وشموع الفراقِ على الجراحاتِ العتيقةْ
ترسمُ ملامحَ الغربةِ
على جدرانِ مدينةْ ضاعتْ فيها الحقيقةْ
وبمواويلِ صمّتها وخوفها ظلّتْ رهينةْ
أتنفّسُ عطركِ في حاراتها المهجورةْ
وفي الياسميناتِ
منْ خلفِ الشرفاتِ
الحالماتِ بشمسِ الصباحِ المأسورةْ
وبأحزانها سجينةْ
حقائبُ الرحيلِ خاويات
لا تحوي سوى مرَّ الذكريات
مختومةً بقدّاسِ عشقكِ حزينةْ
اشهقُ منْ لوعةٍ مزروعةٍ في حدائقِ الروحِ
وقدْ غادرتها نوارسٌ بلا رجعةٍ
في غياهبِ ليلٍ ينوءُ بشجونهْ
لمْ يبقَ سوى ذكرى جسداً بلوريّاً
وفيروزتانِ
على شطآنٍ نائيات
وفناراتٍ بعيداتْ
لفّها غسقُ الرحيلِ موحشة
وأنا وحدي
حزيناً أستجدي
حلماً لنْ يأتي
أعيشُ فيهِ هواكِ
بكلِّ ضجيجه
بكلِّ حماقاته
وبكلِّ غِيرتهِ
خيوطُ الأملِ المستحيلِ الوحيدْ
تخنقُ هذا الجِيدَ وتحزّ الوريدْ
فتكتبُ على شراشفكِ
على أسرّةِ اللقاءِ البارد
على حقائبكِ
على معاطفكِ
على الوسائدْ
سأظلُّ مصلوباً على ابوابِ غربتكَ
كغربةِ جسدِ الشهيدْ
في ارضٍ منسيّةْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق