انتخابات الثورة النزيهة‏/ سلوي أحمد


الشعب المصري من أكتر الشعوب اللي بتكدب وتصدق كدبها والدليل علي ذلك الانتخابات التي اجريت في مصر بعد احداث 25 يناير وهي انتخابات مجلس الشعب وانتخابات الرئاسة , ففي انتخابات مجلس الشعب رأينا القنوات التليفزيونية والمحللين الذين يشيدون بنزاهة الانتخابات وأنها الانتخابات التي لم يسبق ان مرت بها مصر خلال العصر البائد كما يطلقون عليه

هذه الانتخابات النزيهة التي قامت علي استغلال البسطاء سواء استغلال فقر بعضهم واحتياجه حيث شراء الاصوات بكيلو  سكر وزجاجة زيت ومبلغ من المال او عن طريق اسطوانات الغاز والتي كان يتم حجبها عن المواطنين وتركهم للمعاناه في البحث عنها الي ان يجئ وقت الانتخابات وبقدرة قادرة نري السيارات التي تحمل اسطوانات الغاز التي يتم وتقديمها  للمواطنين باسعار رخصية علما بان هذا الاسعار الرخيصة لا تقل عن 10 وعشرين حنيها في الوقت الذي كان  النظام البائد يوفرها للمواطنين وطوال العام بسعر لا يتجاوز الخمس جنيهات الا في الازمات والتي كانت تاتي مرة كل شتاء وكانت الدنيا تقوم ولا تقعد من اجل حلها ويتم تجاوزها  وكانت تسخر جهود الدولة لحلها ةالتغلب عليها في اقصر وقت ممكن

اما الاستغلال الاخر فهو استغلال باسم الدين فنجد الفتاوي التي تكفر من ينتخب هذا او هذا ونجد ائمة المساجد وهو يعتلون المنابر طالبين من الناس اختيار من يقيم شرع الله ويحكم بينهم بالعدل ويخلصهم من غياهب الظلم التي عاشوا فيها طوال الثلاثين سنة  الماضية

وهكذا جاءت انتخابات مجلس الشعب انتخابات الثورة النزيهة الطاهرة جاءت باللعب بعقول الناس واستغلال جهلهم وفقهرهم تاره واستغلال الجانب الديني تارة اخري  . وعلي الرغم من معرفة الجميع لما يحدث وكيف يتم استغلال الناس وجدنا المحللين والاعلاميين والصحف يشيدون بانتخابات الثورة النزيهة التي تشدها مصر لاول مرة بعد هذا العهد المظلم شديد السواد التي عاشت فيه طوال ثلاثين عاما

وضعنا رؤسنا في الرمال وكذبنا علي انفسنا وصدقنا الكذب رغم اننا نعرف انه كذب لا لشئ سوي التحدي الاعمي والاصرار علي اننا كنا علي صواب . لم نواجه الحقيقة ونتصدي للسلبيات ونقاومها بل تركناها فكان مجلس الشعب الذي رايناه والذي تم حله بقرار من المحكمة الدستوريه العليا منذ ايام هذا المجلس الذي اطلق عليه مجلس الانتقام لاننا لم نر فيه سوي التشفي والانتقام والبكاء علي اللبن المسكوب والاغراق في الحدديث عن الماضي بل وجدناه يقوم بما كان ينتقده في العهد المظلم -  كما يحبون ان يطلقوا عليه -  فكان تفصيل القوانين ولعل اشهرها قانون العزل السياسي او ما عرف اعلاميا بقانون عمر نسبه الي عمر سليمان مدير المخابرات المصريه ونائب رئيس الجمهوريه في محاولة لابعادة عن الترشح لمنصب رئيس الجمهوريه هذا القانون الذي اصدرت ايضا المحكمة الدستورية العليا قرارها بعدم دستوريته في نفس التوقيت التي صدر فيه الحكم  بحل المجلس . هذا الحكم الذي لقي ترحيبا شعبيا واسعا ورا يفيه  الكثيرون  انه انقاذ لمصر من كابوس مزعج ارقها كثيرا وكان بمثابه غمامة سوداء حجت النور عن ارض الوطن 
ان رد الفعل هذا ازاء حل البرلمان كان نتيجة لشعور الناس انه لم يقدم شئ لانه جاء بالتزوير ايضا ولكن التزوير كان اخطر مما مضي كان باستغلال الدين والخلط بينه وبين السياسة لتحقيق الاغراض والاهداف كان باستغلال البسطاء وباستغلال فقرهم وانخفاض المستوي الثقافي للبعض فكان تزوير للعقول والفكر . وقبل ان اجد من يقول اليس الفقر وانخفاض المستوي الثقافي من انتاج الزمن السابق اقول لهؤلاء ان استغلال البسطاء جاء من المثقفين الذين يدعون انهم المدافعين عن الحرية والديمقراطية فبدلا من ان يعالجوا اخطاء الماضي ويرشدوا الناس دون استغلالهم استغلوهم لصالحهم واذا كان النظام السابق اخطا فقد ثورتم عليه اما انتم لماذا فعلتم ما كان يفعله هذا النظام وانتم من اشد المعارضين له  ؟السبب بسيط وهو ان  من في السلطة لا يبحث الا عما يحقق مصالحه.

اذا لم تكن انتخابات نزيهة كما هلل البعض لها ووصفها بل كانت اشد سوءا من اي انتخابات شهدتها مصر في السابق بل بالعكس الانتخابات الحقيقة شعرنا بها عام 2005 وكانت بمثابة عرس للديمقراطية وبحق

لم نعترف بالاخطاء ووضعنا رؤسنا في الرمال واعجبنا كثيرا ان نضحك علي انفسنا ونصف الانتخابات بانها نزيهة الي ان جاءت الانتخابات الاخطر في  تاريخ مصر وهي انتخابات الرئاسة وحدث فيها ما حدث في انتخابات مجلس الشعب من شراء للاصوات ومتجارة بالدين وغيرها من التجاوزات التي وصلت في في جولة الاعادة الي استخدام الاقلام السحرية وتسويد اللجان وتزوير بطاقات الترشيح .

كل هذا حدث لاننا لم نواجه انفسنا بالخطأ خوفا من ان يقال ان الثورة لم تقدم جديدا خفنا علي الثوة اكثر من خوفنا علي الوطن لذلك راينا الجبن في عيون الكثيرين الذين يعرفون الحقيقة ولكنهم يقولون غيرها .

ان مصر لم يتغير فيها شيئا سوي انها اصبحت وطنا مفتقد للامن والامان وطن مهدد بالافلاس وطن توقفت فيها قطاعاتة الحيوية زادت فيه نسبة البطالة ان احداث الخامس والعشرين من يناير واعترف انها كسرت حاجز الخوف لدي الكثيرين ولكن التفاق والتشفي والاصرار علي ان تكون ثورة  اضاع الوطن

ضاع الحق وتاهت الحقيقة لان الجميع لا يمتلك من الشجاعة كي  يعترف ان العصر السابق له ايجابيات وله سلبيات لم يكن عصر ظلام كما يقال بل عصر شهد انجازات علي طول مصرعرضها  شهد تقدم علي كافة الاصعدة وفي كل المجالات عصر له رموزه الذين ضحوا من اجل وطنهم وكما كانت له ايجابيات كان له سلبيات فليتنا اعترفنا بهذه الحقيقة بدلا مما فعلاه والذي  وصل به الوطن الي حافة الهاوية
واذا كنت بدات حديثي عن النزاهة فسانهي عنها ايضا واقول اننا افتقدنا النزاهة في كل شئ وليس في الانتخابات وحدها ودفنا الوطن تحت اقدام التشفي والانتقام والنفاق واخترنا الثورة ولم نختار الوطن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق