الإرهاب الأسود يقتل الشرفاء/ أشرف دوس

تألمنا للخبر المفجع ، فكان المستشار قامة وقيمة ، وعلى خلق رفيع ، ومثالاً رائعاً يحتذي بة في الوطنية والعمل الصادق ... قُتل على أيدي الغدر والخيانة ...
ومن قلب كل مصر ي حر صادق ببقول ليك دمك غالي علي قلوب الأحرار
الفتلة يرصدون أماكن ومساكن المسئولين ونظرا للإهمال والتخبط الذي تعانى منه وزاره الداخلية المصرية تكون تلك الإعمال بالنسبة لهؤلاء الخونة المجرمون بسيطة وسهله فلم يتفتق ذهن احد في الداخلية بان نغير أماكن أقامه المسئولين باستمرار ونغير خط سيرهم ونشدد الحراسات ونمنع توقف السيارات وإجراءات كثيرة يجب أن تتعلمها الشرطة ولكننا دائما نبكى على اللبن المسكوب
وشوارع مصر تمتلئ بسيارات مهجورة وواقفة من شهور وسنين ودي تمثل خطر علي الأمن وسهل استعمالها للجرائم

للأسف .اغتالوا من يمثل كلمة العدل للبسطاء والفقراء..في نهار رمضان...قتل وهو صائم..قتل وهو بطريقه للعمل بالحق والواجب..نحتسبك سيادة المستشار هشام بركات من زينة شهداء الجنة في الشهر الكريم والله حسيبك ولعنة الله بالدنيا والآخرة على كل ما كان سببا في إهدار حياتك بدون حق ، أسكنك الله جنته ، وألهم أهلك الصبر والسلوان

متى سيهّل هلال رمضان؟/ عباس علي مراد

بعيداً عن الخلاف التقليدي حول تحديد بداية الشهر ونهايته بين المذاهب والفرق الإسلامية، لا يزال المرء يتساءل متى سيهّل هلال رمضان؟ هذا التساؤل غير ناتج عن خرف أو جهل او العيش خارج الزمان لأن شهررمضان من ناحية التقويم وحسب الرزنامة قارب ان ينتصف، لكن هذا التساؤل  لأن شهر رمضان صودر وما يزال على أكثر من صعيد وضاعت معانيه الدينية والإنسانية في متاهات منها التجارية والفتنية والسياحية والترفيهية واجتهادات وفتاوى عامودية وافقية  في التحليل والتحريم.
فعلى الصعيد التجاري تحوّل شهر رمضان الى سلعة ومادة ترويجية لسلع وخدمات تسبق الشهر الفضيل وتستمر خلاله وصولاً الى العيد، فهناك مأكولات ومشروبات وألبسة رمضانية وتنزيلات رمضانية على الأسعار وغيرها، لتجذب الناس الى الأسواق وأبواب المتاجر.طبعا لا تشمل هذه التنزيلات اسعار المواد الغذائية والخضر والفواكه التي يزداد الطلب عليها في موسم رمضان (انتبهوا الموسم) حيث ترتفع الاسعار لمستويات خيالية تكوي المستهلكين، بسبب استغلال وجشع التجار لشهر المغفرة والرحمة،  هذه الرحمة التي لا يفقهون منها الا ما يدخل المزيد من المال الى جيوبهم. 
فنياً، تبدأ الإستعدادات للمسلسلات الرمضانية فور انتهاء الشهر، هذه المسلسلات التي تحولت الى مواد تخذيرية او كادت ان تتحول الى عبادة، تُحَوِّل الناس الى أصنام متلقية، تبعدهم عن محيطهم من خلال الهروب من الواقع المر المحيط بهم رغم ان بعض المسلسلات يعالج قضايا على تماس مع حياة الناس ومعاناتهم.
السياحة والترفيه لهما حصتهما من الموسم الرمضاني فتقام الخيم الرمضانية والحفلات المخصصة لهذا الشهر، هذا عدا عن افطارات الوجاهة العامرة بما لذّ وطاب بينما هناك الملايين ممن يتضورون جوعاً ويلتحفون العراء ويفترشون الخلاء.
وهنا نتمنى ان لا يشّذ فهم القارئ عن القصد، فأنا لست ضد الفرح ولا التجارة والسياحة والترفيه والفن والتي هي حاجات انسانية كأي حاجة اخرى.
فقهياً، وهنا بيت القصيد وتساؤلنا عن فتاوى التحليل والتحريم ليست مزاحمة جمهرة  المعممين او مُفْتُوغب الطلب والذين والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، هناك تخمة وفائض منهم وقد ملأوا الدنيا بفتوى التحليل والتحريم، تحلل المحرّم وتحرّم المحلل حسب ما تقتضيه رغباتهم او رغبات من سخّرهم مقابل بدلات مالية لخدمة مشاريعه ومآربه الدنيوية والتي البسوها لبوساً دينياً وهل أجمل من هكذا ثوب!!
وهنا سأروي نكتة معبّرة نقلها احد الظرفاء دار حوارها بين مهرّب مخدرات وتاجر دين حيث قال الثاني للأول: مالك وهذه التجارة فإن عواقبها وخيمة وقد تتسبب بنهايتك أو بدخولك السجن، أما أنا فإن تجارتي مربحة وتدر عليّ المال إضافة الى المركز والجاه ولا حسيب ولا رقيب!.
نعم ما يحّز بالنفس هذا الدرك الذي وصلنا اليه من استغلال للدين من قبل معمّمين (طبعاً نحن هنا لا نعمم) يحرصون على بث الكراهية والحقد والتكفير والبغض والجهالة والتحريض والدعوة العلنية الى الفتنة بين المكونات الإجتماعية للوطن الواحد. فهل من المستغرب ان يتساءل المرء متى سيهّل هلال رمضان، طبعاً رمضان الشهر الفضيل الذي انزل فيه الله الرحمن الرحيم كتابه الذي يحمل الهدى والبيّنات فقال: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ (سورة البقرة الآية 185).
هذه الآيات البينات التي صادروها واستباحوها حتى في الشهر الكريم فإذا بشهر رمضان، رمضان الدم والتفجيرات والقصف واستباحة الأرض والعرض والأرواح والقيم الإنسانية والدينية السمحة، وابتداع اساليب قتل واعدام وتفجير المؤمنين في أماكن العبادة او كما رأينا مؤخراً آخر ابتكارات داعش في الإعدام فبعد الحرق للأحياء بدأوا بإغراقهم في الماء وحجزهم في السيارات وإطلاق الصواريخ عليهم او تلغيم رؤوس المعتقلين وتفجيرها عن بعد، ناهيك عن جرائم الإتجار بالبشر في اسواق النخاسة وتهجير الآمنين من ديارهم وتدمير الأرث الثقافي والتراث الإنساني في تدمير ممنهج للحضارة وللذاكرة الانسانية التاريخية.
إذا كان هذا ما يحدث في الشهر الذي فضّله رب العالمين على باقي الشهور، اليس هذا أكبر دليل على مصادرة ومخالفة المعاني القرآنية الواضحة والصريحة التي ترفق الصيام بالتقوى في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (سورة البقرة الآية 183)
  او قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (سورة النساء الاية 1) 
          والتقوى كما يفسرها الإمام علي (ع): هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والإستعداد ليوم الرحيل. فأين هذا الخوف والعمل والرضا والإستعداد؟!.
أخيراً، فهل من المستغرب ان نتساءل متى سيهّل هلال رمضان الذي يحمل معاني الإيمان والتقوى؟ والذي لا شك ان الشريحة الكبرى من المؤمنين تفقهها وتمارسها سواء في شهر رمضان او على مدار السنة، اذاً، المطلوب توسيع هذه الدائرة لتتناسب مع قيم وأهداف وسماحة الدين التي تجّل الإنسان الذي خلقه الله على صورته (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) (سورة التين الأية 4).
ونتمنى لكم رمضان كريم

Email:abbasmorad@hotmail.com

العرب يفقدون الدولة ويغرقون في الفوضى/ د. مصطفى يوسف اللداوي

الدولة هي أقصى درجات التطور الإنساني، وقمة الإبداع البشري، وقد استغرق الوصول إليها آلاف السنوات، تخللتها حروبٌ ونكباتٌ ومعارك واشتباكاتٌ، شطبت فيها شعوب، واستئصلت أمم، وغابت قبائلٌ وعشائرٌ، وتعاقبت قوى الغلبة والسلاح، وتراجعت المؤسسات الدينية والمرجعيات الكهنوتية، واندثرت الإقطاعيات وطبقات الأشراف والنبلاء، مما جعل الوصول إليها يعتبر قمةً في التطور الاجتماعي والإنساني. 
إذ نقلت الدولةُ الإنسان من الفوضى والاضطراب إلى النظام والاستقرار، ومن الظلم وشريعة الغاب إلى العدل في ظل القضاء وسيادة القانون، وهي التي منحت الإنسان أمناً وسلاماً واستقراراً، وضمنت له حقوقه وممتلكاته، وكفلت له مستقبله وحاجاته، وأعطته هويةً وشخصية، وفرضت على الآخرين احترامه وتقديره، وطالبت بتسهيل حاجاته وعدم الاعتداء على حرياته أو انتهاك خصوصياته، وسنت القوانين ووضعت النظم، وتوعدت من يخالف القوانين المعمول بها والأعراف المسكوت عنها بالعقاب المناسب، والرادع الزاجر.
ربما كان العرب آخر الشعوب التي توصلت إلى إطار الدولة الحديثة، وآمنت بها والتزمت بشروطها وعملت وفق قوانينها، إذ سبقتهم إليها أوروبا بأكثر من مائة عام، رسخت خلالها بين شعوبها قيم الدولة، ومفاهيم الشراكة الاجتماعية، ومبادئ المدنية والديمقراطية، وأسست لفهمٍ شعبي عامٍ لقواعد العقد الاجتماعي الذي بشر به فرنسيس باكون وتوماس هوبز وجون لوك وجان جاك روسو وغيرهم. 
وعلى الرغم من أن الدولة الأوروبية الحديثة وغيرها العديد من دول العالم لم تستقر على وضعها الحالي إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتشكيل هيئة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الذراع القوي للأمم المتحدة، ومن قبل سادت بينها حروبٌ دمويةٌ مهلكة، استمر بعضها لعشرات السنوات، وقتل فيها عشرات الملايين من السكان، إلا أنها نجحت أخيراً في بناء دولٍ عصريةٍ حديثة، تحترم العقد الاجتماعي مع مواطنيها، وتلتزم تجاههم بكل ما تتطلبه حياتهم الكريمة، وعيشهم الإنساني.
أما نحن العرب، وإن كنا الأقدم حضارةً، والأعرق فكراً والأسبق وجوداً، فإننا نرفض أن نرتقي إلى مصاف الدولة الحديثة، ونصر على البقاء داخل محابس القبيلة والعشيرة ومراكز القوى والهيمنة، وإن كنا قد أدركنا مرغمين بحكم الحاجة وطبائع الأشياء بعض بعض أشكالها، والتزمنا الكثير من قوانينها، حتى باتت لدينا دولٌ توصف بالحديثة، وتصنف بالعصرية، رغم أن الأنظمة فيها بقيت استبدادية ديكتاتورية، تقوم على القهر والبطش، وتستند إلى الأمن والعنف. 
إلا أنها قدمت للمواطن نموذجاً لعقدٍ جديدٍ، يقدم الكثير من الخدمات ولو كانت منقوصة، وقد رضي بها المواطن مرغماً أو قانعاً، واستسلم للقائمين عليها غير مطالبٍ بالمزيد من التحسينات، أو بالكثير من الحقوق، مخافة فقدان ما يتمتع به من القليل، الذي هو حقٌ تنص عليه القوانين وتكفله النظم، ولكنه يعلم أن الحكومات هي التي تهدد بنيان الدولة، وتمس سلامة ونزاهة مؤسساتها، وتعطل فعاليتها، ما يجعله يسكت على القليل الممكن، والبديل الأفضل، وإلا فهي الحرمان والعودة إلى قوانين الغاب وهيمنة الأقوى.
أمَّنت الدولة العربية الحديثة الكثير من الخدمات الاجتماعية، وبنت مؤسساتٍ وهيئاتٍ كثيرة، تعنى بالمواطن وتهتم به ما كان بعيداً عن السياسة، وغير مولجٍ بالأمن، أو لا يهدد الاستقرار الاقتصادي، ولعل خدماتها لا ترقى أبداً إلى مصاف خدمات الدولة الأوروبية الحديثة، ولا تبزها ولا تشبهها إلا في القليل، ولكن حدها الأدنى مكن المواطن من الاستقرار والإحساس بالطمأنينة والأمن النسبي، وبدأ يخطط لمستقبله الشخصي ومستقبل أولاده، واطمأن إلى أن أحداً لن يتغول عليه، ولن يعتدي على حقوقه في ظل الدولة المدنية الحديثة، ذات القوانين والأنظمة، وفي ظل القضاء والمحاكم، ولو كان في بعضه جائراً وغير عادلٍ، ومسيساً وغير قانوني، إلا أن الكيانات العربية باتت دولاً بهياكل ومؤسساتٍ وأنظمةٍ ولوائح.
الدولة العربية الحديثة التي كنا نتنسم عبيرها، ونتغنى بأمجادها، ونرضى بها على الرغم من كل عللها وأمراضها، التي تملكها مجموعة، وتستغلها جماعة، وتستفيد منها قلة، وتحرم من خيراتها الأغلبية، ويعيش فيها البعض حراً منعماً، ويعاني فيها آخرون سجناً وقيداً وذلاً، نراها اليوم تتهاوى وتسقط، وتنهار وتتراجع، وتتفكك مؤسساتها، ويتمزق نسيجها، وتنحل عُراها، وتتوقف خدماتها، وتتعطل مرافقها، وتغيب سلطاتها، وتضيع هيبتها، فلم يعد لها على أرضنا وجود، بعد أن أسقطتها الحروب الداخلية، والنزاعات  البينية، وحلت مكانها الفوضى والخراب، والفراغ والاضطراب، فما بقي منها أثر غير الاسم الذي قد لا يبقى واحداً، بل من المرجح أن يتشظى وينقسم، ويصبح أكثر من دولةٍ وكيانٍ، لطائفةٍ دينية أو لعرقٍ قومي.
لم يعد للدولة التي تطعم من جوع وتؤمن من خوفٍ وجودٌ، فساد في أرضنا اللصوص النهابون، وسيطر الأقوياء الظالمون، وعاث في أرضنا الفاسدون المنحرفون، فتكدست القمامة، وانتشرت الروائح العفنة، وتعذر العلاج والاستشفاء، وشق على الناس جمع قوت يومهم، أو ستر عيشهم، وعمت في وضح النهار وفي جوف الليل حوادث السرقة والنهب والنصب والاحتيال، وكثرت جرائم القتل والتشبيح والاعتداء، وأصبحت الشرطة مستأجرة، والقضاء يباع، والمحاكم تعقد بثمن، وتصدر أحكاماً بمقابل، وتفتح السجون بأوامر، ويزج فيها بأمر الحاكم الظالم البريئ والضعيف، والفقير والمحتاج. 
اليوم باتت الشعوب العربية في أمس الحاجة إلى الدولة ذات الهيبة والسيادة، القوية العادلة، المنصفة المنظمة، التي تساوي بين المواطنين، وتحكم بينهم بالعدل والسوية، ولا تسمح في ظلها بالسلطات غير الشرعية، ولا تقبل بنشوء قوى ومجموعاتٍ عسكرية، تأخذ الحق بيدها، وتنفذ القانون وفق هواها، وتنشر الذعر بين مناوئيها، وتفرض الخاوة والأتاوة على معارضيها.
الحاجة ماسةٌ جداً بعد التجربة القاسية والمحنة الكبيرة التي عاشتها الأمة في ظل انقلاب الربيع العربي، إلى دولةٍ عربيةٍ مركزيةٍ، مدنيةٍ حديثةٍ، تلتزم الديمقراطية وتحترم القانون، وتضمن الحريات العامة، وتصون الحقوق الفردية والشخصية، وتحفظ الأقليات وتكفل حقوقهم، وتقدم مصلحة المواطن وتتفانى في خدمته، وتعمل على راحته وسعادته، وتتجنب ظلمه والإساءة إليه، وتكون مثالاً بها نتمسك، وعليها نحرص، وفي سبيلها نضحي، ومن أجلها نقاتل، فهل إلى هذه الدولةِ العتيدة التي تأخرت حيناً وغابت أخيراً من سبيل، فنحن في حاجةٍ إليها لنحيا ونكون، وبدونها فإن شريعة الغاب ستسود، والظلم سيعم، والفساد في أرضنا سيطغى. 

ها..هو يحى أبو زكريا/ حسين محمد العراقي

 فمن هو ؟ ومتى ظهر على الأعلام ؟ وإلى أي غرض يهدف؟ وكم يتوق إلى  المراوغة والتبرج
هذه الأسئلة وغيرها هي موضوع مقالنا والذي أرجو أن  ينور عقولنا...
يحيى صحفي جزائري من مواليد 23 سبتمبر- أيلول 1964 في منطقة باب الوادي بالجزائر العاصمة هو يحمل الجنسية الجزائرية والسويدية وله خمسة أولاد كلهم متجنسّون بالجنسية السويدية  ترأسّ النادي الثقافي العربي في السويد وأحد مؤسسّيه رئيس جمعية حوار الثقافات في السويد...
الصحافي  أعلاه المشرد الذي يعيش  تارتاً ببلد سوريا  البلد الذي يفتقر للسلام اليوم  وأصبح أكبر بلد يصدر النازحين بينما كانت أكبر بلد يستقبل اللاجئين  وتارتاً  أخرى يعيش بلبنان .... أوبسالامملكة السويد ...
لقد نسفت تأريخك المشرف في المقاومة ضد الطغيان الذي لطالما تناوله الملايين عبر اليوتيوب بكلمة أن الخليج كلهم (يهود)  وكلمات ما أنزل الله بها من سلطان من خلال ظهورك إعلامياً على التلفاز وتحديداً المحطة الفضائية  السورية وأنا اخالفك الرأي والكثير من الشعوب رفضت  قبل أن تصدق وأذكرك أنت لستُ بمهذب  بمشهدك الظلامي   الذي شاهدوه الكثير من المشاهدين  والمبين أعلاه    سيدي القارىء الكريم  ودليلي  أدخل على الكوكل وأكتب فضح المنافق يحى أبو زكريا بالصوت والصورة  وسترى بأم عينك ماذا قال ؛؛؛
هذا المنطق ساقط بكل المقاييس الإنسانية الإعلامية والصحافية والعلمية والفكرية والفنية والثقافية والأدبية والدينية  ومن هنا أزيدكم علم أن في الخليج الكثير منهم يحملون معاني العروبة والإسلام والوطنية  وهذا لا شك به وسأكتب وبما أُتيت من قوة وأنا أميل حيثً يميل الدليل عندما يتزوج  الرجل  بالمرأة رسمي وشرعي  وعلى مستوى أسرة  ومن خلال تعايشهما  بطبيعة الحياة  ينجب منها الأولاد وحين ينشأون  ويكبرون  يخرج منهم الصالح والطالح فكيف تحكم أنتم بهذا الحكم  القاسي والظالم الذي لا يطاق على الخليج بأكمله أنهم يهود للأسف  فأين رأس الحكمة الذي يحمله يحيى  أبو زكريا وأين أنت من البُعد الأخلاقي والقيمي للمهنة الإعلامية والصحافية التي تحملها وللأسف قد جف ضميرك وأفرغ ما في جعبته من قيح وقبح وجعل منطقه  كبري فعبر على تأريخه من أجل الوصول إلى غايته المشبوهة وحقاً  وقولاً كما ذكرت ونشرت على صفحتها بالفيسبوك  الزميلة الكاتبة الجزائرية أمينة منصري ؛؛؛
طرق الحق طويل ... لكنه في الوقت ذاته يسير... وطريق الباطل قصير ... لكنه في الوقت ذاته عسير... فأختر طريقك إذا! إما أن تجاهد بنفسك لإرضاء رب العباد أم أن تخلو في الذنوب والمعاصي لإرضاء بعض الناس  ؛؛؛
يحيى أين أنت من جرح الجروح وألم الأيلام ووجع المواجع في سنون التسعينات  عندما وصل حال الإنسان العراقي  أن يقايض  عضو من جسده لكي يسد به رمق عيشه  بسبب الفقر الأضطهاد التعسف  ببلد يمتلك أكثر من ترليون دولار وأين أنت ...من تشرد أكثر من ثلاث ملايين عراقي في  عهد حزب البعث بالعراق  الذي جعل الجسد العراقي منحة غذائية لسمك القرش في بحار اوربا والفلم بثتهُ الجزيرة  أسمه (يحكى أن ...ومعده الإعلامي أسعد طه )...وأين أنت من مأساة العراقيين وأغتيالهم عن طريق الأرهاب القادم لنا من سوريا وأين أنت... من هدم المساجد  المعابد  الكنائس وتشريد المئات بل الألوف بل الملايين  اليوم من شعب العراق الذين ينامون على الأرض ويلتحفون السماء أين أنت... من الأرهاب والقاعدة وداعش الذي يذبح بالأمة العربية وأنت تقول أنا عربي والضحية الأولى هو شعب العراق بقضية سبايكر التي راح ضحيتها أكثر من ألف وسبعمائة إنسان عراقي  وبأي ذنب قتلت وسميت بحريمة العصر  وأين انت ...ولماذا لا تتكلم عن شعبك  الجائع المظلوم والمضطهد  من قبل حاكمه بو تفليقة والذي  يعيش بالتعسف والمشرد في أصقاع الأرض ومنها فرنسا  ومنهم  أنتم كذلك مشرد في السويد  وتتنقل كلاجء فلسطيني من دولة إلى دولة  وفي يوماً من الأيام سأجدكم  تعيش عند قوم الفلاشا  بأفريقيا  لمصلحتكم لأن هم القريبين منكم  بدليل قلتم وكتبتم ونشرتم  (ألي مضيع وطن  وين الوطن  يلقاه) أن كنت تعرف نفسك مشرد  ووطنك عزيز  فلماذا لا تحترم الأوطان الأخرى  وبالخصوص (الخليج) المفروض أن تحترم البلدان  حتى شعوبها تحترمك علماً أن شعوب الخليج اليوم لا تحترمكم بدليل تصرفكم  الصبياني أتجاههم بينته  أعلاه  والسؤال المطروح هل تسمح لكم آدميتكم بأن شخص ما ينعت أفريقيا وتحديداً الجزائر بنظامها الجمهوري كلهم يهود طبعاً وبكل تأكيد سترفض فكيف تسنح لنفسك وتنطق بعظمة لسانك أن الخليج كلهم ومثل ما بينت أعلاه  وبالتالي كل القضايا الكبرى و المعقدة في التاريخ إنتهت بالحل السياسي وأن انتهت  فما هو موقفكم من الخليج حكومات وشعوب؛؛؛ 
 يحيى ظهر إعلامياً في 2010  ببرنامج الأتجاه المعاكس توريث السلطة مع رفيق دربه فيصل القاسم الصحافي  أعلاه قال من خلال حديثه  في البرنامج  أعلاه أن العالم العربي إذا سمح بوصول أبناء الرؤساء إلى الحكم سيحكم على نفسه بالأنهيار لمدة مائة سنة وهو الآن  يميل  إلى دولة ورئيسها  وريث  الصحافي أعلاه وأنا خير من أعرفهُ  وخير من يقرئه وخير من يعرف تأريخه  الحديث  لأنه  يميل إلى مصالحه الخاصة  فقط لأنهُ مشرد من بلده  ويريد كسب الرأي العام بالدولة التي يقطن  بها علماً أنه أرتمى بحضن التومان والليرة آلاف المفردات جمعتها رصدا و إستقراء وإطلاعا على تصرفه الظلامي لأنهُ يريد أختطاف كرامة الخليج بأكمله بأسلوب ضحل رفضته  شريعة الغاب .....
  حين شاهدتهُ  على ويكيبيديا، الموسوعة الحرة فشاهدت  العجب  من التبرج  الي يحمله الصحافي أعلاه ويصف نفسه..... العالم الفلكي ...عالم الذرة... العالم الفيزيائي ....النابغة.... المخضرم ...الفطحل ... ...الحنكة.... المايسترو ...الحاصل على جائزة  نوبل بالأعتداء على الآخرين .... مقسم الأرزاق .... موزع الشهيق والزفير غفرانك ربي  وفقط يعوزه  أن يقول أنا المهيب الركن وأنا العقيد وفرعون أفريقيا  بالظلم لأنه مراوغ  ويحب المظهر وناسي الجوهر ...

    
h.s332@yahoo.com



العراق بين الفضائيين والاستراتيجيين؟/ كفاح محمود كريم

     ظهرت خلال الفترة الأخيرة في متداولات وأدبيات السياسة والإعلام وأجهزة الدعاية الحزبية والمذهبية والعشائرية في العراق، تسميات وتوصيفات تتطابق وحالة الفوضى اللا أخلاقية التي تمر بها بلاد النهرين وما بينهما، هذه التوصيفات جاءت إما على شكل مصطلح يعبر عن ظاهرة استمدها ورثة نظام البعث وصدام ممن كانوا يسمون بالجحوش، وهي تسمية كانت تطلق على عملاء السلطة من شيوخ وأغوات العشائر الذين كانوا يشكلون أفواجا ( عسكرية ) بأسماء أفراد عشيرتهم باسم الأفواج الخفيفة، ويلغفون رواتبهم مقابل عدم خدمتهم في الجيش، وقيام العديد منهم بتنفيذ عمليات مخزية ضد شعبهم، وقد احدث الوارثون الجدد في المؤسسة السياسية والعسكرية وملحقاتها تعديلات طفيفة على أصل الفكرة، مستخدمين مصطلحا أكثر حداثة وأكثر مقبولية من منظمات حقوق الحمير وأحزابها، فبدلا من ( الجحوش ) ساد اليوم مصطلح ( الفضائيين ) تعبيرا عن اولئك العساكر الوهميين الذين تصرف لهم معاشاتهم وتفرغ في جيوب جنرالات مكتب القائد العام السابق المنحل فخامة نائب رئيس الجمهورية الحالي.

     هذا في فضاء الجحوش سابقا والفضائيين لاحقا، إما في سماوات الإعلام العراقي ونافوراته التي بدأت تتراقص بعد سقوط نظام الحنفية الواحدة وفكرة القناة الأولى والثانية والإذاعة المركزية والصحيفة الوحيدة عموما ما يسمى بالمحللين الاستراتيجيين أو الخبراء الاستراتيجيين في مختلف الاختصاصات، فتراه ضابطا عسكريا يتحدث بإستراتيجية في علم السياسة، وكذا الحال في محلل سياسي ينبري خبيرا عسكريا أو اقتصاديا أو زراعيا، وهناك من استخدمها أي كلمة أو مصطلح الاستراتيج كتوصيف لجمعيته أو مركز أو مجموعته على شاكلة المجموعة الفلانية للدراسات الإستراتيجية أو معهد فلان للدراسات الديمقراطية الإستراتيجية، وهكذا دواليك، تحولت كثير من التفاصيل التكتيكية إلى إستراتيجية، خاصة وإنها أثبتت نجاحها كوسيلة رزق أو كما تقول الدارجة العراقية ( حيلة رزق ) لجمع داعمين تكتيكيين هذه المرة من اجل ( لغف ) اكبر كمية من الورقة الخضراء من أناس أتقنوا فن اللعب على الحبال أو على الثلاث ورقات حسب توصيف الأخوة المصريين!

     والغريب إن وسائل إعلام مهمة يفترض أنها تضم متخصصين في السير الذاتية لمن يستضيفونهم، يشاركون هؤلاء المشوهين مهنيا في جريمة تلويث الرأي العام وتخديش حياء المجتمعات بادعاءاتهم ودعاياتهم التحليلية التي لا تمت إلى الحقيقة بأي شكل من الإشكال بل هي نتاج أفكارهم ومصالحهم ومن يسخرهم لخدمة برامجه كما كانت تفعل أنظمة صدام حسين والقذافي والأسد وأمثالهم ممن يعرفون كيف تؤكل كتف السياسة بصناديق الانتخابات المعاقة في مواطنتها وفي مستوياتها الثقافية والوطنية.

     حقيقة فلقد ابتلت بلدان ما يسمى بالربيع العربي وفي مقدمتهم العراق كونه ( ربّع ) قبلهم بفضل العم سام وأشقائه أبو ناجي وجماعته الميامين الذين ساهموا مساهمة ( جادة ) في الربيع العربي وفي إنتاج جمعيات ومراكز ومعاهد الدراسات ( الجداً ) إستراتيجية وخاصة لتعليم الديمقراطية في بلدان معظم سكانها أميين في أبجديتهم وفي خيارات انتماءاتهم.

kmkinfo@gmail.com

غاب القمر: الشاعر الكبير عمر الفرا وداعاً/ مفيد نبزو

طارش حضر من ديرته أمس العصر حامل خبر
سوده على ليل البدو .. وسوده على ليل الحضر
شاعر عروس الباديه سافر على جناح المطر
تبكي الصحرا والرمال تبكي المضارب والجمال
قوس الربابه بالحزن دمعات تكرج عالوتر
تبكي الدله فوق موقد هالجمر
غابت الطله وضاعت سنين العمر
والرعد يقصف ما بقي يُمَّه أثر
والريح تعصف هرّت وراق الشجر
وينك يا حمده بعد ما غاب القمر
ما عاد نسمع قصتك
واليوم زادت غصتك
كنت يا نقطه بمصحف وكنت يا آيه بالسور
كنت تصدين العوايد والسيوف وما تهابين الخطر
وكنت تقولي بصوت عالي للبشر كل البشر :
ما أريدك .. ما أريدك حتى لو تذبحني بيدك
ابن عمي ومثل أخويا ودم وريدي من وريدك
ما أريدك .. ما أريدك ..
أمس العصر جاني خبر
جن العقل .. عقلي طفر
أقسى فراق بهالعمر لو غاب من عالي السما ضو القمر
من قبل ما يحين السفر
شاعر يصيد من الدرر أغلى الجواهر والدرر
والصوت لو يلقي الشعر يرسم خيالو بنبرته أحلى المعاني والصور
فارس بميدان الشعر لو جال بيحنّ الصخر،
وبيرتعش قلب الحجر
خيَّال ع حدود السما لو صال بتجنّ الفوارس كلها،
وبتسلم الرايات للفرا عمر ، وبتقول ما غاب القمر بتقول ما غاب القمر  .

موريشوس الافريقية على خطى شقيقاتها الآسيويات/ د. عبدالله المدني

المعروف أن القارة الآسيوية هي أول الأماكن التي عرفت ظاهرة صعود النساء إلى قمة السلطة وذلك حينما تولت السيدة سيريمافو باندرانيكا رئاسة الحكومة السريلانكية في عام 1960 خلفا لزوجها سولومون باندرانيكا الذي أغتيل في عام 1959 . بعدها كرت السبحة فرأينا ظهور أنديرا غاندي في الهند، و"بي نظير بوتو" في الباكستان، و"الشيخة حسينة واجد" و"خالدة ضياء" في بنغلاديش، و"كورازون أكينو" و"غلوريا ماكاباغال أرويو" في الفلبين، و"ميغاواتي سوكارنو بوتري" في أندونيسيا، و"ينغلوك شيناواترا" في تايلاند، وأخيرا "بارك غين هي" في كوريا الجنوبية.
وما بين هذه وتلك كانت هناك نساء آسيويات خضن معارك الانتخابات للظفر بالسلطة لكن دون نجاح يذكر على نحو ما فعلته "أونغ سان سوكي" في بورما، و"وان عزيزة وان إسماعيل" في ماليزيا، و"تسي إنغ وين" في تايوان.
في القارة الأفريقية كان حظ النساء أقل لأن اللواتي صعدن منهن إلى السلطة كن، في معظم الأحوال، لمرحلة إنتقالية أو كرئيسات بالإنابة على نحو ماحدث في غينيا بيساو وبوروندي وأفريقيا الوسطى، باستثناء ليبيريا التي تولت رئاستها "إيلين جونسون سيرليف"، ومالاوي التي حكمتها السيدة "جويس باندا" في فترة من تاريخهما.
اليوم هناك سابقة في جزيرة موريشوس الأفريقية التي يبدو أنها تحاول إقتفاء أثر آسيا، خصوصا وأن نحو 70 بالمائة من شعبها البالغ تعداده 1.5 مليون نسمة هم من ذوي العرق الهندي.
والحقيقة أن هذه البلاد، التي تمتد على مساحة ألفين وخمس كيلومترات مربعة وتقع في وسط المحيط الهندي على بعد860 كيلومترا من سواحل مدغشقر، تتمتع بقواسم مشتركة مع الهند. فنظامها مثلا ديمقراطي مبني على نموذج ويستمنستر الذي يضمن فصل السلطات منذ أن استقلت عن بريطانيا في مارس 1968 ، والإستقرار السياسي يسود ربوعها على الرغم من تعدد إثنياتها وثقافات وديانات شعبها، وتراثها غني بالانسجام والتسامح بدليل انتشار المساجد والكنائس والمعابد البوذية في كل زاوية من زوايا البلاد، وإقتصادها في تطور من الإعتماد المطلق على الزراعة فقط إلى الإعتماد على الخدمات والسياحة والتصنيع الخفيف والتعدين بدليل تصنيف البنك الدولي لها ضمن شريحة الإقتصاديات ذات الدخل المتوسط الأعلى، وشعبها يكافح من أجل تنمية موارده البشرية (صنفتها تقارير التنمية البشرية الصادرة في عام 2011 في المرتبة الثالثة إفريقيا وفي المرتبة 78 من أصل 187 دولة في العالم). 
واليوم يبرز عامل مشترك آخر هو تكريم الشخصيات العلمية البارزة عبر منحها رئاسة الدولة والقيادة العليا للقوات المسلحة. فكما فعلت الهند قبل سنوات حينما منحت رئاسة الجمهورية (ومن ضمنها القيادة العليا للقوات المسلحة) لعالم الصواريخ الباليستية وأبي قنبلتها النووية البروفسور"أبوبكر زين العابدين عبدالكلام"، هاهي موريشوس تمنح رئاسة الجمهورية والقيادة العليا لجيشها لواحدة من بناتها البارزات من ذوات الإسهامات العلمية على مستوى العالم في مجال علوم الأحياء والكيمياء والأبحاث المتعلقة بالنباتات الطبية، هي السيدة "بيبي أمينة فردوس غريب فقيم" ومثلما لم تنظر الهند ذات الأغلبية الهندوسية الساحقة إلى المعتقد الديني لعبدالكلام وهو الإسلام الذي يدين به نحو 15 بالمائة من إجمالي عدد سكانها، فإن موريشوس فعلت الشيء عينه، فمنحت رئاستها إلى سيدة مسلمة على الرغم من أن نسبة المسلمين فيها لا تتجاوز العشرين بالمائة.
صحيح أن منصبي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة في موريشوس تناوبت عليهما شخصيات من ذوي الأصول الهندية مرارا وتكرارا إبتداء من السير "فيراسامي رينغادو" التاميلي الذي كان حاكما للجزيرة من عام 1968 وحتى إعلانها كجمهورية في عام 1992 ثم تولى رئاسة الجمهورية حتى نهاية 1992، وإنتهاء بـ "كيلاش بورياج" الذي استقال من رئاسة الجمهورية في 29 مايو المنصرم قبل سنتين من إكمال ولايته، إلا أن الصحيح أيضا هو أن هذه هي المرة الأولى التي تتولى فيها إمرأة مسلمة رئاسة البلاد بدعم من رئيس الوزراء الهندوسي "أنيرود جوغنوت"، وإنْ كانت إمرأة أخرى هي السيدة " أنغيز مونيك إحسان بيليبو" ذات الأصول الأفريقية قد تولت رئاسة البلاد بالإنابة ما بين 31 مارس 2012 و21 يوليو من العام نفسه.
ونختتم بالإشارة إلى أن السيدة فقيم، المولودة ببلدة سورينام في موريشوس في أكتوبر 1959 والمتزوجة منذ عام 1988 من مواطنها الجراح أنور فقيم، نالت بكالوريوس الكيمياء في عام 1983 من جامعة سوري البريطانية، ثم أتبعته بالحصول على درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية من جامعة إكستر في جنوب إنجلترا قبل أن تعود إلى وطنها في عام 1987 للعمل في جامعة موريشوس كأستاذة ثم نائبة لرئيس الجامعة ومديرة لمجلس البحوث. وأثناء هذه المحطات في مسيرتها دأبت على توظيف تخصصها العلمي في وضع قوائم حصرية للنباتات العطرية والطبية وتحليلها بطريقة علمية من أجل استخدامها كبديل فعال للأدوية التجارية في علاج الأمراض الجرثومية والفطرية ومرض السكرى، كما قامت بتأليف أكثر من عشرين كتابا وإعداد نحو ثمانين بحثا في علوم الأحياء. فكان أن حصلت على العديد من الجوائز والأوسمة مثل جائزة "نوبل لوريال" لعام 2007 المقدمة من منظمة اليونسكو في أفريقيا، وجائزة الإتحاد الأفريقي للمرأة في مجال العلوم لعام 2009.
ما أسعد الأوطان والشعوب التي لا تعرف التخندقات المذهبية والطائفية والعرقية!
د. عبدالله المدني
* باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن الآسيوي
تاريخ المادة: يونيو 2015 
الايميل: Elmadani@batelco.com.bh

عبارة الهامش:
ما أسعد الأوطان والشعوب التي لا تعرف التخندقات المذهبية والطائفية والعرقية!

إستعراضٌ لديوان "التوأم" للشَّاعر منير أبو ندى/ حاتم جوعيه


مقدِّمة :  الشَّاعرُ "منير أبو  ندى"  فنانٌ  متعدِّدُ  المواهبِ  يرسمُ  ويكتبُ الشِّعرَ  باللغتين الإنجليزيَّة  والعربيَّة . بدأ  يكتبُ الشِّعرَ منذ  نعومةِ  أظفارهِ  وقد  عملَ  على  تطوير  أدواتهِِ  الشِّعريَّة  حتى  تبلورتْ  مفاهيمُهُ  وَصُقِلت  موهبتُهُ وتكوَّنت لديهِ  فيما بعد تجربة ٌخصبة ٌوغنيَّة ٌفي عالم الشِّعر والكتابةِ.
   لم  ينشرْ شاعرُنا مسبقا شيئا من قصائدِهِ في الصُّحفِ والمجلاتِ، وديوانهُ  الأوَّل جاءَ  مفاجأة ً جديدة ً مفرحة ً لجماهير القرَّاء وِمُحبِّي الشِّعر والادب .        الديوان بعنوان (التوأم) وهو باكورة ُإنتاجهِ الشِّعري ويقعُ  في( 80 صفحة)     من الحجم المتوسط ، مطبوعٌ  طباعة أنيقة وجيِّدة، وتحلِّيهِ بعضُ الرُّسوماتِ   المُعبِّّرة بريشةِ الفنان نفسه . جاءَ  إسمُ الديوان  التوأم  ولعلَّ  الشَّاعر  يقصدُ حبيبتهُ  ورفيقة دربهِ التي تجسِّدُهُ  فكرًا ومبدأ وعاطفة ً وعقلا  فيُشكلان معًا  توأما لا  تستطيعُ  أن  تفصمَهُمَا خطوبُ  الحياةِ  ونوائبُ  الزَّمن  في  خضمِّ الوجود  اللامتناهي  واللامحدود .       
  إنَّ جميعَ قصائد الديوان غزليَّة ووجدانيَّة ولم  يتطرَّقْ إلى مواضيع أخرى  مهمَّة  جدًّا في  ظرفنا الحالي ... أيّ  شاعرنا   لم  يكتب  قصائدَ  وطنيَّة  أو سياسيَّة  تعبِّرُ عن  واقعنا  الذي  نحياه  بقلق  شديد  ويتوتُّر مُستمرٍّ، فمعظمُ شعرهِ  يدورُ  في  الإطار  الوجداني  والغزلي  المحض ...وبهذا  يتميَّزُ عن     عن كثيرين غيره من الشعراء المحليِّين (الكبار والشباب)الذين جلّ  كتاباتهم    في المواضيع السياسيَّةِ والوطنيَّة. ولكن ليس جميع هؤلاء الشعراء المحليِّين  يكتبون قصائدَ  وطنيَّة حُبًّا في الوطن  وإخلاصا  والتزامًا لقضيَّتهم، بل  من أجل  أن  تمشي  بضاعتهُم  الكاسدة ُ، فالموادُ  ذاتُ  الصِّبغةِ  الوطنيَّةِ  شكليًّا    شعرا كانت أو نثرًا هي الفارضة نفسَها  في السُّوق اليوم  وفي عكاظ الأدب المحلِّي المُهَجَّن والسَّاقط  داخل البلاد حتى لو كانت هذه المواد المُسَمَّاة  أدبا  جافة وركيكة ودون المستوى .إذا نظرنا من ناحيةٍ  شكليَّةٍ  للديوان فشاعرُنا    لم   يضعْ عناوينَ  لقصائدِهِ  فكلُّ   قصائدِهِ   بدون عناوين، ويخالُ  القارىءُ   لأوَّل  وهلةٍ  أنَّ  قصائدَ  الديوان  قصيدة ٌ واحدة ، فجميعُهَا  تتكلَّمُ عن  نفس الموضوع  ومتشابهة ٌ في الشكل  والمضمون، والشيىءُ الرَّئيسي  والمتميِّزُ  الذي نلمحُهُ عند  قراءتِنا لديوانهِ أننا أمامَ  شاعر مثقففٍ  ثقافةٍ عالية، فثقافتهُ  منعكسة ٌ تلقائيًّا وَمُتَجَسِّدَة ٌ في شعرهِ ُ،وهو في شعرهِ يُدخلُ كثيرًا من الرُّموز  ويأتي بمعان ٍ فلسفيَّةٍ عميقةٍ وكما يستعملُ الكثيرَ من المصطلحاتِ  والتعابير  الجديدة  فيضيفُهَا إلى قاموسِهِ الشِّعري، ولكنهُ  يظلُّ مفهومًا وَشفافا . يستلهمُ إيحاءاته  وإيماءاتِهِ  وخيالاته  ولوحاته  الشعريَّة  من  الطبيعةِ  ومن  حدَسِهِ وتجاربهِ  في  محيطِ  الحياةِ  الواسع، ولقد  تأثَّرَ  بعضَ الشَّيىء  من  شعراءِ  المدرسةِ  المهجريَّةِ ... ودائمًا  يأتي  لنا  بصور جميلةٍ  وحلوةٍ  وبإستعاراتٍ وابتكاراتٍ  جديدةٍ  جيِّدة، فكثيرًا ما  يرمزُ  لنا  بما  يدورُ  ويجولُ  في  أفقِه الوجداني  بظواهر  طبيعيَّة   كالمطر ... والريح ..  والغيم ...والإعصار ... والشَّمس .. إلخ ..  فتأتي هذه  الرُّموز  ملائمة ً  ومطابقة ً  للمعنى  والتشبيه  الذي   يريدُهُ   فيفهمُهُا  القارىءُ حتى القارىء  البسيط  بسهولة .  إنَّ  جميعَ  قصائد الديوان  نثريَّة إلا  أنَّ  هنالك  بعض المقاطع  جاءت موزونة ً بشكل عفوي،  ونحنُ لا  نرى  تكلُّفا  في  شعرهِ  أو تعقيدًا  بل  ينسابُ  معهُ  خيالهُ  وشعرُهُ وإبداعُهُ  بسهولة وببساطةٍ  كجدول ماءٍ عذبٍ  يسيرُ في منطقةٍ سهلةٍ  ولا  تقفُ  في طريقهِ  أحجارٌ  أو جنادل قد  تعيقهُ عن الجريان . ولكننا نرى تفاوتا  في  مستوى  قصائدِهِ حتى يظهر هذا التفاوتُ  في نفس القصيدةِ  بين  مقطع ومقطع، فقد  يأتي بمعنى رائع  وَمُشِعٍّ مُضَمَّخ ٍ بأسلوبٍ وبسبكٍ  جزلٍ  ومتين وفجأة ً ينحرفُ مسارُهُ  في مقطع آخر.. ولكنهُ  في الكثير من قصائدِهِ جاءَ  بالجديد  والجميل والمُبتكر والمُحَبَّذ، فهو يملكُ الخيالَ الشعري الواسع واللغة َ الشِّعريَّة   والأدبيَّة  الصَّافية  والمُنمَّقة   والأسلوب  الرَّشيق  الجميل العذب...ونجدُهُ  أيضا،  في  بعض الأحيان، يوظفُ  ويدخلُ  بعضَ  المعاني   والمعادلات المتناقضة المترعة  بالسِّرياليَّة، ومن  جيِّد  شعرهِ  حيث يقولُ :  
(  " الليلُ في  عينيكِ  //   توأمٌ  لحُرِّيَّتي  
      آخرُ    امرأةٍ     غادرتُهَا  
تركتُهَا  في  حالةِ  احتضار 
تعتصرُني   نوبة ُ   ألم ٍ //
      الهواءُ  في محيطي  مشحونٌ  بالبارود
وقلبي   قنبلة ٌ  موقوتهْ   
فماضيَّ  قبلكِ  عِبْءٌ //  والمستقبلُ  بدون   نهايَهْ " ) .  
   وأخيرًا : سأكتفي بهذا القدر من الحديث وإستعراض  قصائد الديوان  . 

غياب الفهم الصحيح لمسألة الهويّة/ صبحي غندور

تميّز النصف الثاني من القرن العشرين، بطروحات فكرية وبحركات سياسية ساهم بعضها أحياناً بتعزيز المفاهيم الخاطئة عن ثلاثية (الوطنية والعروبة والدين)، أو ربّما كانت مشكلتها في فكرها الآحادي الجانب الذي لم يجد أيَّ متّسعٍ للهويّات الأخرى التي تقوم عليها الأمَّة العربية. فهويّة الأمّة العربية هي مزيج مركّب من هويّات (قانونية وطنية) و(ثقافية عربية) و(حضارية دينية). وهذا واقع حال ملزِم لكل أبناء البلدان العربية حتى لو رفضوا فكرياً الانتماء لكلّ هذه الهويّات أو بعضها.
الآن نجد على امتداد الأرض العربية محاولات مختلفة الأوجه، ومتعدّدة المصادر والأساليب، لتشويه معنى الهويّة العربية ولجعلها حالة متناقضة مع التنوع الإثني والديني الذي تقوم عليه الأرض العربية منذ قرونٍ عديدة.
وأصبح الحديث عن مشكلة "الأقليّات" مرتبطاً بالفهم الخاطئ للهويّتين الوطنية والعربية، حيث المحصّلة هي القناعة بأنّ حلاً لهذه المشكلة يقتضي "حلولاً" انفصالية كالتي حدثت في جنوب السودان وفي شمال العراق، وكالتي يتمّ الآن الحديث عنها لمستقبل عدّة بلدانٍ عربية. وهذا الأمر هو أشبه بمن يعاني من مرضٍ في الرأس فتُجرَى له عملية جراحية في المعدة!!. إذ أساس مشكلة غياب "حقوق بعض المواطنين" هو غياب الفهم الصحيح والممارسة السليمة لمفهوم "المواطنة"، وليس قضية "الهويّة". 
وعجباً، كيف تُمارس الإدارات الأميركية نهجاً متناقضاً في المنطقة العربية مع ما هي عليه من تاريخ وثقافة، وكيف تُشجّع على تقسيم الشعوب والأوطان وعلى إضعاف الهويّة العربية عموماً!!. ففي الولايات المتحدة نجد اعتزازاً كبيراً لدى عموم الأميركيين بهويتهم الوطنية الأميركية (وهي هُويّة حديثة تاريخياً)، رغم التباين الحاصل في المجتمع الأميركي بين فئاته المتعدّدة القائمة على أصول عرقية وإثنية ودينية وثقافية مختلفة. فمشكلة الأقليات الإثنية والعرقية والدينية موجودة في أميركا لكنّها تُعالج بأطر دستورية وبتطويرٍ للدستور الأميركي، كما حدث أكثر من مرّة في مسائل تخصّ مشاكل الأقليّات، ولم يكن "الحل الأميركي" لمشاكل أميركا بالتخلّي عن الهويّة الأميركية المشتركة ولا أيضاً بقبول النزعات الانفصالية أو بتفتيت "الولايات المتحدة".
كما أستغرب فعلاً أن تكون بعض الأصوات العربية المقيمة في أميركا والغرب، في إطار المفكرين أو الناشطين حالياً مع معارضات عربية، تُساهم في هذه الحملة المقصودة ضدّ الهويّة العربية، أو تؤيّد الآن حركات الانفصال والتقسيم لأوطان عربية، وهي تُدرك ما أشرت إليه عن خلاصات التجربة الدستورية الأميركية، إضافةً إلى تجارب دستورية أوروبية مشابهة تسعى للاتّحاد والتكامل بين "أمم أوروربية" قائمة على ثقافات ولغات وأديان وأصول عرقية مختلفة.
أيضاً، نجد في داخل بعض الأوطان العربية أنّ ضعف الولاء الوطني لدى بعض الناس يجعلهم يبحثون عن أطر فئوية (قبلية وعشائرية وطائفية) بديلة عن مفهوم المواطنة الواحدة المشتركة، وربّما يمارسون استخدام العنف ضدّ "الآخر" في الوطن نفسه من أجل تحصيل "الحقوق"، كما نجد من يراهنون على أنّ إضعاف الهويّة الثقافية العربية أو الانتماء للعروبة بشكلٍ عام سيؤدّي إلى تعزيز الولاء الوطني، أو نجد من يريدون إضعاف التيّارات السياسية الدينية من خلال الابتعاد عن الدين نفسه.
إنّ الفهم الصحيح والممارسة السليمة لكلٍّ من "ثلاثيات الهويّة" في المنطقة العربية (الوطنية والعروبة والدين) هو الحلُّ الغائب الآن في أرجاء الأمَّة العربية. وهذا "الحل" يتطلّب أولاً نبذاً لأسلوب العنف بين أبناء المجتمع الواحد مهما كانت الظروف والأسباب، وما يستدعيه ذلك من توفّر أجواء سليمة للحوار الوطني الداخلي، وللتنسيق والتضامن المنشود مستقبلاً بين الدول العربية.
إنّ الدين يدعو إلى التوحّد وإلى نبذ الفرقة. إنّ العروبة تعني التكامل ورفض الانقسام. إنّ الوطنية هي تجسيد لمعنى المواطنة والوحدة الوطنية. فأين العرب من ذلك كلّه؟.
إنّ ضّعف الولاء الوطني يُصحَّح دستورياً وعملياً من خلال المساواة بين المواطنين في الحقوق السّياسية والاجتماعيّة، وبالمساواة أمام القانون في المجتمع الواحد، وبوجود دستور يحترم الخصوصيات المكوّنة للمجتمع. 
كذلك هو الأمر بالنّسبة للهويّة العربية، حيث من الضروري التمييز بينها وبين ممارسات سياسية سيّئة جرت من قِبَل حكومات أو منظمات أساءت للعروبة أولاً، وإن كانت تحمل شعاراتها. فالعروبة هي هويّة ثقافية جامعة لا ترتبط بنظام أو حزب أو مضمون فكري محدّد، وهي تستوجب تنسيقاً وتضامناً وتكاملاً بين العرب يوحّد طاقاتهم ويصون أوطانهم ومجتمعاتهم. 
ما حدث ويحدث في العقود الأربعة الماضية (منذ منتصف عقد السبعينات) يؤكّد الهدف الأجنبي بنزع الهويَّة العربية، عبر استبدالها بهويّة "شرق أوسطية"، بل حتّى نزع الهويّة الوطنية المحلّية والاستعاضة عنها بهويّات عرقية ومذهبية وطائفية .. وفي هذا التحدّي الأجنبي سعيٌ محموم لتشويه صورة الإسلام والعروبة معاً، من أجل تسهيل السيطرة على الأوطان العربية وثرواتها.
لقد أكّدتُ، منذ بدء الثورات والانتفاضات الشعبية العربية في مطلع العام 2011، على أهمّية التلازم بين مسائل: "الديمقراطية والتحرّر الوطني والهويّة العربية". فهذا التلازم بين هذه القضايا الثلاث يصون كلٌّ منها الآخر ويُحقّق مصالح الناس والأوطان والأمَّة معاً. فكل القوى الأجنبية التي تدعم "الديمقراطية لا غير"، تدعم أيضاً التخلّي عن الهويّة العربية وتُشجّع على التناقض مع حركات التحرّر والمقاومة، وسبيلها لذلك هو تشجيع الانقسامات الطائفية والإثنية، حيث تضعف أولاً "الهويّة الوطنية" ويكون "العدو" هو "الآخر في الداخل" وليس الطرف المحتل أو الأجنبي. كذلك فإنّ إضعاف "الهويّة العربية" يبرّر العلاقة مع الأجنبي والاستنجاد به، كما يُوهن التضامن الشعبي العربي مع القضية الفلسطينية أو أي قضية عربية ترتبط بالمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي ومن يدعمه.
المؤلم في واقع الحال العربي أنّ الأمَّة الواحدة تتنازع الآن فيها "هويّات" مختلفة على حساب الهويّة العربية المشتركة. بعض هذه الهويات "إقليمي" أو "طائفي"، وبعضها الآخر "أممي ديني أو عولمي"، كأنَّ المقصود هو أن تنزع هذه الأمَّة هُويّتها الحقيقية ولا يهمّ ما ترتدي من بعدها، من مقاييس أصغر أو أكبر في "الهُويّات"، فالمهمُّ هو نزع الهويّة العربية !
لو أنَّ كيانات هذه الأمَّة العربية قائمةٌ على أوضاعٍ دستورية سليمة تكفل حقّ المشاركة الشعبية في الحياة السياسية وتصون الحقوق السياسية والاجتماعية للمواطنين، هل كانت لتعيش ضعفاً وتنازعاً كما حالها الآن؟.
فالأوضاع السائدة الآن، في معظم البلاد العربية، كلّها أزمات تحمل مخاطر كوابيس لن يكون أيٌّ منها محصوراً في دائرته المباشرة، بل ستكون المنطقة بأسرها ساحةً لها ولانعكاساتها ولتفاعلاتها المتصاعدة. وهذه الكوابيس بدأت كلّها أحلاماً من أجل "الحرية" أو "الديمقراطية" أو حقوق "الأقليات"، ثم تعثّرت بعد ذلك في قيودِ عبوديةِ أوضاعها الداخلية وفي توظيف القوى الإقليمية والدولية لحراكها. فما هو مشتركٌ بين هذه الأزمات العربية الراهنة هو أنّ بلدانها تفتقد للأرض الوطنية الصلبة، وللوحدة الوطنية السليمة، وللبناء الدستوريّ السليم، وللفهم الصحيح لمسألة "الهويّة". 


*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
Sobhi@alhewar.com

حديث انتخابات قادمة/ جواد بولس

كثيرون يتوقعون عمرًا قصيرًا لحكومة بنيامين نتنياهو الحالية وذلك ، بالأساس، لأنها تعتمد على ائتلاف ضيّق قد لا يصمد في حالة نشوء أزمة سياسية بين حلفاء الساعة، أعداء الأمس وربما المستقبل . 
قد يكون هذا التكهّن صائبًا، وقد نشهد فعلًا انهيار الحكومة وعدم نجاح نتنياهو، أو بوجي هرتسوغ، ببناء تحالف يؤمّن إقامة حكومة جديدة مستقرّة ، ممّا سيؤدي إلى الإعلان عن ضرورة إجراء إنتخابات لكنيست جديدة. 
تقلقني هذه الاحتمالية، فأنا من أولئك الذين يتوقعون تدهورًا خطيرًا جديدًا على الخارطة الحزبية الإسرائيلية، سيفضي، حتًما، إلى تحسين مكانة الأحزاب اليمينية اليهودية المتطرفة وتعزيز دورها على رأس النظام السياسي في الدولة.
لن أخوض في ما حرّضني على التوصّل إلى هذه القناعة، ولكن يكفي أن أشير إلى أهم هذه الدواعي، وهو عدم وجود بديل سياسي يهودي حقيقي يضع جماهير الناخبين اليهود أمام خيارات متباينة في الجوهر والمفاهيم المبدئية، والحلول السياسية الحاسمة، وبوضوح خال من تأتأة وغمغمة؛ فهرتسوغ، ومن على شاكلته في المعسكر الصهيوني، ليسوا أكثر من يمين واهن هرم، يحاول أن ينتصر على يمين أصيل واضح القول والفعل، وهم لم يتعلّموا أن الشعب في إسرائيل، ومنذ عهد بيغن، صار يؤمن "بحرّاس المقاثي" المدججين بالعقيدة والكرابيج، والمجيدين لفنون البأس والسطوة، ولم يعد  تكفيه "الشراشيح" والدمى؛ وأن التقليد، في عرف شعب ساوم ربّه وربح، قد يشفع في التجارة والبضاعة، لكنه، أبدًا، لن يكفي كي تسوس قومًا ينامون على فراش من البنادق ونعالهم ترتاح في معد شعب آخر. 
 في رأيي أنه يجب أن لا ننتظر أزوف تلك الساعة، فما تداعى من أحداث خلال فترة الشهرين الماضيين، ومنذ بدء عمل حكومة نتنياهو- بينت يكفي لنا مؤشرًا عمّا سيتهاوى على رقابنا من ضربات، وعن فداحة الأضرار التي سنتكبدها، نحن أبناء الأقلية الفلسطينية، فيما إذا لم ننجح بلجم هذه القوى وحسر نيرانها الحارقة. 
في الماضي نجح علماء المجتمعات من تشخيص آخر الأعراض التي تدلل على تفشي  الفاشية وتملكها من جسم الدولة ونظام الحكم فيه؛  فملاحقة الأكاديميين وإرهابهم وقمع الفن والإبداع ومحاولات تدجيين الفنانين، كانت دائمًا تأتي كخاتمة الضربات ومغلقة حلقات الدم والشر. وهكذا أقر علماء علم الاجتماع السياسي وأكدوا أن تلك الضربة تأتي، بالعادة، بعد أن تطغى في الدولة سيادة الجيش وهيمنة "العسكرة"، وبعد أن يصير التعامل شبه مرضي في ما يسمى بأمن الدولة، والعلاقة بين المؤسسة الحاكمة والمؤسسة الدينية تصبح وثيقةً، ودفاع الدولة عن الشركات الكبرى يعكس الرباط بين السلطة ورأس المال، ويؤدي إلى إضعاف نقابات العمال، واستفحال المشاعر القومية المتطرفة، والاستهتار، بالمقابل، بحقوق الإنسان، والاعتداء على الحريات الأساسية، ورواج إجماع على استعداء هدف مستضعف وإيجاد "أكباش فداء"على شاكلة أقلية قومية أو فئات اجتماعية مستضعفة، والإعلام يمسي مجندًا وغير موضوعي وفاقدًا للمهنية والحيادية، ويتفشى الفساد ويعشش في جميع منظومات الإدارة والحكم.
 فليقم كل واحد منا بمراجعة هذه القائمة، وليحاول أن يفحص مدى انطباقها على واقعنا في اسرائيل. وهل سيبقى بعد هذا مجال للتلكؤ والمزايدة والإهمال؟  
هل كنا بحاجة إلى ما صدر عن وزارة إسرائيلية، قبل أيام، لنتحقق من أن في قرانا ومدننا العربية، ليس هناك من مسرح أو متحف؟ ولكننا، وهذاما لم يقله ذلك التقرير، وعلى الرغم من تلك السياسات العنصرية والإجحاف الصارخ والمزمن بحقنا، نجحنا كشعب يحب الحياة أن نجد إليها السبيلا، فرممنا ركام ثقافة أرادوا أن يدفنوها يوم  نكبة ، وشيدنا، على جروح وطننا، صروح فن "ضوعت أزاهيره" في هاك الفضاء، وعلى أكتاف فناناتنا وفنانينا، رفعنا أشرعة للحرية، وسواري لحكايات علّمت الدنيا والجن، كيف من القهر يولد طائر الريح ولا يعشق إلا النجم والقمم.
ولكن، إن مع اليوم غدا، وغدنا، كما تبشر القوافل، لن يكون صافيًا ولا معطرًا بماء الورد والحبق؛ فإخوتنا عرب حنّوا إلى بطونهم، وولجوا جوف الزمان ومزقوا، إربًا، ما ورثوا، لا كاهن يستطيع أن يستجلي لأي حتف هرولوا، ولا منجّم! " والعالم" معتم ومتنور، صار، كما كان، لوحة "بورصة" تبرق، والكل بأعينه وأنوفه، يتابع ويرقب، والشاطر من يبيع عندما الأمير يأمر ومع حلول الموسم، والفالح من يشتري أذا رضي عنه خليفة وسمسار وصائد أحلام متخم.
ونحن هنا، يجب أن نكون أسرع من نوم ، وأرق من ماء، فما شهدناه مؤخرًا قد يكون بطاقة تذكير على أننا نقترب إلى خط النهاية ونقطة الحسم، ومهمازًا لجميع مؤسسات مجتمعنا وقياداته الوطنية، وفي طليعتها  نواب القائمة المشتركة، للبدء فورًا في الاستعداد ميدانيًا، في جميع قرانا ومدننا، لاقتراب يوم حسم جديد، والأهم البدء بالتفتيش عن حلفاء لنا من وسط مجتمع الأكثرية اليهودية، وفتح حوارات مسؤولة وجادة لبناء جبهة عريضة قد تصد تقدم ذاك الخطر الداهم. كثيرون منكم يعرفون أن جهات كثيرة في داخل المجتمع اليهودي باتت تستشعر الخطر على نفس موجاتنا وبنفس المجسّات تقريبًا، وعلينا أن نقرر التواصل معهم، وأن نولي ضرورة التحالف معهم أولوية قصوى، حتى إذا اضطرت بعض الأحزاب العربية والحركات السياسية للتنازل عن مواقف آمنت بها واعتمدتها يوم كان هذا الوحش بعيدًا عن غرف نومنا وملاعب أطفالنا. ألم يقل الماضون: الحركة ولود والسكون عاقر!  
  وأخيرًا، قد يكون طبيعيًّا أن تعيش الجماهير العربية في البلاد حياتها اليومية برتابة وروتينية تفرضهما الحاجة والركض وراء لقمة العيش وإغواءات الأفضل، وقد لا تولي هذه الجماهير أكثر من ومضة إزاء ما ينمو على رؤوس شجر الغابة التي في فيئها نعيش، فالعبرة تبقى، لدى من يريد العيش، في تأمين فرصة عمل سانحة، ووظيفة في مكتب حكومة، ما فتئت تفصح وتعلن، أنها ستسعى إلى استيعاب النخب المتعلمة والطاقات العربية الفذة، وذلك في محاولة منها للتكفير عن مواضيها ومواضي سابقاتها، السود، ولجسر هوة سحيقة من الصعب أن تردم.
قد تكون الأكثرية واهمة، فالوهم كان دومًا أول الملذات، أو غافلة، ولكن واجب القيادة أن تبقى دومًا، عين الوطن الساهرة ومرساة لرحلة شعب آمنة.   

العاصفة/ عيسى القنصل



سيول ُ  الحزن ِ جارفة  ُ باعماقي  

وريح  الخوف ِ عاصفة ُ  

وتلسعني  

بتيار ِ من  الرعـــــــــــــــــــــــــب ِ 

ثقيل ُ  داخلي  قلبي  

واعصابي  ..ممزقة ُ 

فلا ادري ..لماذا  الليل  يعشقني   

ويمنعني  بان  امضى  

مع  الاحلام  بالـــــــــــــــــــدرب ِ 

جفاف  الحلم للايام  مقبله  ُ  بوادره  ِ  

فامطار ُ    بلا ماء  من  السحب  ِ 

ورعد  ُ عاصف    رعبا  ً  

يدوى  داخل  ُ  القلـــــــــــــــــــــــــب  ِ 

فراغ  هائل  عمقي  ...

صخورا ً صارت  الاضلاع فى صدري  

وعقلي  ليس  يقبلني  ,,

ويتركني  ..ذبابا ًمات  منتحبا  

على الاحباب ... فى سخط ٍ وفى غضـب ِ  

نهادُ لا تلوميني  

فحزني  ليس  يتركني  ..

ودمعي  ليس يتركني  

فما  جرحي ..بمن  تشفيه  قافية ُ  

ولا  نعي..ولا  سطر ُ على الاخبار والكتب  ِ  

بعمقي  ..غصة  ُ  كبرى  

وعاصفة  ُ من  الاحزان   والنــــــــــدب ِ  

اراني  ..اختفى  بعضا  

كطير ٍ ضاع  فى السحـــــــــــــــــــــــــب ِ 

ضباب  ُ ساد  فى عمري  

فاشيائى  بلا معني  

واحلامي ..نعت  نفسى الى ربّـــــــــــــي  

نهاد  ُ كم  تواعدنا  ..

ليبقى  عشقنا    وردا  

مدى  التاريخ  والحقـــــــــــــــــــــــــــــب ِ 

سابقى  عاشقا  دوما  

 فغيـــــــــــــــــــــــــــــرك  ليس فى قلبـــي  

الجماهير.....المعول الأساسي في وأد الإنقسام/ راسم عبيدات

واضح جداً بأن استمرار الوضع الداخلي الفلسطيني على ما هو عليه،يعني المزيد من التأزم وتكريس وشرعنة وإستطالة امد الإنقسام،فكما هو حال المفاوضات العبثية والماراثونية التي مضى عليها عشرون عاماً ونيف،ولم تفضِ سوى الى المزيد من الشرذمة والإنقسام في الساحة الفلسطينية والمزيد من نهب الأراضي وتكثيف الإستيطان في الضفة الغربية،والسعي للإجهاز النهائي على القدس،وكذلك الإنقسام الذي  يقترب من عامه الثامن يتكرس ويتشرعن وتستطيل مداياته،وكل اللقاءات والإتفاقيات والمبادرات لإنهاءه فلسطينية وعربية وحتى اقليمية ودولية فشلت في وضع حد له،ليس فقط بسبب التدخلات الإسرائيلية والأمريكية والعربية والإقليمية،بل  السبب الجوهري والأساسي في ذلك هو عدم توفر إرادة سياسية عند طرفي الإنقسام،ناهيك عن أن هناك مصالح وإمتيازات ومنافع حصلت ونمت  عند العديد من قادة الفريقين المستفيدين والمنتفعين من إستمرار وتعميق الإنقسام،ولذلك همهم الأول وضع العصي في دواليب ومسننات أي دوران لعجلة المصالحة لخدمة مصالحهم واهدافهم وإمتيازاتهم.

الفصائل والقوى الفلسطينية التي طرحت مبادراتها فردية وجماعية لإنهاء الإنقسام،طرحتها  في الإطار الفوقي والشعاري والنظري،بدون أية آليات عملية،ولم تقم بأية تحركات شعبية وجماهيرية جدية وحقيقية من أجل تعميق مازق المنقسمين وتشكيل حالة شعبية وجماهيرية ضاغطة عليهم تجبرهم على أن يستيجبوا لمطالب الجماهير.،بل لربما ما تعيشه هي من أزمات لم تجعل مبادراتها ونشاطاتها محط جذب واستجابة من قبل الجماهير الشعبية،لكي  تشاركها انشطتها وفعاليتها في هذا الإتجاه.

اليوم في ظل ما نشهده من تكرار ملل وبوتائر تتصاعد وتزداد يوماً بعد يوم من تحريض داخلي ومناكفات وإتهامات واعتقالات على الخلفية السياسية وصراعات على كعكة سلطة منزوعة الدسم،فالخطر أصبح داهم وجدي على المشروع والقضية الوطنية،وكما هي حروب التدمير الذاتي العربية المفتتة والمفككة للجغرافيا العربية،والمدمرة لكل مقدراتها وطاقاتها والمبددة لثرواتها،فما يجري فلسطينيا بفعل الصراع بين طرفي الإنقسام،شبيه لما يجري في حروب التدمير الذاتي العربي،فالتفكك المجتمعي والوطني يزداد شقاً واتساعاً،والضحية المشروع والقضية الوطنيتين.

التحركات الشعبية الواسعة التي تبادر لها شخصيات وفعاليات أهلية ومؤسساتية،تكون القوى والأحزاب جزء منها،يمكن لها أن تشكل  في مجرى العمل والفعل وبأشكال احتجاجية متعددة ومبدعة عوامل ضغط جدي وحقيقي على طرفي الإنقسام،كأن يكون هناك حالة من الاعتصام الدائم والمتواصل أمام مقرات السلطتين في رام الله وغزة "الرئاسة ومجلس الوزراء"،اعتصامات تشارك فيها حشود شعبية  تتجند لهذه المهمة والغاية فقط،فهذا  المطلب وهذا العمل يتقدم على خيار إعادة بناء وتشكيل منظمة التحرير الفلسطينية،او حتى بناء مقاومة جدية وفاعلة لمقاومة الإحتلال، فلا مقاومة جدية ومثمرة ومنجزة في ظل حالة منقسمة وضعيفة .

الآن خطر الإنقسام يتقدم على أي خطر آخر،حتى  أنه يتقدم على خطر الإحتلال،ويشكل خادم ومغذي لمشاريعه،فعندما يكون هناك مشروع دويلة فلسطينية في قطاع غزة ،فهذا يعني تفكك وضياع المشروع الوطني،وانتفاء الجامع والموحد للشعب الفلسطيني برنامج وهدف واستراتيجية ومؤسسات وقيادة،وفي أحسن الأحوال تكون سلطة مخاتير لكل "كانتون" قطاع،ضفة،قدس خارج حتى المخترة ،تكون مبتلعة مع الداخل الفلسطيني -48 – من قبل الإحتلال.

وفي ظل هكذا حالة يتم تصفية المرتكز الأساسي والجوهري للبرنامج الوطني الفلسطيني،قضية اللاجئين،التي تتآمر مع الإحتلال الإسرائيلي والأمريكان والغرب الإستعمار قوى عربية وإقليمية ودولية على تصفيتها،سواء عبر طرح مشاريع مشبوهة جوهرها يقوم على التوطين،أو عودة لأعداد محدودة الى الضفة الغربية،أو دفع اللاجئين الفلسطينيين الى رحلة تيه وتشرد جديدتين،من خلال العدوان  على المخيمات الفلسطينية ،من قبل أدوات مأجورة مجندة من قبل اسرائيل وأمريكا لهذا الغرض والهدف،كما حصل مع مخيم نهر البارد،وما قامت به جماعة ما يسمى فتح الإسلام من عدوان على الجيش اللبناني والتحصن في المخيم،مما اضطر الجيش اللبناني الى اقتحامه وتدميره،وتشريد سكانه،والذين لم يسمح للكثير منهم بالعودة اليه حتى الان،ومن بقي لا يسمح له بالإعمار،ونفس المشهد والدور تكرر من قبل قوى "داعش" ،"النصرة" و"اكناف بيت المقدس" في مخيم اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية في الشتات،حيث جرى تدمير المخيم،وتهجير أغلب سكانه،ومحاصرة من تبقى منهم،مع حرمانهم من ابسط مقومات الوجود والحياة،لدفعهم للموت أو المغادرة.

أي ضغط شعبي وجماهيري لإنهاء الإنقسام،يجب ان يستند الى بنية تنظيمية،ليس بالمعنى الحزبي الفئوي،بنية شعبية جماهيرية،تخلق لها أطر ولجان وحواضن في كل قرية ومدينة،مع قيادة مركزية تقود وتوجه تلك الجماهير نحو هدف مركزي واحد " لا شرعية لأحد في ظل الإنقسام".

كما هو الحال الشارع المركزي الذي رفعته الجبهتان الشعبية والديمقراطية ،عندما شكلت لجان الحرية والإستقلال من اجل إسقاط اتفاق اوسلو،ذلك الشعار الذي لم يكتب له النجاح،بسبب أنه لم يتم العمل على ذلك في الميدان،ولذلك الجماهير الرافعة لهذا الشعار،عليها ان تشكل قيادة لا تكتفي بالمتابعة والقيادة عن بعد،بل تكون حاضرة في الميدان والفعل.

تجربة الحراكات الشبابية وبالذات في القدس،في قيادة المناشطات الشعبية والجماهيرية ضد الإحتلال وبالذات ضد  التطبيع والمطبعين والأنشطة التطبيعية،تثبت بأن هناك الكثير من الطاقات الجماهيرية والشعبية،قادرة ان تتولى عجلة القيادة والمبادرة في هذا الإتجاه،بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات شعبية وائتلافات جماهيرية حقيقية الى جانب القوى والأحزاب المؤمنة بمثل هذا الهدف والخيار.

الآن الان وقبل فوات الآوان فلتبادر وتتقدم الصفوف كل القوى والمؤسسات واللجان وهيئات واطر العمل الشعبي والجماهيري،لكي تسقط مشروع تصفية القضية والمشروع الوطني بفعل الإنقسام المدمر.

اللجنة الإستشارية للأونروا ومستقبل اللاجئين/ علي هويدي

تلعب اللجنة الإستشارية للأونروا دوراً محورياً في التأثير على مسار عمل المنظمة الأممية ورسم سياسات وإستراتيجيات عملها. تشكلت "اللجنة" وفقاً للبند الرابع من قرار تأسيس الوكالة رقم 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر 1949 وعيَّنت الجمعية العامة خمسة دول أعضاء في اللجنة هي أمريكا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وشمال ايرلندا، انضمت سورية والأردن ومصر في نفس شهر التأسيس، ثم انضم لبنان وبلجيكا في العام 1953، فاليابان سنة 1973، وانضمام 11 دولة في العام 2005 هي استراليا، كندا، الدانمرك، المانيا، إيطاليا، هولندا، النروج، السعودية، إسبانيا، السويد، سويسرا، بالإضافة إلى انضمام كل من فلسطين والإتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية كأعضاء مراقبين في نفس العام، ثم عادت وانضمت كل من فنلندا وايرلندا في العام 2008 والكويت في العام 2010 فلوكسمبورغ في العام 2012 الى أن وصل تعدادها الآن إلى 25 دولة، بالإضافة إلى الثلاثة أعضاء المراقبين..!

انضمام العدد الأكبر من الدول في العام 2005، جاء متوافقاً مع مُخرجات سياسية كانت حاضرة وبقوة، أولاً من خلال انعقاد قمتيْ شرم الشيخ في مصر، والعقبة في الأردن بتاريخ حزيران 2003 والإعلان حينها عن التفهم الأمريكي ليهودية دولة الإحتلال وعملياً شطب حق العودة..  وثانياً التوقيع على وثيقة جنيف البحر الميت في 1/12/2003 لـ "حل القضية الفلسطينية" وُصفت بأنها "أخطر مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية" ولاقت دعماً وتأييداً دوليين؛ فقد تم التوقيع بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر ورئيس الإتحاد الأوروبي والمنسق الأعلى السابق للسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي خافير سولانا، والممثل الخاص لرئيس وزراء بريطانيا لورد ليفي، ووزراء خارجية أوروبيين.. حول "الأونروا" دعت الوثيقة التي وقعها عن الجانب الفلسطيني ياسر عبد ربه وعن الجانب الإسرائيلي يوسي بيلين، إلى تشكيل لجنة دولية خاصة مهمتها إنهاء عمل الوكالة مكونة من الولايات المتحدة و"الأونروا" والدول العربية المضيفة والإتحاد الأوروبي وسويسرا وكندا والنرويج واليابان والبنك الدولي وروسيا وغيرها، جاء في الوثيقة "على الوكالة أن تكف عن الوجود بعد خمسة سنوات من بداية عمل اللجنة. تعرض اللجنة جدولاً زمنياً لنهاية نشاط الوكالة ونقل وظائفها إلى الدول المضيفة"..!  

حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة مهمة اللجنة الإستشارية منذ إنشائها بتقديم النصح ومساعدة المفوض العام للأونروا في تنفيذ مهام ولاية الوكالة، وبالتالي قرار "الأونروا" ليس ذاتياً نابعاً من الوكالة نفسها وإنما هو خاضع ومستمد مما يقرره الأعضاء بعد أن تكون اللجان الفرعية قد استوفت تقاريرها ونصائحها، إذ تلتقي اللجنة الإستشارية مرة كل ستة أشهر بحضور عدد من الدول كمراقبين..!

يأتي التحضير لعقد اللقاء القادم للجنة الإستشارية في القاهرة بتاريخ 15/6/2015 في مرحلة مفصلية يتم فيها تقليص المزيد من خدمات الأونروا بشكل لم يسبق له مثيل ويشمل جميع القطاعات وعلى وقع حراك تصاعدي مستنكِر شعبي وفصائلي.. لا سيما في لبنان، تتذرع الوكالة أن سبب التقليص يعود لعجز في الميزانية وصل إلى 100 مليون دولار كما ذكر المفوض العام للوكالة بيير كرينبول منتصف الشهر الماضي، في المقابل بتقديرنا لن تعجز 193 دولة في العالم عن تغطية العجز..!، وكذلك المساهمة في الضغط على الوكالة لترشيد الإنفاق..! 

واضح بأن التقليص منهجي سياسي يمر عبر اللجنة الإستشارية للأونروا، لكن ربما ما لا يدركه أعضاء "اللجنة" والمجتمع الدولي، أن تقليص الخدمات كمحاولات للضغط على اللاجئ للقبول بأية حلول ممكن أن تُعرض عليه مقابل إنهاء خدمات الوكالة كمقدمة لشطب حق العودة سيكون مصيره الفشل، عدا عن أنه سيُدخل تلك الدول الى قائمة دول العار التي ستذكرها الأجيال بالتواطؤ التاريخي على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وسيُدخل المنطقة في دوامة من ردات الفعل والمزيد من التهجير وحالة من اللاإستقرار. سخونة الحدث وتداعياته لن تكون محصورة في منطقتنا العربية فقط، بل ستصل شظاياها إلى جميع الدول الأعضاء وغيرها من دول العالم..!

*كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
بيروت في 12/6/2015

من ينقذ الفن في بلادي؟/ جواد بولس

لاستغاثة الفنان طعم من المرارة فريد، ونداءاته فرصة للبكاء النقي، كغيمة تشرّدها ريح عتيّة هوجاء. لم أتعرف على الممثل نورمان عيسى شخصيًا ولقائي الوحيد به كان من خلال مشاهدتي لبعض حلقات مسلسل "عمل عربي" والذي عرضته القناة الثانية الإسرائيلية واكتسب شهرةً لافتة راجت بين شقي السفرجلة، حتى غدا "أمجد" وهو صاحب الدور الذي جسّده نورمان، إنسانًا يستجلب على الشاشة، نار جميع مشاهديه من عرب ويهود، مصحوبةً، دومًا، بابتساماتهم المتدفقة بطبيعية ومثلها الدهشة، تمامًا، كما تعيش هذه الشخصية العربية/المستعربة حياتها، حينما تكون مطهّمة بدناديش واقعنا المبكي والمضحك في آن وكل أوان، وربما إلى أن يبيض الديك. 
ومأساتنا ذات فصول
وأحداث هذا الفصل بدأت حين اعتذر نورمان عيسى عن مشاركته أعضاء الفرقة، الذين يعمل معهم، في عرض مسرحية على خشبة مسرح تابع لما يسمى "المجلس الاقليمي لغور الأردن" وهو مجلس مستوطنات يهودية مقامة على أراض فلسطينية محتلة في العام ١٩٦٧. أبدى مدير المسرح اليهودي تفهّمه لاملاءات ضمير فنان عربي لم يسمح له هامش إيمانه بالتآخي العربي اليهودي، الذي يمارسه فعلًا ويعمل من أجله ويكدح، بأن يعرض فنّا إنسانيًّا على أرض مغتصبة وأمام من يعتبرهم العالم مارقين وخارجين عن قانون الأمم وشرائعه.
وزيرة الثقافة الجديدة "خلنج" السيّدة ميري ريغف، لم تحتمل هذه النغنغة الفكرية الفارهة، فأطلقت نبالها، وهي التي تنام على قوسها ونشّابها، أبدًا، على طرف زفرة، وتوعدت أن تقطع مصادر ريّها عن مسرح يديره نورمان وزوجته في مدينة يافا، ليجف ويصير بيتًا للدمى، وعبرة لكل ذي ضمير فيّاض وصحوة واخزة. 
ومسيرة فنانينا من دموع وحصى
فاليوم كانت الرقعة نورمان وقبله كان مسرح "الميدان" الحيفاوي الهدف ، فما زال  القيّمون على إدارته يواجهون، كلّما زعق طاووس على كتف جادة "بن غوريون"، تهديدات مسؤولين إسرائيليين يتوعدون بإغلاق المسرح أو وقف دعمه حتى الشلل، وآخر هذه الحملات كانت قبل أيام، حين تدخل وزير التربية والتعليم، نفتالي بينت، وقرر سحب مسرحية "الزمن الموازي"، التي يقدّمها مسرح الميدان، من سلة الدعم الوزارية، بذريعة أن الموضوع هو عن أسير أمني يقضي ثلاثة عقود من حياته وراء القضبان. 
لن نسرد، في هذه المقالة، تاريخ قمع الفن والفنانين العرب في وطننا الصغير، فكلّهم، منذ البدايات وحتى أيّامنا، تكبّدوا كثيرًا وآسوا كما آسى"البؤساء" والحلّاجون؛ فمسارحنا عانت من سياسات رسمية عنصرية وملاحقات وميزانيات شحيحة وتكاد تكون معدومة، سلطاتنا المحلّية بعيدة عن هاجس الفن والإبداع، كبعد المجرّات عن أرضنا، وغير مهتمة بواجبها ودورها في بناء هويّات ثقافية وطنية حصينة، فضاءاتنا الثقافية، الضامرة أصلًا، تغزوها العتمة، وجيوش هولاكو وجانكيز خان تختال في شوارعنا وتؤكد أن نجاحًا هنا وهيمنة هناك، لن يكفيها إذا لم يفشل الآخرون جميعًا ويُسحقون، ومؤسساتنا المدنية، على قلّتها، "دُكننت" وأصابها داء القبيلة، فأمست تحن على عودها وأصبحت تقسو على من ليس مثلها ومنها، والبقية في صمود الفنانات وخيارات المبدعين، وبعضهم قبل نصيحة شاعر سالف مجرب قائل: 
"إني يمان إذا لاقيت ذا يمن.... ومن معد إذا لاقيت عدناني".
وحيفا من هناك بدأت،
فلقد ولد ونشأ نورمان عيسى في مدينة حيفا. صغيرًا، أحب بحرها، الحامل صولجان من ملح، وتعلم، يافعًا، من تراقص موجه، الذي لا ينام، لذة الحلم وتهدّج العروق، حتى إذا صار رجلًا صفعته كحبيبة تبكي على حضن أضاعها وعلى وطن. إنه سليل عائلة فلسطينية هجّرت من كفر برعم، قرية ما زال أهلها يشرقون بأمل العودة الصغيرة والعرب، إخوتهم بالدم والرضاعة، يغصّون  بالماء.      
في حيفا، مدينة من دخان أسود وفجر مقطّع، بدأ نورمان، ككثيرين من  الشباب العرب، يتلمس طريقه إلى قمة كرمله، حتى قادته الصدفة إلى أحد المسارح،  فحمل صليبه ومضى من على تلك الخشبة في طريق من خل وحديد وغار. إنّها بلاد السمن والعسل، هكذا حكت الساحرة وروت الأسطورة، ونورمان، الذي من برعم، العروس التي ما زالت تنتظر قمرها يطل من طاقة الزمان، طفق يجني الشهرة والقلق والعرق، وبات كما صرّح في إحدى مقابلاته، يحلم بأن يصير غنيًا كي يحقق بعضًا من مشاريعه الجميلة. 
"ما يمر علي يقترب من عملية ابتزاز غير منصفة"، صرخ نورمان الذي كاد يصير صانعًا لمرآته ولأحلامنا، وكتب على صفحته، مستغيثًا بهم وراجيًا: "لا تجبروني أن أتصرف ضد ضميري كي أواجه ذلك التهديد"، إنّه يخاطبهم بضمائرهم الغائبة، وكأنه يخاطب العدم والفضاء، تمامًا كما يخاطب ممثل كبير كبرياءه وأحلامه من على مسارح المجاز، فهو رغم الفاجعة، ما زال يؤمن بالدولة وقوانينها وبما تتيحه لكل انسان بأن يعبّر عن رأيه حرًا.    
خاطبهم يا عزيزي ولا تيأس، حتى وإن صاروا أشباحًا ورماحا، فمثلك أنا، وأنت أخي بالخوف ورفيقي بالأمل والرمال؛ خاطبهم وإن كنت من آخر الضحايا، فنحن والسابقون، أولاد تلك المأساة، التي قبّلت جرحها يوم اصطحبك والدك للمرة الأولى إلى ما كان بيتكم في برعم وحينها ارتجفت؛ خَف وافصح عن القلق ولكن عِ أن بالبكاء وحده لا تبنى أمجادًا ولا تملأ مِعدًا؛ صِح ونبّه فإن الخطب فيما قالته "ريجف" ولم يعد كما قالته حذام!
من يحمي نورمان من العطش، ومن يبقيه على شاطئ الأحلام والسعادة؟ فقبله لوحق البكري حين نادى "جنين جنين"، بلقمة عيشه، وعيبت سناء لأنها أصرّت أن لا تطفأ لهب الحقيقة. هوجمت ميرا إذ صاحبت قيثارة ولم يغوها عود، وسليم ما زال يقاتل كي يحمي ضوء قنديله من بساطير جند السلطان، وعدنان مدير الميدان يؤكد "إن الحرب على مسرح الميدان هي حرب على الثقافة العربية والمسرح الفلسطيني..".
من ينقذ الفن في بلادي؟ كافح يا ابن عيسى، فلولا الكراهية، ما كان للحب معنى، ولولا الظلم، يا ابن أبي، ما صار النجاح معجزةً والتقدم أضحى مفخرة، فتقدم ولا تهن، وانهر اليأس وردد:
"هزمتك يا موت الفنون جميعها".

زادت الغربة: رائعة فؤاد نعمان الخوري


(في الذكرى الثالثة لغياب الصحافي بطرس العنداري)
I
كلما انذكَر بطرس العنداري
بترقُص فراشه فوق أشعاري،
بتنزل الرقّه من مسَا أيلُولْ
تكسدِر معي عَ درُوب أفكاري..
وبتصوّرُو بْ "دالويتش هيل" مشغُولْ:
يكتُب، يشيل، يحطّ، ويداري؛
وبسمِه عَ تمُّو منوّره عا طُولْ،
بسمة دهب أصلي، مش عْياري..
لو كان بطرس هون، شُو بيقُولْ؟
بيقُولْ: ها الموعد التذكاري
بيردّني من عتمة المجهُولْ
متل الشجر، متل القمر، عاري؛
بيفلُش الطِّيبه من أهل الأصُولْ
عا عمر عشتُو ليلة مْكاري..
وبسرُج من حروف الجريدِه خيُولْ،
وبطبَع غيابي عا ورَق الفصُولْ،
بترجع "نَهَاري" تزيِّن نْهاري!
II
زادِت الغربِه بعد ما فلّيتْ،
راح السقف، فات البرد عَ البيتْ؛
وع الباب واقِف بالشتي نادي:
وينَك يا بطرس، ليش ما طلّيتْ؟
غيبة تلات سنين، بزيادِهْ!
اْرجعلّك شي ليلِه وشُوف شُو خلّيتْ:
حفلة زجل، والكلّ ردّادِهْ،
عجقَه ما فيك تشيل منها بيتْ!
فْقدتلَّك، اشتاقتلَك عيادي،
المرفع سألني: ليش ما دقّيتْ؟
يا ريت ما خلصِت الزوّادِهْ،
يا ريت بالقنديل دمعة زيتْ؛
يا ريت سمعِت صرختي، الوادي
ورجّع صداها متل ما غنّيتْ؛
يا ريت شي موّال بغدادي
يردّ الزمان لْ ضاع عَ السكّيتْ..
عا قدّ ما ال"يا ريت" منعادِهْ،
سمّيتْ حالي بغيبتَك "يا ريتْ"!
III
جدَّك المتريتي وجه إيمانْ،
وانت دْرستْ بشبيّة الرهبانْ،
وطلعتْ علماني، وكتاباتَكْ
كرّستها لحريّة الإنسانْ...
وأسّست لجنة فكر ع حْياتَكْ
ساحة حوارْ بتجمع الأديانْ:
وين صارِت اللجنه بغيباتكْ؟
قولَك اسم بخزانة النسيانْ؟
وما ضلّ الاّ ودّ رفقاتَكْ
لْ بعدُو الوفا بقلُوبهن عمرانْ:
بيردّدُو عا طول كلماتَكْ،
وال"كي لا ننسى" الرمز والعنوانْ...
وبعيُون "لميا" بشُوف لفتاتَكْ،
ولون الفرح والعزم بالصبيانْ،
وبنت الوحيدِه، سحر طلاّتَكْ،
اْسمحلي ، محلّك، قلّها: مبرُوكْ،
ورشّ القصيدِه زهر عَ العرسانْ!
IV
ويا ريت بطرس كان بعدُو هونْ:
تا ينكتبلُو شي سطر عن "عونْ"،
ويقعُد حدا يفلفِش بها الأخبارْ:
شو صار من كونكورد لْ بانكستاونْ؛
وليش طوني من "غرانفيل" طارْ،
وليش صار اللون ما لو لونْ...
يا بُوزياد، الكون رفّ غْبارْ،
وإسمَك لْ بيدهِّب غْبار الكونْ!
،،،،،،،،،،،،،،،،،
سيدني – حزيران 2015