كما عودنا النظام السوري المخابراتي والمحنط على مدار 30 سنة من هيمنته الإرهابية والإجرامية والاستعبادية على لبنان فقد جمع يوم الأحد الموافق 08 كانون الثاني/2012 عدداً لا بأس به من أدوات شغله المسيحيين من ربع الأنفار والصنوج والطبول والمرتزقة والانتهازيين والباحثين عن منافع وأدوار.
جمعهم بحضور بعض رجال الدين في مزار سيدة حريصا طبقاً لأجندة وضعها لهم وكيل بثينة شعبان السورية في لبنان "المنظر والداعية" ميشال سماحة، وما أدراك ما هو ومن هو هذا "السماحة" صاحب الأيادي السوداء طوال حقبة الاحتلال السوري وما تلاها من محاولات تشبيح إجرامية وإرهابية على وطن الأرز لا تزال فصولها تتوالى دون توقف.
المضحك والمبكي والمقزز في آن، وأيضاً المهين للحقيقة ولذكاء اللبنانيين في هذه المهزلة المسرحية المخابراتية الساقطة طبقاً لكل المعايير الوطنية ,القيمية والأخلاقية هو أن التجمع "المسورن" هذا حُمِل زوراً وبهتاناً مسمى "القوى المسيحية المستقلة"، وادعى أنه غاص وفاض في دراسة قضايا جوهرية وأساسية "خارج ذهنية الإصطفافات". بالواقع هذا ليس تجمعاً مستقلاً، بل مستقيلاً من كل ما هو لبناني ووطني ومسيحي.
وأعتبر السادة الفطاحل أنه "انطلاقا مما يشهده لبنان وما يعصف بالمنطقة من تطورات خطيرة وما تثيره من قلق عبر عنه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ولا سيما مصير المسيحيين، فهم يرون من موقعهم الاستقلالي أنه عليهم الاضطلاع بدور مسؤول لبلورة مشروع وطني مستقبلي متحرر يتصدى للقضايا الجوهرية الأساسية خارج ذهنية الإصطفافات في سبيل دولة مدنية تعددية وصياغة عقد اجتماعي جديد"
ووعد هؤلاء "المسورنين" قلباً وقالباً وفكراً وممارسات، وعدوا اللبنانيين أنهم "سوف يستكملون اجتماعاتهم عبر جلسات لاحقة لتداول ورقة عمل تعدها لجنة تعرضها في الاجتماع المقرر عند الحادية عشرة من قبل ظهر 20 الحالي". وبالطبع لم ينسوا ما يدور في الدول العربية من ثورات شعبية، "فتداولوا في الشؤون الوطنية والسياسية وما ستؤول إليه الاصطفافات والصراعات في لبنان داخل المؤسسات وخارجها وعلى مستوى العالم العربي وخصوصا الأماكن الساخنة ووضع المسيحيين بشكل خاص وارتدادات التغيرات الطارئة على حرياتهم ووجودهم".
البطريرك الراعي وفي تناغم كامل ومكشوف حتى التعري مع طروحات "الفطاحل" الذين يريدهم أن يقفوا في مواجهة "لقاء سيدة الجبل" الوطني والمسيحي بامتياز، قال في عظة الأحد: "أننا بتنا بحاجة إلى بناء نظام سياسي عادل ومنصف من أجل قيام دولة مدنية ديموقراطية على أساس عقد إجتماعي متطور ودولة تفصل بين الدين والدولة".
هذه أسماء بعض الشخصيات التي شاركت في "مسرحية حريصا": رئيس مزار سيدة حريصا الأب خليل علوان، الوزراء السابقون: الياس سابا، جوزيف الهاشم، سليمان طرابلسي، كريم بقرادوني، ناجي البستاني، جورج القرم، يعقوب صراف، الياس حنا، جاك جو خادريان، النواب السابقون: ايلي الفرزلي، جبران طوق، الياس سكاف، فارس بويز، مروان أبو فاضل، جورج نجم، بيار دكاش، عبدالله فرحات، سليم حبيب، الرئيس السابق لحزب الكتائب منير الحاج، المحامي رشاد سلامة، السفير فؤاد الترك، شادي مسعد، شارل غسطين، الدكتور فؤاد ابو ناضر، جو اده، الاقتصادي جوزيف يشوعي، العقيد المتقاعد ميشال كرم، كلود بويز كنعان.
بالواقع، لا داعي لإضاعة أي وقت أو مجهود في كشف ماضي وحاضر وتكويعات وتلون وعورات وخيبات وسقطات وهامشية وتبعية "المجموعين" كون الكتاب يُقرأ من عنوانه، وأسماء "الشبيبة المغاوير" تحكي القصة كاملة وتبين من هم وما هو حجمهم السياسي والوطني والمسيحي، كما تربط "جمعتهم" بمرجعياتهم الإقليمية والمحلية والكنسية ونقطة، على السطر.
باختصار مفيد وطبقاً لكل معايير الإيمان والحق والحقيقة والعدل والمنطق والوطنية والتاريخ نقول براحة ضمير بأن هذا التجمع الهجين المُغرَّب عن كل التعاليم المسيحية، هو خائب وفاشل ومكشوف المرامي والأهداف السورية والإيرانية ومصيره سيكون الفشل المدوي تماماً كما كان مصير العشرات من التجمعات المماثلة "المسورنة" طوال 30 سنة من الاحتلال السوري لوطن الأرز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق