الفتنة ام القتل/ جاك اديب

لا احد في سوريا من في الداخل او الخارج يشك في أن السلطة الحاكمة هي سلطة تحكم قبضتها على مفاصل الدولة والشعب بقبضة من حديد تحكم منذ ان استلم الرئيس الراحل حافظ الاسد السلطة والقيادة وحولها اي البلد الى دولة متماسكة امنيا قضى فيها على الكثير من خصومه وأعدائه وانفرد في الحكم لتطوع البلاد شرقا وغربا شمالا جنوبا تحت امرته ولاعجب ان يعرف الواحد منا أنه كممت افواه كثيرة واسكتت كل المعارضات بل وقمعت الكثير من الحريات مرت البلاد عبر نفق بل أنفاق عديدة منها المظلم ومنها الخافت ومنها الواضح العالم مرت السنون على هذا البلد بظروف شتى وحصارات عديدة وتهديدات وحروب وكابد المواطن السوري الكثير من التقلبات والشد والجذب وضيق ذات اليد ويسرها احيانا ومؤامرات حيكت ضد هذا البلد والشعب الصامد من العديد من الدول القاصية والدانية كانت سياسة الرئيس حافظ الاسد تعتمد بشكل اساسي على الاستقلالية التامة والتكتم الشديد وعدم الرد على الكثير من التساؤلات والاحداث التي كانت تعصف بسورية والمنطقة الا بعد أخذ الكثير من الحيطة والحذر , رحل الاسد الاب وخلفه ابنه بشار بانسيابية اوصلته الى سدة الرئاسة بهدوء تام ودون أي اعتراض او تذمر يذكر بقي النظام كما رسمه حافظ الاسد الى منتصف مارس اذار من العام الماضي رغم الكثير من التغييرات التي انجزها الرئسي الشاب بشار الاسد في غضون العشر سنوات وبالفعل لاحظ الناس فروقا ملموسة من الحريات في السفر والعمل قدوما وخروجا من سوريا دون أي عوائق كالتي عهدها الشعب السوري ايام الرئيس الراحل حافظ الاسد لكن ليس كل الحريات فلازال الناس يعرفون انك ممنوع من التعاطي السياسي وحرية الراي والصحافة الحرة والكثير من الحقوق الفردية والمجتمعية اضافة الى الاغلاق الواضح للباب التجاري من وكالات تجارية وتجارة حرة او تصنيع يقوم على اسس تعتمد السوق الحرة وحرية استثمار واستيراد الخامات اللازمة في الصناعة الا عبر من يسمونهم شركاء رامي مخلوف فهنا الامر خط احمر الا انه ورغم ذلك بقيت الحركة التجارية نشطة وعلى احسن احوالها "محليا" حيث استطاع التاجر او الصناعي او المستثمر السوري "الشامي والحلبي "تحديدا ان يتعاطى معهم بذكاء ودهاء ويشاركهم بطريقته وبشكل يرضون عنه ويطلقون يده في السوق السورية , رامي مخلوف الاسم الذي يرعب ويربك الكثير من التجار واصحاب الاعمال الحرة فهو اسم عام في سوريا فكأنك تقول رامي مخلوف بديلا عن وزارة التجارة والاقتصاد الى هنا يكون الوضع حتى منتصف اذار من العام 2011 مستقرا ومريحا للكثير بل معظم السوريين حتى منهم من يعيش الكفاف من محدودي الدخل تجده اعتاد على نمط حياة معين دون أي اعتراض او تذمر احيانا تجد همهمات او كلمات اعتاد الناس عليها من العاميين على سبيل المثال : (لك يفضح عرض هالراتب) (ايه من وين بدي جيب شو شايفني عضو مجلس شعب) (يا اخي لو الحكومة بترحمنا وبترخصلنا المازوت) ( يلعن الموظف وعيشته) وهلم جرى من هذه العبارات المسكوت عنها والتي تعتبر فشة خلق لا اكثر
لم يكن لأي سوري التكهن بما سيجرى بعد التاريخ الذي ذكرناه ولا حتى ان يتصور ان تصل البلد الى ماوصلت اليه نعم فكل ماذكر انفا يعتبر اجحافا وانتقاصا من شأن المواطن السوري كرامته وحقه في العيش الكريم لكن لاننسى ان سوريا ايضا هي دولة استراتيجية محورية في المنطقة تتوسط ثلاث قارات فيها التوسط الطبيعي الذي خلقه الله تعالى لهذه المعمورة أي انها منذ ان كانت في يد الرومان وماقبلهم مرورا بأنبياء الله ورسله وصولا الى كون دمشق عاصمة الخلافة الاموية الاولى للمسلمين فلقد كانت مهد الفتوحات الاسلامية ومنطلقها ومنها ساس معاوية ابن ابي سفيان والخلفاء من بعده صالحهم وطالحهم فلقد ارادها الله وجعلها بيد حكام وساسة منهم كما ذكرنا العادل ومنهم الظالم لكن كلهم جاؤوا ليحققوا مراده تعالى وفيها اسرار من يحكمها وخفايا حكمة وحنكة ساستها هي اقدم عاصمة في التاريخ وهي ارض المحشر والمنشر والاطماع فيها منذ الازل الى يوم الدين مؤمنين به سبحانه وتعالى وبأنه انه لم ولن يخذلها , نعم يجوع اهلها او يمنعوا دينارهم وقفيزهم كما اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنها في حماية الله سبحانه ,
 بيت القصيد:
المقصود ببيت القصيد هنا هو المغزى والهدف من هذه المدونة هو ازاحة الستار عن الكثير من الحقائق التي جرت وتجري على الارض  فلاشك اننا نرى اشياء تجري على الارض والكثير من الظلم والكذب وفي المقابل ايضا هناك الكثير من الخبايا التي لايريد الاعلام العالمي المدعوم امريكيا وغربيا ان تشاهد وان يعرفها الناس فعلى سبيل المثال هل هناك اعلام نزيه ونظيف ليركز الصورة على ماجرى في ليبيا من مئات الاف القتلى الذين قضوا على الارض الليبية وكيف تم قصفهم وتصفيتهم وابادة مدن كاملة في ليبيا كي يطهروها من اعوان القذافي وهل كانت الجزيرة والعربية والمحطات الغربية الاخرى تغطي مايجري على ارض الواقع في كل الارض الليبية لقد شاهدتم على الفضائيات الجزء الذي يريدون لكم ان تشاهدوه وتمت تعمية عشرات الاجزاء الاخرى لان امريكا لاتريدكم ان تشاهدوا ماجرى صحيح ان الاخبار تتناقل عبر اكثر من وسيلة اعلامية لكن ان ترى الضحية تموت امامك على الهواء مباشرة هو هذا الذي يوثر ويؤجج الناس اما ان تسمع ان المئات او الالاف قتلوا هنا او هناك فهذا خبر سمعي لايصل الى مرتبة من يرى مايجري وتتناقله المحطات الفضائية مباشرة على الهواء نعم لقد عملوا على ايصال بعض الحقائق مما جرى في سوريا بدعم اعلامي عبر اجهزة اتصال حديثة وعبر اجهزة اخرى تم ايصالها الى بعض من يسمونهم ثوار ليتم انجاح النقل الحي للكثير من الاحداث فكنا نرى ونسمع من يسمي نفسه شاهد عيان فيستطيع ان ينقل ويبث الاخبار وهي تجري حية على الهواء من اين لشهود عيان وصل عددهم الى مئات الشهود وتنسيقيات في كل الارياف والمدن السورية كل هذه التقنيات العالية انها شبكة متكاملة تم التحضير لها لسنوات عدة منها ماينقل مايجري حقيقة ومنها مايتم فبركته لايصاله على انه حقيقة وهنا لايهم ان اكتشف امر المزيف لاحقا فلقد ادى الغرض المطلوب منه نعم انها مؤامرة غربية صهيونية بامتياز كي يتم اسقاط نظام الاسد ونحن هنا لاندافع عنه ولايهمنا ان يسقط وتاتي السلطة لرئيس ديمقراطي بل هذا مايتمناه الجميع لكن بدأنا ندرك انه لا يراد لهذا البلد خيرا ولو ارادوا خيرا لأردوه للشعب الفلسطيني المسحوق منذ 64 عاما او للشعب العراقي الذي قتلت منه الالة العسكرية الامريكية المتجبرة اكثر من مليون انسان او لرأيت المحب للخير من الاخوان العرب الخليجيون تحديدا يمد يد المساعدة للشعب السوداني الذي لاتبعد حدوده البحرية عن السعودية اكثر من 70 كيلومتر او الصومال الغارق في الحرب الاهلية منذ سنوات لم نجد المملكة السعودية مهتمة بمئات الالاف الذين قضوا جوعا اليسوا هم اخوانهم العرب والمسلمين ايضا لاتبعد الصومال بمسافة بحرية تزيد عن 120 كيلومتر عن اراضي المملكة السعودية اي بالامكان وخلال ساعات وجيزة ايصال المعونات الغذائية او ليس المعونات بل لتكن مكننة تقنية زراعية لتوفير شروط الزراعة بتكاليف تعتبر بسيطة جدا بالنسبة للعوائد الهائلة للسعودية حيث الصومال والسودان لايحتاجون للمساعدة الغذائية المباشرة بل كما اسلفنا مايمكنهم من مساعدة انفسهم لسنوات لكن وهنا ايضا احد ابيات القصيد هناك منع اميركي لهكذا مساعدات اذ ان الصومال يميل الى حكم اسلامي يمكن له اذا اكتفى ان يبدع ويساعد نفسه بنفسه ويبدأ يحقق اكتفائه الذاتي في قارة ممنوع لاحد ان يستثمرها فهي لمستقبل الاجيال الامريكية القادمة حتى النفط المتوفر وبكثرة لكن لو نذكر ان العديد من شركات النفط بعد الاكتشافات الضخمة في تسعينيات القرن الماضي عادت ادراجها بحجة ان العائد من هكذا حقول غير مجدي, نعود لنتحدث عن سوريا ومحبة دول الخليج للشعب السوري وحرصهم على السوريين ودعم مايسمى الثوار بالمال والسلاح نعم لقد تكلفت المملكة السعودية مع قطر اكثر من 100 مليار دولار والهدف هو اسقاط نظام الاسد ومن الممكن ان تدفع دول الخليج اضعاف اضعاف هذا المبلغ للوصول الى الهدف المنشود سوريا وايران والضغط المشترك الغربي الصهيوني الخليجي وعلى حكام الخليج فعل مايمكن تجاه سوريا فالوقت ازف والحرب على ايران لاينبغي لها ان تبدأ مع بقاء الاسد في السلطة هنا نقرأ مدى تورط دول الخليج السعودية وقطر تحديدا في الدم السوري وهنا نعود لنشاهد بوادر التخبط اثر هزيمتهم مع بقاء الرئيس الاسد قويا مدعوما من الروس والصينيين وايران ودول البريكس لأنهم كلهم قرأوا الدولفع الامريكية لاسقاط النظام في سوريا بدأ التخبط الامريكي والذي يظهر ليس على وجوه الامريكان بل على مخدوميهم الذيت تولوا المهمة من حكام الخليج المتواطئون ليس في الدم السوري فقط بل في الدم الليبي والمصري واليمني والعراقي والفلسطيني ولنقل كل الدم العربي نعم يسفك الم العربي بالمال العربي ليبقى العرب عقودا وعقود اذناب وذيول لامريكا في هذا الحال وفي هكذا واقع نعود لنرى أن الديكتاتور السوري هو اشرف منهم وبقاؤه في السلطة هو تحطيم لانف امريكا والغرب وعصا اضحت عصا غليظة في حلوق وملوك امراء الويسكي والنفط الذين لايملكون الا السمع والطاعة لسيدهم الامريكي الصهويني لقد بدا واضحا وضوح الشمس الفرق بين الفتنة الامريكية الصهيونية الخليجية والقتل السوري وايهما اكبر فالفتنة اكبر من القتل في كتاب الله العزيز.
jack1_970@yahoo.com