الأصدقاء الحريصون على بقاء كوردستان رمزا للسلم والأمن والتقدم والازدهار، شابهم نوع من الخشية والقلق بسبب الحملة التي شنتها أجهزة الدعاية المغرضة والمعادية للإقليم شعبا ورئيسا وحقوقا وتجربة، فبمجرد انعقاد جلسة البرلمان ليوم 23 حزيران وانسحاب الكتلة الأكبر ومعها الكتلة التركمانية ومجموعة الأحزاب الأشورية الكلدانية السريانية، تناولت تلك الأجهزة المريضة بعقد النقص الموضوع بأسلوب يوحي للرأي العام خارج الإقليم، وكأنما انقلابا عسكريا على أبواب إقليم اختار التبادل السلمي للسلطة في خضم انتفاضته الشعبية العارمة في ربيع 1991م، والانتقال السلس من المشروعية الثورية إلى البناء الدستوري والقانوني لمؤسسات الدولة، التي دشنها بعد اعتماده الانتخابات وصناديق الاقتراع خيارا وحيدا لممارسة السياسة والسلطة قبل ما يقرب من ربع قرن من الآن.
هذا الخيار والاختيار هو الذي أنتج صمامات الأمان لتجربة الإقليم، خاصة وان أحزابه خاضت تحت مختلف الأسباب والمسببات صراعا عنيفا فيما بينها لم يؤدِ إلى تحقيق أي من أهدافها، ولذلك توصلت مع تعاون أصدقاء كوردستان إلى اتفاق استراتيجي ينظم العلاقات في ما بينها على أسس المصالح العليا للإقليم وشعبه، وهذا ما جرى وأدى إلى تطور الأداء السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني، وحول الإقليم إلى جزيرة للأمن والأمان والازدهار في بحر متلاطم من الإرهاب وفقدان الأمن والسلم الاجتماعيين في معظم مناطق البلاد خارج هذه الجزيرة.
إن الذين وضعوا أسس نهضة كوردستان ونهجها المتمثل بنهج الزعيم الكبير مصطفى البارزاني في مختلف مناحي الحياة في الإقليم ومن مختلف الأحزاب والفعاليات السياسية والجمعيات والمنظمات المدنية، وملايين المواطنين الذين يعملون ليل نهار وتحت ظروف لا يحسدون عليها بسبب فرض بغداد حصارا في قطع حصة الإقليم من الموازنة والمعاشات، دون أن تؤثر هذه السياسة وبوجود أكثر من مليوني نازح جلهم من غير الكوردستانيين، وتحديدا من محافظات غرب العراق، على سلوك الأهالي وحالة الأمن والسلم والتسامح والتعايش مما يعكس أخلاقيات من يحكم البلاد على كل المستويات.
إن ما يحصل الآن في كردستان هو حراك سياسي ضمن العملية الديمقراطية، وإن شابته هنا وهناك بعض المناورات الحزبية، أو استخدمت فيه بعض المظاهر الإعلامية التي خرجت عن ثقافة التوافق الوطني، إلا إن الثوابت الأساسية في البناء تؤكد انه لا خوف على تجربة إلاقليم، وإن كل الوطنيين من الزعماء الكوردستانيين السياسيين المنصفين، يؤمنون بأن الرئيس مسعود بارزاني أرسى قواعدا وأسسا لإقليم كردستان لا يمكن أن تهزها أية أزمة أو خلاف سياسي بين حزب وآخر في وجهات النظر والآراء، والإقليم وبصرف النظر عما يجري الآن متوحد الصف، والزعماء الكورد من كل الأطراف سواء الذين يؤيدون البارزاني أو الذين يعترضون عليه، يقفون جميعهم تحت مظلة مصالح كردستان العليا ويدركون انه قائد لهذه المرحلة الدقيقة من تاريخ شعب كوردستان سواء كان رئيسا أو بيشمركة كما رأيناه دوما في المواقف التاريخية والحاسمة.
لقد أكد الرئيس مسعود بارزاني منذ البداية على مسألة مهمة جدا، وهي أنه على شعب كوردستان ومن يمثله من أطراف وأحزاب سياسية سواء الموجودة في البرلمان أو خارجه، اختيار رئيس له بطريقة متحضرة لا تتقاطع مع القانون ومع التوافق الوطني وتخدم المصالح العليا للإقليم.
بهذه الشكل ينظر الرئيس بارزاني إلى موضوع الولاية، وهو يشدد في كل اجتماعاته مع كل الاطراف السياسية على أنه لا يستبدل تاريخه النضالي بكرسي الرئاسة خارج ارادة الشعب والقانون.
kmkinfo@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق