نعم لزيارة البطريرك الراعي للقدس/ الياس بجاني

جريدة السفير ومنذ 40 سنة وهي نموذجاً مكشوفاً ونافراً للطروادية والملجمية والإسخريوتية بأبشع صورها العفنة والمقززة، كما أنها كانت ولا تزال شوكة مسمة ومسممة في خاصرة لبنان الكيان والمؤسسات والإنسان، وخنجراً مأجوراً ينحر في رقاب اللبنانيين ويُقطٍّع بإجرام وعبثية صوامع الحريات والسيادة والهوية والكرامات وتضحيات الشهداء. 
صاحب جريدة السفير طلال سلمان بغنى عن التعريف فهو باختصار تاجر ومنافق ووصولي وقد نقل وتنقل وتقلب بتبعيته وبقلمه المعروض دائماً للبيع من أحضان عبد الناصر وياسر عرفات إلى سخافات القذافي، كما تنعم بأموال صدام مسوقاً لجنونه وأوهامه، وانتهى به الأمر بوقاً وصنجاً رخيصين ووقحين لدى مطابخ مخابرات محور الشر السوري الإيراني، وخادماً في الإعلام الأصفر التابع لجيش إيران في لبنان الذي هو حزب الله. 
هذا هو تاريخ طلال سلمان الذي لم يكن بفكره وولاءاته وثقافته وعمله الصحافي والإعلامي لبنانياً في أي يوم من الأيام، ولن يكون، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
طلال سلمان هو آخر من يحق له مناقشة أو انتقاد زيارة غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي برفقة قداسة البابا فرنسيس إلى القدس المقررة الشهر المقبل. 
إن اتهام سلمان الوقح للبطريرك الراعي بارتكاب الخطيئة، خطيئة الزيارة، هو اتهام مردود له ولأسياده في طهران ودمشق ودويلة الضاحية الجنوبية، الذين يعادون القضية الفلسطينية والعروبة والعرب ويعملون من ضمن إعلام مشروع إيران الملالي التوسعي والاستيطاني والاستعماري الهادف لإسقاط كل الأنظمة العربية وإقامة الإمبراطورية الفارسية.
وفي سياق متصل يؤكد تبعية سلمان لمحور الشر السوري الإيراني ولحقيقة متاجرته بالقضية الفلسطينية والعروبة هو سكوته، الذي هو أبشع من صمت القبور على ادعاءات وهلوسات قادة إيران المعادية للبنان وللعروبة وللعرب.
فقد أكد يوم أمس (03 أيار/14) الفريق يحيى رحيم صفوي القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني المستشار العسكري الحالي للمرشد الأعلى علي خامنئي على أن حدود إيران تنتهي عند جنوب لبنان في مؤشر على الأطماع التوسعية التي تطغى على العقلية الإيرانية، وقال حسب وكالة فارس الإيرانية الرسمية:
"أن حدود الجمهورية الإسلامية الحقيقية ليست كما هي عليها حالياً ًلكنها تنتهي عند شواطئ البحر الأبيض المتوسط عبر الجنوب اللبناني"، واعتبر صفوي خلال مؤتمر صحافي بمناسبة الذكرى السنوية لاسترجاع إيران منطقة شلمجة ومدينة خرمشهر المحمرة من الجيش العراقي العام 1983 إن “حدودنا الغربية لا تقف عند شلمجة (على الحدود العراقية غرب الأهواز)، بل تصل إلى جنوب لبنان، وهذه المرة الثالثة التي يبلغ نفوذنا سواحل البحر الأبيض المتوسط”، في إشارة إلى حدود الامبراطوريتين الأخمينية والساسانية الفارسيتين قبل الإسلام. وبعد انتقاده دعم المعارضة السورية من قبل بعض الدول العربية، شدد صفوي على أهمية سورية الستراتيجية، واصفاً إياها “بالجسر الرابط بين آسيا وإفريقيا”. 
وادعى صفوي كما نقل عنه موقع “العربية نت” الإلكتروني أن “سورية هي البلد الوحيد الذي لم يعترف بالكيان الصهيوني، ولا تزال يشكل جبهة الصمود أمامه”. وثمن صفوي دعم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد العسكري لبلاده خلال الحرب العراقية – الإيرانية قائلاً كانت “سورية الوحيدة بين العرب التي وقفت إلى جانب إيران، وأغلقت أنبوب النفط العراقي إلى البحر الأبيض المتوسط”. وأضاف، “أثناء الحرب العراقية – الإيرانية سافرت بمعية القائد العام للحرس الثوري محسن رضائي إلى سورية وليبيا بتوصية من خامنئي (كان حينها رئيساً لإيران) لاستلام صواريخ من البلدين، موضحاً أن حافظ الأسد قال لهما إن روسيا أخذت عهداً على بلاده على ألا يتم تسليم الصواريخ لطرف ثالث، إلا أن الرئيس السوري الراحل أكد أنه سيزود طهران بالصواريخ ضد بغداد، وسيتعهد تدريب الإيرانيين.
باختصار، لو لم يكن طلال سلمان متاجراً بالقضية الفلسطينية وفي العروبة، لكان وبدلاً من التدخل السافر والرخيص في شأن كنسي ورعوي ماروني خاص، لكان وقف يدافع بقوة وعلانية وبجرأة عن الدول العربية والعروبة وعن سيادة وحدود لبنان في مواجهة الكلام الإيراني أعلاه. إلا أن سلمان التاجر والمنافق يقف مع نظام الأسد القاتل والمجرم واللاعروبي، ويعمل في خدمة مشروع ملالي إيراني المعادي لكل الدول العربية، وبالتالي هو مفضوح ومكشوف وعدو للقضية الفلسطينية وللعروبة وللعرب وللبنانيين، ونقطة على السطر.
يبقى أنه ورغم معارضتنا في السياسة لخيارات وتحالفات ومواقف غبطة البطريرك الراعي حيث أنه ليس في خطنا الوطني اللبناني والسيادي، بل في خط رعاة سلمان أنفسهم، وهذا شرود ننتقده سياسياً باستمرار وبصوت عال، إلا أننا كموارنة لبنانيين نرفض أن يزايد سلمان في أمر الزيارة الرعوية للقدس والتي تهدف كما هو معروف لمن يهمه أن يعرف للتحضير لاستلام البطريركية المارونية مهمة الإشراف على كنيسة القيامة من ضمن اتفاق دولي لوضع هذه الكنيسة تحت مظلة حاضرة الفاتيكان.
في الخلاصة، نعم لزيارة غبطة البطريرك الراعي للقدس برفقة قداسة البابا فرنسيس، وليخرس سلمان ولتخرس معه كل الأصوات النشاز الناعقة التي امتهنت وأدمنت التجارة بالقضية الفلسطينية وبالعروبة وتعتاش من نفاق شعارات المقاومة والممانعة والتحرير.
إن المأساة الفلسطينية هي من مسؤولية الشعب الفلسطيني فقط، وهو شعب نكن له كل احترام ونتعاطف مع قضيته المحقة، وليخرس كل من يتاجر بهذه القضية من أمثال طلال سلمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق