ثورة الأسلام المعتدل/ د. عبد الله عقروق


كل الحقائق التي ذكرت في اشعال هذه الثورات كانت حقيقية وواقعية . أنظر أنا الى ما حصل ، وبهذه السرعة ، الى ثورة جديدة لا أحد اعطاها اهمية وهي ثورة الأسلام المعتدل الذي اكتشفت فجأة أن المتشددين في تطبيق الشريعة الأسلامية هم اوهام تدفع المسلمين الى الأنغلاق وعدم مسايرة الحضارات الأخرى ..وأكتشفوا أن بعبع القاعدة والدعوات الأسلامية المتطرفة هي التي تفرقهم ، وهي التي تمونها االولايات المتحدة لأجل الأساءة الى الأسلام الحنيف ورسالته الأنسانية العادلة ، وتجاوب الاسلام مع العصر ، وأن الدين يسر وليس عسرا
ويخطيء الكثير من المسلمين باعتقادهم بأن العولمة العربية التي ستكون مرتبطة ارتباطا كاملا مع ادياننا السماوية خطر على الاسلام والمسلمين ، ولا يعلمون انها سوف تجعلهم يديرون أمورهم الدبنيه بطرق أصلح وأسلم برجال الدين الأكفاء من رعيل الشباب الذين درسوا الفقه الأسلامي دراسة وافية ، واصبحوا من العلامة المشهورين ، واصبح لهم باعا طويلا في التعمق بأصول الدين التي تتناسب مع اصولهم والعادات العربية والتقاليد وكل الموروثات الصالحة من تاريخنا
نحن شعب من شعوب هذا العالم . ملزمون أن نتعامل مع الدول الأخرى بشكل عصري حضاري .وأصبح يربطنا مصالح كثيرة مع الأخرين .هذه المشاكل لا تحل الا اذا استعملنا العقل المتطور المتحضر لنتعامل مع هذا الكم الكبير من الدول .ويجب أن تكون قراراتنا في مستوى المسئولية كتركيا مثلا . فالأتراك متمسكون كل التمسك بفرائض ديتهم ،وايمانهم موصول مباشرة مع الخالق .ومعظمهم يعملون حسب ما يراه الدين الحنيف مناسبا ومعقولا ..ويجب أن نغض النظر عن المسلسلات التركية التي تعكس صور القليلين جدا في المجتمع التركي ، وهنالك اشياء كثيرة ممكن أن نتعلمها من هذه المسلسات احترامهم لدينهم وعاداتهم وتقالبدهم والحب المتناهي بين الاسرة الواحدة ..هذه كلها تجعل هذه الدولة الأسلامية أحسن مثال ، والتي يعطيها الرونق الجميل هو عندما يظهر رئيس الجمهورية التركية و تظهر السيدة عقيلته بحجابها التي يعطيها الحشمة والوقار
هذه الثوراات التي رأيناها في الأردن ، ثم تونس ، ثم مصر ، وغدا في ليبيا والجزائر ، ودول عربية أخرى هم رجال ونساء مسلمون. لم نر للمرة الأولى الأسلمين كجماعات الأخوان المسلمين ، أو غيرهم .كذالك لم نجد اعلاما أمريكية وأسرائيلية تحرق بل كان غالبيتهم العظمى مسلمين يؤمنون بأن حكوماتهم قد هدرت كراماتهم ، ونكلت بشبابها ، وسرقوا ثروات البلاد ، رأيناهم مواظبين على أوقات الصلاة . يتمتعون بسمو عال من الأخلاق والمعاملة ، يعملون كفريق واحد ، حافظوا على مباني الحكومة ، ووقفوا صفا واحدا أمام المتاحف الرئيسية ، كان تعطشهم للحرية دافعا اساسيا وكانت هتافاتهم تدل انهم يريدون حكما عادلا شريفا نزيها لا يميزهم عن بعضهم البعض الا التقوى يطبقون كل تعاليم الاسلام بأعمالهم وأقوالهم ولافتاتهم، ايمانهم بالدين الحنيف
الشباب المؤمن المندفع لتصحيح أمور بلادهم ، ويفرضون على الحكومات سياسة التغير ، وانهاء مدة خدماتهم التي واكبت اعمارهم وأكثر ، ولاقوا الأمرين منها ، وتشردوا في كل بقاع الأرض لأن قيادتهم كانت تعتبر أن المواطن أصبح عبئا على الدولة ، وتشجيعه على الهجرة والغربة . أحس هؤلاء الشباب والشابات أن الأنظمة ديكتاتورية غير حكيمة وليست عادلة فهبوا جميعا للثأر الى كرامتهم المهدورة وساروافي الشوارع يطالبون الحرية ..لم يطالب احدهم بأن يكون الدين جزءا عن الدولة .ولم يريدون أن يحكمهم اسلاميين متطرفين أو متزمتين، أرادوا الحرية والعبش الأفضل تماما كما نص عليه الدين الأسلامي .وحققوه ،
ان هذه الموجات المندفعة من شبابنا وشاباتنا يرون أن الدين لله والوطن للجميع .والوطن والوطنية لا تباع وتشترى ، وأن حقوق الأفراد والجماعات حق للجميع مهما كانت انتماءاتهم السياسية ، ومكان ولادتهم ، واختلاف اديانهم ومذاهبهم ..وأجمل ما كان في ميدان التحرير بالقاهرة هو نبذ اقباط مصر الأذعان لآوامر قداسة البابا شنودة من اعطاء الولاء الى مبارك ، والعودة الى بيوتهم ، حينها ترك الأقباط كنائسهم ، وترك الكهنة مكان عباداتهم وصلوا معا في ميدان التحرير .لقد عصي اقباط مصر اوامر البابا وانخرطوا مع احوانهم وأصبحوا جزءا من هذا النسيج القومي ..كما خرج اساتذة وشيوخ وطلاب الأزهر وانضموا مع الشعب الثائر .فلم يرفعوا الشعارات الدينية تطالب بتطبيق الشريعة الأسلامية ، بل هتفوا جميعا للوحدة الوطنية
هذا الخليط من شعب مصر رجالا ونساءا ورجال دين من الازهر الشريف يدل أن ثورة جديدة ولدت في العالم العربي ، وهي ثورة الأسلام المعتدل بعيدا عن شعارات اعتدنا على سماعها طول السنوات الماضية .هؤلاء الشباب والشابات قادرون أن يحكموا مصر العربية ، مصر الأسلامية بالعدالة بين جميع سكان مصر مسلمين أم اقباط ، ويمنحو الشعب حرياتهم التي سلبت منهم ، ويعيدون لهم كرامتهم التي هدرت ، واموالهم التي سلبت ، وشخصيتهم التي سحقت ، محافظين كل الحفظ على ديانة الأسلام والتي تناسب مع كل عصر وزمان .أن السلام المعتدل هو الذي سيجعلنا أن نركز ثانية على اظهار نهضة عربية اسلامية مثقفة مخلصة لاوطاننا. حضارة نفتخر بها والجميع ينتمي الى هذه الحضارة التي ستعيد امجادنا ، وستوحدنا جميع لنصون الوطن ، ونعيد بناءه ليتماشى مع العصر ، حتى نبرهن للجميع أن الأسلام ليس القاعدة .أن الأسلام ليس ارهابيا .ان الاسلام لا يكفر الأديان السماوية الأخرى .أن الأسلام لا يرفع السلاح على أخيه المسلم .أن ألأسلام المعتدل ينصف الجميع آن كتابه هو القرأن الكريم ،كتاب الله المنزل ، وديانة الأسلام مبنية على السنةالأسلامية ، والأحاديث النبوية الشريفة لا على المذاهب التي وضعها الأنسان ، ولا على الأجتهادات البشرية ، وبعيدة كل البعد عن العديد من هذه الفتاوي التي اصبحت سلعة يتاجر بها رجال الدين ، كما فعل بابوات روما في العصور الوسطى أنهم بدأوا يبيعون اماكن في الجنة مقابل مبالغ باهظه يدفعها الكاثوليكي تسمى رسائل الغفران ..وهذا ما جعل الكنيسة البروتستانتيه الأنفصال عن الكاثوليكية ..الأسلام المعتدل الذي يتبع القرأن الكريم ، والسنة ، والأحاديث النبوية الشريفة قادر أن يجمع المسلمين الى اسلام واحد بعيد عن الأنشقاقات المذهبية والتعصب الأعمى لبعض هذه المذاهب ..الأسلام المعتدل يجمع ولا يفرق لآنه مبني على المثلث الأوحد .القرأن الكريم ، الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم ، وألأحاديث النبوية ولا شيء أخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق