يوم اسود فى ذاكرة الشعب الفلسطيني ..
يوم استبيح الدم الفلسطيني ..
يوم انتهكت فيه كرامتنا ..
يوم افتقدت فيه بوصلتنا ..
يوم عار علي من شارك في انتهاك حرمة الدم الفلسطيني واستباح القتل بالجملة والمفرق من اجل كرسي اثبت التجربة انه هالك وانهم فاشلون ..
صباح الخير يا غزة الحبيبة.. صباح الوفاق الفلسطيني .. صباح الحنين والعودة وبناء مؤسسات الدولة .. صباح الحب والكرامة والحضارة .. صباحك اليوم غير صباحهم فأنت فلسطينية وستبقي كما احببتك وعرفتك وتربيت علي ذكراك وعهدك ..
يوم 14 - 6 يوم مؤلم في حياتي وحياة ابناء شعبنا في غزة .. ويوم اسود في حياة الشعب الفلسطيني حيث ترك هذا اليوم مساحة كبيرة من الالم والدموع وحققت حركة حماس انتصارها علي جثث القتلى والدم الفلسطيني فهذا الانتصار المهزوم هو انتصار السيف علي الدم هو انتصار المهزومين علي الشعب ..
هذا الانقسام الاسود وهذا اليوم الكئيب الذي ما زالت تمارس حركة حماس نفس سياستها الي هذا اليوم ضاربة بعرض الحائط كل الفرص لتحقيق مصالحة تعيد للمواطن كرامته وتحفظ حقوقه في العيش بحرية فوق تراب وطنه والسعي الي تحقيق وحدة حقيقية لمواجهة الاحتلال ومصادرة الاراضي والعمل علي قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة والقدس عاصمتها ..
صورة بشعة اقصاء الموظفين من اماكن عملهم ووضع فراشين كانوا يعملون بمكاتبهم مدراء عليهم وصورة سرقة ونهب غزة مستمرة لحتي اليوم .. صورة وصورة وكل يوم صور جديدة مؤلمة لا يمكن أن يتصورها الفلسطيني .. ويرفضها العالم وبين هذه الصور المؤلمة صورة حراس الحدود في غزة التي استنسخت في هذا الزمن تحت بساطير المليشيات المسلحة التي تعبث بالوطن وتزرع بزور النفاق والاكاذيب بين ابناء الشعب الواحد ..
الصورة البشعة مكتملة بكل جوارحها وبكل بشاعتها وما زالت مستمرة حيث تكتمل الدائرة.. وتزداد معاناة ابناء الشعب الفلسطيني في غزة من جراء الانقلاب وممارسات حركة حماس التي تفوق التصور البشري من قمع وقتل وإهانة وملاحقة واعتقال للمواطنين متسترين باسم الدين وتحت شعارات واهية باتت مكشوفة لشعبنا وما رفض استمرار حكم حماس لغزة وتفردها بالقرار وإعلاء الصوت لبعض الشرفاء والعقلاء في حركة حماس ومعارضتهم لسياسات الحركة في غزة يعد تجربة مهما اليوم ولا بد من اتساع هذه التجربة ومواصلة النقد للفساد المالي والإداري والأمني والإعلامي الذي تمارسه حماس في غزة ..
ان الاصوات الوطنية الفلسطينية التي تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية في غزة باتت تعلو اليوم حيث يرفض شعبنا بشكل واضح استمرار الانقسام وسيطرة حركة حماس علي غزة ..
الصورة السيئة والمؤلمة اليوم هي صورة الانقسام الذي لا يمكن ان ينساه شعبنا او محاولة تجميل الصورة من قبل اعلام حماس وقمعها لأبناء شعبنا وإخراس الاصوات التي تطالب من داخل حماس بالتغير ..
ان من يعارض حركة حماس اليوم ليس حركة فتح بل من يعارض حماس وتفردها اليوم هم ابناء حماس انفسهم ومن يطالب بإسقاط حكم حماس في غزة هو الشعب الفلسطيني وفصائل العمل الوطني الفلسطيني مجتمعة حيث لا يوجد اي فصيل يساند حركة حماس في حكمها بل وصل الامر الي معارضتها من قبل عناصر حركة حماس انفسهم ناهيك عن الانقسامات الداخلية في اطار حركة حماس بين من يؤيد التيار القطري وبين من يؤيد التيار الايراني في كتائب القسام نفسها ..
اننا نكتب عن تلك الصورة المؤلمة التي يرفضها شعبنا ولم تراها حركة حماس فمن واجبنا الوطني ان نسلط الضوء علي الجانب المؤلم من الصورة ونقول للجميع في الذكري الثامنة للانقلاب : حان الوقت لإسقاط حكم حماس في غزة ..
اليوم وبالرغم من تشكيل ( حكومة التوافق الفلسطينية ) وبعد اكثر من ثمانية سنوات علي الانقلاب الذي قامت به حركة حماس ما زالت تتعامل قيادة الحركة الحمساوية وحتي هذه اللحظة بأن حكومة التوافق الفلسطينية هي امتداد للحكومات السابقة وبالتالي سارعت بتصدير ازماتها الي الحكومة واقحمت الشارع الفلسطيني وموظفي السلطة الوطنية في مصيرها الفاشل وذلك من اجل لخبطة كل الاوراق ولو قدر لها الامر فأنها ترمي الموظفين في البحر لتتخلص منهم ..
ان هذا السلوك بعيد عن لغة العقل ولا يمت للإنسانية باي صلة ولا يمكن للضمير ان يستوعبه ..
هذا المنطق عجيب فكيف تسمح هذه الحركة التي تقول علي نفسها انها حركة مقاومة وممانعة بان تمنع الناس من ارزاقهم وتحرم الاطفال من حليبهم وتمنع العائلات من طعامهم .. هذه هي جريمة ما بعدها جريمة ..
اننا في ظل حكومة التوافق الوطني نقول وبوضوح من يريد المصالحة الحقيقية لا يعمل علي تشكيل ( حكومة الظل في قطاع غزة لإدارة القطاع ) من قبل حركة حماس ..
من يريد المصالحة عليه الاستجابة لقرارات حكومة التوافق الفلسطينية ويعمل علي تسليم المؤسسات والمقار التي تم السيطرة عليها اثناء الانقلاب سواء مقرات حركة فتح او الجمعيات والمؤسسات التي تتبع المجتمع المدني ..
ليس هكذا تتم المصالحة يا حماس ونستغرب اصرار حماس بفرض عجزها ومشاكلها بالقوة علي المواطن واقحام فشل سبع سنوات سابقة وتحميله لحكومة التوافق الفلسطينية ..
هذا الاسلوب الاستغلالي وقمع الموظفين لا يقودنا الي المصالحة انما يقودنا الي مشاكل عميقة وكراهية بين الناس ..
فمن يريد المصالحة لا يمنع الموظفين من تلقي رواتبهم ضمن مسرحية هزيلة وفصولها مكشوفة وضرب حكومة التوافق بعرض الحائط ..
ومن يريد المصالحة يطلق حرية الاعلام ويعيد فتح المؤسسات الاعلامية والصحافية المغلقة في قطاع غزة ..
ومن يريد المصالحة لا يعمل علي تشكيل حكومة ظل حماس التي تدير قطاع غزة باسم ( المكتب السياسي لحركة حماس ) والتي يقودها اسماعيل هنية بمسمي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حيث تم تشكيل حكومة ظل تقود قطاع غزة وتدير الاوضاع الامنية والمؤسسات من قبل حركة حماس .. بكل تأكيد ان لمثل هذه الاجراءات اعاقة عمل حكومة التوافق وليس لها علاقة بالمصالحة .. وبات واضحا ان هدف حماس الان هو تصدير ازمتها الداخلية للشارع الفلسطيني .. .!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين
http://www.alsbah.net
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق