لن أعترف بوزيرالتعليم إلا إذا/ الشيخ د. مصطفى راشد

يدرس أبنى احمد بالكلية وأبنى محمود بالثانوية العامة ويوسف بالأبتدائية  فى سيدنى  باستراليا مما أتاح لى الفرصة للتعرف على المدارس الأسترالية عن قرب وكان أول شىء لاحظته ولفتَ إنتباهى هو أن الطالب ياتى من منزله على الموعد ويدخل إلى الفصل المدرسى مباشرة  فهم لا يعرفون نظام الطابور الصباحى  القاسى عندنا ، وتذنيب الطلاب فى بداية اليوم لمدة ربع ساعة والشمس تخترق رؤسهم الضعيفة ، بحجة تحية العلم ، وكلنا يعلم كيف يأتى ذلك بفعل عكسى ، فوجع الأرجل من الوقوف كان يجعلنا نُحَيى العلم بجمل يعرفها الجميع ، والتى تتخللها كلمة الملوخية ، بجانب أن هذا الطابور يكون إستعراضاً للعُقد النفسية للناظر أو بعض المدرسين ، بإستخدام العصا لمن تحرك داخل الصفوف ، وكأننا أردنا إرهاب الطفل منذ البداية ، ليعيش باقى حياته وهو خائف من المسئولين -- - ايضا لاحظت فى المدارس الإسترالية عدم وجود شىء إسمه عصا بيد المدرس  مطلقاً، لأنه لو فُرض أن مدرس أمسك عصا بيده ، دون أن يستعملها فهى  تعتبر جريمة إرهاب معنوى فى القانون الأسترالى ، ويحاكم هذا المدرس على ذلك ، والعقوبة لا تقل عن ثلاث سنوات سجن أو الإيداع بمستشفى الأمراض العقلية ---– لكن هناك واقعة مشهورة فى استراليا حيث سب أحد الطلبة بالأول الثانوى المدرس ، فصفعه المدرس على وجهه، فعاقبت المَدرَسة الطالب بالفصل لمدة عام ، وتم فصل المدرس من العمل ولايمكن أن يعمل بالتدريس إلى الأبد،   ثم حكمت عليه المحكمة الجنائية بسجن المدرس خمس سنوات ثم  خُففت فى الأستئناف إلى ثلاث سنوات ، لأن عقل الطالب الصغير  لا يقاس بعقل المدرس --- ايضاً لاحظت أن نظام الثانوية العامة  فى استراليا لايوجد به رسوب فالكل ناجح بدرجات ، أى أن الفيصل مستوى المجموع، فالكليات العليا مثل الطب والقانون  يفوز بها أصحاب الدرجات العليا لكن لو فُرض أن أحداً نجح بنسبة  مجموع 30% فيكون نصيبه المعاهد العليا الفنية ، لذلك لايوجد فى استراليا شىء أسمه  دروس خصوصية --- ايضا لاحظت أن الطالب لا يمكن أن يَسأله أحد  عن مصروفات أو رسوم مدرسية أبداً ، بل ترسل المدرسة خطاب بالبريد للوالدين بذلك  --- ايضا من المواقف الغريبة بالنسبة لنا، هى أن أبنى يوسف فى ألاول الابتدائى هذا العام ، قد قال لى  بغضب منذ اسابيع أنه لن يذهب غداً إلى المدرسة ، فسألته عن السبب، فقال لى  أن المُدرسة فى الفصل  تحدثت معه اليوم بصوت مرتفع،  وفعلا فى الغد تركت أنا  ابنى يوسف يغيب ، حتى لايشعر بضغط نفسى من المُدرسة فيكره المَدرسة من البداية ،  ولكننى فوجئت بناظرة المدرسة تتصل بى تليفونياً، وتسألنى عن سبب غياب يوسف، فقلت لها هو زعلان شوية علشان المُدَرِسة تكلمت معه بصوت مرتفع، وسوف يحضر غداً ليستكمل دراسته – إلا أننى فوجئت بأن كلامى هذا جعل الدنيا تنقلب على المُدَرِسة فيتم وقفها عن العمل وتحال للتحقيق بعد أن سألوا يوسف فى اليوم التالى وأكد أنها تكلمت معه بصوت مرتفع --- ايضا لاحظت أن المدارس فى استراليا لاتعرف حصة الدين ، التى تؤسس للتفرقة الطائفية للأطفال منذ الصغر، فالاديان تكون بالمساجد والكنائس والمعابد وداخل البيوت ،والمدارس المتخصصة ، لكن داخل المدرسة الكل سواء ولايَسال أحد عن عقيدة غيره ---- ايضا الدراسة فى استراليا تهتم بالفهم  ولا توجد بالمواضيع أى أجزاء للحفظ لأن إدراك الفاهم أفضل كثيراً من إدراك الحافظ – ايضاً من المفارقات، أن أولادى لم يتعلموا التاريخ الفرعونى فى مصر، بل تعلموه بمدارس استراليا عندما إنتقلنا للحياة هناك ------ ايضاً لاحظت أن المدارس تُخَصِص مُدرس بنظام دورى بين المُدَرِسين يكون مسئولاً عن المرور أمام المَدرَسة وقت دخول الطلاب وساعة الخروج حتى لايتعطل المرور، وحفاظاً على أرواح الطلاب ، فالمُدرس يُجَمِع الطلاب ثم يعبر بهم ناحية المدرسة بعد أن يشير للمرور بالتوقف لأنه يحمل إشارة شرطى المرور ويحمل صلاحياته القانونية   
لذلك ولكل ماذكرت ، أنا لن أعترف بأى وزير تعليم مصرى إلا إذا فعلَ ثلاثة أشياء، قد أخترتها لا تحتاج لدعم مادى، حتى لا نضع الحجج والشماعات فقط لمجرد إرادة وقرار  وهى  أولا :- وضعَ اللائحة أو القانون الذى يُجَرِم حمل المدرس للعصا، ويتم فصله نهائياً من مجال التدريس ، وأن يكون مصير المدرس الذى يعتدى على طالب أو طالبة  بيده مثل مصير المدرس الأسترالى السابق ذكره ،حتى لا ننشىء جيل خائف ، ولأن من يُعامل بعنف فى الصغر سوف  يَتَعَامل مع الآخرين فى الكبر بعنف ، ومن هنا تنشأ الصفات الإجرامية والدموية ويكون الإنضمام لداعش أو الإخوان أو غيرهم من الجماعات العنيفة أمر عادى 
الامر الثانى  :- إلغاء طابور الصباح لتذنيب الأطفال أو على الأقل تخفيض مدته إلى خمس دقائق مرحلياً 
الأمر الثالث :- قَصر المدارس على العلوم الدنيوية ، أما العلوم الدينية  فمكانها المساجد أو الكنائس أو أى دور عبادة أو المنازل أو المدارس المتخصصة مثل الأزهر والمدارس المسيحية وغيرها ،وايضاً التركيز على المناهج العملية التى تهتم بالفهم وتقليل كم الحفظ . 
هذا وعلى الله قصدُ السبيل وإبتغاءِ رِضَاه  
الشيخ د مصطفى راشد  عالم أزهرى مصرى  وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة 
وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكُتاب الأفريقى الأسيوى 
ورئيس منظمة الضمير  العالمى لحقوق الإنسان
E -  rashed_orbit@yahoo.com   
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق