عصيان لساني‏/ كافي علي

خلعت روحي المثقوبة برصاص الحب والقسوة ، رميتها في الخزانة. اتركوا ارواحكم في البيوت، لا تجلبوها معكم إلى العمل، هذا من أولويات النجاح وأهم الشروط للعمل، قالها رئيس الشركة وهو يغادر غرفة الاجتماع. تطلعت في المرآة، لم أرى جسدي بمثل هذا البهاء من قبل، يال قبح روحي. فتحت فمي لأنطقها فوجدته فارغا بلا لسان. تذكرت بأن لساني يتبع روحي اينما ذهبت. عدت إلى الخزانة، فتشت عنه فوجدته معلقا بين الألم والحرمان، أشرت اليه بالعودة إلى داخل الفم، رفض وظل يصيح ويتذمر. طلبت منه أن يتوقف ويعود لمكانه بسرعة، لا وقت للتفلسف والجدل. لا أحد يحتاج روحه هذه الأيام، خاصة في العمل، الجسد وحده المطلوب واللسان جزء من الجسد. تقلص وهرب بين ثنايا الروح. شددت قبضتي عليه، سحبته بقوة، حان وقت فض علاقته الشاذة بالروح، تمدد واستطال، دفعني بعيدا عن الخزانة، أخرج رأسه منها وصاح:
- لغة بلا روح جسد جميل في اللحد، الموت سيده 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق