شئ مضحك ومبكى فى الحقيقه ان نرى مايحدث فى مصر فى الاونه الاخيرة من إنقسام واضح فى التعبير عن الرأى ، فقد كانت ثورة مصر الطاهرة التى شهد بها ولها العالم اجمع هى الثورة الشباب فى ميدان التحرير الذى يعد رمزا للحرية والنضال وساحة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من اجل تحقيق الحرية والعدالة الإجتماعية ، وكان ومازال ميدان التحرير هو البطل والرمز من وجهة نظرى المتواضعة ، فميدان التحرير هو الذى اسقط رأس النظام وأهم رموزه الفاسدين ومازال يواصل حملته ويبعث برسائله التى لاتنقطع من اجل مواصلة المسيرة لتحقيق ماسعوا إليه منذ البداية ، فميدان التحرير هو الميدان الثائر الذى يعبر عن غضبة الشعب المصرى الذى لايرضى تباطؤ ولا تواطأ فى تنفيذ المطالب التى راح ضحيتها مئات من زهرة شباب مصر المناضل الذين ضحوا بأرواحهم لتعيش مصر حره أبيه ، فمطالب التحرير مشروعه لاسيما وانهم من فجروا الثورة ومازالوا يحملون لواءها لتحقيق طموحات هذا الشعب العظيم ، وعلى الجانب الأخر نرى شعبا جديدا يظهر فى الأفق وبناءا على دعوات من بعض فلول النظام السابق الذين يريدون الظهور من جديد على الساحة بعد ان كانوا خداما للنظام السابق يقبلون الايادى جهرا وعلنا ، هؤلاء الفلول لايريدون أمن واستقرار مصر بهذه الدعوات لأنهم لايريدون منها سوى الفرقة وإحداث مصادمات بين ابناء الشعب الواحد والسؤال: اين كان المتظاهرون فى ميدان العباسية من كل الاحداث السابقة منذ 25 يناير؟ وهل مطالبة من هم بميدان التحرير فى نقل السلطه من المجلس العسكرى إلى مجلس رئاسى وسخطهم على التجاوزات التى حدثت من بعض قطاعات جهاز الشرطه كان نتيجتها إستشهاد مصريون بايادى أيضا مصرية يستدعى الدعوة إلى مليونية لشق صف الشعب المصرى؟ من حق من هم بميدان العباسية التعبير عن رأيهم ولكن دون ان يُضللوا ويغرر بهم ممن افسدوا الحياة السياسية فى مصر ومازالوا يعبثون بامنها ولايريدون لها امنا ولاإستقرارا – الجميع بميدان التحرير ولى عظيم الشرف أن اكون واحدا منهم يقدر ويحترم بل يفخر بالجيش المصرى ويكن له كل التقدير، بل هم جميعا على قناعة أن جيشنا المصرى هو فخر للمصريين وللعرب ايضا ، لذلك يجب ألا نخلط بين القوات المسلحة (الجيش) وبين المجلس العسكرى كمجموعة لانشك فى وطنيتها وحبها لمصر ولكنهم لايملكون مهارات حكم البلاد وحتى إن كانوا يملكون بعض ادوات إدارة الحكم إلا أن هذه الأدوات تذكرنا بالنظام السابق فالفكر واحد والطريقة والاسلوب ايضا لم يتغير حتى اصبحنا نستشعر أن مبارك مازال يحكمنا حتى هذه اللحظة ، لذلك فغضبة شباب التحرير لها مبرراتها فهى لاتطالب بإنسحاب الجيش بل ترجوه وتتمنى ان يكون دوما هو الدرع الواقى حت إنتقال السلطه تماما إلى سلطه مدنية ولكن المطلوب هو إبعاد المجلس العسكرى عن إدارة البلاد مع بقاء القوات المسلحة لتحمى أمن مصر لاسيما بعد الجرح العميق الذى صنعته بعض قطاعات جهاز الشرطه والذى لن يلتئم إلا بعد فترة ليست بالقليلة وبشرط ان يستشعر الشعب بان الشرطه عادت من جديد ولكن باساليب جديدة فى كيفية التعامل مع المواطنين والتفريق بين المواطن المسالم الضعيف الذى يحتاج إلى حماية حقيقية منهم والمواطن الذى يخرج على القانون ويهدد امن الافراد والمجتمع ككل – نحن لانطلب من الشرطه المستحيل بل نطالبهم ان يكونوا اشداء على الخارجين عل القانون يضربون بيد من حديد عليها ليعيدوا الامن والامان من جديد إلى كل ربوع مصر ، نطالبهم أن يكون رحماء على المسالمين الابرياء ، نطالبهم ألا ينساقوا وراء الاوامر البلهاء التى تدعوهم للبطش بالابرياء الذين يتظاهرون سلميا فيطلقون عليهم الرصاص الحى ويقتلونهم لمجرد أنهم يطالبون بحقوق مشروعه بهتافات سلمية – نحن لسنا ضد الجيش ولا ضد الشرطه ولكننا لانريد حكم العسكر الذى لايواكب الوقت الحالى فكفانا ماعنيناه من حكمهم عقودا طويلة وأؤكد أن هذا لايعن أننا نستغنى عن قواتنا المسلحة الباسلة الدرع الواقى لمصرنا الحبيبة وقت الأزمات فى الداخل وحماية الحدود المصرية والدفاع عنها من اعداء الخارج ، كما أؤكد ايضا اننا نجل ونحترم رجال الشرطه العيون الساهرة عل أمن واستقرار الشعب، ولكن نحن ضد تجاوزاتهم بكل الاشكال ولن نقبلها ولن نرتضيها بعد اليوم ولذلك لابد ان يتفهموا ويعوا الدرس ويتعلموا منه فلن يقبل مواطن شريف مسالم ان تمتد إليه يد شرطى لتبطش به كما كان يحدث فى العهد السابق ، الخلاف بين شعب التحرير وشعب العباسية هو خلاف فكرى بحت ولكن شعب التحرير فكره نابع من إحساس بالقهر والظلم يريدون تغييره وقدموا الغالى والنفيس من اجله أما شعب العباسية فمغرر به أو أنه لم يدرك ان نفس مطالبهم واحدة ولكن هناك سوء فهم واضح من شعب العباسية وهذا ليس تحيزا لمن هم بميدان التحرير – انا فى اشد الحزن وانا اتكلم عن شعب مصر مُقسِما إياه إلى شعب التحرير وشعب العباسية لان الإنقسام فرقة والفرقه إنقسام وضعف لذا اذكركم بقول الله تعالى فى كتابه الكريم:{وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}وقوله أيضا: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}فكلنا مصريون وكلنا يريد امن مصر واستقرارها فلا تنقسموا وكونوا دوما يدا واحده مهما إختلفت الأراء فاختلاف الرأى لايفسد للود قضيه وكونوا دوما شعب مصر شعب التحرير والنضال والثورة والحب ولاتكونوا شعب ميدان التحرير وشعب عباسية – حفظكِ الله يامصر وحفظ شعبك العظيم .
raafat.1963@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق