مصر تبحث عن شعبها/ د. ماهر حبيب

أكتب وأنا فى قمة الحزن
أكتب وأنا فى قمة الإحباط
أكتب وأنا فى قمة الغضب
أكتب وأنا حزين لأنى مصرى ومحبط لأنى مصرى وغاضب لأنى صعيدى والصعايدة كسفونى وصدقوا مرسى وصوتوا له وصوتوا على مصر
لأ أعلم متى نقرأ الأحداث لأ أعلم متى نتعلم من أخطاءنا لا أعلم متى نتخلى عن عُصبيتنا وتعصبنا ونقدم مصر أولا
لقد أفزعتنى حركة يناير لأننا غير مدربين على الحرية والديموقراطية وتوقعت أننا بدل ما نكحلها حا نعميها وخالفنى الكثير بل لقد نالنى من السباب الكثير من أشخاص يتصورون أن لهم رؤية ولكن لأنى مصرى حتى النخاع فقد فهمت الفولة من أول يوم وتوقعت أننا ذاهبون بمصر إلى الجحيم بينما الحالمون يتخيلون أننا كشعب بكبسة زر سوف نتحول فى يوم وليلة لشعب منتج وشعب واعى يستطيع أن يضع حزبيته وتحزبه جانبا عندما يكون ذلك فى مصلحة مصر وللأسف الشديد كانت رؤيتى لها الكثير من الواقع والحقيقة.
وتمضى الأيام ونثبت للعالم أننا بيننا وبين المدنية ملايين الأميال.. بيننا وبين الحضارة خصام .. بيننا وبين التقدم عداء وأننا شعبا يعذب نفسه ولا يتمنى لأولاده خيرا فقد جلسنا فى الشارع نصرخ والدماء تسيل ونحن سعداء بزيادة عدد من يموت لأنهم شهداء ذاهبون للجنة ورأينا الإقتصاد يتهاوى والسياحة تنهار والأمن يضيع والبلطجة تفزعنا وكأن الأمر لا يهمنا وكأن دماء الضحايا حبر أحمر وليس دما غاليا يصبغ الشوارع ولا نكترث وكلما زاد الضياع زاد الهيجان ورأينا إخوان طظ فى مصر وهم يسرقون وطننا ولا نكترث ورطونا فى تعديل دستورى كارثى ولم ننتبه سرقوا منا البرلمان ولم نعره إهتماما وشرعوا فى سرقة الدستور وكأنه دستور بلاد الواق الواق ونحن ننظر لهم ببلاهة وإستهبال ثم شمروا ذراعهم للطش منصب رئيس الجمهورية ونحن فى غيبوبة فخرجنا نصوت لمن سيقطع رقاب العباد ومن سيهدم الأهرامات ولمن سيغلق البنوك ويبيع القناة ويفرق المصريين إلى أسياد وعبيد.
وحتى بعد أن تنبه المجلس العسكرى وأعطى الإخوان الحبل  ليلفوه حول رقبتهم وبعد أن نجح فى لحظة حاسمة أن يدفعهم إلى الهاوية خرج الصعايدة والسواحلية وكثير من المصريين ليفكوا الحبل من على رقبة الإخوان ويتبرعوا بشنق الشعب المصرى كله بإنتخاب مرسى رئيسا لمصر ليس بسبب إلا أننا نهوى تعذيب أنفسنا ونعشق أن نرى بلدنا فى مؤخرة البلاد.
أسألكم يا مصريين بمرارة لماذا إخترتم مرسى أين هى كاريزمته أين الشخصية المميزة التى تجعله يكتسح أشخاصا تصورتموهم زعماء المرحلة ما هو برنامجه الذى هزم كل البرامج الأخرى إننى لم أرى من مرسى غير شخصا متعصبا متشنجا طول الوقت يصرخ فى الميكرفون كأننا ننادى على عيل تايه فى مولد السيد البدوى لم أرى سياسيا يتغير صوته حسب الموقف ولكنه شخصا لا يعرف غير الزعيق وكأننا فى عركة إسكندرانى ولقد تصورت أنه مجرد ظاهرة صوتية دخل الإنتخابات لمجرد إثبات الوجود ولم يكن يمتلك من مقومات النجاح شيئ ولكن لأن مصر عجيبة من عجائب الدنيا نراه وقد إكتسح الجميع وكأننا تحولنا إلى عميان البصر والبصيرة ولكنى راجعت نفسى وقلت إذا كنا ننكل ببلدنا ليلا ونهارا ونرمى زبالتنا فى الشارع وندمن السير عكس الإتجاه وإذا كنا نرى الرشوة تفتيح مخ والإنحراف فهلوة والبلطجة جدعنة والغش نصاحة والتزويغ شطارة والتهرب من الضرائب مجدعة فإذا كنا نمارس هذا ليلا ونهارا وننام ونحن مرتاحى الضمير فماذا سيضيرنا إذا خدعنا شعبنا وأهديناه رئيسا مرؤسا من المرشد رئيسا إحتياطيا لغاية ما الشاطر ما يخلع من الأحكام العادلة التى نالها رئيسا محلل أو كوبرى للشاطر فنحن شعبا يستاهل رئيسه ولما حكمه مبارك 30 سنة كنا نستحقه ونحن نستحق مرسى لأننا بالفعل لا نستحق غيره ونستحق أن نظل شعبا فقيرا جاهلا مريضا شعبا مغيبا عن الواقع شعبا يدعى التدين بينما الفساد ضاربا فى أعماق المجتمع شعبا يرتضى أن تكون مصر مجرد ولاية تابعة لدولة الخلافة شعبا يستحق أن يحكمه من يقول طظ فى مصر شعبا يضيع كل الفرص التى تأتى إليه شعبا سيتبرأ منه بناة الأهرامات لأننا شعبا لا يستحق وطنه شعبا لا يستحق مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق