(في الذكرى الثالثة لغياب الصحافي بطرس العنداري)
I
كلما انذكَر بطرس العنداري
بترقُص فراشه فوق أشعاري،
بتنزل الرقّه من مسَا أيلُولْ
تكسدِر معي عَ درُوب أفكاري..
وبتصوّرُو بْ "دالويتش هيل" مشغُولْ:
يكتُب، يشيل، يحطّ، ويداري؛
وبسمِه عَ تمُّو منوّره عا طُولْ،
بسمة دهب أصلي، مش عْياري..
لو كان بطرس هون، شُو بيقُولْ؟
بيقُولْ: ها الموعد التذكاري
بيردّني من عتمة المجهُولْ
متل الشجر، متل القمر، عاري؛
بيفلُش الطِّيبه من أهل الأصُولْ
عا عمر عشتُو ليلة مْكاري..
وبسرُج من حروف الجريدِه خيُولْ،
وبطبَع غيابي عا ورَق الفصُولْ،
بترجع "نَهَاري" تزيِّن نْهاري!
II
زادِت الغربِه بعد ما فلّيتْ،
راح السقف، فات البرد عَ البيتْ؛
وع الباب واقِف بالشتي نادي:
وينَك يا بطرس، ليش ما طلّيتْ؟
غيبة تلات سنين، بزيادِهْ!
اْرجعلّك شي ليلِه وشُوف شُو خلّيتْ:
حفلة زجل، والكلّ ردّادِهْ،
عجقَه ما فيك تشيل منها بيتْ!
فْقدتلَّك، اشتاقتلَك عيادي،
المرفع سألني: ليش ما دقّيتْ؟
يا ريت ما خلصِت الزوّادِهْ،
يا ريت بالقنديل دمعة زيتْ؛
يا ريت سمعِت صرختي، الوادي
ورجّع صداها متل ما غنّيتْ؛
يا ريت شي موّال بغدادي
يردّ الزمان لْ ضاع عَ السكّيتْ..
عا قدّ ما ال"يا ريت" منعادِهْ،
سمّيتْ حالي بغيبتَك "يا ريتْ"!
III
جدَّك المتريتي وجه إيمانْ،
وانت دْرستْ بشبيّة الرهبانْ،
وطلعتْ علماني، وكتاباتَكْ
كرّستها لحريّة الإنسانْ...
وأسّست لجنة فكر ع حْياتَكْ
ساحة حوارْ بتجمع الأديانْ:
وين صارِت اللجنه بغيباتكْ؟
قولَك اسم بخزانة النسيانْ؟
وما ضلّ الاّ ودّ رفقاتَكْ
لْ بعدُو الوفا بقلُوبهن عمرانْ:
بيردّدُو عا طول كلماتَكْ،
وال"كي لا ننسى" الرمز والعنوانْ...
وبعيُون "لميا" بشُوف لفتاتَكْ،
ولون الفرح والعزم بالصبيانْ،
وبنت الوحيدِه، سحر طلاّتَكْ،
اْسمحلي ، محلّك، قلّها: مبرُوكْ،
ورشّ القصيدِه زهر عَ العرسانْ!
IV
ويا ريت بطرس كان بعدُو هونْ:
تا ينكتبلُو شي سطر عن "عونْ"،
ويقعُد حدا يفلفِش بها الأخبارْ:
شو صار من كونكورد لْ بانكستاونْ؛
وليش طوني من "غرانفيل" طارْ،
وليش صار اللون ما لو لونْ...
يا بُوزياد، الكون رفّ غْبارْ،
وإسمَك لْ بيدهِّب غْبار الكونْ!
،،،،،،،،،،،،،،،،،
سيدني – حزيران 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق