جرت العادة أن يقوم كل مرشح من مرشحي مجلسي الشعب أو الشورى بالإكثار من تواجده قبل الانتخابات وقد رأينا جميعا السادة مرشحي الحزب المنحل في الانتخابات السابقة جميعها وهم يملئون الدنيا ضجيجا ودعاية , رأينا كم تكلفت هذه الدعاية , من صور ولافتات ميكروفونات ’ كما رأينا منهم من استخدم الدي جي ومن استعان بملحن ومطرب كي يلحن له أغنية تحمل اسمه رأيناهم وسمعناهم وهم يتشدقون بالوعود الكاذبة مرارا وتكرارا إلى أن انتهت الانتخابات , وعلى الرغم من أنهم لم يكملوا شهرا تحت قبة المجلس المزور إلا أن من به طبعا لا يتركه أبدا حتى يزوق الموت , فها هم من اليوم الأول لنجاحهم المزيف جعلوا ودنا من طين وودنا من عجين ونسوا الناس تماما كما نسوا كل الوعود ولم يتذكروا سوى أن عليهم أن يعملوا عقولهم وجميع حاشيتهم لهدف واحد لا ثاني له وهو كيف يعوضوا تلك المبالغ الضخمة التي صرفوها سواء رشاوى للجنة سياسات الحزب كي يحصلوا على شرف تمثيل الحزب وبالتالي يكونون قد حصلوا على النجاح المضمون أو تلك المبالغ الضخمة التي أنفقوها في الدعاية والرشاوى وشراء الأصوات من ضعاف النفوس وكذلك استئجار البلطجية لتقفيل اللجان وتسويد البطاقات لهم وبالتالي فقد أصموا آذانهم عن سماع المواطنين وتبخرت جميع الوعود تماما مثل كلام الليل وبعد أن باتوا يملئون الدنيا ضجيجا , عم السكون و أصبحوا يتهربون من أبناء دائرتهم فبعدما كانوا يقدمون التهاني والتعازي ولا يفوتهم واجب لأى من أبناء دائرتهم , بعد أن امتلأت ذاكرة هواتف أبناء الدائرة برسائل الشكر والعرفان والتهاني الخ .. أصبح المواطن من أبناء الدائرة يتصل بهذا النائب كي يطلب منه أي شيء فيجد من يرد عنه بأنه مشغول وكثرت عبارات الاعتذار مثل أسف البيه نايم .. البيه مسافر .. البيه في الحمام !!
والظاهرة التي لفتت انتباهي أن بعض منهم على ما يبدو قد شفى وعوفي وخرج من الحمام فبدأ باستغلال الشهر الكريم كمادة سخية للدعاية , حيث عادت رسائل التهنئة ترسل من جديد وانتشرت لافتات التهنئة بالشهر الكريم على مدخل كل مدينة وكل قرية ,كما امتدت موائد الرحمن في كل مكان كلها تحمل توقيع البيه الذي كلما تحدث بمناسبة أو بدون مناسبة أصبح يسبق كلامه بقسم عظيم أنه لم يكن يوما من أعضاء الحزب المنحل وكأن أبناء الدائرة قد فقدوا الذاكرة !!
وانه هو وأبنائه وبناته كانوا في ميدان التحرير أثناء الثورة ( ربما يقصد أنهم كانوا من المشرفين على موقعة الجمل )
وللأسف الشديد أشعر بتخوف شديد قد يصل إلى حد الرعب من أن يتسلق هؤلاء الأفاقون سلم العمل السياسي وخاصة أنهم على دراية كبيرة بإدارة الانتخابات كما أنهم هم من يملكون المال ويستطيعون الإنفاق بسخاء ولكن ما يبعث في الأمل كلما راوضني هذا الشعور هو أن مصر بعد 25 يناير قادرة على نبذ هؤلاء وطردهم من الساحة السياسية وأن أبناء هذا الشعب القدير لن يخدعوا مرة أخري في مثل هؤلاء المنافقين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق