لم يبدو موقف الجزائر الداعم للقضية الفلسطينية ألا موقف اخوي أصيل يعبر عن عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الفلسطيني والجزائري حيث أن فلسطين هيا امتداد طبيعي للجزائر فالثورة الفلسطينية ولدت من رحم ثورة أبناء الجزائر فكانت كلمات الرئيس الخالد هوراي بومدين ( مع فلسطين ظالمة او مظلومة ) لترى وتشاهد وتسمع كل أبناء الجزائر يرددون علي مسامعك هذه العبارة كل ما عرف انك فلسطيني وتجسد الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا هذه المقولة الهامة والمهمة في تاريخ العلاقات الفلسطينية الجزائرية فتشعر انك تجسد تاريخ مشترك وواقع واحد وهدف واحد لشعب واحد لا شعبين .. فهذا التاريخ لم يكن مجرد صدفة بل تاريخ يمتد عبر الأجيال وان الدعم المعنوي والمادي والروحي والتقني والفني للثورة الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية تواصل عبر المراحل المختلفة وقد جدد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية دعمه المطلق للقضية الفلسطينية.
وقال بوتفليقة في رسالة تهنئة بعث بها إلى الأخ القائد العام الرئيس محمود عباس بمناسبة الذكرى 47 لانطلاق الثورة الفلسطينية "أجدد لكم دعم الجزائر المطلق للقضية الفلسطينية ومساندتها لكل الجهود والمساعي الصادقة الرامية إلى تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
كما حي بوتفليقة الشعب الفلسطيني الصامد القوي بإيمانه واتقاد عزيمته على ثباته واستمراره في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي دفاعا عن هويته وأرضه وعلى نضاله المستميت من أجل استرجاع حقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة.
أن هذا الحرص والإيمان بعدالة القضية الفلسطينية والتي يؤكده دوما الرئيس الجزائري يأتي في مقدمة المواقف العربية الحريصة علي الشعب الفلسطيني ونيله حقوقه الكاملة الغير قابلة للتصرف .. ومما لا شك فيه بأن الجزائر وفلسطين حريصتين اليوم أكثر من أي وقت مضى علي المضي قدما في تعزيز العلاقات الأخوية والشراكة بين الشعبين حيث اتفقت الجزائر مع السلطة الوطنية الفلسطينية على إبرام اتفاق بين وزارتي الشؤون الخارجية في البلدين للتشاور السياسي المستمر لا سيما حول العلاقات الثنائية.
هذا ما أكده وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي خلال زيارة الأخير إلى الجزائر الأسبوع الماضي حيث سيتم الشروع بالعمل فورا لدراسة إنشاء لجان قطاعية تعمل من أجل تطوير التعاون القطاعي في مختلف المجالات تشمل التجارة والزراعة والثقافة.
أن حرص الجزائر علي دعم الشعب الفلسطيني كان حرص مستمر وموضوعي ويهدف إلى دعم المصالحة الوطنية الفلسطينية ويعزز النجاحات التي شهدتها القضية على المستوى الدولي سيما انضمام فلسطين إلى عضوية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" والتي تعتبر "دلالة سياسية وثقافية قوية".
واليوم بات الموقف الجزائري الداعم لنضال الشعب الفلسطيني واستقلاله موقف وطنيا قوميا مشرفا ويأتي كطليعة لموقف الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم من اجل التصدي لحملة تهويد القدس، التي تتفاقم يوما بعد يوم في ظل انعدام أي رادع قانوني أو أخلاقي.
أن العلاقات الأخوية الفلسطينية الجزائرية الممتدة عبر الأجيال تتواصل اليوم في ظل دعم مطلق من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأخيه الرئيس محمود عباس وتأتي من اجل التأكيد علي حقوق الشعب الفلسطيني ومواصلة دعم الجزائر لنضال الشعب الفلسطيني ومن اجل فضح الممارسات الإسرائيلية وخاصة الخطة الإسرائيلية المسمى (20-20) التي تسعى إسرائيل من خلالها إلى إتمام تهويد القدس وإفراغها من الوجود الفلسطيني بحلول عام 2020.
وفي ظل الصمت الدولي وانشغال العالم بما يجرى في الشرق الأوسط يأتي الدور ( الفلسطيني الجزائري ) في غاية الأهمية للتأكيد مجددا ودوما ان فلسطين والجزائر يقفون اليوم في نفس الخندق للتصدي لممارسات الاحتلال الإسرائيلي و كافة أشكال العربدة وانتهاك حقوق الإنسان خاصة في منطقة القدس التي يطرد فيها الفلسطينيون من ديارهم ويجردوا من هوياتهم.
ان الجزائر كما كانت دوما حريصة علي وحدة الموقف الفلسطيني ودعم الشعب الفلسطيني ونضاله ودعم قضايا الأسرى في سجون الاحتلال تتواصل اليوم تلك العلاقات الأخوية الجزائرية الفلسطينية لتأكد حرص الجميع علي المضي قدما دعما للوحدة الوطنية الفلسطينية ووحدة الصف ولم الشمل لتحقيق أهداف شعبنا الفلسطيني .
وأن الشعب الفلسطيني سيظل متمسكا بحقوقه الوطنية مستلهما إرادة الانتصار من الثورة الجزائرية ، مواصلا مساعيه بكل ثبات ومثابرة لانتزاع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.
وأننا اليوم نتطلع إلى ضرورة تعزيز العلاقات الأخوية الفلسطينية الجزائرية وتحمل المسؤولية دعما لصمود أهلنا المرابطين في القدس وباقي المناطق الفلسطينية.
ونؤكد شكر الشعب الفلسطيني للجزائر رئيسا وحكومة وشعبا، حيث ان الجزائر كانت ولا تزال على الدوام تقدم الدعم المتواصل لقضية شعبنا الفلسطيني على كافة الأصعدة المادية والمعنوية، ولم تتخلف يوما عن الوفاء بالتزاماتها رغم مرورها بالعديد من المحن.
وإن الجزائر تبنت دوما قضيتنا في كافة المحافل الدولية، وتحملت مسؤوليتها كاملة حتى الظروف الصعبة التي مرت بها لم تثنها عن أداء واجباتها.
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق