شبابنا الى اين..!/ شاكر فريد حسن

يعيش شبابنا العرب وضعاً مثيراً للقلق بفعل حالة التراجع والانكفاء الاجتماعي والتسيب الاخلاقي والفوضى العارمة الحاصلة في مجتمعنا ، عدا عن حملات التغريب وتغلغل ثقافة الاستهلاك واندثار القيم الاخلاقية والعناوين الثقافية والاجتماعية الراقية، وعدم قدرة الاطر الحزبية والتنظيمات السياسية في جذب قطاع الشباب .
ومن يواكب اوضاع شبابنا من الناحية الثقافية يجد حالة استرخاء ثقافية، وغياب ملموس لهم في الحراك الثقافي والعمل الاجتماعي والسياسي العام رغم الفرص المتوفرة والمتاحة لذلك.
ولا اغالي اذا قلت ان حياة شباب اليوم تنحصر في الأكل والشراب والسهر في الليل وارتياد مقاهي النرجيلة وقضاء الساعات الطوال امام الفيسبوك وتويتر ،بينما لقاءاتهم  فعبارة عن ضجيج وهرج ومرج، و تدور احاديثهم حول امور وقضايا تافهة تنتهي عادة بشجار..!
وتتحدد اهتمامات شبابنا بالآيفون والآيباد والآيبود وآخر صرعات الموضة، دون اي وازع اخلاقي او معيار اجتماعي ، حيث الملابس الخليعة والثياب المكشوفة العارية والملتصقة بالجسد ناهيك عن قصات الشعر الغريبة .
والواقع ان شبابنا بعيدون عن الثقافة وان وجدت فهي ثقافة سطحية جداً . وبصراحة متناهية اقول ان عجيزة روبي وصدر هيفاء باتت اهم من لزوميات ابو العلاء المعري واشعار المتنبي ومقدمة ابن خلدون لدى الجيل الشبابي الجديد، الذي يجهل تراثنا العربي الاسلامي وغير مطلع عليه ولم يقرأ لأي من رواده واعلامه المخضرمين والمجيدين..!
وازاء هذه الحالة الاجتماعية البائسة ، وامام هذا الواقع المأساوي لشبابنا فان المطلوب هو صحوة ويقظة فكرية واعية بهدف تغيير اوضاعهم واحوالهم ، وتنمية الوعي التربوي والثقافي والقرائي لديهم وايجاد حلول لتنمية مهاراتهم وقدراتهم وتقديم برامج ارشادية لهم ، اضافة الى ضرورة الالتزام بالاخلاقيات والقيم والآداب السلوكية العامة واحترام القوانين الاجتماعية، وحثهم على المشاركة الايجابية والتفاعل مع الآخرين . وبدون الشباب المثقف الواعي لا يمكن بناء مجتمع سليم معافى ومتطور يواكب العصر والحضارة والمدنية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق