لم يعد حكام إيران يخفون رزم أوهامهم وهلوساتهم العدائية والتوسعية، ولا هم عادوا يتسترون على جنونهم الإمبراطوري، وفي هذا السياق المنسلخ عن الواقع والإمكانيات لا يكاد يمر أسبوع دون كلام وقح وعدائي واستعلائي لأحد هؤلاء المسؤولين من مدنيين وعسكريين ورجال دين. هذا وقد اعترف يوم أمس قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، بأن تدخلات إيران في اليمن وسوريا تأتي في إطار توسع خريطة الهلال الشيعي في المنطقة. وبحسب موقع محطة “برس تي في” الإخبارية الإيرانية، فقد اعتبر جعفري إن ما أسماه “نظام الهيمنة الغربي” بات يخشى من توسع الهلال الشيعي في المنطقة، والذي يجمع ويوحد المسلمين في إيران وسورية واليمن والعراق ولبنان”، على حد قوله. (في أسفل تصريح جعفري الكامل)
من هنا فإنه وبمراجعة علمية وأكاديمية ومنطقية مجردة ومتأنية لكل معايير العداء الدينية والإنسانية والحقوقية والدولية نجد بما لا يقبل الشك أن أعداء لبنان الحقيقيين هم الملالي الإيرانيين ونظام الأسدي السوري مباشرة ومن خلال مرتزقتهم المحليين من أمثال حزب الله الإرهابي والمنظمات الأخرى الميليشياوية. وطبقاً للمعايير نفسها نجد أن إسرائيل التي يتخفى وراء دجل ونفاق عدائها ومقاومتها ومحاربتها الملالي والأسد وأذرعتهم المسلحة في لبنان وغيره من دول الجوار ليست هي حقيقة العدو كما يسوّقون بهدف التمويه مخططاتهم التوسعية والمذهبية والإرهابية.
عملياً وواقعاً فإن نظام الملالي الإيراني ومعه النظام الأسدي هم أعداء لبنان وكل دول المنطقة لأنهم بالقوة والإرهاب والمال و”البلطجة” والمذهبية يعملون دون كلل وبوقاحة متناهية على زعزعة وإسقاط الأنظمة العربية كافة وعلى ضرب كل ما هو لبناني من هوية وتاريخ وكيان ودولة ومكونات اجتماعية واثنية ومؤسسات وتعايش وحريات وانفتاح ورسالة.
إن الأعداء الحقيقيين للبنان ولشعوب الدول العربية تحديداً والشرق الأوسطية عموماً هما الملالي والأسد مع كل أذرعتهم ومنظماتهم العسكرية والعقائدية والأصولية والمذهبية والتكفيرية التي هي كافة من نتاج حاضناتهم المخابرتية وإن تنوعت الأهداف أو تغيرت الأسماء.
لقد انكشفت العورات وظهرت الحقائق وها هي شعوب الدول العربية تحاول الخروج من كذبة العداء لإسرائيل التي تلطى بظلها الحكام الطغاة من أمثال الأسد وصدام والقذافي وذلك لذبحهم وإفقارهم وتهجيرهم وإذلالهم ومصادرة حرياتهم وانتهاك كراماتهم وإغراقهم في أوحال وموبوءات ثقافة الجهل والعداء والحقد والتعصب وإرجاعهم إلى العصور الحجرية.
عملياً وبما يخص كل أشكال الضرر والأذى والدجل والنفاق والجحود والمتاجرة بقضايا شعوب المنطقة ومعارك طواحين الهواء لا فرق بين تجار المقاومة التي أوجدها عرفات وجماعات اليسار التي انتهت أدوات بأيدي النظام الأسدي الديكتاتوري والأقلوي، وبين حزب الله وربع المرتزقة التابعين لإيران الذين يستعملهم النظام الملالوي الفارسي انطلاقاً من لبنان لضرب كل الدول العربية واستعباد شعوبها. إن التعصب والجهل وثقافة الكره والحقد قد أدت إلى ما أدت إليه من كوارث والمطلوب اليوم الوعي والشجاعة ورفض كل مدعي مقاومة ضد إسرائيل فكفى دجلاً ونفاقاً.
لبنانياً حزب الله ليس من النسيج اللبناني ولا هو حزب مقاومة ضد إسرائيل ولكنه فقط يتلطى وراء هذا الشعار ليمرر مشروعه الإيراني الذي يقضي بضرب الكيان اللبناني وإسقاط دولة التعايش والحريات وإقامة جمهورية ملالوية مكانها على مثال تلك القائمة في إيران على جماجم الإيرانيين بالدم والحديد والنار، وهذا كمقدمة لعودة ظهور إمبراطورية الفرس التي كان أنهاها الفتح العربي والتي ستمتد بحسب الحلم الفارسي من قلب آسيا وحدود الصين إلى البحر المتوسط.
هذا الحزب المعسكر الأصولي لا يخفي أهدافه ومن يراجع أرشيفه ويقرأ كلام أسياده وشيوخه وقادته وفي مقدمهم السيد حسن نصرالله يرى من دون أي لبس أن أهدافه فارسية خالصة لا تمت للبنان بصلة، لا بل نقيض لكل ما هو لبناني. من هنا تأتي مخططات ومؤامرات وغزوات حزب الله العاملة بالبلطجة والإرهاب والمال للسيطرة على الحكومة اللبنانية وجعلها مع مسؤوليها ومؤسساتها كافة ملحقة بالدويلة.
وما انفلاش مخطط الاستيطان الفارسي في كل المناطق اللبنانية وخصوصاً المسيحية والدرزية منها والذي يعد أكبر بكثير من حجم الطائفة الشيعية في لبنان إلا قمة جبل الجليد الذي يسعى إليه التخطيط الإيراني. إن الكم الكبير من المباني المتعددة الطبقات التي تنتشر خارج دويلات حزب الله هي بالفعل مساكن عائلات وثكنات الحرس الثوري الموزعة في المناطق الحساسة من سلسلة جبال لبنان الغربية.
في الواقع المعاش وعلى الأرض ينفذ حزب الله في لبنان بمنهجية متدرجة وتصاعدية مشروع إسقاط الدولة والكيان والتعايش والرسالة والهوية وتهجير اللبنانيين ليقيم دولة ولاية الفقيه ومنها تنطلق مخططات إمبراطورية الملالي للسيطرة على كل دول المنطقة واستعباد شعوبها. باختصار مفيد نقول، كفى نفاقاً ومتاجرةً بالمقاومة التي هي عملياً وواقعياً مقاومة لكل ما هو لبناني من حريات وتعايش وديمقراطية وحضارة وحقوق وتمدن.
يبقى أن من هو مع حزب الله لأي سبب كان فهو ضد لبنان واللبنانيين، وضد كرامة شعوب المنطقة قاطبة ونقطة على السطر، وعلى كل لبناني تحديد موقفه وموقعه.
قائد الحرس الثوري: هدفنا توسيع “الهلال الشيعي
الجريدة الكويتية/09 أيار/15
اعترف قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، بأن تدخلات إيران في اليمن وسوريا تأتي في إطار توسع خريطة الهلال الشيعي في المنطقة. وبحسب موقع محطة “برس تي في” الإخبارية الإيرانية، فقد اعتبر جعفري أن ما أسماه “نظام الهيمنة الغربي” بات يخشى من توسع الهلال الشيعي في المنطقة، والذي يجمع ويوحد المسلمين في إيران وسورية واليمن والعراق ولبنان”، على حد قوله. وأكد جعفري خلال كلمة ألقاها بمؤتمر تكريم ذكرى 3 آلاف شهيد بمحافظة سمنان، شرق طهران، امس الأول، أن ” الغرب يخشى الهلال الشيعي، لأنه موجه كالسيف في قلب الكيان الصهيوني”، على حد تعبيره.التدخل في اليمن ووفقا لوكالة أنباء “فارس”، فقد أقر جعفري خلال كلمته، بوجود تدخل إيراني في اليمن، مشددا على أن هذا التدخل “غير مباشر”، بقوله: يعلم الأعداء بأن لإيران تأثيرا في اليمن من دون أن تقوم بتدخل مباشر فيه، حيث ينتفض الشعب اليمني بنفسه ويواصل طريق الثورة الإسلامية والشهداء والشعب الإيراني العظيم ويقتدي بهم”. وأضاف: “إن كل قوى العالم قد اصطفت اليوم للوقوف أمام تقدم ونمو الشعب اليمني، لكنها غير قادرة على ذلك، والفضل يعود إلى قوة الإسلام والثورة الإسلامية الإيرانية في نشر أهداف الشهداء في العالم”. وبهذا يختزل قائد الحرس الثوري الإيراني الشعب اليمني بالميليشيات الحوثية التي يصفها بأنها تواصل الثورة، أي الثورة الإيرانية.
التدخل في سورية
أما حول التدخل الإيراني في سورية ودعم نظام الأسد بالمال والسلاح والقوات العسكرية ضد ثورة الشعب السوري، قال جعفري “إن إيران نظمت 100 ألف من القوات الشعبية المسلحة المؤيدة للنظام السوري وللثورة الإسلامية الإيرانية ضد المعارضة السورية، وذلك في إطار جبهة المقاومة”، حسب زعمه، وعلى الرغم من ذلك ظل النظام الإيراني ينفي تدخله في الشأن السوري، مؤكداً أنه يقدم الاستشارة فقط لنظام بشار الأسد.
التدخل في العراق
وحول التدخل الايراني في العراق، قال قائد الحرس الثوري الايراني، أن ” تسليح 100 ألف من الشباب الثوري والمؤمن في قوات “الحشد الشعبي” التي قاتلت واوجدت رصيدا عظيما للدفاع عن الاسلام والسيادة الاسلامية والثورة الايرانية في المنطقة”. وحسب أدبيات الجمهورية الإيرانية فإن قراءة نظام ولاية الفقيه هي الإسلام الحقيقي وتنعت ما دون ذلك بالإسلام المنحرف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق