نحو منهج فلسفي/ يونس عاشور

كان لنا حقوق ..
وكانت لنا فلسفات اسسية .. نخطو بها حين المغادرة إلى خارج النطاق .. خارج النطاق المتعارف والمتآلف .. نحتاج إليها عند الحاجة (فلسفات) .. وكأنها سلاح توميضي يضيء لنا الطريقة .. الطريقة المظلمة .. المنهج الذي يحتاج إلى نور لكي نعرف المابعديات .. الماهيات .. الأين ؟ المتى ؟ الكيف ؟ ... الخ التي ربما تشوب ذلك المنهاج ..

على خطى المنهج والطريقة .. وعلى البنى والمؤسسات .. أو النصوص والخطابات .. أو الثقافات والتراثات ..
الذي تعرض لها الفلاسفة من ديكارت إلى الأستاذ علي حرب ..
قد نمشي ونسير ونقطع المسافات وربما قد غامرنا على خطى الدروب المبهمة التي يكتنفها الغموض ماذا لو أن مارداً كان معترضاً لنا وسلب حقوقنا .. لكنه على افتراض أن استطاع سلب تلك الحقوق فإن بإمكاننا استردادها..
عن طريق المنهج ومعرفة الفلسفات التي تمكننا من استنساخ تلك الحقوق والحريات ..

صحيح أنه بدون تنهيج منهج الفلسفة والاشتغال عليه قد يمكننا .. ولو صامدين لفترة ما لكن هذا الصمود سرعان ما يتلاشى ويضمحل ! وبمقدور المرء أن يفعل شيء ما ..
لكننا نريد إضفاء و إضافة منهجية عملية في آن هي إعمال المنهج الفلسفي ضمن حقول شؤوننا الحياتية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ..
لقد علق عليها الفيلسوف بيكون من ذي قبل ..
عندما رأى أن منهج الفلسفة يساعد على إبلاء صورة أكثر حقيقية عن الواقع ومن ثمة إجلاء ما يمكن أن يكون غامضاً .. ومن ثمة العبور نحو طريقة تكاملية وتفاعلية في آن..

نقترح لتبني منهج من مناهج البحث العلمي الذي يقوم بدورة هو الآخر على تفكيك الماهيات ومعرفة الخلفيات حول فكرة ماء تصول بذاكرتنا في مثل هذه الأيام ..

هذه الأيام هي أيام التحديات .. أيام تحتاج منا إلى وقفة تأمل .. وإعمال الفكر بدل النظر السطحي حتى نستطيع قطع المسافة التي تفصل بيننا وبينا سائر الأمم الأخرى ..
كيف يمكن لنا أن نساير ركب التطور الحضاري ونحن بعد لم نستوعب الآفاق والمعطيات لتلك التطورات والتحولات الحياتية ..

التطورات والتحولات الحياتية هي نتاجات ومخاضات عقول بشرية فلسفية بامتياز ليست من قبيل العقل المتقوقع بل من قبيل العقل المحرتق الذي استطاع استيعاب المجالات والمسارات الترّحيلة الانتشارية للعلوم البشرية المحضة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق