الرئيس القادم/ ايمان حجازى

عجيب أمر الصراع الدائر عبر الفضائيات والقنوات المحلية بل وعلى صفحات التواصل الإجتماعى بخصوص شخص أو شخصية الرئيس القادم .

وبينما هو أمر جلى للعقول ومنذ فترة أن باب الترشح للرئاسة أغلق على مرشحين لا ثالث لهما إلا أن اللجنة العليا للإنتخابات ما زالت تحدثنا بشكل يكاد يكون يومى عن إقتصار وإختصار الترشح للرئاسة على ذات نفس المرشحين وكأن المطلوب منا فى صباح كل يوم أن نظهر الإندهاش من هذا الخبر .

وتتناول برامج التوك شوز على المحطات سواء المحلية أو الفضائية بث التوجيه الإجبارى للإنحياز الى شخص معين دون الآخر .

أما صفحات التواصل الإجتماعى فقد أمست – وهذا ليس بالجديد عليها – على جدال مستمر محتدم وتطاول وتنابز بالألقاب وسباب من كل من مؤيدى أحد المرشحين للآخر .

وهذا الموقف مثير جدا للعجب حيث لم يتوقف هذا الجدال الجارى عند ما يطلبه الشعب من كل من المرشحين بدلا من التأييد لشخصه الكريم .

وأتساءل أين المطالب التى عرفت بالفئوية والتى تعطل بسببها عجل الإنتاج على مدار ثلاث سنوات ماضية هى عمر ثوراتنا ؟؟؟ أين مطالب الثورة التى سالت من أجلها الدماء ؟ أين العيش الحرية الكرامة الإنسانية العدالة الإجتماعية ؟؟ أين هذه المطالب التى زهقت من أجلها الأرواح ؟ أين هى مع غلاء الأسعار فى وجود حكومة لا تعير الشعب أى أذن صاغية ولا واعية ... حكومة تصدر قرارات ولا تهتم لمدى تأثر الشعب بها ولا بمردودها عليه .. حكومة أصدرت قانون منع التظاهر الغير دستورى بينما رئيسها قاضى عظيم .. حكومة يشيع فى وجودها الشغب وتنتشر الفوضى فى الشوارع والميادين .. حكومة يموت فى ظلها كل يوم أبرياء بدون سبب ويعتقل فى حكمها أناس بدون جريرة .. والجدير بالذكر أن أحد المرشحين كان واحدا من تلك الحكومة التى أصدرت هذا القانون والآخر كان موجودا فى الشارع ولم يعلى صوته لرفض أو حتى لإعتراض على هذا القانون والناس فى الشارع لا يهتمون إلا بشخص من ترشح للرئاسة ويتفقون ويختلفون فقط على الإسم غير مكترثين بما يجرى حولهم من أحداث برغم أهميتها .

كنت أعتقد أن ينزع الشعب شعارات الإنتماء الحزبى والعرقى والدينى والسياسى والطائفى وينتمون فقط لأنفسهم ولمصريتهم .

كنت أتمنى أن يصر المصريون بعد ثوراتهم لمدة ثلاث سنوات على ما جاءت به من متطلبات وأن يعلو الصالح العام بدلا من إعلاء الأصوات بالشتائم والسباب الناتج من الإنتماء لأشخاص بعينهم متناسين أن الأشخاص الى زوال ومصر هى الباقية أبد الدهر .

كم كنت أود أن ينسى أولاد المخلوع مخلوعهم وأن تنسى جماعة المعزول معزولهم وأن ينسى السيساويون سيسهم وأن ينسى الحمدانيون صباحهم .. ولقد تمنيت من كل قلبى أن يقف أبناء مصر على قلب رجل واحد متذكرين مصريتهم وأنه عندما يتم إختيارهم لمرشح دون غيره يكون من منطلق أننا مصريون محبون لهذه الأرض منتمون لهذا البلد مصرون على نصرة وإحياء أمجاد هذا الوطن وفقط .

كنت أتمنى أن نعلى فكر أن مصر لكل المصريين وأن تكون إنتخابات رئاسة مصر مصرية وليست سيساوية ولا صباحية .

كم كنت أتمنى ومازالت ومازال يحدونى الأمل فى أن يعى أبناء وطنى قيمة اللحظة الحالية وأن يدركو مصر قبل أن يجرفها طوفان الفرقة والإنشقاق وتتداعى تحت وطأة الإنقسام .

كم كنت أتمنى ومازلت وما زال لدى أمل فى أن يطرح الشعب المصرى على مرشحى الرئاسة المصريين الذين لا خلاف على وطنيتهما ولا حبهما للبلاد والذين يتمتعان بشعبية ساحقة والذين لديهما رغبة صادقة فى خدمة هذا الشعب الذى يريد معرفة كيف ستكون تلك الخدمة !!؟؟

ما يريده الشعب العاقل هو معرفة ما يستطيع كل مرشح للرئاسة تقديمه للبلد للشعب متناسين من هو أو من يكون لأنه ومن خلال تجارب سابقة إتضح أن الإختيار الشخصى لا يمكن أن يصنع رئيسا ناجحا لبلد فى حجم مصر .

يجب ألا يكون إختيار الشعب للرئيس من قبيل شراء سمكا فى ماه عميقة ..
يجب ألا يكون إختيار الشعب للرئيس على شكل مبايعة على ورق أبيض ..
وليعرف الشعب أنه إن فعل فسوف يكون كعطاء من لا يملك لمن لا يستحق , فمصر ليست للبيع ولا هى هبة لأنها ببساطة ليست حكرا على أحد وليست ملكا لمجموعة أو فردا دون الباقين .

ليعلم الجميع أن مصر عزيزة غالية فلا يلقو بها الى التهلكة .

وليعلم الجميع أن مصر هى عروسنا الجميلة التى يجب أن نغالى فى طلب مهرها ولا نعطيها إلا بحقها لمن يستأهلها .
  
إحرصو أيها المصريون على مصركم وأحسنو إختيار من يحكمها ,إقرأو أطروحاته , ناقشو فكره , إتفقو وإختلفو معه فهو ليس إلهً بل هو بشر مثلكم .

أيها المصريون إنتبهو حتى لا تصنعو فرعونا جديدا ممن قدم نفسه قربانا لخدمتكم .

أيها المصريون إحرصو ألا تصنعوإلهً تعبدونه ممن هو لحم ودم مثلكم 

أحسنو الرؤية 
أحسنو التفكير 
أحسنو التدبر 
والله أسأل أن يهدينا جميعا الى سواء السبيل 
ألا هل بلغت اللهم فإشهد ........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق