الانتفاضة الثالثة : انتفاضة العودة والتحرير/ سري القدوة


كل الناس لهم وطن يعيشون فيه

الا نحن لنا وطن يعيش فينا .....

أن الخامس عشر من أيار كان علامة فارقة في تاريخ الشعوب والمآسي الإنسانية، حيث تعرض شعبنا ومازال منذ مطلع القرن الماضي لحملات إنهاء وجوده على أرضه، استخدمت فيها دولة إسرائيل الناشئة على أرضنا الأسلحة وأدوات وأساليب الإرهاب والمجازر بهدف اقتلاع شعبنا من جذوره الثقافية والتاريخية، ومنعه من بناء مستقبله على أرضه.

ما زال شعبنا يعيش آثار فصول النكبة منذ عام 1948 ويتجرع مرارتها حتى يومنا هذا داخل مخيمات الوطن وفي مخيمات اللجوء والشتات.

ان من يصنع التاريخ هم الجماهير .. ومن يصنع الثورة هم الجماهير .. ومن يصنع العودة ويحمي فلسطين هم الجماهير.. ومن يحمي فلسطين هم الجماهير صاحبة الحق الأول في تحديد المناخ والوقت المناسب والضمان الأساسي لتنفيذ حق العودة الجماعي الي فلسطين من خلال بوبات فلسطين وحدودها عبر الأردن وسوريا ولبان ومصر ومن البحر المتوسط , هذا مفهوم الانتفاضة الثالثة وما أردنا هنا التاكيد عليه هو حق العودة أي ان شعب اقتلع وهجر من ارضه وخرج عنوه من حقة العودة الي المدن والقرى والمناطق الفلسطينية من قال ان الشعب الفلسطيني مات ولا يمكن ان يعود او تناسي او نسي فلسطين يكون مخطىء ومن اعتقد ان الشعب الفلسطيني شعب عابر الطريق فهو لا يرى وفقد صوابه ..

نريد لكل فلسطيني أن يرى فلسطين، وإن العودة ممارسة وليست شعارا، ففلسطين لنا، ومن حق كل فلسطيني ان يعود الي فلسطين من بيروت او دمشق او القاهرة او عمان او البحر من حق كل فلسطيني العودة الي فلسطين الي حيفا ويافا واللد والرملة الي طبريا الي عكا الي المجل الي ام الرشراش الي كل بقاع فلسطين ولا يوجد أي من كان يمكنه ان يعترض او يمنع الفلسطيني من العودة الي أراضيه وفي أي وقت يشاء ..

تأتي ذكرى النكبة هذا العام في ظروف جديدة وايجابية حيث استعادت الشعوب العربية إرادتها، وبدأت بفرض كلمتها النابعة من الضمير، وشكلت صحوة كبيرة عبرت فيها هذه الشعوب عن إصرارها على استعادة حريتها وممارستها للديمقراطية، وعلى تأكيدها على تحقيق مطالبها وتطلعاتها، إضافة إلى انتهاء الانقسام البغيض واستعادة الوحدة الوطنية بين شطري الوطن.

أن القيادة الفلسطينية لن تفرط أبدا بحق العودة، وذلك من خلال القيام بالخطوات العملية، والعودة إلى ارض الوطن لإنهاء حياة الشتات لأن الوطن هو وجهتنا الأخيرة.

ان حق العودة هو ملك للشعب الفلسطيني ومن حق الشعب ان ينتفض ويكون راس الحربة والطليعة للأمة العربية والزحف نحو فلسطين .. وما تلك المهرجانات التي اهتزت منها اسرائيل وارتعبت عندما بدا التفكير بالوقوف بالقرب من الحدود الي فلسطين واكتفي ابناء الشعب الفلسطيني بمجرد النظر عن بعد لرويه أراضيهم المغتصبة أرعبت اسرائيل وبدأت سلطات الاحتلال الغاصب تعيد النظر في حساباتها المختلفة واهتزت أركان وأروقة الشين بيت والموساد والكل بدا ينهال علي ثورة الشعب العربي الفلسطيني بمجرد ان فكر في الاقتراب من الحدود والعودة الي أرضه في محاولة بائسة الي وقف هذه الخطوة الرمزية في مفهوما الاول والعميقة كل العمق في مفهوما الشمولي ..

أن عودة اللاجئين إلى ديارهم حق طبيعي كفلته الشرائع والقوانين الدولية وهي تحتل أولوية لا يمكن تجاهلها أو التنازل عنها وان المجلس يستنكر ويرفض رفضا باتا أي دعوة للوطن البديل أو إسكان للاجئين الفلسطينيين في أي مكان وان وجهتهم لفلسطين ولا غير فلسطين طال الزمن أو قصر .

أن حق العودة مقدس، لا يسقط بالتقادم ولا تلغيه القرارات إياً كان مصدرها.

ان تصميم شعبنا الفلسطيني على تطبيق حق العودة باعتباره حقاً طبيعياً وتاريخياً، وتعبيراً عن صلة أبدية بين الإنسان الفلسطيني وأرضه وبيته وبيئته الأصلية لم يعد مجرد تصميم او شعارات ترفع هنا او هناك بل بات امر واقع نعيشه ونتلمسه من خلال وقائع الإعداد الكبير والتجهيز العملي للانتفاضة الثالثة .

إننا نحي شعبنا العربي الفلسطيني في مخيمات الأردن وسوريا ولبنان ومصر ونحي جماهيرنا العربية التي ساهمت في تدعيم مفهوم العودة وشاركت في الحشد الرائع أمام الحدود والتحية لحركة 15 ايار وانتفاضة الشباب العربي الفلسطيني التي تطالب بضمان حق العودة والتي تنطلق اليوم للعمل الجماعي والحشد الجماهيري العربي والعالمي في تدعيم الانتفاضة الثالثة من اجل عوده أبناء الشعب الفلسطيني الي أراضيهم والحفاظ علي حقوقهم وحمايتهم من البطش والقمع والإذلال الذين يتعرضون له .

ان التاريخ يصنعه الرجال المؤمنون بحتمية الانتصار والمستعدون للتضحية وهذا اليوم يوم الانتفاضة الثالثة سيفاجئ الجميع ولم يعد سرا بأنة بات قريبا يوم العودة الي فلسطين يوم الانتفاضة الثالثة انتفاضة العودة .. انتفاضة فلسطين التاريخية..

عائدون عائدون إننا لعائدون

الحدود لن تكون والقلاع والحصون

فاصرخوا معي اننا لعائدون .. اننا لعائدون

رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق