لا تخفى على أحد الصورة المدهشة والجميلة التي قدمها الشباب المصري الواعي خلال ثورة 25 يناير من إصرار كبير على التغيير الجذري للوضع المصري القائم منذ ثلاثين عام, الذي أثر بشكل كبير على اقتصاد البلد والحريات السياسية والإقصاء المتعمد للرأي الآخر....لقد كانوا واقصد شباب مصر على قدر كبير من تحمل المسؤولية والحفاظ على الوطن فصورة جميلة رسموها بوحدتهم وصورة أخرى بعدم تصديقهم للوعود التي أطلقها اللا مبارك وصورة ثالثة مدهشة أدهشتنا جميعا في العالم العربي حبهم لمصر فنجدهم يقومون بتنظيف ميدان التحرير وتارة أخرى يتعاونون مع أبناء الجيش المصري البطل الذي كان ولا يزال وسيبقى أن شاء الله صمام الأمان لاستقرار مصر وحماية أراضيها.
لقد أصاب قلمي العجز عن وصفكم أيها الأحرار الغيارى, فبصوت حناجركم اهتزت عروش المتسلطين على رقاب الشعوب وبأفعالكم الوطنية الشجاعة كسرتم حاجز الخوف في نفوس أبناء الشعوب العربية لقد نقلتم الأمة من الخنوع والسكوت المطبق إلى قمة التحدي والشجاعة.
لقد كنتم تعيشون معنا ونعيش معكم طيلة أيام ثورتكم العظيمة ونتابع أخباركم كل يوم ونسهر كل ليلة نتابع ما يدور هناك في ميادين العزة والكرامة في مصر العروبة وكنا نهتف معكم رغم بعد المسافات, منتظرين يوم الانتصار لأننا كنا متأكدين من انتصاركم وان الطغاة مصيرهم هم وحاشيتهم إلى مزبلة التاريخ .
كنتم رغم كل من نقدكم وتكلم عنكم بسوء, متوحدين لم تهزكم تصريحات البيت الأسود أو كلام حكام العرب ((الأقزام البائسين)) ولم تنصاعوا لأوامر أو إرشادات من الإعلام الموجه من داخل مصر أو خارجها....ولم تكونوا أحزابا أو طوائف ولم تطالبوا بفئوية أو بمطالب ضيقة وإنما طلبتم الحرية لكل مصري ... لقد كنتم مصريين فقط, كما انكم اعطيتم درسا كبيرا وبليغا للطغاة وزعماء الديكتاتورية المقيتة التي تحكم الشعوب بان مصيرهم الزوال, ودرس اخر عظيم جدا لكل انسان يريد ان يتظاهر ويعبر عن رايه بحرية بان يحافظ على بلده وممتلكاته وثرواته.
في الختام أقول لكم, أنا لا استطيع أن أجسد عطائكم وتضحياتكم بمقال وسيعجز من يصر على اختصار ثورتكم الكبيرة بكل تفاصيلها ومعانيها بمقال أو كتاب, ولكني ادعوا مخلصا كل الأخوة في مصر من كُتاب ومثقفين وخاصة المهتمين في مجال التاريخ إلى كتابه صفحات هذه الثورة العظيمة بكل جوانبها لتبقى درس وعِبره محفوظة عبر التاريخ يتناقلها الأبناء والأحفاد لكي لا يحكم مبارك ومن على شاكلته من جديد.
العراق/ميسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق