مبادرة حُسنِ النوايا.. الكرة في ملعب المالكي!/ محمد الياسين

برزت مواقف عائلة آل السعدي وخاصة العلامة عبد الملك السعدي خلال الأزمة التي تعيشها البلاد والتحولات الكبيرة التي شهدتها الخارطة السياسية والاجتماعية عندما انتفضت ست محافظات عراقية بوجه الظلم بكل مسمياته واشكاله طالب فيها المتظاهرين بحقوقهم الوطنية في بلد  يرقد على صفيح ساخن منذ عشر سنوات، تحولت فيها الساحة العراقية إلى ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية وصار العراق أولوية في اجندة إيران وتراجع بشكل ملحوظ من الاجندة الاميركية بسبب الاخفاقات التي آلمت بها في إدارة الازمة العراقية ، بالتالي سلمت الإدارة الأميركية العراق على طبق من ذهب وياقوت لإيران .
حملت المواقف الحكيمة للعلامة السعدي بوادر حُسن نية وانسجاما كامل مع مطالب المتظاهرين المشروعة والمزاج الشعبي السائد في المناطق المنتفضة ، وأكد السعدي بمواقفه على ضرورة إلتزام المتظاهرين بالخطاب الوطني والابتعاد عن الخطاب الطائفي ودعاهم الى نبذ الفتنة والتمسك بوحدة الصف الوطني والمحافظة على وحدة البلاد .
  
بحسب علمي ان العلامة السعدي لم يرفض مبدأ التفاوض في السابق مع الحكومة لمجرد الرفض ، وانما اوضح في اكثر من مناسبة انه رفض الدخول في مفاوضات مع الحكومة بشكل منفرد ، وطالب المتظاهرين بتشكيل لجان من ساحات الاعتصام يدخل ضمن مهامها الرئيسية ترتيب الاوضاع الداخلية للساحات وضبط ايقاع النشاطات والفعاليات المتنوعة داخل الساحات وعلى المنصات بما ينسجم مع متطلبات المرحلة والتطورات التي تطرأ عليها بإستمرار ، وأيضاً ، طالب المتظاهرين بترشيح من ينوب عنهم في التفاوض مع الحكومة.

ثم في بيانه الاخير الذي حمل أسم " مبادرة حسن النوايا " كشف العلامة السعدي عن تشكيل لجنة من ساحات الاعتصام تتولى إجراء المفاوضات مع الحكومة بشأن حقوق المتظاهرين ، مؤكداً على الامور التالية ، ان اي مفاوضات ينبغي ان لا تغفل موضوع الضحايا الذين سقطوا في الفلوجة والحويجة والموصل والرمادي وديالى وغيرها ، ولابد ان يُقدم الجناة للقضاء العادل وإنصاف ذوي الضحايا ، مذكراً الجميع بأن حقوق المتظاهرين مشروعة وطالبهم بعدم التفريط بها وان من واجب الحكومة تنفيذها بأسرع وقت .
أشار البيان إلى ان المُتظاهرين المُسالمين المُطالبين بحقوقهم آمنون لا يجوز للحكومة أن تتابعهم ولا تقاضيهم حالا ولا مستقبلا تحت أي ذريعة كانت ، وأكد أيضاً على انه لا ينبغي ان تكون الحوارات سرية في غرف مقفلة وإنما يتم اطلاع جمهور المتظاهرين عليها أولا بأول.

واكد السعدي ان تلك المبادرة انما جاءت لحقن دماء العراقيين والحفاظ على ارواحهم وتوحيد الصف الوطني ، ورشح لذلك مكانا لعقد المفاوضات كان فيه من الحكمة والبعد في الرؤية ما يدعونا للتمسك بخطاب السعدي ومبادرته ، فمرقد العسكريين في سامراء له مكانة ورمزية لدى عموم المسلمين والعراقيين خاصة.
مبادرة حُسن النوايا ، اخيراً ، ألقت الكرة في ملعب الحكومة وعلينا ان ننتظر ما ستتمخض عنه تلك المفاوضات المزمع اجراءها من نتائج نرجو منها ان تكون ناجعة لإنقاذ البلاد من الخيارات القاتلة التي لن تكون في مصلحة العراقيين عموما ، وعلينا ان لا نغفل ان الحكومة ورئيسها نوري المالكي هو من يمتلك زمام المبادرة بإتجاه التصعيد أو التهدئة ، فهو بطبيعة الحال يمتلك كل الادوات التي تؤهله لإتخاذ القرار القادر على اخذ البلاد أما الى الهاوية أو انقاذها من سيناريوهات قاسية لن يكون فيها رابح على الاطلاق .
Moh.alyassin@yahoo.ca

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق