة كرمل الله خميرة لعشق الأرض، عند أهلها الذين هم نبض النضال الذي يحرس الشفق، كي يأتي شراع غائب قبل الغسق. نعم يا أخي، هي أسرة بصمت المكان في عروقها، اسمها نادي حيفا الثقافي، الذي يسيّجه برعايته الوفية المجلس الملي الأرثوذكسيّ الوطني، ابن هذه المدينة الطاهرة، أسرة لم تعد تبحث عن الوطن، ولو أنه ما زال هاربا في تلافيف الذكريات وتضاريس كتب التاريخ، ولا في زمن البكاء الشعريّ، وقد أصابه ما أصابه من أوجاع تشتت مقيمة في المكان، تلطم الحلم بالحلم، والأمل بأخيه، تلطمه تمزقا للهوية وفقدانا للحياة والوجود، والبقاء على رحيل بلا هدف أو مأوى أو طريق رحيل، يريدنا مشتتين مشرّدين نحمل أمتعتنا الصغيرة، باحثين عن خيمة تحتضننا، أو إنسانية تئنّ لحالنا، لا لذنب أو جريمة، سوى إصرار الواحد منا أن يبقى قلبا مشاغبا، أبت عليه شقاوته إلا أن يواصل تعذبه بمحبة هذه المدينة الشقية. 
ضيفنا الكبير، نادي حيفا الثقافي بكمشة حبق ألوان نشاطه، كسر عزلة التشرنق في الذات، وفسخ تصاهر المقدس بالمدنس، ويكتب بالممحاة مدائح الخروج والهروب، لأنها ليست من أقوال الله تعالى، لينهض من رماد هذا الزمن المعطوب فينيقا، اسمه مفردة خضراء في مسيرة حركتنا الثقافية الفلسطينية، مفردة تؤمن أن الحياة والثقافة صنوان متلاحمان. ولأن القائمين على هذه الدار الثقافية العامرة لا يريدون أن يبصروا رئاتهم، وقد سوّدتها الشعارات الساخنة ولا قاماتهم، وقد حدّبتها خطى العابرين إلى الأوسمة، والمُتسكعين على أرصفة الكلام، لذلك تأبطوا من خلال ناديهم وراعي مشروعهم الوطني، لجمع أشطار البرتقالة الفلسطينية من شمال وجنوب وشرق وغرب، وها هو قدومك يا أخي أحمد باحثا ومبدعا، يُجسّد ما تريده أسرة النادي حقيقة ملموسة على أرض الواقع، اللّهمّ لجميعهم العافية الدائمة، والسلام عليك يا مبدعنا، وقد أتيت اليوم صوتا يحمل إصرار القضية، والسلام عليك يوم علقت إبداعك أيقونة رائية على صدر روايتنا، والسلام عليك الليلة، ليلة جئت فيها طائر رعد لنا ولفلسطين خاصة وقيامة.
وجاء في تقديم العريفة أميرة حانين للإعلامي نايف خوري: كتاب "المستوطنة السعيدة" هو مسرحية، وضعها المؤلف عن واقع الحياة في فلسطين، وخاصة المستوطنات المجاورة للقرى الفلسطينية والمضايقات التي تعاني منها السكان الفلسطينيون، والمعايير غير العادلة التي تنظر بواسطتها سلطات الاحتلال لهذا الواقع، وتحديدا، وقعت مشاكل معينة ومذابح، كما ورد في المسرحية. أدعو الكاتب والإعلامي نايف خوري، ليلقي الضوء على هذه المسرحية من جوانبها المتعددة، علمًا بأنه مارس الكتابة المسرحية والتمثيل والإخراج والنقد المسرحيّ، إلى جانب كتاباته في مجالات أخرى. 
 جاء في مداخلة الإعلامي نايف خوري حول مسرحية المستوطنة السعيدة: ما أسعدها من مستوطنة، وما أجملها من مستوطنة، وما أرقى سكانها وأهلها، والحقيقة أنّ هذه قمّة من قمم الساتيرا التي يكتب بها أي كاتب مسرحيّ، والفرق بين الساتيرا والفاسا، أي ما بين الموقف الساخر والكلام الساخر، أنّ الموقف الساخر يضع الكاتب فيه مواقف معينة لشخصيّاته، ويرسم بها المواقف والأحداث التي تجري في المسرحية، وبالتالي يعرضها موقفا كاملًا متكاملًا، ونستنتج نحن كمشاهدين الفكرة من وراء هذا النقد اللاذع، أو هذا النقد الساخر الذي يريده الكاتب. 
أما الفارسا فهي باتجاه آخر، فالكاتب يتلاعب بالألفاظ ويرسم صورًا كاريكاتيرية فقط، لكي ترهجنا وتثير البهجة والرهجة وحتى السخرية. ولكن نحن هنا أمام موقف يتحدّى بالساتيرا وليس بالفاسا، وهذه المواقف التي يعرضها الكاتب، هي عبارة عن مجموعة من الأحداث التي صاغها بما نسميه بالمسرح. بين المسرح الذهني والمسرح الواقعي، فالمسرح الذهني تناوله الكاتب المعروف توفيق الحكيم في مسرحياته، وكان يهدف من وراء هذه المسرحيات القراءة والمواعظ، من خلال القراءة أي الفكر الذهني، أما هنا فما ذهب بين الذهنية والواقعية، لأنّ المستوطنات والمستعمرات هي واقع أليم، لا يمكن أن نتغاضى عنه أو نتجاهله، أو أن نراه فقط بذهننا وأفكارنا. 
في إحدى مسرحيات الكاتب الساخر اليوناني المعروف أرسطوفانيس بعنوان السحب أو الغيوم، يسخر من كبير الفلاسفة سقراط، لأن سقراط يُعلّم ويُلقن المبادئ والعلوم لأحد طلابه ومريديه، وهذا الطالب مُستلقٍ على كنبة مليئة بالبراغيث والحشرات والموبقات، ويتململ متضايقا متبرّمًا، فيقول أرسطوفانيس: أبعِد عنه هذه الموبقات أوّلًا، ثم حدّثه في السماويات والعلويات والنظريات التي تشاء. لذلك يأتي كاتبنا ويقول: نحن لا نريد التنظير والنظر الى الذهن فقط، بل نريد أن ننظر إلى الواقع الأليم الذي يعيشه الفلسطينيّ المحتل والمنكوب والمُهجّر، والذي لا يمكن أن يتغاضى عن هذا الواقع الأليم، ولكن لا يجد آذانا صاغية، بل يجد أن هذا الواقع يصطدم بتحقيقات مشروطة، بأننا نريد أن نصل إلى الحقيقة دون محاكمة المسؤول عنها، ودون أن نحاسبه، لذلك تبقى المسألة تنظيرا في الحل الذي يمكن أن يكون مطروحًا أمام هذا القارئ. 
ومن ناحية أخرى تتحدث المسرحية عن مجزرة، بل مذبحة جرت في تلك القرية المجاورة لهذه المستوطنة السعيدة، لماذا؟ هذا الأسلوب أيضًا يوناني في الكتابة المسرحية، حيث أن المسرح اليوناني امتاز خاصّة في مسرحية الملك أوديب، بأن أحداث مؤلمة من فقء عينيه وقتل أبيه، جرت خارج خشبة المسرح، ولكن كان هناك من يشير إلى هول وعظمة هذا الحدث. 
أما في المسرح الروماني الذي كان بعد المسرح اليوناني، فكنا نشاهد ونعلم بأن المسرحية الرومانية كانت تمثل أمام الجمهور في المدرجات، وعندما يحين مشهد فيه دم وقتل، كان الممثل يبتعد جانبا، ويأتون بشخص محكوم عليه بالإعدام، أو أي أحد من العبيد، لأن العبيد لا قيمة لهم آنذاك، ويُنفذون حُكم الإعدام فيه مباشرة أمام الجمهور، ودماؤه تسيل والجمهور يهلل ويصفق. 
هنا تحاشى كاتبنا هذه المجزرة بوصفها مباشرة، لكن كيف وصفها وتحدّث عنها؟ بواسطة الأشخاص. إن المسرحية عادة تتألف من فصول ومشاهد، وما يَقسم هذه المشاهد هو دخول وخروج الشخصيات، فكاتبنا وضع هه المشاهد على اعتبار تسلسل أحداث، وليس تسلسلا بالمواقف، كي يُبرز الحدث وليس الشخصية، والأشخاص هم نماذج للأحداث التي جرت، وما وقع أمامنا من أحداث. مثلا هذه شخصيات من حيث الكتابة المسرحية، إذا كانت موضوعة بقوالب متكاملة الوجود والكيان، وخرجت من الكتاب ومن الورق، فيجب أن تكون عائشة وحية منتمية ومرتبطة، وهي ذات صلات واستقلال تام، بكامل قواها ومبناها، لذلك هو لم يعتمد على إخراج هذه الشخصيات من الورق، بل أدخلنا نحن كقراء إلى داخل هذا الحدث، من خلال هذه الشخصيات التي تتوالى بظهورها، واصفة هول ما جرى. 
نحن أمام مسرحية اعتقد بأنها جديرة بأن يقرأها كل إنسان، ويبلور فيها الكاتب جمالية الموقف، حتى لو كان من الناحية الساخرة، والسخرية فيها لاذعة، ولا بد للإنسان ان يشعر بالألم، ومرارة الموقف الذي يعرضه أمامنا الكاتب. نحن نرى بأن شخصيات المسرحية تتحدّث من خلال صفاتها الإنسانية. هذا الفلسطيني الذي يعيش في قريته منكوبًا ومتضايقا، وقد ضيقوا عليه الخناق، وذلك المستوطن الذي يظهر لنا بأنه هو المتضايق من الفلسطينيين، لأنه أخذ أرضهم، ولأنه حجب عنهم الشارع والطريق، ومنع عنهم مياه الشرب، وحجب عنهم الزراعة والمأكولات. هذا التساؤل هو قمّة السخرية في هذه المسرحية، وأنا واحد من الاشخاص المُهجّرين المشردين من إقرث في ذلك الحين، ونحن اليوم لا زلنا نتحدث عن هذا الموضوع في كل مشاكلنا، ولذلك كان لي التعاطف الكامل والتام مع الكاتب الذي شدّني في مسرحيته هذه، وقال لي بأني أنا وأنت واحد في خندق واحد.     
وجاء في تقديم العريفة أميرة حانين لد. جوني منصور جاء: عندما نتحدّث عن تاريخ هذا البلد العريق، يلمع اسمه كلؤلؤة باهظة الثمن، فهو المؤرخ والمحاضر، وهو مصدر في موضوع التاريخ، ناشط اجتماعيّ وسياسيّ في أُطر عدّة في البلاد عامّة وحيفا خاصّة، فأضاف لحيفا قيمةً وعلاوة، إذ بات مؤرّخًا مفتخرًا لبلاد الشرق أجمعين. تعامل مع القضيّة الفلسطينيّة بالبحث عن الجذور، فأصدر العديد من الكتب في مجاله، كما واهتمّ في نشر أفكاره وفلسفته المستمدة من قصّة شعب، إذ يكتب أسبوعيًّا، ويطرح مواضيع تاريخيّة ومواضيع الساعة، ليتحِفَ الناس بفكره وفلسفته. إنه د. جوني منصور، يلقي كلمته في سياق القضيّة الفلسطينيّة.
جاء في كلمة د.جوني منصور: عند حافة بحر عكا، قراءة سريعة في رواية أحمد رفيق عوض "عكا والملوك"، بدوري أرحب بالأخ الغالي د. أحمد عوض وأقول له: أنت في بيتك وبين أهلك وربعك. وحضورك في هذا اليوم تأكيد أننا معا، أقوى من أي حاجز مادّيّ سيزول حتمًا، ونتابع مسيرتنا نحو الأفضل والأجمل.
الواقع انني في قراءتي لرواية "عكا والملوك" اطلعت على الكثير من المعلومات والمعطيات والأحداث، التي أثارت فيّ الفضول وحب الاستزادة عن تلك الفترة، التي يطلق عليها بعض المؤرخين "الحملات / الحروب الصليبية"، وبعضهم يحاول ألا يصبغها بعلاقة مع المسيحية، فيطلق عليها تخفيفا "حملات الفرنجة". ولكن التسميات كثيرة والحدث واحد. كان وطننا ولا يزال مستهدفا من أطراف كثيرة، وعلى وجه الخصوص الغرب . ومع كل هذا نحن صامدون وباقون على أرضنا بالرغم من كل المستحيلات والحواجز والعقبات والعراقيل التي تضعها مشاريع السيطرة والهيمنة اليوم، أسوة بالأمس القريب والبعيد، وسأتطرق في مداخلتي إلى عدد من المحاور، مبتعدا عن رواية الرواية او تلخيصها، لأحثكم على قراءتها والاستفادة منها ،وكسب لحظات من الفرح والسعادة بما أنجزه أبناء شعبنا تاريخيا، خدمة لقضيتهم ووجودهم (عيسى العوّام الأسطورة مثال على ذلك، وبعضكم سمع عنه وعن بطولاته في عكا، وإذا لم يسمع فاسألوا العكيين).
النص التاريخي العام للحدث الذي تتطرق إليه الرواية، يرتبط بفلسطين من كافة وجوه الحدث السياسي والعسكري والديني والاقتصادي والاجتماعي. صحيح أنّ هناك علاقات وطيدة بين فلسطين، كمنطقة جغرافية وسائر مناطق البلاد السورية التي شكلت قطرًا واحدا، إلا أن لفلسطين نكهة خاصة ومكانة خاصة لدى كاتب الرواية، ولدينا نحن بدون أدنى شك. والسؤال المركزي الذي يشغلني من مدة طويلة، من منطلق كوني أكتب نصوصا تاريخية: هل يمكن أن تكون الرواية بديلاً للنص التاريخي؟ وهل يمكن للرواية أن تساهم في إعادة بناء الذات والجماعة العربية، بعد مسلسلات الهزائم والنكبسات (النكبة والنكسة)، التي حلت على وطننا والعالم العربي في القرن العشرين ومطلع الحادي والعشرين؟ لماذا الرواية التاريخية؟ هذا سؤال يحتاج إلى إجابة. 
في العودة إلى التاريخ والبحث عن أجوبة لأسئلة الحاضر، نحن نبحث في عصرنا/ في أيامنا عن صلاح الدين الأيوبي البطل. نريد صلاح دين جديد ينقذنا من الجحيم الذي نحن فيه، هل تُنبت لنا أرضُنا الطيبة صلاح الدين جديدًا؟ لاحظت من خلال قراءتي، أنّ الكاتب الروائي يميل في مواقع عدة، لأنّ يكون مؤرّخا أو كاتبا لمشاهد تاريخية بأدوات مؤرخ، وليس راويا لرواية. وأنا برأيي أن هذا لا يُنقص من أهمية النص، إنما يرفده بمزيد من الحقائق. قد يقول آخرون إنّ النص الروائي يجب أن يكون منزّهًا عن النص التاريخي ويبتعد عنه. وهذا تيار آخر جدير بالاحترام.
في سياق آخر مرتبط بالأماكن المذكورة في الرواية وهي كثيرة، ولكني أحببت الربط بين القاهرة وعكا. هذا الربط يعطي للمكان الفلسطيني أهمية وامتدادا طبيعيا في العالم العربي والإسلامي. أين عكا من القاهرة؟ تبلغ عكا من العمر حوالي خمسة آلاف سنة، في حين أن القاهرة تبلغ ألف عام ونيف. ولكن الجمع بينهما يقوّي ويُعزز تلك العلاقة التي تتجاوز الزمن والأعمار. ونحن كفلسطينيين نحب الأمكنة  ونتمسك بها، لأننا عشنا خبرات اقتلاعية عن أمكنتنا التي نحب، وإن كانت الأحداث بعيدة زمنيا، لكنها حاضرة في كل لحظة نعيشها ونتعايش معها.
لفتت نظري في الرواية الطريقة التي تم فيها عرض شخصية قراقوش وأحكامه الغريبة والعجيبة، حتى صار مضرب الأمثال إلى يومنا هذا. ونوادر قراقوش كثيرة، وعلاقة قراقوش مع عكا، وحبّ أهل عكا له بعكس أهل القاهرة الذين رأوا فيه حاكمًا ظالما. صورة أهل عكا الذين أظهروا استعدادًا كبيرًا لتنفيذ كل ما طلبه منهم قراقوش، وهذه صفة يتحلى بها العكيون وكافة أبناء شعبنا. يا اخي نحن نحب الصبر وعقدنا معه تحالفا إلى الأبد.
يتطرق الروائي إلى مسألة لفتت نظري وهي لقاء الحضارات، خصوصا وأن موضوع الرواية يرتبط بالفترة التي غزت فيها جحافل الفرنجة وطننا العربي، وبخاصة أرضنا الطيبة فلسطين.  لقاء حضارات  وثقافات مثل حكام صقلية ومدن الأندلس والعرب والمسلمين، يميز تلك الفترة في هندسة الواقع والتطلع نحو المستقبل. نحن تاريخيا لسنا شعب جزيرة أو منعزلات. نحن شعب يحب الحياة والانفتاح، وليس صدفة أن يستفيض الروائي في مغازلة البحر، وما يحمله من أسرار وغيبيات وشوق وحنين وحلم لدى الروائي، وأبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية القريب من البحر كلمسة اليد، ولكنه محروم بفعل غطرسة وهيمنة ظالم يعتقد أن البحر له، ولكن البحرَ لنا منذ فجر التاريخ. وهنا يبرز دور عكا في ثقافة البحر الغنية بالأمثال الشعبية، "يا خوف عكا من هدير البحر"، والأغاني (لو باعوا البحر ما ببيعك يا عكا...)، والصيد والمصطلحات التي لا يعرفها إلا أبناء البحر، يحلفون بغربتهم إذا تركوا عكا. عكا عالم قائم بذاته. عكا: مشهد صمود وسقوط. هذه المدينة مستهدفة على الدوام. لماذا جاء نابليون ليحتلها في 1799؟ انتقامًا لما أوقعه العكيون وجيوش العرب والمسلمين بالفرنجة من هزيمة، بل هزائم قبل قرون طويلة... لكن عكا صامدة وستصمد وتقهر كل الغزاة.
يوفر لنا د. عوض تفاصيل كثيرة ومتشعبة عن عكا وساحلها، ومشهدية القتال بين العرب والمسلمين من جهة، وبين الفرنجة الغزاة من جهة أخرى، حتى ليعتقد القارئ أنه يعيش شريطا مصوّرا، تم تصويره في بث حي في ذاك الزمن. وأنا أفهم وأثمن هذا الانحياز "العوضي" لعكا، أليست عكا محبوبتنا نحن؟ أليست لهذه المدينة نكهة خاصة لدينا؟ أليست فيها رائحة جاذبة؟ شوق عوض هو شوقنا إلى المدينة الفلسطينية التي تم تدميرها في 1948، عام النحس والنكبة الذي خسرنا فيه يافا الجميلة عطر الليمون، وحيفا الكرملية عطر الصنوبر وعروس الكرمل والبحر، وصفد الشامخة، وطبريا العجائب، والرملة الأموية، وبيسان الذكريات. بقيت لنا عكا، فلنتمسك بها ونمنع أي صفقة بيع فيها كما حصل قبل أسابيع في محاولات بيع خان العمدان، وعدد من بيوت ومباني عكا التاريخية.
وأخيرًا، أنا على الصعيد الشخصي استمتعت بقراءة الرواية، إنها رواية تتكلم معي ومع احتياجاتي كإنسان أولا وفلسطيني ثانيا، وأتعامل مع النصوص التاريخية. أشكر لأحمد عوض ما قدمه ويقدمه من أعمال أدبية وإعلامية وتضحيات، تنصبّ كلها في خدمة قضية إنسانية، هي قضية شعب وأرض  وكرامة. 

مقال فاطمة ناعوت الذي هزّ مصر

اللهُ حزينٌ ونحن نضحك ملء قلوبنا!

قبل أن تصطدم بالأرض وتصعقنا أيها النيزك ، اعلم أننا كوكب من الخُطأة القُساة الغلاظ، فلا تأخذك بنا شفقة ولا رحمة وأتِ على آخر شقيّ فينا وأنت مستريح الضمير، كي يتطهر الكون من دنسنا. 

نحن الأرضيين:
الرجال فينا يذبحون الأطفال وهم نيام، بعدما ينحرون الأم والأب والعمة ثم يفرون آمنين، معتمدين على: 'لا يؤخذ مسلمٌ بذميّ'. والضحايا مسيحيون لا ديّة لهم عند حكوماتهم العنصرية منذ نصف قرن. 

نحن الأرضيين:
الشباب فينا يغتصبون الطفلات ثم يلقون بهم من حالق. بعدها ينالون مكافأة اعتزال المجتمع والاعتكاف بعيدا عن الزحام والقمامة والضوضاء والركض العسر وراء لقمة العيش. سيأكلون ويسكنون مجانا في السجن عدة سنوات ثم يخرجون ليستأنفوا اغتصاب الأطفال وقتلهم. 

نحن الأرضيين:
يضرب رجالُنا نساءنا بمنطق الغاب والبقاء للأقوى.
قبل عام، خرج رجال أشداء منا في السودان يمزّقون ظهر فتاة لا حول لها ولا قوة بالسياط اللاهبة لأنها ارتدت بنطالا. 
وفي سورية بالأمس رجموا فتاة ضعيفة بالحجارة المسنونة حتى الموت لأنها استخدمت فيس بوك.

نحن الأرضيين: 
نتقاتل فيما ورثنا من عقيدة لم نخترها. 
المسلمون منا ينحرون المسيحيين في سوريا ثم يكبّرون باسم الله الأكبر وهم يمنون النفس أنهم بعد برهة صغيرة سوف يتقلبون على سُرُر اثنتين وسبعين حسناء من الحور العين يعدن عذراوات في كل ليلة. لكن حكوماتنا الفاشلة تعاقبهم بالمد في أعمارهم كي يتأخروا عن ملاقاة شهواتهم مع الحور والغلمان في فردوس الجهاديين. 

والمسيحيون منا يقيمون مذابح جماعية للمسلمين في أفريقيا الوسطى، ثم ينتظرون أن ينعموا برحمة الله في الفردوس الأعلى.

نحن الأرضيين:
حين يود متطرف إسلامي منا أن يقتل طفلة مسيحية تحمل شمع العرس في حفل زفاف، لا يكتفي برصاصة في قلبها الصغير، بل يمطر جسدها النحيل بأربع عشرة رصاصة ليستمتع بمشهد تقافز الطفلة أمامه تحت وابل الرصاص، ثم يذهب إلى بيته آمنا مطمئنا لأنه يعلم أنه حتى وإن قُبض، عليه سينجح في إقناع الجميع بأنه مختلّ عقليا. فعلها قبله عشراتٌ في أفلام سابقة ونجحت. 

أيها النيزك الغاضب، تعال سريعا واحصد أرواحنا جميعا، فليس فينا رجلٌ رشيد. تعال ولا تستثنِ منا أحدا فكلنا قد خنا الله وأبكينا السماء الطيبة بتدني أرواحنا؛ إما بفعل الخطيئة أو بالصمت عليها. ليس من قتل ومن ذبح ومن اغتصب فقط من يستحق الويل، بل كل من رآى هذا وسمع عنه ثم صمت. وكلنا سمعنا وصمتنا واكتفينا بمصمصة الشفاة وادعاء الورع. 

أيها الكويكب الغضوب هلمّ خلص المجرة من أدراننا نحن الأرضيين، فقد أعيينا السماءَ بأخطائنا وشهواتنا في العِرض والمال، واشتهائنا المرضي للدم وهوسنا الهائل بالظلم وتجذّر الأنانية في قلوبنا. 
لا ترحم منا أحدا، فداخل كل منا همجيٌّ قاتل أخفقنا أن نهذبه. 

فاطمة ناعوت