استحضارُ الحروفِ الغائبة/ عبدالله علي الأقزم



تحلَّلَ  الكونُ في روحي فلم  أرهُ

إلا  إذا   منكِ   للتحليقِ  قد  عادا

بيني و بينك في أمريْنِ لم يصلا

إلا  إذا صرتِ  للأمريْنِ  ميلادا

و ذلكَ القلبُ  لمْ  يخلقْ  جواهرهُ

إلا   إذا   نالَ  مِن  عينيكِ  ميعادا

ماذا   سأفعلُ   في  لحنٍ  أردِّدُهُ

إنْ لم يعشْ فيكِ  ترديداً و إنشادا

حملتُ   كلَّكِ  للأزهارِ  فانتعشتْ

و كلُّ حرفٍ  لها  قد نالَ  أمجادا

و أنتِ مِنْ شهرزادٍ كنتِ زارعةً

في داخلِ الحبِّ بعد الحبِّ أوتادا

و أنتِ ليلى التي مِنْ نور قافيةٍ


و ما لغير الهوى تزدادُ إرشادا

و أنتِ مِن حبِّكِ العذريِّ وافدةٌ

على القراءاتِ آفـاقـاً  و أبعادا

و أنتِ مِنْ لغةِ المريخِ باعثةٌ

لذلك  الحبِّ  أموالاً  و أولادا

ماذا سأفعلُ في حبٍّ يُوزِّعني

إن لمْ أكنْ فيكِ للتوزيعِ إعدادا

ستخرجُ النارُ مِن نبضٍ يُسابقُني

إليكِ في الحبِّ فرساناً و أجيادا

سيخرجُ الأملُ المنشودُ مِنْ دمِنا

لذلكَ البوحِ  بعد  البوحِ  إمدادا

تبلَّلَ الحبُّ  مِن  عينيكِ  سيِّدتي

و كلُّ  قطرٍ غدا  للحبِّ  ميلادا

و كلُّ قطرٍ يُصلِّي بين أحرفِنا

يحلو وإن شبَّ  في الضديْنِ إجهادا

و كلُّ جزءٍ بذي أجزاءِ ملحمةٍ

من دونِ نقطتِهِ في الحبِّ ما عادا

و كلُّ  نصٍّ إذا فاضتْ  حرائقُهُ

في بحر حبِّكِ  يأبى فيهِ  إخمادا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق