في ذكري يوم الأرض/ سري القدوة

 قدمت فلسطين علي مدار الثورة الفلسطينية المعاصرة آلاف الشهداء وآلاف الجرحى وآلاف المعتقلين , خلال مراحل النضال الفلسطيني المختلفة , وعندما نتحدث عن ملف التضحية الفلسطينية نتوقف أمام عظمة هذا العطاء الوطني وحجم التضحيات التي لا نعرف من أين نبدأ رصدها ولا يمكن لأي متابع تغطيتها بمجرد التطرق إلى أرقام فحجم التضحية الفلسطينية لم يكن بالحجم العادي ولا العابر, فكل يوم يشرق هناك تضحيات فلسطينية جديدة تضاف لمعاناة الشعب الفلسطيني وكل يوم يقدم شعبنا شهداء جدد وجرحي ومعتقلين يضافون إلى سجل التضحيات , هذا هو الواقع الفلسطيني وهذه هي صورة الحياة الفلسطينية .. تضحيات .. شهداء .. ومعتقلون وجرحى وهدم منازل وتشريد ومطاردة والمعاناة مستمرة.

ومنذ إن كان الاحتلال الإسرائيلي للأرض وشعبنا يقدم التضحيات والشهداء يقدم خيرة شبابه وأبناءه علي درب الحرية والكرامة , مسيرة عمدت بالدماء وكانت حياة الشباب الفلسطيني رخيصة من اجل الحرية , والكل يتمني إن يكون شهيدا على طريق الحرية فوقف القادة الأبطال من قيادات الشعب الفلسطيني وكانوا شهداء.. قائمة طويلة علي مر التاريخ الفلسطيني للثورة المعاصرة قدمها الشعب الفلسطيني .. الشهيد احمد موسي سلامة والشهيد باجس ابو عطوان والشهيد عزمي الصغير والشهيد منذر ابو غزالة والشهيد خليل الوزير والشهيد صلاح خلف والشهيد ابو علي مصطفي والشهيد سعد صايل الشهيد فتحى الشقاقى والشهيد احمد ياسين والشهيد عبد العزيز الرنتيسي والشهيد تلو الشهيد الاف الشهداء لا يمكن حصرهم عبر هذا المقال .

في العاصمة الجزائرية عاصمة الشهداء والأحرار في العالم وبالتحديد في شارع الشهداء بمقر جريدة الشعب الجزائرية كان لي رفقة الأخوين عزالدين خالد والاخ على شكشك, شرف لقاء المناضل الجزائري والإعلامي الكبير عز الدين بوكردوس رئيس مجلس ادارة جريدة الشعب الجزائرية هذه الجريدة العريقة التي كانت لسان حال الشعب الفلسطيني في الجزائر منذ انطلاقة الثورة الفلسطنية حيث خصصت اغلب صفحاتها للحديث وبشكل يومي عن الشهداء والأرض الفلسطينية في اغلب أيامها منذ صدورها وحتى ألان مخصصة زوايا وأعمدة ومقالات تحليلية وتقارير وتحقيقات صحافية ووثائق داعمة لنضال الشعب الفلسطيني , حقيقة لم اشعر بالحب العربي لفلسطين كما شعرت به في جريدة الشعب الجزائرية , كثيرة هي زياراتي الماضية للصحف العربية واطلاعي علي تجاربها المتنوعة والمتعددة ولكن أوقفتني بشدة جريدة الشعب الجزائرية حيث أنني شعرت أني في جلسه عمل فلسطينية , بل كانت أعمق من ذلك بكثير حيث فلسطين حاضرة وعبر العقل العربي بقوة الموقف والحق التاريخي والتلاحم المصيري ورفض التطبيع ورفض الحلول المنقوصة المجتزئة ورفض التبعية والاحتواء ورفض تهويد الأرض الفلسطينية وحضور القدس بتاريخها وتكريم الأسري الإبطال في سجون الاحتلال ومساندة أسرهم ودعم الشعب الفلسطيني ليس بالكلمة فقط بل بالعمل والتخطيط الممنهج والدقيق ورسم سياسات إعلامية واعية لمفهوم الاعلام العربي الموجه, وتفعيل الرسالة الاعلامية بقوة الحضارة والتاريخ، هكذا كانت عناوين الجلسة الهادئة مع الإعلامي العربي الرائع عز الدين بوكردوس، جلسة لها علامات فارقة ستبقي في ذاكرتي الاعلامية لأنها مدرسة بكل ما تحتويه الكلمة من معنى.

عربية الأرض .. وللشرق العربي معني وحضور متميز تتابعه من خلال عناوين الشعب الجزائرية التي تعبر عن مكانة وحضارة الأرض الفلسطينية وذكرى الشهداء والأسرى الأبطال في سجون الاحتلال وبكلمات الحب والعهد والوفاء كانت وحدوية الشعب مع شعبنا الفلسطيني وتضامنها الدائم الداعم لشعبنا وحقوقه عبر التاريخ .

عندما تتحدث عن هذا العمل الإعلامي المتراكم في ذاكرة رجل وقف خلف الكلمات لتكون مساحة الحلم الفلسطيني متواجدة وحاضرة عربيا بقوة الحضارة والتاريخ نقول حقا الأرض الفلسطينية عربية , والأرض تتكلم عربي , وستبقي عربية لان جنودا مجهولين يدافعون عن حقوق الشعب الفلسطيني منهم من نعرفهم .. ومنهم من عرفناهم .. ومنهم من لا نعرفهم حتى الآن .. ومنهم من سيذكرهم التاريخ في لحظات البحث عن الحقيقة وسيكونون خالدين فينا وفي الأجيال القادمة.

فلسطين في ذكري يوم الأرض لا يحق لها إن تفخر بفلسطينيتها فحسب بل تفخر بكل العرب .. بهؤلاء الشباب الأحرار الذي يعلو صوتهم عاليا في عنان السماء .. من اجل الانتفاضة الثالثة والعودة إلى فلسطين والزحف إلى التحرير ومن خلال هؤلاء الأحرار الإبطال المناصرين للشعب الفلسطيني ومحبي فلسطين وأصدقائها الأحرار العرب في دمشق العروبة وصنعاء الحضارة وتونس الحكمة والجزائر الشهداء وليبيا المختار وبيروت الصمود وقاهرة المعز وعراق المحبة والشموخ .. تحية إلى أصحاب الصوت الوطني الحر الذين يدافعون عن فلسطين ويرفعون علم فلسطين علي صدورهم متضامنين مع الشعب الفلسطيني .. تحية الي أبطال الانتفاضة الثالثة انتفاضة العودة والتحرير .. لكل هؤلاء نتوجه بالتحية ونسجل احترامنا لكل حركات التحرر العربية والعالمية المناصرة لشعب فلسطين والتي كانت وما زالت صوتا فلسطينيا حرا خالصا للأرض الفلسطينية الطيبة التي تنبت الرجال والتي قدمت واحتضنت الشهداء فما اغلي إن نمتلك أرضا كفلسطين.. وما أجمل إن نقدم حياتنا وأرواحنا فداء لفلسطين.. وما أجمل إن تشعر بفلسطينيتك في يوم الأرض الفلسطينية .. لنعش احرار شرفاء ونمضي علي درب الحرية والثورة والكفاح فعاشت فلسطين حرة عربية .. والمجد كل المجد للإنسان الذي يعطي الأرض عمره.

رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق