قراءة ( دولية ) القراءة الثالثة
·إعادة حشد وتوزيع القوات الامريكية والدولية في الشرق الاوسط
·إنهيارات اقتصادية قاصمة للاقتصادات الامريكية و الدولية
·بروز كتلة دولية على غرار حلف وارشو
لن يبقى المجتمع الدولي مكتوف الايدي متفرجا على ما يحدث في ضل ما اوردناه في القراءة الاولى والثانية من احداث يُحتمل وقوعها ، اذ تتجه امريكا وحلفاءها في العالم صوب الدفاع عن مصالحهم الاستراتيجية في مناطق الشريط النفطي والمناطق ذات التأثير في ميزان القوة والنفوذ من خطر تمدد المشروع الايراني في تلك المناطق المستهدفة في البرنامج " الالهي " الايراني
حيث شكلت منطقة الشرق الاوسط على مدى التأريخ اهمية اقتصادية ، وفي حقب الاستعمارات الغربية والشرقية للدول العربية وخاصة النفطية اهمية استراتيجية لاقتصادات تلك الدول وكل ما يتعلق بعامل القوة عالميا و اقليميا.
خاصة ان مشروع النظام الايراني ، استعماري تأريخي مبطن بالدين والمذهب يسعى من خلاله بالسيطرة على دول الشريط النفطي بدايتا من العراق مرورا بدول الخليج العربي وصولا للدول المؤثرة في السياقات الجيوسياسية للمنطقة ، حينما نذكر مصطلح " الاستعمار " ليس من باب التهويل وبث الرعب في نفوس الناس ، وانما من منطلق حقيقي عبر عنه كثيرون من اتباع المشروع الايراني ومنهم السيد حسن نصر الله في اكثر من مناسبة ، ولو تتابع بتمعن خطابات قادة النظام الايراني تجد ان لديهم نزعة استعمارية فارسية مبطنة بالدين ، فهم ينطلقون من ثقافة استعمار،و لطالما اعتبروا الخليج العربي والذي هو موثق بالخرائط الدولية والتأريخية والاحداث انه عربي ألا انهم يصرون على تسميته الخليج الفارسي ، ويصرون على ان مملكة البحرين جزء من ايران وان الشعب العربي الاحوازي المحتل ايراني ، و الجزر العربية الاماراتية الثلاث فارسية ...
جوهر الثقافة التي ينطلق منها الاستعماريون الجدد قائم على تدليس الحقائق التأريخية والغاء هوية الشعوب المستهدفة بمشروعهم تحت مسمى " حكم ولاية الفقيه " بالنكهة الفارسية، وبرنامجهم يهدف الى رضوخ شعوب المنطقة للولي الفقيه في طهران .
عودة لقراءتنا ،فأن استمرار الصراع في دول او محاور الصراع يؤدي لانهيارات متتالية في الاقتصاد العالمي بسبب ارتفاعات متكررة بأسعار النفط كنتاج حتمي لما تحدثنا عنه في القراءة الثانية .
استمرار الصراع وغياب استقرار دول الشرق الاوسط في ضل انهيارات اقتصادية متكررة داخل الولايات المتحدة الامريكية ،يؤدي بامريكا وحلفاءها الى فقدان الكثير من عوامل القوة ،خاصة في حال حشدت امريكا قواتها العسكرية في الشرق الاوسط ومناطق النزاع الاقليمي بالتالي هذا الضعف يفضي بنهاية المطاف الى انبثاق قوى دولية فاعلة في ضل تراجع الدور الامريكي مع مرور الوقت تأخذ زمام المبادرة في القضايا الدولية ، ومن المرجح ان ينبثق حلف جديد على غرار حلف وارشو سابقا يكون فيه للصين و روسيا دور عظيم .
يصعب التكهن بطبيعة المواقف الدولية والحراك السياسي في ضوء هذا السيناريو مستقبلا ، خاصة في مسألة الاصطفافات الدولية فيما لو انبثق حلف دولي جديد فيه من مقومات القوة ما يساعد على وضع جزء من قواعد اللعبة السياسية تجاه منطقة الشرق وإتخاذ موقف داعم تجاه احد المعسكرين .
علينا ايضا عدم تجاهل الدور التركي الصاعد وبروزه على ساحة الاحداث كلاعب أساسي في ملفات المنطقة الاقليمية
و غالبا مايكون متحدث بأسم الكتلة الاوربية في القضايا العربية ، فالدور الاوربي بات يأخذ مديات اوسع من السابق بكثير في القضايا الدولية والاقليمية .
تقسيم العراق وفق نظرية تقسيم الموحد وتجزئة المجزأ وتفتيت المفتت سيجر بكوارث وزلازل على الاقليم والعالم لا تحمد عقباها.
في الختام اذكر بأن القراءة التي اوردتها في الاجزاء الثلاث تعبر عن وجهة نظر شخصية مبنيه على معطيات واحداث و وقائع سياسية واجتماعية واقتصادية وتأريخية ، حاولت فيها قدر الامكان ان اختزل المادة دون التطرق الى التفاصيل المملة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق