عندما اندلعت ثورة الخامس والعشرون من يناير، رأينا كيف خرجت النفوس الذهبية من الوردة النارية وهي أكثر نقاء، وصفاء، ولمعاناً، وظننا أن القلوب والضمائر التي اخرجت لنا شوكاً وحسكاً ، وكانت مرفوضة وقريبة من اللعنة التي نهايتها للحريق قد اندثرت في بوتقتها المقدسة.
ولكننا بعد أن شاهدنا في ميدان التحرير كيف تعانق الهلال والصليب بصدق و حميمية يجسدها رمزياً وبصورة مدهشة مفتاح الحياة الفرعوني "عنخ"، صدمنا بكل مشاعر الحزن الرهيب، وصرخات الاسى العظيم، والرعب الذي لا يمكن وصفه، بنفوس أخرى عنقائية الشر، مهما احترقت، تولد من جديد من الرماد بهويتها الشريرة التي تمتد إلى ما هو أبعد من الذات والعائلة!
فهوذا ماهر الجوهري، يصرخ من التعسف والتعامل غير اللائق الذي يلقاه من الضباط، حتى بعد رحيل العادلي، والاستمرار في منعه من السفر مع أنه يحمل تصريحاً قضائياً بالسفر هو وأبنته!
وهوذا الأقباط يصرخون..
من حوادث القتل والذبح التي تطالهم هذه الأيام أكثرها في صعيد مصر!
وحرائق لكنائسهم في رفح، والعريش!
وهجوم على بعض الأديرة!
،...،...،...
نحن لا نريد ابادة الاشرار، ولكننا نريد ابادة الشر الذي فيهم.
وهي مسئولية المؤسسات الدينية.
وعليها محاولة العدو بالتزامن مع حركة التاريخ ودوران الأرض حول الشمس، وتبدأ في:
معالجة هؤلاء الذين سلّموا دفة حياتهم لإبليس، فلم يعد يجذبهم انتصار الحياة والفرح، ولم يعودوا منشغلين بولادتهم بل بموتهم ، وموت غيرهم!
وملاحقة ارهاب الفكر، فهو أخطر أنواع الارهاب، لأنه ارهاب خفي يتسلل ليسمم العقول ، وصاحبه لا يحتاج أن يكون ملثماً، ولا أن يحمل سلاحاً !
ومحاربة عقول هؤلاء الذين يرتكبون جرائم الكراهية التي تبدأ عندما تتحول المنابر عن وظيفتها الاساسية، فبدلاً من زرع الحب والسمو الاخلاقي بين اتباعها، تجعل اتباعها مجرمين باسم الدين!
فهذه قضية اساسية تتعلق باحترام اوقات صعبة ومفجعة في تاريخنا.
،...،...،...
يقول غاندي: "دور العبادة ليست ذات قيمة إلا إذا حرسها رجل الله الخيّر".
فماذا نقول لو كانت ذات خطر؟!...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق