مبارك وشعب مصر ونهاية حزينة لعشرة دامت أكثر من ثلاثين عاما/ سلوي أحمد‏

كثيرا ما تحدثت عن الرئيس مبارك وما قدمه من أجل مصر وشعبها حربا وسلما في محاولة لانصافه واعطائه حقه الذي ينكره عليه الجميع , وفي كل مره اجد من يُكذب حقائق واضحة وضوح الشمس حقائق سُجلت ورصدت بالارقام ورغم ذلك ورغم ان ما اتحدث عنه نلمسه في حياتنا في كل مجال من مجالات الحياه إلا أن الرفض والتكذيب كان هو سيد الموقف .

     وأمام هذا الرفض لتصديق أشياء نلمسها بايدينا ونراها باعيننا  أمام هذا الرفض الذي يزيد من تحجر القلوب يوما بعد الاخر تجاه رجل بلغ من العمر اكثر من اربعة وثمانين عاما افني منها ما يزيد علي اثنين وستين عاما في خدمه الوطن وخرج من بعدها محملا بالامراض والالم أمام كل هذا فلن احدثكم اليوم عن مبارك الرئيس لن احدثكم عن الرجل الذي ظل يحكم مصر لمدة ثلاثين عاما حول فيها مصر من حال الي حال لن احدثكم عنه كرجل لها انجازات لا ينكرها الا جاحد بل سأحدثكم عنه كمواطن مصري يبلغ من العمر اكثر من اربع وثمانين عاما يحمل بداخل جسده أمراض انهكته وارهقته احدثكم عنه كرجل بايدينا ان نخفف عنه الالم ورغم ذلك نمتنع .

      اليوم اناشد فيكم الرحمة التي حثنا عليها ديننا الذي ابتعدنا عنه ونسيناه  اناشد فيكم الرحمة برجل لم يبقي له من العمر الكثير واذكركم باحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم عل القلوب تلين ,  يقول الرسول صلي الله وسلم "الراحمون يرحمهم الرحمن "  "ويقول عليه الصلاة  السلام " لا تُنزع الرحمة إلا من شقي "  ويقول عليه السلام "ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء " ويقول أيضا " من لا يَرحم لا يُرحم ومن لا يَغفر لا يُغفر له ومن لم يتب لا يتب عليه " هذا هو ديننا وهذا هو رسولنا يأمرنا بالرحمة فهل ترحموا يا شعب مصر حتي يرحمكم الله ام تقسو قلوبكم فيعاملكم الله بمعاملتكم لبعضكم البعض الطريقان  امامكم وعليكم ان تختاروا  .

      وإذا كنت ترون ان هذا الرجل قد ظلمكم واساء اليكم فاذكركم بان ديننا قد حثنا علي العفو والتسامح ففي الايه 133و134  من سورة ال عمران يقول رب العزة في كتابه الكريم   " وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم  .
وفي سورة المائدة ايه 13 يقول تعالي "  "فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِن اللهَ يُحِب الْمحْسِنِينَ"
وعن العفو يقول صلي الله عليه وسلم " عفو الله أكبر من ذنوبكم " ويقول عليه الصلاة والسلام "ما نقصت صدقة من مال ,وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا , وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله " صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
    هذا هو ديننا وهذه هي تعاليمه,  ديننا الذي امرنا بان نرحم حتي يرحمنا الله ونعفو حتي عمن أساء الينا  لم يأمرنا بأن نتشفي أو ننتقم لم يأمرنا بان تتحجر قلوبنا وتقسو لم يأمرنا بأن نمنع العلاج عن مريض ونتركه للالم ونحن بايدنا ان نخفف من المه .

      إن مبارك الان يرقد مريضا سجينا فريسه للالم في غرفة في سجن طره  يمنع عنه اطباؤه تاره ويسمح لهم اخري يقدم له دواؤه تاره ويمنع اخري وما بين هذا وذاك رجل يتألم ويعاني دون أن يجد من يرحم من يصفح من يقول كلمة يرضي به الله فلا اعلم ما الذي يضيرنا من ان يسجن مبارك في غرفة في طره او في غرفه في اي مستشفي اخر في الحالتين هو اسير السجن المؤبد بعد ان افني من عمره 62 عاما اشغال شاقه في حب مصر وشعبها .

     ان مبارك لن يبقي له من العمر اكثر مما فات ولن نستفيد شيئا عندما نترك انسان يفترسه الالم ونحن بايدنا ان نخفف عنه فلا اعتقد ان مشاعر الانسانيه قد انعدمت وغابت عن قلوبنا الي هذا الحد لا اعتقد ان الحقد والتشفي قد وصل بنا الي هذا الحد خاصة ونحن نحاسبه علي جرائم يثبت لنا يوم بعد الاخر انه برئ منها فلماذا نفعل معه هذا ؟!! واين نحن من ديننا ؟ وكيف تطلبون الرحمة من الله وانتم لا ترحمون ؟.

   يؤسفني حقا ان تكون هذه هي النهاية لعشرة استمرت اكثر من ثلاثين عاما عاش فيه الرجل بينا كاب نحترمه ونقدره و يحترمه معنا  العالم يؤسفني ان نعامله هذه المعامله بعد كل تلك السنوات فيا لها من نهاية حزينة لرحلة طويلة قضاها الرجل في خدمه مصر وشعبها

الكاتبة \ سلوي أحمد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق