ورقة.. وللأسف الشديد، اعتمدت أساسا على شلّة "البلطجية" الذين قدموا إلى النظام خدمات جليلة في لعب الانتخابات في مراحلها المتعددة، والذين يقدمون الآن، بالرشوة والوعد بالبراءة، إلى المجرمين والإرهابيين البلطجيين، وكذلك المنتفعين من فساد النظام، في مسعى أخير لقمع ثورة الشعب الذي قال كلمته منذ انطلقت ثورته في 25/1/2011.
نظام يمارس القتل على شعبه، ونظام يتفق، بل ويعتمد في بقائه على "مجرمين" وفاسدين، ونظام أمن مركزي فاسد متسلّط، مارس على مدى ثلاثون سنة قمع الشعب، وسرقته، والتسبب في تجهيله، وتشجيع انحرافات الشباب، ثم يهرب من أمام الشرفاء، ويعود بلباس مدني، شريكاً مع المجرمين، لقمع الشعب بالقتل والإرهاب.
إن شباب الأمّة يسطّرون الآن، في مصر، وفي تونس، وفي كثير من الأقطار العربية، إن آجلاً أو عاجلاً، ملحمة وجودهم، ويكنسون السلطويين الذين عبثوا وتلاعبوا بقرار الأمّة ومصيرها وكرامتها، ويقدمون من أجل ذلك تضحيات فاقت كل التصوّرات، ولا غرابة أن نشهد هذا الحراك الوطني والقومي، فالأمّة تملك في معتقداتها، وفي تاريخها كل مقوّمات النهوض من الكبوة.
ولو استعرضنا حيثيات شعور الشعب المصري والعربي بالكبت والظلم والاستلاب والإذلال، وغياب الموقع الطبيعي لمصر كدولة عربية كبيرة في كل شيء، وكقائدة للنضال القومي العربي، وبحثنا عن الأصل في ذلك كلّه، لبرزت أمامنا حقيقة لا جدال فيها تتمثّل في أن الشعب المصري والعربي صبر كثيراً، وتحملّ كثيراً، وجاءت لحظة الانفجار التي ستعمل على الثأر لكرامته، وتصحيح كل شيء.
نحن الآن نعيش انطلاقة صحوة عربية ستصير إلى شاملة، فمصر، بمكانتها، وحجمها، وتاريخها، وجغرافيتها، وما يحدث فيها الآن، سيشكّل منعطفاً تاريخياً هامّاً وضرورياً لاستعادة المسار الطبيعي القيادي لمصر، وموقعها، وبالتالي إلى الشعب العربي في أقطاره المتعددة. إنها معركة كسر عظم، الأخيرة قبيل سقوط النظام.. فقد حانت ساعة الخلاص، وستأتي ساعة الحساب قريباً بإذن الله.
حفظ الله مصر، وشباب مصر، وشعب مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق