مع مرور سنة على رحيل فقيدنا الغالي الاستاذ بطرس عنداري ابو زياد الذي لم يغب لحظة واحدة عن مخيلتنا وتفكيرنا ونحن من رافقه في نهاره منذ تأسيسها ومن ثم الانوار ومجلة النجوم . كان فيها عملاق الصحافة العربية وعميدها في استراليا ومنارة حرة منفتحة على الجميع .عربي في الصميم ليس للطائفية والمذهبية طريق الى قلبه الكبير كان رحمه الله مثقفاً يكتب ويحاور ويتقبل الرأي الاخر بثقة...كان مرحاً وفي احد الايام قال لي اتمنى ان نتشارك مع القراء بكتابة كي لا ننسى وهي زاوية ممتعة يعالج فيها مشاكل الجالية وطنياً واجتماعياً فسألني رأيي وأنا منهمك بالكتابة واجراء المقابلات. فخطر على بالي هذه الكلمات ...فقلت ..ان كنت مشتاقاً الى ارائي.........فاسمع بكل صراحة واخاء ......جهل...انانية..غرور كلنا ....طز على الكتاب والقراء ..
..فضحك رحمه الله كثيراً وقال لي انت شاعر وعنون كي لاننسى ...طز...على الكتاب والقراء ..ومما جاء فيها ..رغم ان طز الكاتب المشمئز من كل شيء تطالنا وتطال كل من كتب حرفاً وقرأ كلمة في هذه وجدت بأن التعليق على ابيات شاعر الطز ..أمر جديد بالاهتمام لمعرفة اسبابه ومن عرف السبب بطل العجب.
وأضاف: ان الذي ينظر حوله في امور جاليتنا بشخصياتها وصراعاتهم ..بجمعياتنا واحزابنا بمفكرينا وزعمائنا الوطنيين وتضحياتهم وبطولاتهم وتفانيهم في سبيل الوطن وسمعته.وان من يفكر بهذه الأمور لا يقدر الا أن يقول مثلما قال كاتبنا المشمئز واكثر .لأن أقل مسؤول في جاليتنا هو بطل وطني وتهمه مصلحة لبنان قبل كل شيء وبلمحة عين تراه يبيع كل شيء بلفافة وأصغرها وهو مفكر وشاعر ومنظر والويل لمن يقول بأن أبن سينا كان بمستواه او أفضل منه قليلاً وأحقر مستنصب أي عاشق المناصب يقسم بأن لا يهوى الجاه ورئاسة الجمعيات ولا تهمه سوى المصلحة العليا وأجهل قارئ يقيم جميع الصحف والمجلات ويعلي من يشاء ويسقط من يشاء وبعد هذا لن نلوم ..شاعر الطز ..على جوابه الموجه الينا والى الاقلية من أبناء جاليتنا المصابة بمحنة الكتابة والقراءة وشاعرنا الزميل العزيز والغالي منهم والذي أصر على عدم ذكر اسمه أقول له أيها الكاتب الحبيب والمشمئز من كل شيء لا يمكننا أن نخلق لك جمهوراً من القراء من مستوى رفيع ..واذا تضامنا معك رغم تفهمنا لوجهة نظرك لن يبقى هناك حرف يكتب أو يقرأ وقد نضطر للعودة عزيزي شاعر الطز الى الغاب وشريعته .
واننا نجبرك على قراءتنا وأنت معنا دائماً لنجبر الكثيرين على المطالعة.
نستحضرك في ذكراك الأولى.. رحمك الله أخي الغالي أبا زياد لانك كنت وما زلت أديباً وناقداً ومصلحاً اجتماعياً ووطنياً دافعت بكل اخلاص عن قضايانا القومية وفي طليعتها قضية فلسطين حتى الرمق الاخير في منبرك النهار قبل أنت تتحول الى عكس ما كنت تؤمن به.
لك الخلود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق