فيينا النمسا-الطريق معبدة إلى مكتبه ، وأبواب قلبه غير موصدة إضافة إلى طاقم على أهبة الاستعداد ، ما دام هناك من يرغب في مقابلته ومراجع لديه معاملة يود إنجازها.
عقارب الساعة لا تتأنى في الدوران ، مرت أكثر من ساعة ونصف وكأنها ثوان ، ربما حفاوة الاستقبال ، أو أنه مرآة ناصعة لمصر ما بعد الثورة أو الأخلاق المصرية الأصيلة تجسدت في شخصه...شخص المستشار وقنصل السفارة المصرية بالنمسا السيد أحمد شريف لطفي , الذي أتيحت لي فرصة أخرى للالتقاء به ومحاورته ومناقشته .
بلا تكلف وبلا تصنع يسترسل في الحديث عما آلت إليه أحوال الأمة وأثر الثورات الكبرى عليها ، دون أن يغفل عن قضية مزمنة شغلت ومازالت تشغل وتؤرق غالبية العرب والمسلمين ، بالطبع القضية الفلسطينية...
يحدق إليك ويصغى لما تقوله باهتمام بالغ حتى تكمل ما تريد قوله ويومئ برأسه لتفرغ ما في جعبتك. ببساطة الرجل يتقن فن الحوار ، سواء كان الخوض في غياهب السياسة أو غير ذلك.
حافظ للتاريخ الفلسطيني المعبق بالدم عن ظهر قلب ، ملم بأدق تفاصيله ويسرده بإسهاب ولا يميل إلى هذا الفصيل أو ذاك ، لكنه لا يخفى إعجابه بشخصيات وقيادات سيخلدها الزمان ، البعض منها رحل وأخرى أصبحت في عداد الشهداء.
ما أن يذكر أسم فلسطين حتى تنفرج أساريره فهي لها مكانة خاصة في قلبه وحبه لها ولأهلها لن يستطيع إقصاءه ونفيه جميع من يقابله وفى كل مقابلة يفصح عن ذلك الهيام .
لا يحب الخوض في أحاديث غير مجدية ، وما تتناوله مدونة هنا وينشره موقع هناك لن يتطرق إليه إذا ما كان يثير بلبلة وترهات لا نفع يرجى منها . في المقابل يجد عذرا لمن لا يعذرهم أحد .
يعمل حتى الثانية عشرة ليلا ولا يتأفف فالكلل يأبى الاقتراب منه ولا يعرف إليه سبيلا.
من أين لك برباطة الجأش سؤال وجهته إليه ؟؟ يجيب بلا تردد وهو ينفث دخان سيجاره وبالكاد يحاول إخفاء ابتسامة تلازمه أو هي من خصائصه! ، يجيب : من الممكن أن أصبح عصبيا إذا تطلب الأمر .
يحاول معرفة ما يدور في خلدك وأحيانا يتنبأ بما ستطرح من أسئلة وغالبا ما يفلح في استنتاجه.
ليت ممثلو السفارات العربية الأخرى يحذون حذوه وخصوصا الفلسطينية.
ليتهم...كلا لا مقارنة... تصاعد دخان السيجار مرة أخرى...انتهى البوح لن أبوح بأكثر مما يجب أن يباح به هنا في مكتب المستشار...انتهى اللقاء.
nasserelhayek@yahoo.de
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق