ساءنى جدا أغلب ماقرأت على لسان الإعلامى / مفيد فوزى بجريدة الاخبار الصادره اليوم الإثنين الموافق 8/8/2011 والذى جاء تحت عنوان " محاكمة مبارك.. كانت ثمن الغيبوبة التي عاشها في سنواته الأخيرة " فقد بدأالرجل مندهشا من سقوط نظام مبارك فى فترة وجيزة جدا قائلا "لم أگن أتصور أن النظام يسقط في 18 يوما في ظل وجود كل عقول رجال لجنة السياسات.. والحزب الوطني!. وله الحق فى إبداء دهشته لأنه لم يفطن إنها إرادة الله التى لايعلوها إرادة وإرادة الشعب المقهور الذى لم يرض له الله مهانة وذلا أكثر من ذلك بعد ان امهل هؤلاء الظالمون سنوات عديدة ليعودوا إلى صوابهم ولكنهم طغوا طغيانا مبينا فكان عقاب الله الذى أتاهم الملك بإرادته أن نزعه منهم أيضا بإرادته وحكمته ولكن على الرغم من نجومية هذا الإعلامى إلا أننى أرى أنها نجومية زائفة لاسيما وأنه بدأ يرتدى رداء فريد الديب مستخدما مبررات يفهمها الشعب المصرى صغيره قبل كبيره ، فقد بدأ المحاور مفيد كلامه "اللامفيد" بقوله أن الرئيس السابق گان ضد التوريث لولا زوجته والرجل المعجزة ! فقد أضحكتنى واستوقفتنى هذه العبارة كثيرا فمن أين استقى الإعلامى الكبير معلوماته فى هذا الشأن ؟ ولماذا لم يعين الرئيس المخلوع نائبا له طوال هذه الفترة ليؤكد ماقاله السيد مفيد ؟ ! وهل رجل يدير ثمانين مليون مواطن تحكمه إمرأه هى فى النهاية زوجته تؤمر فتطيع ؟! وبسؤال الإعلامى المشهور عن رأيه فى المحاكمة التاريخية للرئيس المخلوع ، يجيب بأن الشعب هو الذى أراد هذه المحاكمة وأن مبارك يدفع ثمن غيبوبة شديدة عاشها طوال العشر سنوات الأخيرة وأن هذه المحاكمة تعكس ببساطة شديدة أن المستشارين قد ضللوا رئيس الدولة ، وان اعلام الدولة لم يكن دقيقا في نقله الأحداث ، وأن الحزب الوطني لم يعطيه بصدق صورة الناس في الشارع ، وأن مبارك حزين لما حدث له لإحساسه بأنه قد خرج من التاريخ - وأقول للسيد مفيد لو إفترضنا صحة ماقلته بشأن العشرة سنوات الاخيرة والغيبوبة التى تتحدث عنها والتى لم نشعر بها حتى هذه اللحظة فلماذا لم يصوب ويصحح مبارك ماأفسده رجاله قبل تلك العشرة سنوات ، ألا يكفيه عشرون عاما سابقة لتلك العشرة التى تتحدث عنها – وهل مبارك كان يعتمد على مستشارية وإعلامة فقط للحصول على المعلومات عن حال الشعب؟ أعتقد أنك تعلم جيدا أن هناك أجهزة عديدة تنقل التقارير للرئيس وبصفة يومية فلتصحح معلوماتك إن كنت لاتعلم . وينتقل المحاور المراوغ مفيد فوزى من الحديث عن مبارك ليتحدث عن أحد أتباعه ورجاله وهو حبيب العادلى وزير داخليته ليستكمل سلسلة نفاقة ودفاعة الباهت عنه هو أيضا فيقول عن العادلى يحسب له أن جفف منابع الارهاب في يوم من الايام ويحسب له أنه أوقف المحظورة »الإخوان المسلمين« الي حد .. ويحسب له كذلك انه قفل الباب في وجه فوضي ما كنت أتخيل حجمها أو خطورتها في الشارع المصري..وأقول للإعلامى مفيد فوزى إن كان فعل ماقلت فهذا صميم عمله كوزير للداخلية أن يجفف منابع الإرهاب وأن يقفل باب الفوضى فى الشارع المصرى وليس شيئا خارقا يدون له فى سجل إنجازاته – وأسألك لماذا لم تتحدث عن الإرهاب الذى أحدثه هذا الرجل فى نفوس الشعب كلة حتى الأبرياء والشرفاء لم يسلموا منه ولك أن تتخيل الاعداد التى تم إلقاء القبض عليها بما يسمى إشتباه وحبس إحتياطى وحبس إعتباطى – والغريب أن السيد مفيد قد نصب من نفسه هيئة دفاع عن الوزير حبيب العادلى عندما قال أنه هو الأخر قد تم تضليله أيضا ! معللا بأن الوزير ليس كل شيء ملقيا كل الإتهامات على حسن عبد الرحمن مدير مباحث أمن الدولة فى وزارة حبيب العادلى فالسيد مفيد يدعى الدهشة والذهول من موقف رجل وصفه ب "الفاضل" يحاكم الآن ويتساءل مفيد فوزى فى حديث الخداع قائلا :كيف لمدير مباحث أمن الدولة ألا يعطي صورة كاملة لما يجري في الخفاء؟ وكيف لا يستطيع ان يقتحم مكتب حبيب العادلي كي يبلغه أن حريق المحلة الكبري الذي وقع قبل أشهر من الثورة إنما هو بروفة العصيان المدني القادم ! وكيف لا يتمكن من أن ينقل لوزيره أن حركة ٦ أبريل ليست حركة صبيانية وأن حركة كلنا خالد سعيد شيء مهم وله كيان. ويتساءل كيف سفهت أو قللت هذه الأحداث رغم خطورتها ، ونقل الي وزير الداخلية معلومات ربما قليلة عن هذا الذي لم يحدث.. والذى أطلق عليه رغم هذا التقصير العفوي!!! واسأل السيد مفيد من أدراك أن حبيب العادلى لم تنقل له كل هذه الامور فهو يعلم كل صغيرة وكبيرة فى الدولة بل كان يضعها فى قبضة يده وهذه هى الحقيقة التى يعرفها الجميع وتعرفها انت ياسيد مفيد . ولم يتوقف الإعلامى "المتسيط " مفيد فوزى عن مواصلة حملة الدفاع عن النظام الفاسد وحملة الهجوم الضارى على الإخوان المسلمين عندما إتهمهم بأنهم هم من خطط لفتح السجون جميعا فى وقت واحد وهم من قام بإحراق جميع اقسام الشرطة وكذلك المحاكم دون أن يكون لديه بينة او دليل دامغ على مايقول ثم يواصل حملة هجومه ايضا على الإسلاميين لمجرد سماعه شعارات إسلامية إسلامية فى المليونية الأخيرة قائلا بمنتهى التبجح انه لايعرف ملامح المستقبل وتفاصيلة منذ أن سمع هذه الشعارات وأقول لك ماذا فعل لك الإسلام أيها الإعلامى وماذا فعل بك ومعك المسلمون ؟ لقد تجاوزت جميع الخطوط الحمراء عندما تحدثت عن أصحاب اللحى فى إشارة إلى معرفة أحجامهم الحقيقية وفى المقابل تمنيت أن يستكين الأقباط فى أمان – إتق الله فحديثك يصنع كراهية من نوع خاص بين المسلمين والأقباط ، فالأقباط هم جزء لايتجزأ من نسيج المجتمع المصرى ولايمكن له أن ينسلخ عن هذا النسيج وليكف أمثالك من الإعلاميين المغرضيين من إستغلال نفوذهم الإعلامى فى إشعال فتيل الفتنة بين المسلمين والاقباط – كن منافقا كما شئت للنظام فهذا حال أغلب المشاهير فى عهد النظام البائد ولكن أذكرك أن تاريخك الإعلامى فى خطر بسبب تعصبك الدينى الذى بدا يظهر فى كتاباتك فى الاونة الاخيرة ولتتذكر ماحدث لك فى ميدان التحرير عندما تعرضت للطرد وسدد لك أحد المعتصمين عدة لكمات فى وجهك وانحاء متفرقة من جسدك، مما ادى الى هروبك الى احدى المقاهي خوفا من الفتك به طالبا من مرتادي المقهى حمايتك وأذكرك بأن سبب ذلك كان نقاشا حادا دار بينك وبين أحد المعتصمين حول معرفة أسباب اعتصامهم بميدان التحرير، فأخبرك المتظاهر أنهم معتصمون حتى محاكمة مبارك فأجبته بشكل مستفز جدا : وماذا إذا لم يتم محاكمته؟ فلم يتمالك المعتصم نفسه من الغيظ فعاجلك بعدة لكمات وضربات حتى كدت تسقط على الارض ، لتهرب إلي مقهى وادي النيل للاحتماء به من اعتداء المتظاهرين عليك، فتم إغلاق أبواب المقهي عليك خوفًا من تعرضك لمزيد من الأذى، واستطاع بعض العاملين بالمقهى إخراجك وتأمينك حتى أوصلوك خارج الميدان وعلى فكره كانوا جميعهم مسلمون ؟! أعلم أنه من الظلم أن نتهم منظومة الحكم بأكملها بالفساد لاسيما وأن المنظومة تشتمل على حكام ومحكومين فالنظام الحاكم به الصالح وبه الطالح ولكن عندما يستشرى الفساد فى جسد أغلب النظام الحاكم داخل المنظومة فهذا لايعنى أن النظام الحاكم كله فاسد والدليل على ذلك أن الجيش جزء من النظام والقضاء جزء من النظام والإثنان لم تمتد إليهما يد الفساد ونحمد الله على نجاتهما معا ، كما أنه لابد ان نعى جيدا أن الشعب أيضا جزء من النظام فليس كل أفراد الشعب صالحون وإنما منهم الصالح ومنهم الطالح ومادمنا قد إتفقنا على ذلك فدعونا نبحث فى المنظومة عمن تسبب فى هذا الفساد من الحكام والمحكومين ونحاكمه دون شفقة أو رحمة فقد حان وقت القصاص ولابد من محاكمة مبارك وولديه وأعوانه عن كل جرائمهم فى حق الشعب المصرى – لابد من القصاص .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق