أصحوا .. مصر في خطر / احمد خيري

أصابتني حالة من القلق .. والخوف علي مستقبل مصر .. بعد أن لاحظت التشقق .. والانسلاخ .. والانقسام بين فئات الشعب .. والجمع بين النقيضين .. الخوف من ثعابين الماضي ونار المستقبل .. بين القلق من عسكرة الحكم والمطالبة باستمراره أطول فترة .. بين فزاعه الإخوان المسلمين وجحيم العلمانية والقوي الخارجية .. مستنقع مغلق .. يجعلنا ندور في نفس المكان ويعيد مصر للخلف ..

أصحو .. مصر في خطر

التنوع .. والاختلاف أمور صحية .. وقوة للمجتمع .. ولكن عكسها الانقسام.. وشعور كل فئة بأنها الاصح .. ومعها صك إلهي بمصر ومصلحتها .. وتم تسجيله في الشهر العقاري .. والآخرين زنادقة .. كفره .. وهذا هو الخوف بعينه ..

فئات متعددة بعضها يفضل الحسابات الشخصية وجني نتاج دماء الشهداء .. وهناك الأغلبية المتخوفة علي مستقبل مصر وجرها لعصور الظلام .. فجاءت مطالبهم .. وشعاراتهم "الدستور أولا" قبل انتخابات مجلس الشعب .. مخافة أن يسيطر الإخوان المسلمين ومعهم فلول النظام الفاسد علي المجلس النيابي ، المنوط به بعد الانتخابات اختيار لجنة الدستور .. وهي وجهة نظر يراد بها حق .. ولكن تحمل في طياتها أوهام وتخوفات أثبت الواقع أنها خرافات ..

فالملاحظ .. والمشارك .. في التظاهرات الأخيرة داخل ميدان التحرير .. يتأكد من انتصار إرادة الشباب والشعب .. والتي جاءت ضد رغبه الأخوان والقوي القديمة .. ونجحت .. وحققت مطالبها وأثبتت أن المحرك الرئيسي للشارع المصري هو وعي الشباب وليس الاخوان ، يضاف إلى ذلك ترشيح الدكتور ابو الفتوح للرئاسة في تحدي للإخوان .. مصحوبا بزيادة الفجوة بين صراعات شباب الأخوان وشيوخهم.. أما فزاعة فلول النظام فقد تم تشييعهم في جنازة جماعية بلا رجعة وراء رئيسهم .. وما حدث مع حزب نجيب ساويرس في المنصورة وانسحاب بعض المؤسسين اعتراضا علي وجود بقايا الحزب الوطني خير دليل .. فلم يتبق لدينا في الشارع إلا أحزاب عتيقة كانت جثث .. وأجساد بلا روح قبل الثورة .. ولكن سرعان ما تبدلت .. ودبت فيها الروح بفضل الشباب .. والأحزاب الجديدة .. فهي تحمل اسماء لشباب محبوبين من الشارع .. ولا زالت الآلة الإعلامية تسلط الضوء علي انجازاتهم .. وبالتالي فمن الطبيعي ان تحقق أحزابهم مكاسب كبيرة في الانتخابات ..

اصحو .. مصر في خطر

ولكن خوفي نابع .. من أن تحاول تلك الفئة مساومة الجيش .. والتلويح لهم ببند في الدستور الجديد يرفض محاسبتهم أمام المجالس النيابية .. وبالتالي تتحول القوات المسلحة إلى دولة داخل الدولة ويصبح من أحقيتها إحداث انقلاب وقتما شاءت تحت حجج المحافظة علي الدستور والدولة المدنية ..

اصحو .. مصر في خطر

الفئة الأخيرة .. فهي القوي الدينية والتقليدية تؤكد بأنها تحمي إرادة الشعب .. الذي خرج وصوت في الاستفتاء علي الإعلان الدستوري .. واجراء الانتخابات اولا .. وبعدها يتم اختيار لجنة الدستور .. ولكن خوفي من تلك الفئة أنها تتخيل كونها الاغلبية النيابية .. فيتلاعب شيطان السلطة برؤوسهم.. ويحلمون بكبت ومحو التنوع والاختلاف الأصيل داخل المجتمع ووقتها سوف نتقهقر للخلف ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق