لا شك أن فوز الدكتور محمد مرسى بمنصب الرئيس جاء على غير هوى البعض ممن كانوا يرفضون الإخوان ويشككون فى وطنيتهم وإنى أوجه سؤالا لهؤلاء: لماذا تريدون شخصنة مصر ؟ من كان يعبد شفيق فإن شفيقا قد خسر ورحل ومن كان يحب مصر فليتعاون مع رئيسها الشرعى المنتخب من أجل رفعتها وتقدمها..لا بد أن يعلم هؤلاء أن الأشخاص زائلون ومصر باقية ، فالثورة وسيلة وليست غاية ، الثائر الحق هو من يثور لنصرة الحق ثم يهدأ ليبنى الأمجاد..يجب أن تكون الثورة استثناء وليست قاعدة.
من يرى المشهد السياسى الآن يجد أن الشعب المصرى انقسم إلى فريقين:الفريق المهزوم يعادى الفريق المنتصر وكأن عدوى التعصب الأعمى فى مباريات كرة القدم انتقلت إلى السياسة ، فقد سمعت سيدة فى إحدى البرامج التليفزيونية فى مداخلة هاتفية تقول بامتعاض:هل الذين انتخبوا شفيق يضربون رؤوسهم فى الحائط؟ فقالت لها المذيعة:"وما يرضيكِ؟"فقالت:"والله لا أرضى أبدا وسأظل غير راضية لمدة أربع سنوات قادمة" وتلك السيدة التى مزقت ملابسها ومرغت أنفها فى التراب حزنا على خسارة شفيق والسيدة التى اتهمت شعب مصر اتهامات غير لائقة ، وهناك من قال أنه ينوى أن يثور على الرئيس الجديد.. فلماذا لا نعطيه فرصة ونرى ؟ لماذا نبيت النية للثورة وللرفض قبل أن نرى ، تعالوا وضعوا أيديكم فى أيدينا لنبنى مصر فلا مجال للفرقة الأن.
إذا نظرنا إلى التاريخ فسنجد أن هناك قادة عظماء مثل صلاح الدين الايوبى تم رفضهم لأسباب غير منطقية ثم أثبتوا بعد ذلك أنهم عظماء فبعد موت (شيركوه) في مارس سنة 1169م، اختار الخليفة الفاطمي صلاح الدين وزيرًا له بدلاً من عمه وهو في الحادية والثلاثين من عمره وكانت هناك اعتراضات كثيرة على توليته هذا المنصب منها صغر سنه لأن كثيرين كانوا يرون أن هناك من هو أحق منه سنا وخبرة ولكن صلاح الدين استطاع ان يثبت للجميع أنه كفء لهذا المنصب.
وبنفس المنطق الخاطئ لما بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كفرت به بعض القبائل هل تعرفون لماذا؟ تصوروا أنهم كفروا به لمجرد انتمائه لقريش؟ كانوا يريدون النبى أن يكون من قبيلة أخرى حتى ينالوا شرف النبوة يعنى كفروا بأفضل خلق الله لمجرد انتمائه لقبيلة معينة فهل هذا يعقل؟ وقالوا ألم يجد ربك غيرك ليرسله؟ يحكى أن رجلا من ربيعة ، دخل الاسلام حديثا ، جاء إلى اليمامة - بلاد مسيلمة - فسأل عنه حتى رآه، فقال له يا مسيلمه من يأ تيك ؟ قال رحمن . قال أفي نور أم ظلمة؟ فقال في ظلمة . فقال له : «أشهد أنك كذاب ، وأن محمدا صادق ، ولكن كذاب ربيعة، أحب إلينا من صادق مضر» . فلزم الرجل مسيلمة ، حتى قتل معه في يوم من أيام حروب الردة .
أي أن هذا الرجل الشقي خسر دنياه وخسر آخرته ، رضوخا لتعصبه القبلي ، رغم قناعته بأن محمدا رسول من الله ، وأنه صادق في نبوته، في حين أن مسيلمة كان كذابا ومدعيا .
أستندت على هذه القصة التاريخية لأسأل :
ألسنا في بعض الأحيان نتعصب في الرأي لشخص تربطنا به صداقة أو مصالح ضد شخص آخر رغم أن هذا الآخر على حق وصديقنا على باطل
هل مازلنا نحتفظ ببعض من العصبية القبلية في صداقاتنا والدفاع عن أصدقاءنا
رغم أنهم مخطئين؟ وكذلك اليهود كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم لمجرد أنه من العرب وكانوا يريدونه من بينهم..وكذلك الكفار لم يرضوا بأنبيائهم أنهم بشر وليسوا ملائكة وقال لهم الله "ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا" يعنى رفضوا الحق والخير لأنه أتى على يد رجل وليس ملاكا ، بينما لو فكروا قليلا لوجدوا أن المهم هو ماذا يقدم لهم وليس من يقدمه لهم.
وعلينا الآن أن نعمل بالحديث الشريف:عن قتيبة حدثنا الليث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال " السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع عليه ولا طاعة
وفى تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي قَوْلُهُ : (السَّمْعُ)
الْأَوْلَى الْأَمْرُ بِإِجَابَةِ أَقْوَالِهِمْ
(وَالطَّاعَةُ )
لِأَوَامِرِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ
( عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ )
أَيْ حَقٌّ وَوَاجِبٌ عَلَيْهِ
( فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ )
أَيْ فِيمَا وَافَقَ غَرَضَهُ أَوْ خَالَفَهُ( مَا لَمْ يُؤْمَرْ )
أَيْ الْمُسْلِمُ مِنْ قِبَلِ الْإِمَامِ
( بِمَعْصِيَةٍ )
أَيْ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ
( فَإِنْ أُمِرَ )
بِضَمِّ الْهَمْزَةِ
( فَلَا سَمِعَ عَلَيْهِ وَلَا طَاعَةَ ) تَجِبُ بَلْ يَحْرُمُ إِذْ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ . وَفِيهِ أَنَّ الْإِمَامَ إِذَا أَمَرَ بِمَنْدُوبٍ أَوْ مُبَاحٍ وَجَبَ . قَالَ الْمُظْهِرُ : يَعْنِي سَمَاعُ كَلَامِ الْحَاكِمِ وَطَاعَتُهُ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَوَاءٌ أَمَرَهُ بِمَا يُوَافِقُ طَبْعَهُ أَوْ لَمْ يُوَافِقْهُ بِشَرْطِ أَنْ لَا يَأْمُرَهُ بِمَعْصِيَةٍ , فَإِنْ أَمَرَهُ بِهَا فَلَا تَجُوزُ طَاعَتُهُ .
وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالشَّيْخَانِ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ , كَذَا فِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ .
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) فلا بد من ولي أمر ولا بد من طاعته والا فسد الناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق