لاشك ان العواصف التي يمر بها العالم العربي اليوم لم تكن متوقعة ان تكون بهذا الزخم وان مرحلة مابعد الانتفاضات العربية ستغير بشكل مؤكد نمط الوضع الذي كان عليه العرب مابعد الثورات او الانتفاضات سمها ماشئت لكن مايدور في اذهان الكثيرين هل سيتغير الوضع للاحس ام للاسوأ هل وعي المواطن العربي اصبح في الحد الادنى الذي ينبغي ان يعيه كما بقية شعوب العالم , للاسف لا او على الاقل حاليا فنحن الان في صدمة استفاقة او غيبوبة دامت قرابة قرن من الزمان صرنا نطالب بالحرية والتنمية وحقوق الانسان والحقوق المدنية و و و بعد ان كانت الشعوب العربية سكنت الى نوع من الانتانات والتعفنات المجتمعية لعقود فكنا نرى في بلد عربي ما خنوع المظلوم البائس امام تجبر وتكبر الظالم دون ان يمكن ان نفكر في انصاف المجتمع الضعيف المقهور ذو الاغلبية الساحقة امام سلطة حاكم مطلق مع زبانيته فهو رب الارباب وسيد العباد وهو المتقضل على شعبه ان رمى له لقيمات لايكدن يقمن صلبه ومارايناه من تكاثف للثروات بمئات المليارات ان لم يكن تريليونات كأرصدة لفلان وفلان وصاحب الاوطان ودونما خجل من قبل الدول الغربية من انها هي التي تعرف كل شيئ عن هذا الحاكم او ذاك وهي نفسها من جمدت له ارصدته ووقفت كالام الحانية بجانب الشعوب العربية , كيف ومن ساعد على قيام هذه الثورات هل هي تكنولوجيا الفضائيات والبث الديجيتال وسهولة الاتصال ونقل الاحداث في يوم وليلة علما انها تلك الحداثة لم توجد خلال سنة او سنتين فهي بالحد الادنى بدأت من اوائل التسعينات , هناك عاقل يقول لك وراء كل سبب مسبب هنا نتامل ليس في الفضائيات فحسب وليس في وسائل التكنولوجيا الحديثة دونا عمن سخرها لتؤدي ماعليها , نعلم ونرى ونسمع منذ قرابة الاربع سنوات بالازمة المالية العالمية وشاهدنا الازمة في اكبر مدينة عربية جمعت بين التطور العمراني والتقني والمالي واستقطبت كل من يفكر بالاستثمارات المربحة والمريحة في مدينة عصرية تضاهي مدن امريكا واوروبا – دبي – انها المدينة التي سحرت الكثيرين عدا انها مركز تجارة بينية في العالم فيها اكبر موانئ العالم واعلى برج في العالم وفيها مافيها من ارقى مجمع في العالم وغيره كثير فقد حلت محل هونغ كونغ , الازمة المالية التي عصفت في دبي لايعرف تفاصيلها الا من عايشها ومن وقع في براثن مشاريعها العملاقة بعد ربح سريع وحياة رغيدة انقلب خلال فترة وجيزة الى مفلس تتراكم عليه الديون وتلاحقه اجهزة الامن بعد ان عجز عن اداء ماعليه من حقوق الى ان وصلت الازمة الى ان تتراخى اجهزة الامن من ملاحقة هؤلاء ففي عام واحد كان في دبي 16 مليون شيك بلا رصيد , دبي نسخة مصغرة جدا عن مدن امريكا واوروبا لكن تعطيك فكرة عن النمط التفكيري للعقول الغربية في العبث بعقولنا المدينة الاعلامية في دبي والتي يبث منها 50% من الفضائيات العربية الخليجية تحديدا وهنا بيت القصيد الفضائيات ومن ورائها والثورات وكيف رسم لها ان تكون اذ يجب عيلنا معرفة ان ثلثي احتياط العالم من النفط هو في منطقتنا العربية وان حلول الازمة العالمية التي يعرف الغرب ان يحلها و لا يمكن لنا ان نعرف طلاسمها لقد اغرقنا الغرب في ان نحلم بترف الحياة الجميلة وجعل نفسه الوحيد القادر على استخراج ثرواتنا وهو الوصي عليها , اما المراد الحقيقي فهو جعلنا نوقع صك على بياض ببيع كرامتنا واوطاننا ونوقع اتفاقيات مع شركات تنبعث منها رائحة الصهيونية لقد وصل بنا الامر ان لجأنا الى اصل ديننا لايجاد مخارج شرعية لما يسمى حاكم هنا وهناك ممن باعوا ضمائرهم خوفا او طمعا او كلاهما معا , مثال واحد اطرحه هنا وهو المواطن السعودي الذي يتمنى على الله ويجاهد أن يكون له مسكن يؤيه ليتزوج دون جدوى في دولة لها عوائد نفطية فوق الخيال تستطيع ليس فقط ان تؤمن سكن لمواطنيها بل ان تطعم العالم الاسلامي عن بكرة ابيه وهنا ندرك انه حتى الحكومة ذاتها غير قادرة على فعل شيئ من هذا فالعائد النفطي لايصلها منه الا نسبة ضئيلة اما الباقي فهو اصول في سندات الخزينة الامريكية لايجرؤون على المطالبة بها , ان مايحدث من ثورات في مجتمعنا العربي هو حق اريد به باطل لتبقى اسرائيل هي السيد القوي من منطقتنا العربية وليدفع الخليج ثمن بقاءه على مقاعد الحكم صمتا طويلا دونما ضجيج يذكر وماحدث في التعامي عن انتفاضة البحرين ماهو الا دليل واضح على ان الخليج والانظمة الملكية مستثناة من الحراك الشعبي ولنعرف نحن العرب ان ثوراتنا ستغيرنا وتبدل حياتنا لكن الى المجهول الا اذا وعينا مايمكن لنا ان نفعله وعدنا الى رشدنا وعقيدتنا الغراء التي ان تمسكنا بها سينصرنا الله والا فلننتظر الاجيال القادمة لتحقق وعد الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق