1 (وجهة نظر)
ليس المعيار جماليّة الصورة بل التطابق الخلاّق مع واقع الحال الإنساني.
**
2 (إلى الراحل محمود ديب)
سهام الموت هي في كلّ اتّجاه، والحياة كأنّما هي عابر. وهذه سنّة الحياة التي تقبض على كلّ شيء منذ البدء، ويدرك ذلك كلّ مدرك، ولا يملك معه أخيراً سوى التسليم. ولكنّ الأكثر إيلاماً في هذه الحلقة القاسية هو فقدان كريم القلب والعقل طالما كان كبيراً مع أهل بيته ومع أصدقائه ومبادئه الإنسانيّة النبيلة.
كثيرون الذين حزنوا عميقاً لوفاة إبن بلدة مرياطة اللبنانيّة النجيب محمود محمّد ديب "أبو محمّد". كثيرون الذين وفدوا للتعزية. كثيرون الذين تحدّثوا بخصال الفقيد الحميدة. نشأ أبو محمّد على حبّ وطنه الأوّل لبنان وبلاد العرب كافّة، مثلما نشأ على حبّ فلسطين وكراهيّة الصهيونيّة التي أجرمت ليس بحقّ شعب فلسطين قتلاً وتهجيراً وتشريداً وسلباً وحسب بل أيضاً وأيضاً بحقّ اليهود أنفسهم واليهودّية التي هي ديانة إبراهيميّة يقرّ بها الإسلام الحنيف وأتباعه في جميع أنحاء المعمورة، فالصهيونيّة ذاتها هي التي أحدثت ذاك الجرح الرهيب بين اليهود وبين إخوتهم في الديانة الإبراهيميّة المسلمين والمسيحيين، وأعني به جرح سرقة فلسطين التي لا بدّ أن تعود لجميع أهلها وعلى قدم المساواة في دولة مدنيّة واحدة.
وأكثر ما اشتهر به راحلنا النبيل هو رفضه القاطع لكلّ تلك اللّغة المقيتة التي يؤجّج لها الأعداء العنصريين والإمبرياليين بين العرب المسلمين سنّة وشيعة. والتي بدأًتْ مع صياغة تعبير "الهلال الشيعي" الذي أوّل من قال به الملك عبد الله الأردني الملتزم جانب إسرائيل باتفاقيّة وادي عربة، وثاني من قال به مترجَماً إلى العربيّة طبعاً من "اللاب" الإسرائيلي والبنتاغون الأميركي هو الرئيس المصري حسنس مبارك الذي التزم أيضاً جانب إسرائيل باتفاقيّة كامب دايفيد، ما استدعى رئيس مجلس النوّاب اللبناني الأستاذ نبيه برّي لكي يردّ بسرعة وأداً للفتنة التي لا بدّ أن تندثر، قائلاً أنّ "الهلال الشيعي" الذي يتحدّثون عنه هو دائماً وأبداً في قلب "القمر السنّي".
كان فقيدنا أبو محمّد ينتفض بوجه كل من يحاول العبث بوحدة المسلمين، ويعتقد راسخاً أنّها فتنة لا يسير معها وفي ركابها إلاّ كلّ شيطان.
رحمك الله يا فقيدنا محود محمّد ديب أبو محمّد وأفسح لك بين الصالحين في جنّات خلده وألهم أسرتك عظيم الصبر والسلوان وعموم الأهل الكرام في مرياطة المقيمة والمهاجرة.
**
3 (من دون تعليق)
كتب كمال اللبواني أحد المعارضة السوريّة مقالاً تحت عنوان "خطّة للتوصّل إلى حلّ إقليمي في سوريّة" نشره "الموقع الرسمي للجيش الحرّ" دعا فيه إلى "أن تساعد إسرائيل في تأمين فرض حظر جوّي فعلي ولا يهمّ أن يعلن عن ذلك أم لا، تبدأ بمئة كيلومتر وتمتدّ بحسب التطورات. يمكن لإسرائيل تكرار تجربة جنوب لبنان لكن بنسخة ناجحة في جنوب سوريا حيث تلعب إسرائيل دوراً في حماية المدنيين ودعم الغالبية بدل لعب دور الاحتلال ودعم أقليّات كما جرى في لبنان. إذا حصل هذا التعاون وبعد استقرار الأوضاع فإن من شأن ذلك أن يسهّل عمليّة إنجاز السلام بما يضمن انفتاحاً مجتمعياً مباشراً وتداخلاً سكّانيّاً واقتصاديّاً وأمناً مشتركاً وتطبيعاً عملياًّ يسبق العمل السياسي الرسمي".
**
4 (لقائلها)
إذا الصديق قسى عليك بجهله
فاصفح لأجل الود ليس لأجله
كم عالم متفضل قد سبّه
من لا يساوي غرزةً في نعله
البحرُ تعلو فوقه جيفُ الفـلا
و الدرُّ مطمورٌ بأسفل رمله
في الجوّ مكتوبٌ على صحف الهوى
من يعمل المعروف يجزى بمثله.
**
5 (الحيرة)
جميعُهم نظرٌ أبعد
قائمون على خدمة تائه واسترضائه
منهم الذي صار مروحة
يُلطِّف مِنْ سطوةِ الحرّ
منهم الذي صار خزانةً تحفظُ أشياءَه
منهم الذي صار نقوشاً تُذكِّرُه إنّ الحياةَ فنّ
ومنهم الذي صار باباً مُفسِحاً للمرور
للسماءِ الزرقاء الهائلةِ والثمينة.
6 (قال)
وكأنّما ليقعَ الآخَرُ في الحيرةِ أيضاً.
**
6 (قال أيضاً)
حكمة اليوم: قِصّ لسانَك.
Shawki1@optusnet.com.au
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق