محاولة إغتيال قانونية...الجزء السابع/ فراس الور

كتبت هذه المشاهد بتاريخ 14 (شباط) فبراير 2013
خارجي : 
سِجْن مِنْ سُجون القاهِرَة - في صباح اليوم التالي - و تكون السَماء مُلَبَدَة بالغُيوم الداكِنَة و تَهُبُ على القاهِرَة رياح نَشيطَة جدا تُنْذِر بِعاصِفَة لا يُحْمَد عُقْباها

داخلي :
تكون المرأة جالِسَة على ارْض زِنْزانَة مُعْتِمَة مُغْلَقَة لها نافِذَة صَغيرة تُطِلُ على الخارِجْ، و تَبكي بِمَرارة مِنْ شِدَةْ حُزْنِها على نَصيبِها الذي نالَتْهُ مِنْ المُحاكَمَة، و يكون بِجانِبِها صَيْنِيَة طَعام عَليها طَبَقْ مِنْ الطَعام بِجانِبِهِ رَغيفْ خُبْزٍ لَمْ تَتَذَوًقْ مِنْهُ شَيئ، و مِنْ وَقْت لثاني تَتْرُك تَنَهُداتِهَا و بُكاءَها اصْداء بالزِنْزانَة تَدْفَعْ مُجَنًدَة بِرُتْبَة وَكيل في الارْبَعينيات مِنْ العُمْر الى النَظَر اليها مِنْ خلال نافِذَة باب السِجْن، و يَشِعُ مِنْ عيني المُجَنًدَة حَنين لِلْمَرأة و تعاطُفْ كَبير جداً مَعَها، يَنْتَهي هذا المَشْهَد هُنا عِنْدَما تَتْرُك مكانَها المُجَنًدَة و تَخْرُج خارج مَبْنى السِجْن و تَتًجِهْ الى المَبنى الإداري، 

****
خارجي : 
المَبنى الإداري لِلْسِجْن - مباشَرَة بَعْد المَشْهَد السالِفْ 

داخلي : 
في هذا المَشْهَدْ تَدْخُل المُجَنًدَة مَكْتَب رَئيسَة السِجْن و التي تكون بِرُتْبَة رائِدْ حَيْثُ يَدور بَيْنَهُم هذا الحوار، و تَحْتَسي رئيسَة السِجْن كوب مِنْ القَهْوَة حينما تَسْألها المُجَنًدَة : 

المُجَنًدَة بَعْدَ إلقاء التَحِيَة تسأل بنبرة قَلِقَة : سيادة الرائد، بالنِسْبَة لِلْمَرأة بِزْنِزانة رَقَم واحِدْ...

الرائد : ماذا هُنَالك؟

المُجَنًدَة : تَبْكي كثيراً بلا انْقِطاع، لِسَاعَة كامِلَة لَمْ تَنْقَطِع دُموعُها، 

تأخُذْ رَشْفَة مِنْ القَهْوَة و تُجيب الرائد : لا ادري عَنْها سِوَى انً حكُمْهَا قاسي بَعْضَ الشيئ، 

المُجَنًدَة : هُنالِكَ امْرٌ غَريب يَحْصُل كُلَما يَعْلو بُكاءها، تَلْمَع بَشَرَتُها و كأنًها ثَلْجٌ ابْيَضْ و تَنْتَشِر في غُرْفَتِها رائِحَة بُخور ذَكِيَة جدا...جِلْدَها يَلْمَع كالحرير كَسَيٍدات المُجْتَمَع الراقِيَة...

تُجيب الرائِد و نَظَرات الرَهْبَة تَشِعُ مِنْ عَيْنَيْها مِمَا قالَتْهُ المُجَنًدَة : لا اعْلَم عَنْها شَيئ...و لَكِنْ بَعْدَ دقائِقْ مَعْدودَة سَيُنَفًذْ بها اوًلُ جَلَسات حُكْمِ الجَلْد...سَتؤخَذُ الى زِنْزانَة رَقَم سَبْعَة و سَيُنَفًذ بها هذا الحُكْم...الى جانِبْ الخَمْسَة سنين التي سَتَقْضيهِمْ بالسِجِن، 

المُجَنًدَة : خَدَمْتُ بِهَذا السِجْن مُدًةَ عِشرين عاماً مُنْذُ انْ دَخَلْتُ الجَيْش و لأَوًل مَرًة يَشْهَد هذا السِجْن عُقوبَة قاسِيَة بِهَذا الحَجْم...لا عَجَبْ المِسْكينَة تَبْكي بِمَرارة...كَمْ جَلْدَة ستُجْلَد؟

الرائد : خَمْسون جَلْدَة في كُل أسْبوعْ بِكُل جَلْسَة الى ان يُنَفًذ بها الحُكْم بالكامِلْ...

المُجَنَدًة : انا مَصْعوقَة واللهِ، مُنْذُ اسْبوع و هي بالزِنْزانَة و لَمْ يأتي أحَدٌ لِزيارَتِها...لا أخْ و لا أمْ...و لا حَتى صديق...

الرائد تُكْمِل بِتَعاطُف : رُبَما هُنالِكَ مَظْلومين بالحَبْس عِنْدَنا، و لَكِن مِنْ واجِبِنا الحِفاظ على النِظام هُنا فَقَط، لا يَجِب انْ نَتَدَخًل بأمْرِهِم بِصورَة شَخْصِيَة، 

تأْخُذ الرائِدْ رَشْفَة مِنْ فُنْجَان القَهْوَة و تُكْمِل : لا نَسْتَطيع العَمَل هُنا و عاطِفَتُنا تَدْفَعُنا لِلْتَفْكير بِكُل مَشَاكِل المَسْجونين فَحَياتَنا سَتَنْقَلِب الى جَحيم...لِذا عَلينا ان نُجَمِدَ قَلْبَنا و نُنَفِذْ الواجِبات الموكَلَة لَدينَا بَعيداً عَنْ عواطِفِنا...

تَقِفْ مِنْ على مَكْتَبِها و تَذْهَب الى النافِذَة الفَسيحَة التي بِمَكْتَبِها و تَنْظُر الى السَماء المُلَبًدَة بالغُيوم و للأَشْجَار التي تَتَراقَص بِقُوَة مِنْ النوء في الخارج، تُكْمِل حَديثَها :

الرائِدْ : هُنالِكَ رَبٌ كَبير سَيَتولى نُصْرَة المَظلوم،

المُجَنًدَة : سِيَادَة الرائِدْ ارى الخَوْفَ بِعَيْنَيْكِ، ماذا يُخيفُكِ بالضَبْط...

الرائِدْ : كابوس...مُنْذُ انْ دَخَلَتْ هَذِهِ المَرأة السِجْن و كابوس يُراوِدُني بِمَنامي...في كُلْ ليلى 

المُجَنًدَة بَعْدَ دَقيقَة صَمْتٍ : ماذا رأيتي بالكابوس؟ قولي لي؟

الرائد : ارى أُمي امامي و أرى نَفْسي واقِفَة على مَسَافَة مِنْها في بادئ الأمْر، يَتَغَلْغَل بِكَياني الإشْتِيَاق اليها بِصورَة غَيْر طَبيعية بالرُغْم مِنْ انًها تَعيش معي بِنَفْس المَنْزِل، تَبْتَسِم لي ابْتِسَامَة طاهِرَة تَجْعَلُني ارْكُض اليها كالطِفْلَة البَريئَة و لَكِن حينَما اصِلْ اليها يأتي رَجُل لَئيم الطَلًة و يَغْرِز خِنْجَر لَئيم بِصَدْرِها، تَنْزِف دِمائَها كَثيرا و تَرْتَمي بَيْنَ يداي، حينَها ابْدء بالبُكاء و النَوْحِ عليها و على فُراقِها...مُنْذُ اسْبوع...مُنْذُ انْ دَخَلَتْ المَرأة السِجْن و يَتَكَرًر هذا الحِلْم معي...

تَنْظُر الى المُجَنًدَة و الدُموع بِعَيْنَيْها و تَقول : خوذيني اليها...اريد ان أُقابِلَها...

تسَير الرائِدْ مَعْ المُجَنَدَة و تَخْرُج خارِجْ مَبْنى الإداري لِلْسِجْن، فَيَسيروا في مَهَبْ النُوءِ الَلعينَة التي تُزَلْزِلْ سَلام الطَبيعَة حَوْل مباني السِجْن و تَنْثُر الغُبار في الهَواء الطَلْق مِنْ حَوْلِهِم و يَدْخلوا مبَنى السُجون الكبير، يَذْهَبوا الى زِنْزانَة رَقَمْ واحِدْ، تَفْتَح السَجانَة الباب الحَديدي الكَبير لِلْغُرْفَة و تُلاقيهِم رائِحَة بُخور ذَكِيَة تَجْعَلْ الضابِطات تَقِفْ بِرَهْبَة مِنْها لِبِضْعَة ثواني، تَسير الرائِدْ الى المَرأة التي تكون جالِسَة على الارض بِثَوْبِها البالي و شَعْرُها الطويل المُتَدلي حَوْلَ كَتِفَيْها...تَرْكَعُ عِنْدَها الرائِدْ و تَنْظُر الى عُيونِها الجَميلَة الدامِعَة و تَسْأل :

الرائِدْ : مَنْ انتِ؟

تَنْظُر اليها المَرأة بِحَنان و عَطْف و تُجيب : يا بُنَيًتي ماذا يَهُمُك مَنْ أكون؟

تَدْمَعْ عيناي الرائِدْ بِكَثْرَة حَينَ سَماع كَلِمَةْ بُنَيًتي و تَقول مُتَوَسِلَة : ارْجوكِ اخْبِريني مَنْ انتِ؟

تَنْظُر المَرأة الى المُجَنًدَة ثُمَ الى الرائِدْ و تَقول : لا تُزْعِجوا نَفْسَكُم بأمْري...فَعُمْري دُهوراً طَويلَة و إرْثي عَرْشَا يَلْمَعُ ذَهَباً و مَجْداً ونَفائِسَ كَريمَة...و أوْلادي بالمَلايين كانوا...قَبْلَ انْ آتي إلَيْكُم مَذْلولَة...مُشْكِلَتي اكْبَر مِنْكُم...فلا تُزْعِجوا نَفْسَكُم بها،

تَنْهار بُكاءاً لِدَقيقَة ثُمً تقول : جَرًدوني مِنْ مَجْدي الذي وَهَبَني ايًاهُ الله و اصْبَحْتُ اتَذَوًقُ جُرعات الذُلِ و الإهَانَة بَدَلِ الجَاه و عِزْ المُلوك الذي عِشْتُ بِهِ...جَسَدي الذي تَربى على انواع العُطور و الدُهونِ الفاخِر اصْبَحَ مَرْتَعاً لِلْذُل و الأثْوابِ البالِيَة...قُوَتي فُتات الخُبْزِ و الدُموع بَعْدَ انْ اكَلْت شَهْدَ العَسَلِ و لُحوم الغُزلان و شَرابي المُرْ بَعْدَ النَبيذِ المُعَتًقْ الذي وَضَعَهُ سَلاطينُ المَمالِكِ العَتيقَة على مَوائِدِهِمْ...عانَقَ عُمْري مَمَالِكَ الفَراعِنَة و رَوَى نيلي مِصْرَ مُنْذُ حداثَةِ الإنْسَانِيَة و مِنْ على ضِفَافِهِ زَرَعوا و حَصَدوا اولادي و اكَلوا و غذوا اوْلادَهُم...و مِنْ رَحْمي و رَحْم النيل الطاهِرْ كَبُرَتْ مِصْر الحَديثَة و ازْدَهَرَت و ازْدانَة بِمُدُنِها عَبْر السنين الماضِيَة و تاريخها الحافِلْ و ها قد اتى اليوم الذي غَرَزوا بي خِنْجَرَهُم اللئيم...اولادي

يَنْتَشِر بالزِنْزانَة مَوْجَة ثانِيَة مِنْ رائِحَة البُخور، تَنْظُر الرائِدْ الى بَشْرَتِها التي تَلْمَع بِبَياضٍ لا مَثيل لَهُ، تُلاحِظْ وُجود عَلامَات تَعَرُقْ على جَسَدِها، تَمْسَحُ من على ذِراعِها قَليلاً مِنْهُ و تُلاحِظْ انًهُ كالزيت و رائِحَتَهُ طَيْبٌ ذكَي...

تَسْأل الرائِدْ مَرًة ثانِيَة : اتَوَسًلُ اليكِ قولي لي مَنْ انتِ يا امْرَأة...ألْمِس بِكَلامَكِ كلام امٍ الي...

تَنْظُر اليها المَرأة و الدُموع بِعَيْنَيْها و تَلْتَزِم الصَمْت...

تَنْحَني امام المَرأة و تُقَبِل قَدميها فَتَنْهَضْ المَرأة فَجْأَة و تُساعِدْها بالوُقوف لِتَصْرُخ الرائِدْ : اقَبِلْ قَدَميكِ قولي لي مَنْ انتِ!!!

تَقولُ لها المَرأة : بُنَيًتي، أنا اعْلَم مَنْ انتِ فأنا اعْلَم اولادي كُلُهُمْ...رأيْتُكِ و انْتِ تَرْتَدي البَذْلَة العَسْكَرِيَة بالجَيْشِ و اعْلَم بالخَمْسَةِ اوْسِمَة التي تَقَلًدْتِها في خِلال خِدْمَتُكِ المُشَرِفَة، انْتِ عَبْدٌ مأمور لَيْسَ إلا فَنَفِذي الآوامِرْ، سَيَدُق باب مَكْتَبُكِ طَبَقٌ مِنْ الرجال و هم سَيَطْلُبوا تَنْفيذَ الحُكْم بِوُجودِهِم...افْتَحي لَهُم المجال و لا تُعيقي طَريقَهُم...فَقَدْ مَنَحَني اللهُ انْ أتألًمَ لِكَي يُثْقِلَ كاهِلُهُم بِخَطِيَتي و خَطِيَتَ المِصريين جَمْعَاء...لو تَعْلَمي عِقَابَهُم على فِعْلَتِهِم سَتَخافي، هَيًا اذْهَبي الى مَكْتَبُكِ فَقَد دخلوا حَرَمَ المَبْنى الإداري لِلْسِجْن، 

تَنْظُر الرائِدْ الى المُجَنًدَة بِرَهْبَة كَبيرَة لِبِضْعَةِ ثواني ثُمً تَقول لِلْرائِدْ : عودي الى مُناوَبَتُكِ، 

تَخْرُج الرائِدْ مُتَجِهَة الى مَكْتَبِها، 

*********************

خارجي : 
المَبنى الإدراي لِلْسِجْن - بَعْدَ المَشْهَد السالِفْ، 

داخلي : 
تَكون الرائِدْ جالِسَة بِمَكْتَبِها مَعْ وَفْدٍ يَتَأَلًفُ مِنْ ثَلاثَةِ رِجال مِنْ حِزِبِ التَيار الديني الحُر الوَطَني، و يَدور بَيْنَهُم هذا الحوار، 

الرائد : هذا سِجْنٌ نِسائي و ما تَطْلُبوه خارج عِنْ الأوامر و التَعْليمات،

الرَجل الأول : يا سِيَادَة الرائِدْ نَحْنُ هُنا بِمُهِمَة رَسْمِيَة و قال لَنَا سَعَادَة الِلواء حُسينْ الشاذِلي إنًكِ سَتُسَهلي مُهِمَتَنا،

الرائد : دُخول الرِجال مَحْظورٌ في السِجْن، فَكَيْفَ أُلَبي طَلَبَكُم بِحُضور عَمَلِيَةِ الجَلْد؟ هذا اغْرَب إلْتِماس وَصَلَني بِتَاريخ خِدْمَتي بِهَذا السِجْن، 

الرجل الثاني : سِيَادَة الرائِدْ انْتِ مُديرَة السِجْن و اوامِرَكِ تُنَفَذْ على الفَوْر و عِنْدَكِ صلاحيات واسِعَة، لو أَمَرْتِ لِهَذا الشَيْئ انْ يَتِمَ لَنْ يكون مَنْ سَيُناقِشْ اوامرَكِ، فَلِمَاذا هذا التَعَنُت؟ 

الرجل الثالث : هَذِهِ رِسَالَة مَخْتومَة مِنْ سِيَادَة الِلوَاء الشَاذْلي يَطْلُب مِنْكِ تَسْهيل مُهِمَتَنا، 

تأخُذْ الرائِدْ الرِسَالَة و تَقْرأها بِعَدَم رِضَا، تُثْنيها و تَضَعُها على الطاوِلَة و تُفَكِر بِمُحْتواها قليلاً ثُمَ تَسْأَل، 

الرائد : هَلْ قَرأْتُم مُحْتَوى الرِسَالَة؟

الرجل الثالث : لا وَلَكِنْ مُحْتواها واضِحْ و صَريح، 

الرائِدْ : هَلْ لي ان أسْأَلَكُم ما ذَنْبُ هَذِهِ الإمْرَأة الذي ادى بِهَا الى الحُكْم و السَجْن؟

الرجل الثاني : انا لا اعْتَقِدُ انً هذا الشَيْئ يَدْخُل ضِمْنَ اخْتِصاصُكِ، انْتِ عَليكِ يا سِيَادَة الرائِدْ تَلْبِيَةَ اوامِرَ سَعَادة الِلوَاء فَقَطْ، 

الرجل الأول : لا بأس مِنْ اخْبارُكِ، حُكِمَ عليها بالجَلْد و السَجْن لأنًها فاسِدَة الجَوْهَر كإمرأة و راعِيَة لِفُنون فاجِرَة، 

الرائد : انا تَحَدًثْتُ مَعَها و ما وَجَدْتُ عَليها اثْم، قالَت كلاماً بِهِ رُموز كَثيرَة عَنْ امومَتِها لِمِصْر...كلامُها في بَعْض الأحْيَان كالأنْبِيَاء المُرْسَلين مِنْ الله...

يَضْحَكْ مَجْمَعُ الرِجَال قليلاً ثُمَ يَقول الرَجُل الأَوًل : هَذِهِ الفاجِرَة؟ نَبِيَة؟ واللهِ انًكِ مُخْطِئَة جداً...فَمَا سَمِعْنَا مِنْهَا بالمَحْكَمَة إلا كُل شِرْكٍ بالله و فُجور، تَدًعي انًها ازَلِيَة المحَضْرَ بِهَذِهِ الدُنْيَا و هذا لَهُوَ شِرْكٌ باللهِ لِوَحْدِهِ، ثُمَ انً الفُنون التي تُدافِعُ عَنْها بِهَا فِسْقٌ كَبير، لا نَجِد مَفَر مِنْ تَنْفيذِ الأحْكَام عَلَيْهَا،

الرائد : واللهِ يا رِجَال لَوْلا ان الأوامِرْ مِنْ الدائِرَة القَضائِيَة لما كُنْتُ لأُنَفِذَ بها الحُكْم ابداً، لا أَجِد عَليها ذَنْباً فَتَكَلًمْتُ مَعَها و ما وَجَدْتُ بِكَلامِها اي خَطَأ مِمَا تَقولوه....

تَقِفْ الرائِدْ و تَذْهَبْ الى مِغْسَلَةٍ بِزاوِيَة مَكْتَبِها مَكْشوفَة على مَحْضَر الرِجَال، و يَكون عَلَيْهَا قِطْعَتْ صابون و زُجاجَة عِطْرٍ نَفيسَة، تَغْسِل يَديْهَا بالمَاء ثُمً تُنَشِفَهُم جيدا...فَيَقِفْ الثَلاثَة رِجَال مُسْتَغربين مِنْ امْرِ الرائِدْ، تَقْتَرِبْ مِنْهُم الرائِدْ و تَقول :

الرائِدْ : حَلِمْتُ احْلاماً وَتًرَتْني بأمْرِ هَذِهِ المَرأة و أنا غَيْرُ مُرْتاحَة مِنْ عُقوبَتِها و اشْعُر بها الظُلْم، أمام الله و امامَكُم أُعْلِنْ أنني بَريئَة مِنْ دَمٍ هَذِهِ البارَة، ابْصِروا انْتُم بأمْرِها،

قال الرجل الأول : دَمُها عَلينَا و على اوْلادِنَا،

الرجل الثاني : نَعَمْ فَنَحْنُ مُقْتَنِعين بِمَطْلَبِنَا،

الرائد : و مِنْ افواهِكُم و اعْمَالِكُم سَيُدينُكُمْ الله، قد أمَرْتُمْ بِتَهْيِئَةْ دَرْب آلآمها فأنْتُم مَسؤلين امام الله عَنْها و عَنْ ما سَيَجري لَهَا،

تَذْهَبْ الرائِدْ و تَعابير عَدَمْ الرِضَا على وَجْهِها، تَرْفَعْ سَماعَةُ الهاتِفْ و تَطْلُب رَقَماً و تقول،

الرائِدْ : تَعالي الى المَكْتَب يا فاطِمَة،

تُغْلِق الهاتِفْ، و بَعْد بِضْعَة ثواني تأتي مُجَنًدَة بِرُتْبَة نَقيب و تُلْقي على الرائِدْ التَحِيَة، تأمُرُها الرائِدْ، 

الرائِدْ : خُذي الوَفْد الى زِنْزانَة رَقْم سَبْعَة حَيْثُ سَيُنَفَذْ أمْرُ الجَلْد بالمَرأة التي في زِنْزانَة رَقَمْ واحَدْ، نَفِذي اوامِرَ الخَمْسين جَلْدَة الأولى لِلْمَرأة أمأمَهُم،

فَجْأَة يَرْتَفِعُ صَوْت الرياح خارِجَ المَكْتَبْ لِدَرَجَة عالِيَة لِيُشْبِه صَوْت إمرأة تَصْرُخ مِنْ الآلم، يَنْظُر الثلاثة رِجَال الى النافِذَة بِرَهْبَة لِبِضْعَةِ ثواني ثُمً يقول الرَجُل الأول ،

الرجل الأول : ماذا يَجري في الخارِجْ؟

يرد الرجل الثاني : و كأنًني سَمِعْتُ صراخ إمرأة،

يُغادِرْ وَفْدُ الرِجَال مَعْ النَقيب لِتَبْقي الرائِدْ بِمَكْتَبِها، تَجْلِس مَرًة ثانِيَة على مَكْتَبِها و تَقراء مُحْتَوى رِسَالَة اللواء الشاذِلي بِصَوْت مُرْتَفِع..."الى الرائِدْ نادِيَة مُرْقُس، نَفِذِي اوامِرَ الوَفْد و كَمَا فَعَل بيلاطُس البُنْطي في الإنجيل ايامَ مُحاكَمَةِ عيسى ابْن مَريَم اغْسِلي يَديكِ امامَ اللهِ و امام الوفْد مِنْ دَمْ الإمرأة...فالكَتَبَة و الفريسين في ديانَتِكُم ألًموا عيسى ابن مَريَم كَثيرا مِنْ قَسَاوَةِ قُلوبِهِم، و ها هُمْ كَتَبَتُ و فَريسين دينِنَا يُعيدوا التاريخ مَعْ المَرْأة، اغْسِلي يَديكِ و لِلْمَرأة الله لِيَنْتَقِمَ لها،"

تَقول الرائِدْ بِصَوْت مُرْتَفِع ، 

الرائد : صَدَقْتَ يا سِيَادَة اللواء، و لكن...

تَتَجِهْ الى النافِذَة مَرًة ثانِيَة و تَسْأل : ماذا تُريدُ هَذِهِ الرياح منا؟ في الغَدْ سَيَنْكَشِفْ الكثير، 

CONVERSATION

0 comments: