من وحي الكلام
في خضم الاحداث المتسارعة .لايمكن الحديث عن الثورة بمعناها الحقيقي في بلورة تصورات .وجمع المعلومات عن طرق استنتاج الخلاصات .والارهاصات الاولية التي تدعم ماهية الثورة .ونجاحها على ارض الواقع .لان امكانيات حدوثها في هذه الظرفية التاريخية تجعل المتتبع لكل ما يجري من حراك شعبي صادق .وتردد فئات اخرى التي تتواطا مع الانظمة القمعية بوسائل غير مباشرة .وغير مسؤول في الانخراط والمشاركة .باعتبارها _.ومن موقعها الذي تمثله لا ترى نفسها معنية بما يجري من حولها .وهذا في حد ذاته يساهم في تعثر نجاح الثورة .وسبل تحقيقها في وقت يحسم المعادلة .وينهي اي تبعات تعطل مسلسل الاصلاحات في هذا البلد او ذاك .
الثورة تعني المشاركة الجماعية و الفعلية في اتخاذ مواقف محددة تضمن استقلاليتها .وانحيازها التام لحاجيات المواطن البسيط .وتحقق بعض من احلامه التي لا تخرج عن دائرة الماكل والمشرب وبيت ياويه .لكن هذا المعطى يقلص اهداف الثورة وقواعدها الاصلاحية .والقضاء على جميع اشكال الانظمة السابقة .وتطهير مؤسسات الدولة من رموز الفساد .ومظاهر الاحتواء التي تطمح لتوسيع دائرة الفقراء الى جانب تعميق الهوة بين الاغنياء .وبسط نفوذ اقلية تعيش في الغنى الفاحش .وفئات محرومة من ابسط مقومات العيش الكريم .وفي ظل هذا التباعد الصارخ جاءت الثورة العربية لتضع حدا لهيمنة السلطة الحاكمة على كل شيء .واخراج المواطن من اقفاص فردية يخضع بعدها لانواع تجارب الجوع والاذلال والتهميش .وفرض سياسة الترهيب والترغيب والتهديد حتى يظل هذا المواطن حبيس فكرة واحدة .الولاء الاعمى والتبعية .والمراقبة المستمرة .وعدم ابداء الراي او الاحتجاج على الاوضاع .او حتى الاشارة بالاصبع في اتجاه مسؤول كيف ما كان مركزه
هكذا هي السلطة في تعاملها _الديمقراطي_ في انصاف المواطن والاهتمام المتزايد به حتى لا يخرج عن السيطرة .وفي ظل هذه الاوضاع انفجرت ثورة الربيع العربي الذي يقاوم اشكال الاستبداد .ومظاهر التهميش و الاقصاء .وما تزال الثورة الشبابية تقاوم اخطبوط الفساد رغم سقوط رموز النظام السابق في اكثر من دولة عربية[b]
نحن لم نرق بعد الى مستوى الحرية.في ممارساتها وتجلياتها.في كتابة حرة عن ثورة تلقائية في تحركاتها .ولان الكتابة ما تزال غير حرة ومقيدة بوسائل شتى _لا داعي لذكرها الان _فالكتابة في حقيقتها تتعدد وجوه تباينها في طرح قضايا الوطن التي لا تعالج بالكلام .واللغط السياسي الذي يحاول التقليل من شان هذه الثورة العربية .والتشكيك في نجاحها .وتحقيق اهدافها الكبرى المعلنة والخفية .وبقدر ما تصاغ حولها دوافع واقعية يترجم تفاصيلها تاريخ الوقائع الذي لا يكتب الا في واقعية التحولات التي ظهرت على سطح التفاعلات الاجتماعية التي تحتاج فيها قراءة الواقع من منظور حساسية المرحلة .وعدم الافراط في تقديم خطابات سيلسية لا تخدم الفترة الانتقالية التي يمر منها كل قطر عربي في بحر هذه السنة التي باشرت على النهاية .والسنة المقبلة في احياء بطولة الشارع العربي .وبداية صناعة المشهد السياسي الحقيقي لمستقبل الامة عبرقنوات تفعيل حركات التحرر التي تدشنها الثورات الخالدة لابناء هذا الوطن الكبير...
الوقت امامنا لتدارك عثرات الماضي .وتحفيز بوادر الحاضر نحو انتعاشة مفعمة بالصدق والنوايا الحسنة .وتاسيس عهد جديد مع شعوب المنطقة العربية التي تعي مرحليا من يهدد كيانها واستقرارها ومستقبلها _هناك_ في دوائر القرار السياسي التي تطمح في استغلال مقدرات الشعوب.وعودة الانتداب والحماية بحجة تطبيق مبادىء الديمقراطية وحقوق الانسان التي لا تقوى على تطبيقها في بلدانها عندما يتعلق الامر بالصراع العربي الاسرائيلي .واعتبار كل ما هوعربي فهو ارهابي يتناقض ومصالح شمال غرب الكرة الارضية
اننا نعاني من استلاب الداخل والغزو الايديولوجي من اعداء الامس .واصدقاء العرب في الحصول على النفط العربي الذي لا نستغله كقوة ضغط على العالم .وتحقيق السيادة والكرامة والرقي لكل عربي على امتداد الوطن العربي الكبير ...
كل شيء كان بايدنا .ولم نحاول ان نحافظ على توازننا السياسي والاقتصادي في عدم السقوط في فخ التبعية التي اصبحت واقعا لا يمكن الهروب منه .والسؤال الذي يطرح نفسه بالحاح =اما زال بريق امل للخروج من هذه التبعية ونحن على مشارف عهد جديد في اثبات مشروعية الحراك الشعبي من اجل التغيير....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق