مصر بخير/ صبحي غندور

حتماً هناك ملاحظاتٌ كثيرة على الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية، وما شابها أيضاً من تجاهل لأمور قانونية، لو طُبّقت لربّما حالت مثلاً دون استمرار أحمد شفيق بالترشّح. لكن رغم ذلك، فإنّ نتائج هذه الجولة تُبشّر بخير وأمل كبير عند عشرات الملايين من المصريين والعرب.
فعلى مدى أربعة عقود ماضية، أُغرِقت مصر وشعبها بحملات تشويه وتأليب على "ثورة 23 يوليو" وعلى قائدها جمال عبد الناصر الذي وافته عام 1970 المنيّة، وكان هدف هذه الحملات تبرير الانحراف الخطير الذي جرى بعد ناصر عن مسار سياسات "ثورة يوليو". فكانت عروبة مصر في العقود الماضية هي المستهدَفة الأولى. وكان دورها الريادي العربي التاريخي هو المُراد وقفه ومنع حدوثه من جديد لأمدٍ طويل.
لقد حاول البعض "التنظير" لثورة 25 يناير بأنّها ثورة أيضاً على ثورة 23 يوليو، وبأنّها ثورة من أجل الديمقراطية فقط، وضدّ استبداد النظام السابق وفساده، وليست ثورةً أيضاً على سياسة التبعيّة والعلاقات مع إسرائيل، والتي قزّمت دور مصر الطليعي في عموم المنطقة، وأضعفت مصر نفسها بعد أن قيّدتها بأغلال المعاهدات منذ نهاية عقد سبعينات القرن الماضي.
لكن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية صحّحت الكثير من الانطباعات الخاطئة عن شعب مصر وشبابها وعن ثورة 25 يناير. فما لم يتوقف عنده الكثيرون أنّ حوالي نسبة 55% من الذين يحقّ لهم التصويت لم يشاركوا في هذه الجولة. وهؤلاء يستحيل أن يكونوا من مؤيّدي "حركة الأخوان المسلمين" أو من مؤيّدي النظام السابق وإلاّ لأعطوا حتماً أصواتهم لمحمد مرسي أو أحمد شفيق. إنّ هؤلاء هم ربّما من الذين فقدوا الأمل بالتغيير أو ما زالت عندهم شكوك كثيرة حول كل المرشّحين أو حول مدى قدرة أي مرشح على إحداث تحوّل جذري لصالح شعب مصر. لكن بغضّ النظر عن الأسباب، فإنّ النسبة تعني أنّ المرشح محمد مرسي حاز فقط على ثقة أقل من 12% من الشعب المصري (أي تقريباً نصف النسبة التي فاز بها من عدد المقترعين). كذلك هو الحال عند المرشح أحمد شفيق. وهذا يعني أن نسبة مجموع المؤيدين من الشعب المصري للفائزين الأول والثاني (مرسي – شفيق) لا تتجاوز ال25% من عامّة الشعب.
اذن، هناك غالبية كبيرة من المصريين لا تريد رئيساً من "حركة الأخوان المسلمين" ولا من رموز النظام السابق، وذلك ما جرى التعبير عنه أيضاً من خلال ما حصده حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح من نسبة أصوات عالية تُظهر أنّ مصر وشبابها وقواها الثورية الفعلية لا تدعم أيّاً من المرشّحيْن الفائزين بحقّ الدورة الثانية.
لقد أظهرت نتائج الدورة الأولى مدى وفاء الشعب المصري لثورة 23 يوليو وللإنجازات التي حقّقتها لصالح الفقراء والعمال والفلاحين وأبناء الطبقة الوسطى، كما أكّدت هذه النتائج أنّ شباب مصر لم يته عن اتجاهه ولم يفقد زخمه الذي فجّر أصلاً ثورة يناير. وقد كان التجاوب الشعبي الكبير مع المرشّح صباحي تعبيراً واضحاً عن دعم الخط العروبي الوطني المنشود في الرئيس المصري القادم، وهو المرشّح الذي يفخر بانتمائه لخط "ثورة يوليو" وقائدها عبد الناصر، والذي فاز بنسبةٍ كبيرة من الأصوات رغم ضعف إمكانات حملته الانتخابية.
إنّ مصر بخير حتّى لو كانت نتائج الانتخابات كما هي عليه الآن. فمصر لن تعود إلى الوراء، وتحديداً إلى ما كانت عليه في العقود الأربعة الماضية. ومصر لن تخطو إلى الأمام بثوب "حركي أخواني". مصر تمثلها الآن فعلاً هذه النسبة العالية التي رفضت أن تكون مع الفائزين بالدورة الأولى. لكن ذلك يفرض على المرشحين صباحي وأبو الفتوح تحويل التيار الشعبي الذي وقف معهما إلى حركة سياسية منظمة تستوعب طاقاتٍ هائلة وقفت إلى جانب كلٍّ منهما ولا يجب أن تُترك الآن عشيّة الدورة الثانية. بل إنّ بناء جبهة سياسية شعبية منظمة، تجمع بين صباحي وأبو الفتوح، قادرة على دفع التحقيقات القانونية في الدعاوى المقامة ضدّ المرشح أحمد شفيق إلى الضغط عليه من أجل الانسحاب من الدورة الثانية ودخول صباحي مكانه بتذكرة واحدة مع أبو الفتوح كنائب له.
إنّ التحالف بين مؤيدي صباحي وأبو الفتوح سيُعبّر عن غالبية شعبية مصرية كبيرة، وسيؤكّد على برنامج سياسي ينقذ مصر من مأزقها السياسي الراهن، ويُحافظ على وحدة شعبها بمختلف نسيجه الديني والفكري، كما سيضمن التغيير الجذري المطلوب من شباب "ثورة يناير" في كل السياسات الداخلية والخارجية.
وربّما هي فرصةٌ أيضاً لكي يُقدّم هذا التحالف نموذجاً مهمّاً لكل البلاد العربية حول الفهم الصحيح للدين وللهُوية العربية وللممارسة الديمقراطية وللعدالة الاجتماعية. فبرنامجا صباحي وأبو الفتوح يكمّلان بعضهما البعض في أمور مصر الداخلية والخارجية وفيهما معاً يحصل التفاعل الإيجابي بين منهاج إسلامي معتدل وبين نهج عروبي مدني ديمقراطي.
حتّى لو لم يدفع الضغط الشعبي الممكن استخدامه إلى تغيير أسماء المرشحين للدورة الثانية، فإنّ كتلة سياسية شعبية منظّمة واضحة القيادة والأسلوب والبرنامج الفكري والسياسي لقادرة على إحداث التحوّل الكبير المنشود مصرياً وعربياً في هذه المرحلة، كما ستكون هذه الكتلة "حكومة ظل" في الشارع المصري وقوّة ضغطٍ فاعلة ومؤثّرة على كل المستويات والمؤسسات المدنية والعسكرية، وستجذب حتماً هذه الكتلة غالبية الغالبية الي لم تشترك مؤخّراً في التصويت.
وبمقدار ما تألّم العرب سابقاً من وجع سياسات قام بها حكم السادات/مبارك منذ توقيع المعاهدة مع إسرائيل، ومن تهميشٍ ثمَّ لدور مصر العربي، بقدر ما يشدّهم الأمل اليوم بعودة مصر إلى دورها الريادي لصالح مصر وكلّ العرب.
***
إنّ "ثورة 23 يوليو" في العام 1952 بدأت "انقلاباً عسكرياً"، لكن هذا "الانقلاب" تحوّل إلى ثورة شعبية عارمة بعدما وقف معظم الشعب المصري مع التغيير الذي حدث ونقَل مصر من حال نظام الفساد وحكم "النصف بالمائة" والارتهان ل"المستعمر" البريطاني، إلى حالٍ من التحرّر الوطني والعدالة الاجتماعية والتنمية الوطنية وإنصاف الفلاحين والعمال والفقراء وتخليص مصر من تحكّم الإقطاع ورأس المال المستغل والمرتبط آنذاك بالمصالح البريطانية والفرنسية.
حرب السويس عام 1956، ثمّ إعلان الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، وقبل ذلك إعلان تأسيس حركة عدم الانحياز ورفض سياسة الأحلاف الاستعمارية، كلّها كانت مصادر إشعال لتيّارٍ جديد قاده جمال عبد الناصر من خلال موقع مصر وثقلها القيادي، وحقّق للمرّة الأولى صحوةً نهضويةً عربية.
لكن هذه "الصحوة العربية"، كما في داخل مصر، كانت في غالبيتها "حالةً شعبية" أكثر منها "حالة فكرية" أو "تنظيمية". فالشارع كان مع جمال عبد الناصر "القائد"، لكن دون "وسائل سليمة" تؤمّن الاتصال مع هذه القيادة وتضمن استمرار الثورة وأهدافها.
لذلك، هو أملٌ كبيرٌ الآن بحملة حمدين صباحي وبشباب مصر وطلائعها الوطنية أن تنتقل من "الثورة" الشعبية (في الأسلوب)، إلى البناء السياسي المنظّم الواضح فكرياً وقيادياً وسياسياً. وهنا أيضاً أهمّية أن يحدث الآن التكامل المطلوب بين فريقي صباحي وأبو الفتوح، من أجل مستقبلٍ أفضل لكل مصر ولكل العرب.
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
Sobhi@alhewar.com

اتمام المشروع الصهيوني 1/ جاك اديب

             
منذ العام 1948 بعد ارساء القانون اللازم في الامم المتحدة للاعتراف باسرائيل كدولة ذات سيادة كان لابد من حماية هذا الكيان وهذه الدولة من كل مايهدد امنها ووجودها كانت الفكرة انذاك ان القوة وحدها كافية وان امريكا صاحبة النفوذ الاكبر كأعظم دولة في العالم قادرة على بسط النفوذ الصهيوني في ارض فلسطين وهيمنتها على المنطقة باسرها خلال سنين او عقد من الزمن لتصبح امرا واقعا وعلى العرب اصحاب الارض والمسلمين اصحاب المسجد الاقصى ان يسلموا بهذا الامر ولو بعد حين كما ان حرب عام 1967 كانت حرب توسعية بغرض التسليم باراضي عام 1948  كارض شرعية لاسرائيل والصراع للعودة الى ماقبل 1967 وهذا ما حدث بالفعل هذا ما اعترف به السادات لاسترجاع سيناء لقد كانت امنية اسرائيل انذاك ان تجد من يعترف بوجودها من العرب والمساومة على ماتم احتلاله بعد حرب 1967 ثم ياتي التوسع لاحقا من خلال النفوذ الصهيوني بعد التغلغل في العالم العربي وانتزاع الاعتراف الضمني بحق اسرائيل في كامل فلسطين , جاءت حرب تشرين 1973 لتخمد الامل لدى الكيان الصهيوني بامكانية الاستمرار والعيش المشترك مع جيرانها العرب حيث هب العرب جميعا لمشاركة مصر وسوريا في الحرب والدعم المادي والعسكري وبذل مايمكن من دعم لنصرة مصر وسوريا لقد شكل موقف العرب انذاك صدمة كبيرة للصهاينة و المتصهينين وكان لابد من ايجاد الية تضمن ابقاء اسرائيل كدولة طبيعية في محيطها العربي تحظى باعتراف جيرانها وتقيم معهم علاقات طبيعية وممكن ان تدعم دولة عربية في مواجهة اختها ان ضمرت لها شرا وهذا ماعملت الدولة الصهيونية عليه بجد ودأب لقد نجحت خطة الايهام لصدام حسين بدخول الكويت ودخلها حيث كانت الشرارة الاولى للفرقة بين العرب كما ان حرب الخليج الاولى بين ايران والعراق هي ايضا من ضمن الافكار التي دعمتها امريكا واذكت في نارها ثمانية سنوات لكن خطورة ماكان يوحى به للعالم هو بقاء صدام حسين في السلطة مع اسلحة دمار شامل يمكن لها ان تهدد الامن القومي الامريكي حسب زعم بوش ورامسفيلد حيث كان الجيش العراقي رغم انهاكه في الحرب مع ايران وحرب تحرير الكويت هو من اهم الجيوش في المنطقة تمت المؤامرة ضد العراق والتي لم تكن لتحصل مع استمرار التضامن العربي لكن خبث المؤامرة التي حيكت مع السعودية والكويت وبقية دول الخليج لتشكل طوق شبه قانوني لاتمام التخلص من العراق كدولة عربية صاحبة اكبر الجيوش في المنطقة وصدام حسين رحمه الله الذي كان يؤمن بالقضية الفلسطينية كاحدى اولويات الصراع نعم ان من يؤمن بالقضية الفلسطينية هو هدف مشروع للعالم الغربي والذي بات العرب يؤمنون به كعالم متحضر جميل يتسابقون للارتماء باحضانه تم احتلال العراق وتم حل الجيش العراقي بقرار امريكي وارجاعه كدولة فاشلة 100 عام للوراء نعم كان ما ارادت امريكا والصهيونية للعراق مرورا بهذه الاحداث كانت احداث اخرى اكثر اهمية للمشروع الصهيوني   كانت الاحداث في لبنان وحرب تحرير الجنوب والمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله مدعومة من سوريا وايران هي هاجس اكبر من هاجس العراق لكن هذا الهاجس كان لابد له من التقكير مليا والتحضير له جيدا فهذا النوع من الصراع مختلف تماما عمن سبقه اذ ان حزب الله ومن خلال الدعم العسكري الايراني السوري واللوجستي الذي صدم امريكا والغرب بعد العام 2000 والانسحاب الاسرائيلي الطوعي ماكان ليتم لولا الضربات الموجعة من المقاومة اللبنانية اذ ان يقينهم انذاك ان اسرائيل لن تبقى على الخارطة ان هي عملت على اجتياح لبنان واقصاء حزب الله من المعادلة اللبنانية والتي هي بحكم الزعامات الطائفية اللبنانية هي الزعامة المسيطرة على كامل الارض اللبنانية فقرب المسافة من اراضي فلسطين لسوريا ولبنان لاتحتمل دخول حرب شاملة ستنهي الوجود الاسرائيلي يقينا اذ ان الاحتقان العربي ضد اسرائيل بلغ اوجه وهذا ماسيجعل التهديد الشعبي الجماهيري من قبل جيران الكيان اخطر من اي حرب تقليدية تفوز بها اسرائيل بسهولة كما في السابق عداك عن القوة الصاروخية الضاربة التي تملكها سوريا وايران وحزب الله وقرب المسافة من ارض فلسطين , اذا الهم الاسرائيلي الاكبر هو سوريا وحزب الله وايران اضافة الى التهديد من قبل حماس في الجنوب والذي ارق اسرائيل كثيرا , هنا التروي قد اتضح جليا ضد سوريا وحزب الله وايران وان اليأس من سوريا بدا جليا عندما طرد كولن باول وزير الخارجية الامريكية من دمشق باملاءاته لسوريا قبيل اجتياح العراق اذا القلق المؤرق لدى اسرائيل هو من جيرانها واعداءها الحقيقيين سوريا ايران حزب الله حماس , اذا مالحل : شيطنة سوريا لقطع حبل الوتين بين هذه القوى المؤرقة لاسرائيل تم اغتيال  الحريري في العام 2005 مع اثباتات كانت جاهزة بحوزتهم لهذا الاغتيال لاتهام سوريا وادلة جنائية ومحقق دولي مع كامل (عدة الشغل) مضت سنة ونصف من الاغتيال وقضية الحريري التي يفترض ان تاتي ثمارها باقصى سرعة ضد النظام السوري لم تفلح وعزل سوريا في ذلك الوقت لم يتم بما سعت له واشنطن ولم يؤتي اكله كما اريد له واستطاعت التفنيدات السورية اللبنانية لهذه الاتهامات ان تبرئ ساحتها من هذه العملية على الاقل من قبل المحيط العربي , جاء القرار الاسرائيلي الامريكي بشن حرب تموز في العام 2006 والذي قض مضاجع بنو صهيون وصعق المراهنين على سقوط حزب الله ومن ثم سوريا بعد الهزيمة التي تلقتها اسرائيل على يد رجال حزب الله والتي لم تعجب امراء الخليج ولا مبارك حاكم مصر  ولا المتصهينين اللبنانيين والعرب وبعد اتهام الرئيس بشار الاسد بعيد انتصار المقاومة للزعامات العربية بانهم انصاف رجال حيث ان مبارك كان المعني الاول هو والملك السعودي بهذا الاتهام لقد شكل انتصار حرب تموز عقدة نفسية للحكام العرب وضغينة في صدورهم ضد الرئيس الاسد ,
امريكا المنهكة في العراق وافغانستان كان لابد لها من الخروج باي ثمن من العراق فقد كانت الضربات ضد الوجود الامريكي في العراق غير محتملة  والتكاليف التي انهكت ايضا الاقتصاد الامريكي ايضا عبئا على الرئيس الامريكي ودافعي الضرائب الامريكيين  ايضا غير محتملة فكان قرار الرئيس اوباما بالانسحاب من العراق صدمة اخرى للولايات المتحدة حيث ان امريكا بعد حربها وخسائرها الضخمة في العراق وجدت نفسها مضطرة لاخلاء الساحة العراقية للنفوذ الايراني وفعليا بدأ الانسحاب من العراق في بداية العام 2011 ليتنهي في نهاية العام نفسه والذي بدأ يشهد ثورات شعبية ضد حكام تونس ومصر واليمن وليبيا وهنا بعد ان فرض المصريون ثقلهم في الشارع بعد سقوط بن علي السهل وفرض على الحليف الاوثق لامريكا واسرائيل حسني مبارك ان يتنحى بعد ثورة شعبية مليونية لم يستطع مبارك ان يصمد اكثر من ثمانية عشر يوما  ومالبث ان انقلب الليبيون على زعيمهم القذافي بمباركة غربية وعربية وبدأت المعارك بين الثوار وقوات القذافي ليظهر ضعف القيادة الليبية وبداية انتصار الثوار طبعا بدعم غربي عربي .
اثناء ذلك كان حراكا شعبيا بدأ في سوريا في مدينة درعا في الجنوب بعد حادثة اطفال درعا والذي كان حراكا بسيطا يريد التعبير عن غضبه على الحادثة وهنا كان خطأ فادحا من القيادة السورية والذي اعتبرته تمردا ضد النظام وقمعت هذا الاحتجاج الذي لم يكن ينادي لا باسقاط رئيس ولا اسقاط النظام والدولة نعم كان خطأ جسيما حيث اعتبرت سوريا ان التراخي في درعا سيؤدي الى امتداد الاحتجاج لمدن اخرى وهنا وقعت القيادة السورية في المصيدة حيث ان الاستخبارات الغربية والاسرائيلية والعربية كانت تتابع الاحداث خطوة خطوة  واستغلت الاحداث ايما استغلال فهي فرصة لن تتكرر وهنا بدا جليا الموقف التركي الذي بدأ بعبارات ضد الرئيس الاسد هي ليست نصائح بل اقرب الى التوبيخ لم يكن اردوغان الصديق الحميم للرئيس الاسد لينقلب على صديقه بهذه السرعة خلال ايام من بدء الاحتجاجات وهذا مايدلنا على شيئ هام من اردوغان حيث كان بامكانه ان يحاول مع صديقه الاسد بأقل تقدير أن يحاول ناصحا لو كانت لديه حسن النوايا لكن من المعروف لدى القيادة السورية سهولة الاستفزاز عندما يتعلق الامر بالسيادة الوطنية والكرامة الشخصية فكل ماشاهدناه في بدايات الازمة في سوريا هو توبيخ واستفزاز وتقريع خوفا من أن يأتي النصح المتأني اكله ويحقق غاياته فتشفل خططهم في ايقاد نار الفتنة واستثارة الفقراء والمضطهدين من كافة الارياف السورية واستغلال فقرهم وحاجاتهم اضف الى ذلك عنجهية النظام والثقة الكبيرة في الشعب الذي لازال اغلبه مؤيدا للنظام رغم ال15 شهرا من العنف من قبل النظام والعنف المضاد ....يتبع.

Jack1_970@yahoo.com  

عندما تغضب دمشق!/ محمد فاروق الإمام

إنها دمشق عندما تغضب يهتز لغضبها أركان النظام الذي راهن على أهلها الصامتين، ظناً منه أن صمتهم دليل رضى أو خنوع أو خوف أو مهابة، وما ظن أبله القصر الجمهوري في المهاجرين أن دمشق وأهلها عركتهم التجارب والمحن وتقلبات الأيام، وأن صمتهم لم يكن إلا الصمت الذي يسبق العاصفة، لأنهم لا يريدون أن يكون تحركهم زوبعة في فنجان، بل يريدون ان يكون العاصفة التي تسبق الإعصار، فهبوا هبة رجل واحد يمسكون بيد واحدة عنق النظام في مقتل لطالما أنه ظن أن تجار الشام أهل دنيا ومال وجاه ونعيم وقصور فخمة وسيارات فارهة، وكأن هذا الأبله لم ير أو يسمع هبتهم المضرية التي جمعتهم على غير موعد أو تخطيط عندما انتفضوا في سوق الحميدية قبل الثورة نصرة لأحدهم أهانه عنصر أمن، ورددت حناجرهم - غير آبهين بوزير الداخلية ورجال أمنه – الشعب السوري ما بينذل!!
أبله القصر الجمهوري الجاهل بتاريخ دمشق ومعادن أهلها لم يسمع ما قاله الحجاج في أهل الشام وقد استعان بهم لدحر الخوارج الذين هزموا عشرات الجيوش التي تصدت لهم ولم يفلحوا في قهرهم أو كف يدهم عن سفك دماء المسلمين وتماديهم في قتل النساء والأطفال والشيوخ  والعاكفين بالمساجد كما يفعل شبيحة النظام اليوم:
يا أهل الشام إنما أنا لكم كالظليم (ذكر النعام) الرامح عن فراخه ينفي عنها القذر، ويباعد عنها الحجر، ويكنّها من المطر، ويحميها من الضباب، ويحرسها من الذباب.. يا أهل الشام.. أنتم الحنة والبرد، وأنتم الملاءة والجلد، أنتم الأولياء والأنصار، والشعّار والدثّر، بكم يُذبَّ عن البيضة والحوزة، وبكم تُرمى كتائب الأعداء ويهزم من عاند وتولى.
وقال في وصفهم: لا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم، فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه، فانتصروا بهم فهم خير أجناد الأرض. وأتقي فيهم ثلاث: نساءهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها، وأرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم، ودينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك!!
وهاهم أهل الشام بنخبهم الاقتصادية والتجارية والمالية ينتفضون ويدخلون بقوة  على خط الثورة السورية وينفذوا إضراباً شاملاً في أسواق المدينة التاريخية والرئيسية والفاعلة التي كان ينظر إليها على أنها معاقل للنظام السفيه الأبله، وكان في مقدمة هذه الأسواق المضربة سوق الحميدية وباب سريجة والحريقة ومدحت باشا والحلبوني والجزماتية وغيرها من أسواق دمشق الرئيسية والفرعية، وهو ما شكل انتكاسة خطيرة للنظام السوري ودعماً قويا للثورة السورية، وقد هدد عناصر الأمن الأسدي التجار بحرق وتدمير دكاكينهم إن لم يفكوا الإضراب، لكن التجار رفضوا التهديد وواصلوا الإضراب لليوم الثالث، والذي جاء ردا على مجزرة الحولة والقتل في حي الميدان وغيره من الأحياء الدمشقية الوطنية العريقة. وبهذا تكون العصبة الحاكمة السفيهة البلهاء في دمشق قد فقدت أهم الملاذات التي كانت تعول عليها.
ولم يكن المشهد الدمشقي هو الوحيد الذي أفقد النظام توازنه وهز قواعده، بل كان هناك تحرك إنساني عالمي صُدم بما خلّفته مجزرة الحولة، فقد اجتمع مجلس الأمن على عجل وأصدر بياناً بإدانة نظام دمشق السفيه الأبله على ما ارتكب من جريمة بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين في الحولة، بموافقة المندوب الروسي والمندوب الصيني، اللذان هزتهما الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام السوري في الحولة، وإقدام عدد كبير من الدول الكبرى والهامة على طرد السفراء والقائمين بالأعمال السوريين من أراضيهم لأنهم يمثلون نظام قاتل ومجرم يجب أن يساق قتلته إلى محكمة جرائم الحرب في لاهاي.


عندما الصهيونية تفكر لثورات عربية/ سعيد الشيخ

الديكتاتورية حقيقة مسلّم بها وهي موجودة في الوطن العربي، ويقابلها مسألة الحرية القائمة والتي تظل حاجة ضروية لنمو المجتمعات التي توقف نموها بسبب طغيان الديكتاتورية. أو للمجتمعات الساعية دائما الى التطور كأيقونة نهضوية لا يمكن الاستغناء عنها.
ديكتاتورية قائمة وحرية ساعية، هكذا يمكن اختصار وصف المشهد العربي برمته.
المشهد الذي تتلقفه الصهيونية العالمية فتمد براثنها الى معالمه، محاولة رسمه بما يحقق مصالحها كتطبيق عملي لابتلاع فلسطين التاريخية ولتحقيق تطلعاتها في المنطقة عبر اضعاف دول المحيط الجغرافي لكيان "اسرائيل"  والى ابعد حدود الهزال، كي ينتعش الكيان عبر سرقة خيرات هذه الدول والمريضة بهزالها لعقود طويلة قادمة. وكل هذا يتم برعاية اميركية واوروبية تحت عنوان تقاسم المصالح في دول فاشلة لا ينبغي لها ان تكون أو تكون تحت الوصاية.
لا يمكن بحال من الاحوال تفسير المشهد على غير هذه النتائج الظاهرة وعلى ضوء تحركات برنارد هنري ليفي المفكر الصهيوني الفرنسي الذي قارن مؤخرا قضية الحرية العربية بما سماها الحرية الصهيونية في فلسطين.
هرطقة فكرية الى أبعد الحدود واستخفاف بالعقل بما يذهب اليه ليفي ولا يساوي شيئا أمام حقائق التاريخ .. لا يفهم المرء كيف تعايشت وتتعايش معه الثورة الليبية ومؤخرا الثورة السورية. اذ منذ البداية كنا نعتبر وبلا ادنى شك ان الثورة الليبية ترتكب خطيئة فاحشة بتعاونها مع ليفي الذي عسكر الدنيا تحت حجة حماية المدنيين في ليبيا وخاصة في بنيغازي التي كانت كما هو معروف هدف الزحف العسكري لقوات القذافي.
كانت لحظة حاسمة عندما بدأت قوات الناتو تدك الاراضي الليبية، وهي اللحظة التي تبحث عنها دائما القوى الغربية لتبرير تدخلها وصبغه بصبغة انسانية. وهي اللحظة التي لم تنضج بعد في سوريا على ما يبدو. ذلك ان الحرص الانساني الذي يدّعيه الغرب في زمن الرأسمالية المتوحشة التي لا تتحرك الا ضمن نطاق مصالحها اللامحدودة يبدو نكتة سمجة واحتقار للعقل.
 ان يذهب ليفي الى مهرجان "كان" السينمائي الشهير لعرض فيلمه عن الثورة الليبية وبمعيته اشخاص يمثلون الثورتين في ليبيا وسوريا فهذا أكبر سخف يلحق بهذه الثورات كما انه يلوّث الثوار بوصمة عار ويفقد الثورة نقاءها ومثاليتها.
 ولا يحتاج برنارد ليفي لاخفاء صهيونيته المقيتة فهو يجاهر بها، لكن المشين حقا الصمت امام ادعاءاته بأن معركة الحرية في ليبيا هي تشابه معركة حرية الحركة الصهيونية في فلسطين .. وكما هو معلوم بلا لبس ان في فلسطين لم يكن يوما معركة للصهاينة من أجل الحرية بل كان هناك اغتصاب بالقوة للوطن الفلسطيني وهو ما زال قائما بمزيد من المجازر والسياسات العنصرية.
ليفي يقدم الاهانة للثورة الليبية حين يقصد ان يمتدحها بمقارنتها بالحركة الصهيونية، وأية اهانة تنتظر الثورة السورية في المديح الصهيوني؟..
أم ان لا اهانة في الامر، لأن تطلعات الثوار في ليبيا وفي سوريا هي فعلا تتطابق مع تطلعات الصهيوني مفكر الناتو برنارد هنري ليفي المغلّفة باسقاط الديكتاتورية الوطنية ليحل مكانها الحداثة الاستعمارية؟!..
 اذا كان السؤال صادما لبعض الثورار فأنه حريا على الثورة، كل قوى الثورة العربية القائمة والقادمة الساعية الى مشروع نهضوي ان تكوّن مفكريها ومثقفيها قبل البحث عن الطلقات والصواريخ، وبذلك تبني حصانتها الفكرية التي يمكن ان تتصدى لتفوّهات ليفي المثيرة للسخرية ولكل من يريد ان يركب الثورة ببطولات زائفة.
ان ثورة عربية لم تنتج مفكريها الوطنيين فانها يليق بها المرابي ليفي.  
سعيد الشيخ
كاتب وشاعر فلسطيني

الشعب المصرى بين سندان الإخوان ومقصلة النظام البائد/ رأفت محمد السيد

"تأتى الرياحُ بما لاتشتهى السفن "هكذا عبرت نتائج انتخابات الجولة الأولى في سباق الرئاسة لحكم مصر ، فقد كان من المدهش أن تكون هناك جولة إعادة بين الدكتور محمد مرسى " مرشح الإخوان المسلمين " وبين الفريق أحمد شفيق أحد رموز النظام السابق وكلاهما وبمنتهى الموضوعية لاغبار على شخصيته ولكن الأول لاينسى الشعب المصري أنه مرشح الإخوان المسلمين الذين فقدوا الكثير من شعبيتهم ومصداقيتهم لدى الشارع المصري لاسيما بعد الأداء الباهت والغير متوقع من مجلس الشعب تارة وإعلانهم عن أمور ثم تراجعهم عنها تارة وأخيرا الهجمة الشرسة  والممنهجة ضدهم من أغلب وسائل الإعلام خوفا من قوتهم وغلبتهم ، وعلى الجانب الأخر تأتى صناديق الاقتراع بأحمد شفيق أحد رموز النظام البائد الذي قامت الثورة لإسقاطه فضلا عن قناعات الكثيرين بمسئوليته عن دماء الشهداء التي سالت عقب توليه رئاسة الوزراء في "موقعة الجمل" فمن المصريين من قام بالتصويت لشفيق نكاية في الإخوان المسلمين وهناك من صوت له من أصحاب المصالح ورجال الأعمال وأعضاء الحزب الوطني السابق لأنهم وجدوا فيه طوق النجاة ليعودوا من جديد بعد أن أسقطتهم الثورة وأصبحوا في طي النسيان ، ولكن هناك أيضا من صوت له لأنهم رأوا فيه رجل الدولة القادر على إعادة الأمن من جديد إلى كافة ربوع مصر المحروسة  – ومابين هذا وذاك فالشعب المصري قد أصبح في حيرة من أمره بعد أن أصبح اختيار احدهما إجباريا  فعلى الإخوان أن يراجعوا سياستهم ليعيدوا ثقة الشعب فيهم من جديد كقوة سياسية وطنية من نسيج مصر لها كل التقدير والاحترام وهو أمر ليس بالهين يحتاج إلى جهد ومصداقية ووضوح في الفترة القليلة المتبقية  وأعتقد أنها الفرصة الأخيرة لهم إن أرادوا بحق حماية الثورة وتحقيق أهدافها ، أما الفريق شفيق فرغم قناعات الكثيرين به كما عكست صناديق الاقتراع إلا أنه مازا ل في عيون  أغلب المصريين رجل مبارك و أحد رموز النظام السابق فضلا عن أنه رجل عسكري يريد الحكم في وقت ندد فيه الأغلبية برفضهم لحكم العسكر – فهل يعيد الشعب اليوم ماأسقطه بالأمس .

الربيع العربي/ ناجي-أمل الوصفي

أثنان وثلاثون طفلا ضحايا مذبحة الحولة بسورية
أنكر وزير الخارجية السوري تورط قوات الجيش السوري (التي تواطأت مع أمريكا في تخريب العراق في عام 1991) في مذبحة الحولة التي راح ضحيتها 32 طفل في أعمار الزهور.
نرجو من الأخوة الذين يتشدقون بشعارات كاذبة وآثمة مثل الربيع العربي والديمقراطية والحرية الخ الخ الانتباه إلى أن الربيع العربي ما هو إلا ستار يتم خلفه تدمير الدول العربية بالكامل وتحويلها إلى دويلات بائسة حزينة متناحرة متقاتلة تشتري السلاح بدل الخبز لتقتل به أبناءها وتخرب به ما تبقى من أطلال الحضارات القديمة التي نشأت في مصر وبين النهرين وعلى الساحل الرقي لحوض البحر الأبيض المتوسط.
كما نرجو من الأخوة المسيحيين الذين يعتقدون أن الربيع العربي الدامي سوف ينصرهم على المتطرفيين الإسلاميين والمتأسلمين والإرهابيين أن يعوا ويعرفوا ويدركوا الخراب الذي لحق بالكنائس الأشورية والكلدانية في العراق من جراء عمليات التخريب التي قام به الجيش الأمريكي وحلفاءه في هذا البلد العريق الذي يعتبر مهدا للحضارات. ونربأ بالأخوة المسيحيين المتشنجين أن يعرفوا الخراب الذي الحقه أتباع الديمقراطية الأمريكية بمقابر المسيحيين في ليبيا بعد أن دمرته صواريخ الناتو الإجرامية.
كما نتضرع إلى إله السمواتوالأرض أن يضع قليلا من الحكمة في قلوب أولي الأمر منا لكي يدركوا أن العنف لن يفرز إلا العنف والكره لن يولّد إلا الكره.
ونحذر هؤلاء المنساقين وراء الشعارات الأمريكية الزائفة والكاذبة من مغبة الانسياق وراء هذه الشعارات الجوفاء ومن خطورة تخريب البنية التحتية لبلادهم لأن ذلك لن يجلب لهمم ولعائلاتهم وأولادهم إلا الدمار والخراب والتشتت والضياع.
ونناشد هؤلاء الذين فرحوا وهللوا لذبح القذافي مثل النعجة في شوارع ليبيا أن يتوقفوا قليلا لتأمل طبيعة الشيئ الذي يهللون له ويصفقون له ويبجلونه.
لا أحد منا يحترم المرحوم القذافي نظرا لجهله وتخلفه العلمي والحضاري؛ ولا أحد منا يحب الأسد نظرا للجرائم التي أرتكبها أبوه في حق شعبه وفي حق شعب العراق العريق؛ لا أحد منا يدعم العمليات الإجرامية التي قام بها مبارك الشيطان، ولكن في نفس الوقت لا يوجد شخص ذو عقل صائب يمكنه أن يفتخر بأي من العمليات الإجرامية التي يقوم بها من يطلقون على أنفسهم كلمة ثوار أو من تطلق عليهم قناة الجزيرة مصطلح مدعمي الديمقراطية.
الربيع العربي الدامي تقف وراءه الأزمة الاقتصادية العالميةبشكل عام والانهيار الاقتصادي الامريكي بشكل خاص والذي بدأ سلسلة من الكوارث الأقتصادية في العام السابع بعد الألفين هدف الربيع العربي هو اعطاء الشرعية للولايات المتحدة الامريكية باحتلال الدول العربية عن طريق حكومات أرجوزات ثم استباحة مقدراتها وثرواتها المعدنية والبترولية ثم اقامة قواعد عسكرية شيطانية على أراضيها.
نحن لسنا ضد الديمقراطية الحقيقية ولسنا ضد الحرية والتحرر من عبودية الإجرام العسكري العربي ولكننا لسنا مع عمليات التخريب والدمار الشامل الذي تقوم به أياد خفية مدعومة منن قوى خارجية في مشارق الدول العربية ومغاربها.

وماذا بعد ان رفض الشعب المصرى تهميشه؟/ سميراحمد القط

من اختار الحرية والديمقراطية بارادته فعليه الامتثال لها مع التسليم لما تسفر عنه هذه الديمقراطية من افرازات قد تختلف مع توجهاته وقد تتشابه هكذا استهل كلماتى بما يجب ان يكون عليه الشعب المنصرى الآن الذى عليه ايضاً الرضوخ للنتائج مادام قد أجمع على نزاهة الانتخابات واحتكم الى خطاب صناديق الاقتراع ،  لقد جاء الوقت الذى لابد معه أن يترفع الجميع ويسمو عن كل اساليب العناد والانانية متخلياً فى ذلك عما سبق من انفصام وانفصال وتفرقه وتشتت ولابد فى ذات الوقت ان يدرك جيداً من سيصل الى مقعد الرئاسة سواء كان مرسى او شفيق انه لارجعه لعصور الاستبداد والظلم التى حكم بها ائمة النظام البائد وليعى اى منهما ان منصب رئيس الدولة  بالدرجة الاولى هو تكليف لاتشريف تكليف  لخدمة هذا الشعب الذى بدأ يخطو الى الامام بعهد جديد ضارباً بكل قوته ماشاب فترة حكمة السابقة من استغلال واغلال وقيود واضعاً مصلحته فوق كل مصلحة ان هذا المنصب بقدر مافيه من مكانة ورفعه ليس تشريفاً للذات او للتنافس على اولويه احتكاره بسلطاوية  ، ان مافعله الشعب المصرى يؤكد حقيقتين لاثالث لهم ..الاولى ذكاءه الفطرى واصراره على مواصلة طريقه وتأكيده على دوره واهميته  فى اتخاذ القرار حتى وان همشه البعض ، والثانى اجتماعه على القومية الوطنية دون ادنى تحريف لوطنيته اذا ماتطلب الامر ذلك ويشير الى تكاتف الشعب على تحقيق ارادته بذاته حتى وان قام البعض بالتأثير عليه من خلال المال السياسى او الفتنه والادعاء او التخاطب بعقليه الفاهم والمدرك وتهميش من لم يشارك فى الثورة ، وليعلم الجميع الآن وفى تلك المرحلة ان الوطن العزيز مصر فى حالة حرجة تستدعى تضافر جميع الجهود من أجل بدء المسيرة ولايجب على احد ان يحاول رفع مكانته فوقها  ليجعلها دون القمة فى اهتمامه ، وان فعل ذلك فعليه ان يعى ويدرك ان هذا الشعب سيواجهه بقوة غير سابقة حتى وان امتلك كل قوة فقد ابى هذا الشعب الهزيمة وابى التهميش وربما هذا مادعاه الى العناد واثبات الذات عبر هذا الاختيار الذى اعلنته نتائج الانتخابات . على الجميع ان يعلم وبعد ثورة يناير التى خلدها بدم شهدائه انه لارجعه عن طريق الحرية والعزة والكرامة وان الحرية تقتضى منا الاعتراف وان من يغضب من ارادة الشعب فهو بعينة من سيلفظه الشعب لانه سيصبح بفعله هذا ديكتاتور جديد لايقبل هزيمة ولايقبل ارادة ..ان مايدعيه البعض من اقترحات وما ينشره البعض من اخبار تدعو الى الفتنه او الى التشاؤم او الى التهميش او الى الحلول التى لاسند لها لابد ان يعي ويدرك جيداً الدوافع التى دعت الى تلك النتيجة مابين سيطرة للمال السياسى وبين تنظيم اراد الاحتكار بكل السبل والطرق المتاحة حتى وان خالفت القانون . لقد مضى هؤلاء الى تنفيذ مخططهم دون ان يضعوا نصب اعينهم الغالبية العظمى من هذا الشعب الذى يبحث عن الامن والامان وافتقد عناصرة فى الوقت الذى لم يجده باى منهم الامر الذى دفعه الى الاختيار المر حتى بؤكد دوره فى الاختيار وسواء كان كلا الطرفين قد اختاروا هذا او ذاك فالدافع لكليهما واحد الا وهو الاستقرار والامن فى كافة مناحى الحياة رغم اختلاف الاسلوب والمنهجية لدى المرشحين لهذا المنصب .وبعيداً عن المسميات السياسية والنمطية فالبحث كان ولايزال عن تلك العناصر ومن يستطيع توفيرها فهو الناجح . لقد اصبح الان لامجال للشك فى نزاهة الانتخابات حتى وان علت بعض الاصوات هنا او هناك ..فربما ستكشف الايام القادمة عن اشياء واشياء مازالت خافية ولاتزال تحملها مصر فى جعبتها على كافة الاصعدة . 

رسالة إلى دكتور عمرو حمزاوى/ حسن سعد حسن

عجيبة دعوة الدكتور (عمرو حمزاوى) التى يطالب فيها الإخوان بالانسحاب من ماراثون الرئاسة فى جولته الاّخيرة
يا دكتور (حمزاوى)
 هل أنت مقتنع باستجابة الأصدقاء فى الإخوان لتلك الدعوة؟!
وأنت رجل سياسىة  مارستها بكل جوانبها عملياً، وأكاديمياً ،وكتابة
وتعلم علم اليقين أن هذا المطلب لن يجد أى صدى عندهم
يا دكتور (حمزاوى)
 أنت تطلب المستحيل بل قد يتحقق المستحيل ولكن مطلبك المثالى هذا لن يتحقق
أنت تعلم أنهم صبروا سنوات ،وسنوات انتظاراً لتلك اللحظة
للوصول لكرسى الرئاسة
فالأهم عندهم مصلحة الجماعة ،وأهداف الجماعة
ولا ننكر حبهم لوطنهم( معاذ الله)
 ولكن مصلحة الجماعة وحلمها بالنسبة إليهم بات قاب قوسين أو أدنى من التحقق
ولن يتركوا تلك الفرصة تضيع من أيديهم
ولو وافق مرسى هل سيوافق مكتب الإرشاد؟!
 وهل سيقبل رجال الجماعة وشبابها هذا الأمر؟!
الإجابة تعلمها يا سيدى
دكتور( حمزاوى)
 الخطأ ليس خطأهم ولكن الخطأ فى مرشحى الثورة الذين لم يتفقوا فيما بينهم على واحد منهم تلتف حوله الأمه ولكن كل منهم
ورغم علمه بأن فرصته ضعيفة أبى إلا الاستمرار
ووهم ونفسه بأنه الذى سيحسم الأمرمن الجولة الأولى
دكتور حمزاوى أنت رجل مقدر ،ومحترم الفكر ،والرأى اسحب تلك الدعوة
فلا مجيب لها
تحياتى وتقديرى

تأهيل انتخابي لاستئناف التفاوض الفلسطيني/ نقولا ناصر


(الانتخابات في ظل الاحتلال  لن تغير شيئا لا في واقع الاحتلال ولا في الواقع الفلسطيني، بل تمنح شرعية "انتخابية" فلسطينية فقط لاستمرار الوضع الراهن تجمل وجه الاحتلال)

توجت النقاط الثمانية التي وقعها السيدان عزام الأحمد عن فتح وموسى ابو مرزوق عن حماس في القاهرة الأحد الماضي باتفاق على إجراء انتخابات فلسطينية رئاسية وتشريعية ستة أشهر بعد التوقيع، أي بالتزامن مع الانتخابات الأميركية، التي قاد انشغال إدارة الرئيس باراك أوباما بها إلى تأجيل أي دور أميركي فاعل من أجل استئناف "عملية السلام"، بانتظار نتائجها.
وذلك يذكر بما قاله وزير خارجية السلطة الفلسطينية برام الله د. رياض المالكي للأسوشيتدبرس في التاسع من آذار / مارس الماضي إن أوباما طلب منهم ألا يحركوا ساكنا خلال السنة الانتخابية الأميركية وإن إدارته أبلغتهم بأن أوباما سوف يدفع بقوة لاستئناف المفاوضات مع دولة الاحتلال الاسرائيلي إذا أعيد انتخابه.
والانتخابات، إن قدر التنفيذ للاتفاق الجديد، سوف تؤهل الرئاسة الفلسطينية بشرعية تفتقدها الآن كل المؤسسات الفلسطينية، وتجيز لها مواصلة عملية التفاوض، وهي عملية لم يكن مفاوض منظمة التحرير على كل حال بحاجة إلى تجديد شرعية تمثيله لشعبه كي يواصلها، ولم يمنعه من مواصلتها سوى عدم وجود شريك إسرائيلي لها، وانشغال الراعي الأميركي لها بالانتخابات.
ومن هنا تأكيد الرئيس محمود عباس المتكرر على أنه من دون انتخابات لن يكون هناك أي مصالحة فلسطينية، وتأكيده على أن كل من يكون في حكومة السلطة يجب أن يعترف باسرائيل وينبذ الارهاب، ويشمل ذلك حكومة "التكنوقراط  والمستقلين الانتقالية" التي ستشرف على تنظيم الانتخابات المتفق عليها بالقاهرة الأسبوع الماضي.
إن الانتخابات في ظل الاحتلال  لن تغير شيئا لا في واقع الاحتلال ولا في الواقع الفلسطيني، بل تمنح شرعية "انتخابية" فلسطينية فقط لاستمرار الوضع الراهن تجمل وجه الاحتلال، فانتخابات عام 1996 ذات اللون الواحد - - التي تنافس فيها المتفقون على استراتيجية منظمة التحرير المستمرة حتى الآن مع نماذج مستنسخة سياسيا منهم لكن بوجوه "يسارية" - - قد أطالت في عمر هذه الاستراتيجية العقيمة فحسب.
لقد "مط" الفائزون في انتخابات 1996 شرعيتهم لمدة عشر سنوات وكان يمكنهم مدها لسنوات أخرى لا تعد لولا أن تصفية الراحل ياسر عرفات واستراتيجية "غصن الزيتون بيد والبندقية في اليد الأخرى" التي كان ينتهجها فرضت عليهم الحصول على شرعية انتخابية لاستراتيجية "الحياة مفاوضات" (كما قال عنوان كتاب لكبير مفاوضي المنظمة د. صائب عريقات) التي فرضوها بديلا لاستراتيجيته، فاضطروا لتنظيم انتخابات عام 2006 وهي الثانية فقط خلال عقدين من الزمن تقريبا هي عمر سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني المنبثقة عن اتفاق أوسلو مع دولة الاحتلال.
وعندما أصبحت استراتيجية "الحياة مفاوضات" مهددة بنتائج انتخابات عام 2006 ذات اللونين، جرى الانقلاب على تلك النتائج، مما قاد إلى الانقسام الوطني الراهن، وبالتالي فإن أي انتخابات جديدة تجري إن لم تجدد شرعية مفاوض المنظمة فإنه سوف يجري الانقلاب عليها مجددا على الأرجح ليزداد الانقسام الفلسطيني عمقا واتساعا، وسرطان الاستعمار الاستيطاني اليهودي استفحالا، تحت مظلة شرعية انتخابية فلسطينية في ظل احتلال إسرائيلي غير شرعي.
إن منح الأولوية في اتفاق القاهرة الأخير لتجديد شرعية سلطة الحكم الذاتي عبر انتخابات في ظل الاحتلال بدلا من منحها لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية كإطار وطني جامع يعتمد على الشراكة الوطنية هو وضع للعربة أمام الحصان.
لقد مضت سبع سنوات تقريبا على اتفاق القاهرة الفلسطيني الأول عام 2005، عندما اتفق على تفعيل المنظمة، لكن المنظمة اليوم أكثر تهميشا مما كانت عليه آنذاك، وقد تراجعت أولوية تفعيلها الآن، وكما يستدل من اتفاق القاهرة الأخير، فإن الأولوية فيه هي لتأليف حكومة انتقالية تشرف على تنظيم انتخابات لسلطة الحكم الذاتي، وقد كان هذا هو المطلب الذي أصر عليه عباس طوال الوقت كشرط مسبق للمصالحة، وكان هذا هو هدفه المعلن في كل اتفاقيات المصالحة التي وقعت.
إن اشتراط الانتخابات كممر إجباري إلى المصالحة الوطنية، التي يمكن التوافق عليها كمدخل إلى تفعيل المنظمة أولا دون انتخابات للسلطة، ودون اعتراض شعبي بالتأكيد، يشير بصورة واضحة إلى أن الانتخابات لا تستهدف المصالحة ولا تفعيل المنظمة.
وهدف الانتخابات واضح، فقد أحلت استراتيجية "الحياة مفاوضات" الشرعية الانتخابية محل الشرعية الثورية التي أوصلت منظمة التحرير إلى موقع "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني" المعترف به دوليا، وحولت سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني الإداري المنقوص إلى مرجعية سياسية ومالية بدل مرجعية منظمة التحرير، وهذه الشرعية الجديدة مطلوبة لتأهيل المفاوض الفلسطيني لاستئناف المفاوضات باسم المنظمة.
لقد استخدمت الشرعية الانتخابية للسلطة كمرجعية للشرعية في المنظمة، ومن هنا الحرص على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية للسلطة من أجل منح شرعية للمنظمة كي تستمر في التفاوض.
وتهميش المنظمة ومؤسساتها ودورها، وعدم تفعيلها لاستيعاب شركاء جدد تفوقوا على مجموع الفصائل الأعضاء فيها حتى في انتخابات سلطة الحكم الذاتي التشريعية عام 2006، كان شرطا لاستمرار التفاوض، حتى لو أضعف تهميشها شرعية تمثيل منظمة التحرير لشعبها وبالتالي شرعية التفاوض باسمها.
فتفعيلها بهذا المعنى يتناقض مع استراتيجية "الحياة مفاوضات" التي يعارضها الشركاء الجدد المحتملون، مثل حركتي حماس والجهاد الاسلامي، فهؤلاء الشركاء لن يسمح لهم أبدا بأن يصبحوا جزءا من "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني"، لأنه إن سمح لهم بذلك فإن هذه الاستراتيجية سوف تصبح في مهب الريح، لذلك يسمح لهم بالشراكة في سلطة الحكم الذاتي بحجة أن المفاوضات من اختصاص المنظمة وليس من اختصاصها.  
بعد عودته "للتو" من زيارة لدولة الاحتلال، اجتمع خلالها مع مسؤولين حكوميين منهم مفاوضون سابقون، كتب مؤلف "الخمسة في المائة: إيجاد حلول للصراعات التي تبدو مستحيلة"، د. بيتر تي. كولمان، الأستاذ بجامعة كولومبيا الأميركية ما يلي في الرابع عشر من الشهر الجاري:
"أمر واحد يبدو واضحا: السلام مع الفلسطينيين يبدو مستحيلا. والرسالة التي سمعتها كانت أن الحكومة الإسرائيلية عالقة وموجهة ومحفزة وممأسسة للحرب، ومقيدة اليدين سياسيا بالاحتراب الحزبي الداخلي، وغير مطلعة على تاريخها هي ذاتها في المفاوضات مع الفلسطينيين بسبب هذا الاحتراب، ولا فكرة لديها كيف تتابع في قضايا الخلاف الرئيسية. ويبدو الأمر ببساطة أن حكومة (رئيس الوزراء بنيامين) نتياهو لن تتفاوض على السلام فحسب، بل إنها لا تستطيع ذلك. فالسلام ليس فقط غير موجود على الطاولة، بل لا توجد أي طاولة" للسلام.
لكن هذا الحال في دولة الاحتلال لا يقتصر على حكومة نتنياهو الحالية، فهو ديدن كل الحكومات التي سبقته، خصوصا منذ ولايته الأولى عام 1995 بعد اغتيال نظيره اسحق رابين الذي كان يجب أن يكون اغتياله نذيرا للمفاوض باسم المنظمة كي يدرك بأن تصفية "شريكه" في "أوسلو" قد أطلقت ضوءا أحمر بأنه وقع في فخ عليه أن يخرج منه في أسرع وقت ممكن، غير أنه لا يزال مصرا على أن يستمر أسير هذا الفخ باختياره.
مع ذلك، لا يزال الرئيس عباس يأمل في معجزة تحقق "المستحيل"، ويعتمد "التفاوض" استراتيجية وحيدة لإنهاء الاحتلال وتقرير المصير الفلسطيني، لذا "يتوقع" أن يتقدم الأميركيون ب"أفكار جديدة" لإحياء "عملية السلام" كما قال للنهار اللبنانية الخميس الماضي، ويعتبر، مثلا، اقتراح ألان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي السابق أوائل الشهر الماضي، الذي أطاحت الانتخابات الأخيرة بحكومته، باستضافة باريس لمؤتمر سلام في تموز / يوليو المقبل "فرصة" لاستئناف المفاوضات.
في هذه الأثناء، على تفعيل المنظمة أن ينتظر، وكذلك إنهاء الانقسام، والوحدة الوطنية، والبحث عن استراتيجية بديلة لا تمنح الاحتلال في الأقل شرعية فلسطينية تجمل وجهه البشع بإجراء انتخابات في ظله، إن لم تستطع إنهاءه إلى غير رجعة.
* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com
 

احمد شفيق رئيس مصر القادم/ سري القدوة

هي ارادة الشعب المصري نحترمها بكل تأكيد .. هي ارادة من توحد وعمل من اجل نجاح هذا العرس الديمقراطي المهم في العالم العربي وتجربة باتت هي الاولي علي مستوي العالم العربي وسابقة ستؤسس لمستقبل ديمقراطي عربي سيعكس روح العمل الديمقراطي ليس علي النطاق العربي بل علي المستوي الدولي وسيؤسس لمرحلة عربية جديدة ومهمة ستفرض نتائجها علي العالم اجمع ..

أن مصر هي عيون العرب .. ومن واقع المسؤولية لم ننام في تلك الليلة التي عاشتها مصر حيث تكتب تاريخا جديدا لمستقبل مصر بل العالم العربي اجمع ..

نتائج مذهلة لم يتوقعها المحللون الذين تأثروا في افرازات الانتخابات السابقة حيث صعود التيار الاخواني والتيار السلفي في مصر الي سدة مجلس الشعب المصري وبأغلبية ويعود اليوم الفريق احمد شفيق لينافس في سباق لم يكن سهل مع مرشح الاخوان محمد مرسي ..

تجربة مهمة ستعكس نتائجها علي العالم العربي وأول تلك النتائج ستبرز علي واقع الشعب الفلسطيني الذي يتابع باهتمام بالغ لحظة بلحظة معركة سباق الرئاسة القادم الذي بات يشكل الفريق احمد شفيق اهمية بالغة ولاعب اساسي في مستقبل مصر حيث من المؤكد انه بات رئيس مصر القادم ..
تجربة مصر الثورة تجربة مهمة حيث يبقي ميدان التحرير هو الساحة التي صنعت هذا الانجاز والشاهد الوحيد لصناعة أي تغير حيث ردد الشعب المصري ( الشعب يريد تغير الرئيس ) حقا صنع الثورة .. وكان للشعب الدور الاول في التغير ولا يبدي الشعب المصري قلقا كبيرا تجاه هوية الرئيس الجديد لبلادهم التي يزيد عدد سكانها عن 85 مليون.. فهم كما يقولون عرفوا الطريق لتغير اي رئيس يمكن ان يتنكر لوعوده لهم .. وبات ميدان التحرير هو الساحة التي تحكم مصر .

هذه التجربة التي اسس لها الربيع العربي ستبقي خالدة ومهمة عبر التاريخ وستعكس بظلالها علي العالم اجمع ..
وتبقي ثورة الربيع العربي هي مصدر الهام للعالم اجمع ونور للثورة العربية بل للثورات في العالم وأن الرغبة في التغيير التي ظهرت في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية هي مصدر إلهام اسست له انتخابات مصر العربية ..

أن من يضحي في حياته مقابل التغير حيث صور المتظاهرين الذين يقفون امام الرصاص في مواجهة السلطات القمعية التي غيبت أي مصدر لحقوق الانسان هي صورة اختفت من مصر ولم تعد صورة قائمة من الان حيث المستقبل لثورة واليات الديمقراطية التي يحترمها الجميع حتى الان ..

أن المستقبل هو لمن صنع الثورة وسيتمر الشعب المصري في خوض تجربته الاولي مكتسبا الديمقراطية منهجا وممارسة في حياته السياسية بدلا من اللهث وراء بريق الكراسي وانتهاج القمع كأسلوب للبقاء في الحكم عبر ( مخابرات قمعية ) باتت صورتها النمطية في العالم العربي لا يمكن أن يستوعبها من صنع الثورة وحافظوا علي دماء الشهداء لتتفتح ثورة فكرا ونهجا وممارسة من اجل استمرار قطار الديمقراطية في العالم العربي كأسلوب وحيد في تداول السلطة ..

قطار الديمقراطية ابتدأ من ( ميدان التحرير ) وسيتمر في كل الميادين العربية ولن يتوقف هذا الخيار الذي اسس اليوم لعالم افتراضي جديد وهام في ( العالم العربي ) لخوض الانتخابات وممارسة ( الديمقراطية) لتداول السلطات بدلا من الاستمرار عقود للتربع علي كرسي الحكم .. هذا الشكل القديم للديمقراطية الزائفة انتهي اليوم بعد تجربة مصر التي انتخبت رئيسها بكل نزاهة وحرية مطلقة بغض النظر عن بعض الممارسات التي تتنافي مع قواعد اللعبة الديمقراطية ولكنها انطلقت وستستمر ولن يتوقف قطار الديمقراطية الذي سيجوب كل العواصم العربية دون استثناء احد مهم ..
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

لمن تدق الأجراس الحزينة؟/ عـادل عطيـة

ذهب في طريق الأرض كلها، تاركاً شاطيء المسكونة، مبحراً نحو مداخل الأبدية!
الصحفي، والكاتب، والمؤرخ ملاك لوقا، لوّح بإشارة الوداع، وانضم إلى آبائه!
كم أشعر باللوعة والخسارة المفجعة، بعد أن أبتعد عنا إلى أبعد من حدودي!
وكم هي هشة وعقيمة كلماتي، التي عبثاً تحاول أن تطاول هذه القامة الثرية!
فقد كان اسمه، عنواناً مطابقاً لشخصه، الذي يقرّبك إلى صورة الملاك، بقدر ما تسمح به طبيعته الإنسانية!
وكان متواضعاً بحيث منعه تواضعه من أن يطلب لنفسه ما يستحق من تحية، وتقدير!
عاش لعظمة الكتابة، يكتب بكل صمت، دون اثارة، ولكن بنجاح؛ لأنه كان سيداً على نبض الوقت!
كتاباته، شهادة اضاءة وتنوير في ظلمة الجهل، والتعصب!
ومؤرخاته، تُشعرك بانك تلمس التاريخ بيديك، بعد أن كان مجرد حكايات وكلمات في الكتب!
استاذي ومعلمي على درب الكلمة، ملاك لوقا..
لم تكن عينك مظلمة ساعة رقادك، بل كانت تحمل ذلك النور الذي اجترحه قلمك، النور الذي لن تغلبه الظلمة!
أنت لم ترحل مطلقا..
فحتى تحت التراب، فإن الحياة مستمرة.
أنت في ظل يمنح نوراً..
فموتى الجسد، لا يكونون تحت الثرى، هم بين البشر، واعمالهم تحفظ في قلبنا: ذكرى من أحببنا، وخسرنا!...

صوت العرب في الانتخابات المصرية/ د. مصطفى يوسف اللداوي

 يتطلع المواطنون العرب جميعاً للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المصرية، ويعتقدون بأن لهم الحق في التصويت في الانتخابات المصرية شأنهم شأن أي مواطنٍ مصريٍ آخر، لانتخاب الرئيس المصري الجديد، الأول بعد ثورة 25 يناير 2011، بل الرئيس المصري الأول الذي ينتخب من الشعب مباشرة منذ عهد الفراعنة، إذ لم ينتخب المصريون يوماً رئيسهم، ولم يختاروا حاكمهم، ولم يكن لهم رأي في تعيين ولاة أمورهم، وإن كانوا يباركون تعيين بعضهم حكاماً، واستلام آخرين للسلطة وراثةً أو انقلاباً، فيبايعون الحاكم الجديد، خليفةً أو أميراً، رئيساً أو ملكاً، عاملاً أو والياً، ويؤدون إليه فروض الطاعة والولاء، ويدعون الله له على منابر المساجد، ويؤدون إليه الضرائب، ويدفعون إليه زكاة أموالهم، رغم أن بعضهم لا يكون عن الحاكم راضياً، ولا على تعيينه موافقاً، وقد يكون لمنهج حكمه معارضاً، ولا يؤمن بقدراته ومؤهلاته، إلا أن أحداً لم يكن يملك أداةً للتغيير، أو وسيلةً للاعتراض، إذ أن الموت أو السجن كان مصير المعارضين ونهاية المخالفين.
يعتقد العرب جميعاً أن لهم الحق في التصويت في الانتخابات المصرية، إذ أن الحاكم المصري ما كان يوماً حاكماً لمصر وحدها، وقائداً لشعبها دون غيرها، ومتصرفاً في شؤونها ومدبراً لأمورها وحدها، فمصر التي حكمها عمروٌ بن العاص كانت لكل العرب، وكانت فسطاطها الأولى عاصمةً للمسلمين، ومنها كان يخرج الجند إلى غيرها فاتحين، ومن أرضها كانت تسير قوافل الخيرات إلى أرض المسلمين، ومن بعده حكم مصر ملوكٌ وخلفاء، وأمراءٌ وولاةٌ وعمال، كان لهم دورٌ كبير في رسم خارطة الوطن العربي، وكان لهم دورٌ كبيرٌ في الدفاع عن أطرافه، وحماية تخومه، والذود عن حياضه، والتخطيط لخلق وحدةٍ عربية جامعة، فكان القائد قطز والحاكم صلاح الدين، والوالي محمد علي والرئيس عبد الناصر، وبينهم وقبلهم كثير، ممن حكم مصر، وجعل منها دولةً عظيمة، وكان منهم جوهر الصقلي الذي أعلى بنيان القاهرة، وجعلها قاهرة العرب والمسلمين قبل أن تكون قاهرة المعز لدين الله الفاطمي، حيث كان للقاهرة بعدها وإلى زماننا هذا وربما إلى يوم القيامة شأنٌ كبيرٌ في أمتنا، فقد كانت الرائدة، وفيها القيادة، ومنها الأجناد، التي خلصت المسلمين من غول التتار، وطهرت فلسطين من دنس الصليبيين، ومازالت تحمل عبء تحريرها واستعادتها إلى عمقها العربي والإسلامي.
المواطنون العرب يتطلعون بشغفٍ شديد إلى نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية، ويرون أنها تهمهم كما تهم الشعب المصري، وتؤثر على مصيرهم ومستقبلهم كما تؤثر على المصريين أنفسهم، إذ لا يوجد من المواطنين العرب من يهتم كثيراً بأي انتخاباتٍ عربية أخرى، تشريعيةً كانت أو رئاسية، وإن كانت الأخيرة لا تحدث ولا تجري، ولكن الشأن مع مصر مختلف، فالرئيس المصري الجديد لن يكون رئيساً لمصر وحدها، بل سيكون رئيساً للعرب أجمعين، وعلى عاتقه ستكون مهماتٌ عربية كبيرة، لا تقل في ثقلها وأهميتها عن المهام المصرية الوطنية، فالرئيس المصري الجديد معنيٌ باستعادة دور مصر، ومكانة مصر، فضلاً عن واجبه في تأمين لقمة العيش للشعب المصري، والنهوض بأحواله، وتحسين اقتصاده، وتطوير الحياة المصرية وتحديثها، بما يضمن حياةً كريمة لكل أبناء الشعب المصري، فيكون لهم بيتاً للسكن، ووظيفةً للعمل، ومنتزهاً للاستراحة، وضماناً للغد، وإحساساً بالأمن، وإنهاءً للعشوائيات، وتنظيماً لمختلف مناحي الحياة.
العرب يتطلعون للتغيير ويأملون أن يكون ما بعد الانتخابات الرئاسية المصرية مختلفاً عما كان قبلها، فهم يريدون أن يستشعروا العزة التي كانت، ويفكروا في الوحدة التي سادت، ويستعيدوا الثقة في القوة التي كانوا عليها، والمهابة التي كانت لهم، فقد كان العدو يخشى العرب مع مصر، ويقلق على مصيره في وجودها، ويخاف على أمنه بقوتها، ويحسب ألف حساب لتحرك جيشها، فيقلقه سلاحها، ويشغله سلوك قادتها، فما كان لهذا العدو أن يرتاح ويتمدد استيطاناً، أو يتغول عدواناً واجتياحاً، ويتغطرس سلوكاً وسياسة، لولا أنه أطمأن من جانب مصر، وركن إلى أن قيادتها لن تحاربه، وأنها لن تساند من يقاتله، وأنها ستكون درءاً له وحاميةً لحدوده، وحريصةً على حياة جنوده ومستوطنيه، فاليوم يتطلع العرب أن يأتي رئيسٌ مصريٌ يكون للعرب رئيساً، وللأمة قائداً، يستشعر العزة، فلا يرضى الهوان ولا يستكين على الضيم، ولا ينام على الظلم، يثور للكرامة، ويغضب عند الإهانة، ويرد بقوةٍ وحزمٍ للانتقام ورد الاعتبار.
لو قدر للمواطنين العرب أن يشاركوا في الانتخابات الرئاسية المصرية فإنهم سيشاركون بكثافةٍ كبيرة، وسيصطفون أمام اللجان الانتخابية في طوابير كثيرةٍ وطويلة منذ الصباح الباكر، وسيصبرون حتى يأتي دورهم في التصويت، وسيحتملون الحر الشديد وحرارة الشمس اللافحة، ولن يتأخروا عن أداء واجبهم في التصويت لاختيار رئيسهم الجديد، لأنهم يتطلعون إلى قائدٍ عربي كبير، يدرك أنه قائدٌ لأمةٍ عظيمة، وأنه يملك مقدراتٍ كبيرة، ولديه خيراتٍ كثيرة، وأنه قادرٌ على المنافسة، ومستعدٌ للمواجهة، فهو يركن إلى أجيالٍ عربية صاعدة، عرفت معنى الثورة فثارت، وأدركت قوتها على الفعل والتغيير فانتفضت ونجحت، وأدركت أن من واجبها التضحية والفداء فاستعدت.
إن على الرئيس المصري القادم أن يدرك أنه وصل إلى منصبه بأصوات المصريين والعرب معاً، وأنه ما كان له أن يكون رئيساً لأكبر دولةٍ عربية لولا الثورة المصرية، ولولا جهود الشباب وعطاءات وتضحيات المصريين، وأن الثورة المصرية التي أطاحت بالنظام المصري السابق ما كانت لتنجح لولا أنها كانت ثورة على الذل والهوان الذي ارتضاه النظام السابق لمصر وشعبها، وأن الشعب المصري الذي ثار لكرامته وحقوقه وعزته، فقد ثار أيضاً لقضايا عربية، وانتفض من أجل فلسطين وغزة، وغضب لأجل العرب وقضاياهم، وأبدى غضبته على العدو، وأسفر عن حقيقة عدائه له، وحقده عليه، وتصميمه على تخليص الفلسطينيين والعرب منه، لذا فإن على الرئيس الجديد لمصر، أن يكون وفياً لهذه المثل، وصادقاً لهذه الشعارات، وألا ينقلب عليها، إذ أن الذين انقلبوا على من سبقه حاضرون، وميادينهم واسعةٌ وجاهزةٌ لاستقبال المزيد من الملايين.

ديموقراطية الجزم القديمة/ د. ماهر حبيب

أصبح السلاح المتاح للتعبير عن الديموقراطية المصرية هى سلاح الجزم لأننا ببساطة شديدة نمارس ديموقراطية غير موجودة غير فى خيالنا المريض الذى يصور لنا أى شيئ نفعله بالمعجزة وأى شيئ نمد له أيدينا يتحول إلى ظاهرة لا تقارن وهو نوع من الشيزوفرينيا حيث يصاب المريض بالتهيؤات وتتنوع تلك التهيؤات إلى أصوات أو أفعال وأشخاص غير موجودين بل يحولهم المريض إلى واقع تماما مثلما ذبح مواطن كندى الجالس بجانبه فى الأتوبيس لأنه تهيئ له أنه عفريت يجب القضاء عليه فإستغل نومه وقطع رقبته.

المواطن المصرى عديم الخبرة بالديموقراطية والذى يحبوا فى كى جى وان صور له إعلامنا المريض أنه حصل على الدكتوراة وأن أعلى درجات التعبير عن الرأى هى قذف المعارضين بالجزم ولأن الإناء ينضح بما فيه فبدلا من تحاجج الفكر بالفكر والرأى بالرأى فقد رأى هؤلاء أن أحسن وأرقى شيئ للتعبير عن الفكر هو فكر الجزم ولا مؤاخذة لأن الذى يقذف شخصا بالجزمة لا يعرف غير ضرب الجزم ولأن ثورتنا هى ثورة الفوضى فتصورنا أن الحرية هى أن أعمل ما بدا لى لأن من أمن العقاب أساء الأدب.

ولأن إذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت كلهم الرقص وإذا كان تخصص برلمان الندامة وفكره ينحصر بين الصرة والركبة وإذا كان صبيان المحظورة من عصافير أمن الدولة السابقين وأعضاء لجنة السياسات المتخفيين وأعضاء البرلمان الحاليين قد تفرغوا للقضاء على أحمد شفيق ووصلات الردح وإفتعال القضايا وتسخين الناس من بعبع إخوان طظ فى مصر فماذا نتوقع من ناس لا يملكون من الدنيا إلا الجزم لكى ما يقذفوا بيها معارضيهم.

أنا أفهم إللى مش عاجبه حاجة يعبر عن رأيه لكن مش من حق حد إنه يحدف الناس بالجزم لكن هناك علامة إستفهام ليه الجماعة دول مولعين من شفيق وعندهم إستعداد إنهم يولعوا فى البلد بس شفيق ما ياخدش حقه إللى كفله ليه القانون والإجابة السهلة إللى بيضحكوا بيها على خلق الله إنه فلول .... يا سلام ومين فيكوا ماهواش فلول يعنى عصفور أمن الدولة مش فلول يعنى أعضاء لجنة السياسات المخفيين مش فلول يعنى أعضاء المحظورة ببرلمان 2005 إللى جه بالإتفاق مع جمال وشلته مش فلول يعنى ريسهم إللى كان موافق على جمال رئيس بس بشروط مش فلول يعنى أعضاء النقابات المهنية إللى كانوا من المحظورة والنقابات جزء من النظام إللى كان النظام سامح بيه يبقوا مش فلول يعنى كل وزير وغفير كانوا شغالين لمدة 30 سنة ما كنوش فلول يعنى الصحفيين والمذيعين إللى بيهبروا الملايين قبل يناير وبعده مش فلول ولو كنوا نسيتوا إللى جرا هاتوا الجرايد تنقرا ماهو كل حاجة موجودة ع النت واليو تيوب إرجعوا ودوروا حا تلاقوا الثورجية فلول أكثر من شفيق وموسى.

نفسى لما نعمل حاجة نحاول أن نرتقى لمستواها ونرتفع بأنفسنا فوق تلك التفاهات وقلة الأدب لأن مش معقول واحد يروح حفلة أوبرا لابس شبشب زنوبة أو واحد يروح فرح إبنه ولابس جلابية مقطعه وحافى لأنه رمى جزمته على معارضيه ... يا جماعة هناك فرق كبير بين الديموقراطية وجمعية رمى الجزم المصرية كسفتونا وفضحتونا فى وسط العالم إللى دلوقتى ما يعرفش حاجة عن المصريين المحدثين ديموقراطية غير ديموقراطية الصرم القديمة

آصف شوكت: الرقم الصعب في جوقة الحكم في دمشق/ محمد فاروق الإمام

اللهم لا شماتة فالموت حق ولكن أن نرى هذا الجبار يموت رخيصاً بقطرات من السم تذكرنا بما فعل الله بالنمرود عندما سلط الله عليه حشرة من أضعف الحشرات على الأرض لتكون نهايته عبر خرطومها الدقيق الذي أدخلته في خيشومه، وهو الجبار العاتي المتكبر ليكون عبرة لمن يأتي من بعده ولات من يعتبر فألوا الإفهام درسوا وماتوا منذ زمن بعيد!!
قتل آصف شوكت، نائب رئيس الأركان العامة في الجيش السوري، ورئيس المخابرات العسكرية سابقاً وصهر الرئيس الأسد، وقد ظن نفسه في حصن منيع لن يستطيع ملك الموت هادم اللذات الوصول إليه ولا حتى الاقتراب منه.. قتل في العملية التي أعلن عنها الجيش الحر قبل أيام على لسان ناطق باسم كتائب الصحابة. وأكد الناطق أن العملية نفذتها سرية المهام الخاصة فيها، بعد تخطيط وتحضير عالي المستوى؛ حيث تم تسميم أعضاء خلية الأزمة، ما نجم عن ذلك مقتل ثلاثة أفراد من الخلية على الأقل، وعلى رأسهم آصف شوكت.
ورفعت قريته (المدحلة) التابعة لمدينة طرطوس الأعلام السوداء تنعي ابنها الذي تحدى الله في قوته وعظمته واستباح دماء الناس بلا ذنب اقترفوه إلا دعوتهم إلى الحرية والكرامة.. رفعت قريته الأعلام السوداء حدادا على وفاته بعد أن وصل من دمشق بحوامة إلى طرطوس، ليحط جثمانه في مشفى الباسل، ومن منا لا يعرف اسم باسل ابن الرئيس الراحل حافظ الأسد والذي قضى في ظروف غامضة وكان على عداوة وخصومة مع آصف شوكت الذي تزوج من شقيقته بشرى على غير إرادته ورضاه، ويقال أن آصف شوكت كان وراء مقتله ليتخلص منه وتصفو له الأمور دون منغصات، إلى أن جاءه ملك الموت هادم اللذات فاختطفه بأهون الأسباب وأقصرها، انتقاماً للأرواح البريئة التي أزهقها وللدماء الزكية التي سفحها من أجساد المسالمين الآمنين، واستجابة لدعوات الأرامل والأيتام والثكالى الذين حرمهم من فلذات أكبادهم.
ولد آصف شوكت عام 1950 في مدينة طرطوس على الساحل السوري، وهو شخص غامض، ويقال عن عائلته إنهم من "الرحل" وقد استوطنت في قرية "المدحلة" في محافظة طرطوس.
انتقل سنة 1968 إلى دمشق لمتابعة تعليمه العالي ودرس الحقوق، ولكنه عاد للالتحاق بجامعة دمشق من جديد لدراسة التاريخ، ومن المفارقات أن أطروحته كانت على الثورة السورية الكبرى عام 1925 وزعمائها الريفيين فقط.
تطوع في الكلية الحربية أواخر سنة 1976 وتخرج ضابط "اختصاص مشاة" سنة 1979، والتحق في الوحدات الخاصة وشارك في مجزرة حماة الكبرى، وكان يرأس سرية الاقتحام في الوحدات الخاصة التي كان يقودها علي حيدر، وقد شاركت هذه السرية في اقتحام المنازل في حي "الحاضر" وقامت باعتقالات وتصفيات جسدية من أطفال وشيوخ ونساء!!
آصف شوكت متهم بعمليات خارج سورية أثناء خدمته في سرية المداهمة، منها إصابة سفيري الأردن في الهند وإيطاليا بجروح بعد هجوم بالأسلحة النارية عام 1983، وانفجار قنبلة خارج فندق عمان الدولي في مارس/آذار (1984)، والعديد من محاولات الاغتيال لشخصيات أردنية وقتل شخصيات أخرى في تلك الفترة.
بعد سلسلة من العمليات التي نفذها شوكت، وأظهر إخلاصاً للأسد نقله الرئيس حافظ الأسد إلى القصر الجمهوري "الحماية الأمنية - المرافقة الخاصة"، فأوكلت إلى آصف شوكت مهمة الحماية الأمنية الخاصة للدكتورة "بشرى حافظ الأسد".
وفي منتصف الثمانينيات وانطلاقاً من طموحه وذكائه وبعد لقائه ببشرى الأسد (شقيقة الرئيس بشار) وكانت تدرس الصيدلة في جامعة دمشق وأصغر منه بعشر سنوات، تحولت العلاقة معها إلى حب جارف من جانبها دفعها لترك خطيبها الدكتور محسن بلال، وزير الإعلام السابق وذي السمعة العائلية المرموقة، رغم أن الخطبة كانت بمراحلها الأخيرة قبل الزواج، إذ وبحسب ما روي وقتها فإن بشرى وخلال زيارتها إلى سويسرا لشراء مجوهرات الخطبة التقت مع صديقة سورية لها مقيمة في سويسرا وأخبرتها عن الدكتور محسن بلال إنه زير النساء، ما دعاها للعودة بنفس اليوم بالطائرة التي أتت بها من دمشق وفسخ الخطوبة، متجاهلة علاقة أبيها بخطيبها القوية والوثيقة كونه طبيبه الخاص، ولكن حافظ الأسد حل هذه الإشكالية عندما اعتبر هذا الموضوع قسمة ونصيبا.
واختارت بشرى الأسد آصف شوكت، الذي كان وقتها ضابطاً صغيراً ومن عائلة غير معروفة وتعليمه الجامعي هو كل ثروته وفوق هذا فهو متزوج وله أولاد.
ولكن شقيقها الأصغر باسل عارض هذه العلاقة بقوة، واعتبر شوكت رجلاً غير مناسب، ولكن آصف أصر على موقفه، ما جعل باسل يأمر باعتقاله، وهكذا وضعه الأسد الصغير وراء القضبان ثم أفرج عنه بعد فترة، نتيجة إلحاح أخته وتدخل حافظ الأسد، وتكررت هذه العملية أربع مرات لمنعه من الاجتماع بأخته، ولم تنته عمليات مراقبة آصف وبشرى إلا بموت باسل عام 1994 بحادث سيارة مفاجئ، وبعد سنة واحدة من مقتل باسل نفد صبر آصف وبشرى، وقررت بشرى الهروب مع آصف للزواج منه، وفعلا غادرت بشرى الأسد مع آصف شوكت سراً عن طريق تركيا إلى إيطاليا ليعلما من هناك الرئيس حافظ الأسد وعائلته بزواجهما السري.
لآصف شوكت دور كبير بتهيئة بشار الأسد ليخلف حافظ بمساعدة اللواء بهجت سليمان، وفي عام 1998، أشيع أنه أصبح الرجل الأقوى في سورية وأنه يتدخل بكل كبيرة وصغيرة وخاصة في ملفات الجيش من تنقلات الضباط وتصفيات حسابات شخصية، كما تدخل آصف شوكت في الملف الأمني والسياسي اللبناني.
انتقد شوكت رفعت، عم الرئيس بوجود ماهر الابن الأصغر للأسد الأب فطلب الأخير منه أن يسكت ويكف عن انتقاده، فإن ما يحدث هو شأن عائلي لا علاقة له به، فرد عليه شوكت إنه أصبح جزءا من هذه العائلة، وأصر ماهر على رأيه وأثنى على أخيه باسل وحسن تصرفه بمنعه من الزواج من بشرى، فرد عليه بطريقة لم تعجبه فما كان من ماهر إلا أن شهر مسدسه وأطلق النار على صهره فأصابه في معدته.
عاد بعدها شوكت لدمشق، وتحت وساطة الأسد تمت مصالحته مع ماهر، وبعدها بفترة قصيرة عين نائباً لرئيس المخابرات العسكرية، ويقال إنه هو صاحب القرار الفعلي بينما رئيسه اللواء حسن خليل يبقى الرئيس الاسمي لشعبة المخابرات السورية.
وبعد وفاة حافظ اعتمد بشار في الفترة الأولى من حكمه بشدة على شوكت لتقوية النظام وحمايته، وقيل إنه الرجل الأقوى في سورية من وراء الكواليس، وبعد رحيل حافظ الأسد كان يشغل آصف شوكت رئيس فرع أمن القوات وهذا الفرع مختص بشؤون الجيش وضباطه وعمل على ترتيب الأجواء داخل الجيش ونقل وعزل ضباط لإبعادهم عن أي حركة يقوم بها الجيش.
بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول وتفجير برج التجارة العالمي سارع آصف ولرغبته بتقوية علاقاته مع الدول الغربية لتقديم التبرع باستقبال أي شخص معتقل في أي دولة بالعالم لتقوم أجهزة الاستخبارات السورية باستجوابه، "فالأجهزة الأمنية السورية تستطيع أن تنطق الحجر – وأن تجعل الحمار أرنبا".
وبالنسبة إلى أولاد صدام "عدي وقصي" تم السماح لهما بالدخول إلى الأراضي السورية، ومن ثم تم إجراء صفقة بين اللواء آصف شوكت والأجهزة الأمنية العراقية والأمريكية وبعد مباحثات طويلة تم مصادرة الأموال وتسفير قصي وعدي إلى العراق وإبلاغ القوات الأمريكية بالتنسيق مع أحد التابعين لآصف شوكت عن مكان تواجدهما.
آصف شوكت واحد من أعضاء خلية الأزمة، وواحد من مؤيدي قرار استخدام العنف الشديد في قمع المظاهرات السلمية ضد النظام، ومن تهديداته الشهيرة خلال الثورة قيامه بتحذير حماة باجتياح مدينتهم إذا لم يوقفوا تظاهراتهم ضد النظام قبل اجتياحها وقصفها.
ما دعا أهالي حماة إلى إصدار بيان حينها يشرح التهديد الذي تلقوه، وفي محاولة لوضع العالم أمام مسؤولياته، دون أن يجدي ذلك البيان نفعاً حينها إذ تم اجتياح حماة فعلاً وقصفها وقتل الكثيرين.
وكانت نهاية هذا الجبار ومن معه عبرة وذكرى {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}، فهل يعتبر من تبقى من رموز الحكم ويعودوا إلى رشدهم ويتوقفوا عن غيهم وجرائمهم وبربريتهم ووحشيتهم، ويرضخوا لإرادة الشعب ويسلموا له وينسحبوا بما تبقى لهم من ماء وجه، ويحزموا أمتعتهم ويرحلوا تاركين الشعب ليضمد جراحه على طريقته، ويعيد بناء دولته بالطريقة التي يراها ويطمئن لها، وبأسلوب الحكم الذي يختاره بإرادته دون وصاية من أحد!!

وكأن الثورة لم تقم/ زهير نجاح

 ..وبدأت معركة إعادت النظام اللئيم بعدما سقط الثوار في فخ الجدال العقيم

يبدو وكأن دولة مصر ما بعد الثورة كالمرأة التي خلعت بعلها بعد زواج فاشل مبني على الكذب والكيد، والظلم والفساد والاستعباد، وعانت منه القسوة والجبروت ، فانطفأ نور شبابها وذبلت زهرة حياتها . فالتجأت للميدان لكي تعيش بين أقاربها وتسترجع رونقها ، هناك من يريد أن يرجعها إلى منزل زوجها كما يرجع المجرم الفار من سجنه ، وهناك من أحسن اليها وأخفض لها جناح من الذل والرحمة وأحاطها بالحب والمودة والاحسان لتستعيد عافيتها وتسترد كرامتها وتألقها .
وما هي سوى سنة ونصف حبلى بالتناقض والتشنج أحيانا،والعنف وتصفية الحسابات أحيانا أخرى ،حتى انقطع عن مسمعها قصائد
الحب وأغاني العشاق وبدأ صبر الشباب ينضب، وقد أخذ الغيظ والحنق من نفسه مأخده ، جعلت المرحلة الانتقالية
المتازمة أصلا، محاطة بأسوار من التعقيد والغرابة والكيدية وبدأ يتسرب إلى نفسه اليأس ويسيطر عليه الإحباط ، بعدما بح صوته في المليونيات والإعتصامات ،إدانة منه لما جرى ويجري من سرقة لثورته ومن هول الثكلفة في الأمن والإقتصاد والأرواح، مثلهم في ذلك مثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا .
تحت شعار الديموقراطية وحرية التعبير، ألغي دور الميدان ومنع ممثليه السياسيين من تنفيذ أهداف الثورة والإسهام في خلق نموذج ذلك الوطن المثالي الذي تغنت به الثورة والثوار "عيش، حرية، عدالة إجتماعية "
وبإسم الكرامة واحترام حقوق الإنسان ، كانت تجري أبشع أنواع الإضطهادات والقتل والتعذيب ،محاكمات عسكرية للثوار ، ناهيك عن تمريغ وجه القضاء في الوحل "تهريب ستة أمريكان في قضية التمويل الأجنبي " وقد شكلت وصمة عار ستبقى تلاحق القضاء حتى يطهر نفسه ، وقضية أحمد الجيزاوي وما اثير حولها من اهانة لكرامة المصريين في الخارج
بعدما كان الميدان يجسد رمز الوحدة والتنوع والتوحد ،تهوي إليه أفئدة تواقة للحرية و ناشدي التغييروباعتباره منارة الهدى ووهج الثورة ووقودها وسفينة النجاة التي يتشبث بها الثوار لتعبر بالبلد إلى شاطئ الأمان،أضحى صورة واضحة لكثرة الإئتلافات المتصارعة،والمنقسمة على نفسها والمختلفة فيما بينها أكثر مما تختلف مع العسكر التي تعارضه ، والعصبيات المضطرمة التي تثير الحفائظ ولم تأخد من منجزات الثورة سوى أخطائها ،وخصومات عنيفة تطرق أبواب فتن عارمة لعن الله من يوقظها،وكأن الثورة وسيلة من وسائل كسب الغنائم أو اعتلاء المناصب وليست حالة السمو إلى ارقى درجات الانسانية و بلوغ غاية في الكمال وتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.
ومازاد الطين بلة ذلك الإعلام المتحيز لمصالحه على مصلحة الوطن، ودوره الفعال في تفرقة صف الثوار وإحداث البلبلة، والتجني على الإسلاميين بحملات عشواء لا تبقي ولا تذر ،وانحيازه إلى العلمانيين وغرس نزعة الشك والإحباط وجعل المشاهد والمتلقي أكثر توثر والوضع أكثر إثارة ،قائم على التزييف والتدليس ، القصد منه أن من يرى فيه المواطن منفذا ومخرجا، هو في نفس الوقت سجنا ومحبسا
وصحافة متواطئة لاهم لها سوى البحث عن عناوين كبرى لامعة ولو بمداد العصبيات والتخوين والاشاعات المغرضة، غارقة في خلافات سياسية وموغلة في صراعات ثانوية،أكثر مما تتجه إلى
الوعي بخطورة المرحلة وضرورة توحد كل القوى الثورية لاجتيازها بأقل الخسائر،واشاعة روح التفائل والتفاهم والتوافق على القواسم المشتركة في أجواء من التقة من أجل المصلحة الوطنية ، وترسيخ البنية الثقافية الثورية الجديدة ، فلم تدرك بعد أن الثورة بدأت من أجل الحرية مع الشعور بالمسؤولية والالتزام الوطني ، والعدل وقول الحقيقة أولى لها من مجاملة العسكر وبقايا النظام السابق، فالشعب المصري لن يفضل الاستبداد ومصادرة رأيه على عودة الأمن والاستقرار كما يصور له .
وفي المقابل هناك من أخدته العزة بالإتم وبوقاحة فجة يدعو إلى القطع الحاسم مع ماقبل الثورة بما فيها من ثراث ثقافي ،وانتاج ابداعي من الآداب والفنون ،بدعوى الإنحلال الأخلاقي أوالإساءة إلى الإسلام ، وهو في حقيقة الأمر اساءة إلى الفن والثقافة والثراث وحرية التعبير ،معلنة بذلك عودة يوسف سباعي آخر ،أحد رواد الروايات التجارية الساقطة والسيناريوهات الهابطة ،والذي تولى منصب وزير الثقافة ليكون أداة تنفيذ سياسات البرجوازية البيروقراطية ومخططاتها في المجال الثقافي لتصفية كافة التيارات والقوى السياسية الثورية .
فبدل أن يترصد جزء من التيارالسلفي الفنانين والمبدعين ،يعمل جاهدا بالنقاش الجاد والحوار البناء إلى تحرير السينما المصرية من قبضة البرجوازية الفاسدة، ومن قيود النظام الإنتاجي المتبع وجعله أكثر استقلالية ،والدفع به كأداة لصالح النهضة المجتمعية تكون أكثر التصاقا بالواقع وانخراطا في صراعاته اليومية ،مرتكزة على مواقف نقدية تمتد إلى جدور المشاكل وليس من السطح كما جرت العادة ، وطرح البدائل الناجعة والامثلة النمودجية ،بدل التسطيح والترفيه ودغدغة المشاعر وتهييج الغرائز والترويج للثقافة الاستهلاكية .
كل هذا وغيره أدى إلى تشويه الثورة وطمس معالمها التي أزهقت فيها النفوس الطاهرة واعتقل شبابها في غياهب السجون وتحمل ما لا يطاق ،في حين ترك الباب مشرعا للنخبة المسيطرة أو البرجوازية البروقراطية التي تمتلك الإعلام وغالبية الصحف وتترأس الوزارات ، وعلى رأس والمحافظات تعمل جاهدة على الإبقاء على هذه الحالة الفوضوية، إن لم يكن تفقيم وتعميق حدتها بمساندة ودعم العسكر وحكومته الضعيفة وبمباركة القضاء المسلط في وجه كل من يقف في وجه الفساد او محاربة المفسدين، وبالتالي أخلي الجو من امكانيات التصدي للفلول الذي أدمن نهش الأعراض والبلطجة والحنين إلى السنوات العجاف كلها فساد وسلب واحتقار للشرفاء. فلم تستطيع الثورة المسكينة أن ترى دماء عشاقها تراق كقرابين لها في ميادين ماسبيرو،محمد محمود، مجلس الوزراء، ملعب بورسعيد و العباسية حتى خارت قواها جراء هذا الشقاء وذلك البلاء وضاعف حزنها وسقمها بعدما ضاق الميدان ذرعا بالخلاف بدل الإختلاف وتنازع الأهواء وضيق الأفق ، وبدل أن يعترف كل المختلفين بالآخر ببعض الحق والتلاقي حول خارطة طريق للمرحلة الانتقالية وترتيب أولوياتها لجئوا إلى أضعف الأسلحة وأهونها وهي العصبية المفرطة والإستقطاب المحتدم مما قضى على بقية ماكانت تضمره في نفسها من الآمال والأحلام، وأصبح الميدان الذي كان بالأمس عرس من أعراس الحرية والكرامة والديموقراطية،مأتم الشهداء وصراخ الثكلى وأنين الجرحى لا يهدأ غضبه ولا يخبو زئيره
Reda_madrid2007@hotmail.fr

شفيق والمجنون وبرلمان العيلة!/ مجدى نجيب وهبة

** ساعات قليلة تفصلنا عن الصعود والسقوط .. تفصلنا عن النتائج الرئاسية ، فهى الخيط الرفيع الذى يربط بين النجاة والموت .. فإما أن تأتى النتائج كما يريدها الشعب المصرى بحق ، وهو فوز الفريق "أحمد شفيق" .. ليس بصفته مواطن مصرى حر شريف فقط .. ولكن بصفته رجل عسكرى ، صلب الإرادة ، طاهر اليد ، نقى القلب .. وهذا هو رأيى الشخصى فيه ، والذى أؤمن بكل كلمة أكتبها .. فمصر ما أحوجها اليوم إلى رجل عسكرى قوى الإرادة أيا كانت أخطائه .. ولكنها فترة لا تقبل القسمة على إثنين .. لا يخشى الإرهاب أو البلطجية .. بل يؤمن بأنه سيواجه الحيات والأفاعى والعقارب ، وسيعيدها إلى جحورها ، وسيخرجها من الكهوف التى يلجأون إليها لكى يدوس عليهم الشعب المصرى .. وسيطارد الذئاب الجائعة ، والكلاب الضالة .. لكى يطهر مصر من عوائهم !!! .. نعم .. نحن فى أشد الإحتياج إلى تولى الفريق "أحمد شفيق" رئاسة الجمهورية ..
** أما البديل الأخر .. فهو أن تأتى النتائج كما يريدها المتأمرين والإرهابيين ، والمنظمات التخريبية .. وهى معروفة بالإسم .. كما تأتى النتائج كما تريدها بعض الأنظمة الفاسدة ، التى تعلم أنها مجموعة من الأقزام .. تتأمر على أعظم دولة فى الشرق الأوسط ، وتتستر بالظلام .. فإذا ، لا قدر الله ، حكم مصر أحد الرموز المتأسلمة .. فنقول عليه العوض ومنه العوض فى أخر فرصة للنجاة تعلق به قلوب المصريين .. وسوف يعلن الطبيب المعالج أن مرض السرطان فى الدم .. تمكن أخيرا من جسد هذا الوطن .. وإستسلم له الجسد ، ولم يعد لديه رغبة فى المقاومة .. وأيام قليلة ، بل ساعات معدودة .. وتفصل الأجهزة المتصلة بالجسد المريض ، وأجهزة التنفس الصناعى لتعلن شهادة الوفاة الرسمية للوطن "مصر"!!! ..
** وأكررها .. كما سبق أن كتبت فى عشرات المقالات أن المسئولية لا يتحملها إلا المجلس العسكرى .. ولا تقولوا أن الشعب إختار .. لأن ما تم من عملية تزوير فى الإنتخابات البرلمانية السابقة .. تؤكد أن هذا الشعب المصرى أمام محترفى تزوير .. وليس أمام أى إنتخابات حرة نزيهة ..
** بدأت ظاهرة شاذة تنتشر فى الشارع المصرى .. يقودها أحد نواب البرلمان الذى يبدو أنه أصابته لوثة عقلية أو بوادر جنون .. بعد أن إكتشف أن الأوراق التى قدمها ضد الفريق "أحمد شفيق" لإرهابه ، وتحويله إلى النائب العام للتحقيق معه ، والضغط عليه لكى يتنازل عن ترشيح نفسه .. هى أوراق فاشينكية .. فقرر فجأة وبدون مقدمات .. وظل يبرق .. ثم يبرق .. ثم يبرق خلف نظارته .. وطالب مجلس الشعب ، أقصد "مجلس العيلة" .. بعمل إجتماع فورا للعائلة لإصدار فتوى سريعة المفعول لوقف حملة الفريق "شفيق" ، وإبعاده عن إنتخابات الرئاسة .. بل وطالب بعقد جلسة طارئة لمنظمة الأمم المتحدة ، وهيئة اليونسكو ، وجمع السفارات فى كل دول العالم ، ووكالات الأنباء ، والإعلام ، ومسئولى الفضائيات .. كما طالب بحضور رئيس الحكومة "الجنزورى" ، ووزير الداخلية ، والسيد وزير الإعلام .. لسؤالهم ، كيف سمحوا كل هؤلاء للفريق "أحمد شفيق" بالترشيح ، وهو من "الفلول" .. (على فكرة ، كلمة "الفلول" دى حاجة بتصيب الإخوان بالذعر ، أول ما بيشوفوها .. بس السر لم نصل إليه بعد ) ..
** لقد ذكرنى هذا المشهد بأحد الأفلام للفنان الراحل "شكرى سرحان" ، و"عبد الفتاح القصرى" ، والسيدة "علوية جميل" ، والفنانة القديرة "ماجدة" .. وهو فيلم "بين إيديك" عندما كان "شكرى سرحان" يؤدوى دور "رجب " النجار ، وأراد عمها أن يزوجها حتى لا تذهب الثروة بعيدا عن العيلة .. فكان كل ربع ساعة يعقد إجتماع للعيلة بخصوص هذا الزواج !!!! ..
** نعود للمشهد ، ومطالبة هذا النائب بعمل إجتماع فورى ، وعاجل ، وهام لسؤال الحكومة عما تقوم به من عملية تزوير وتزييف مبكر للإنتخابات الرئاسية ، لمصلحة "أحمد شفيق" .. وإرهاب وزير الإعلام ، وتخيره بين إستمراره فى الوزارة أو إقالته فورا عن طريق مجلس العيلة ، ومطالبة وزير الإعلام بإصدار أوامره فورا لكل القنوات الإعلامية بعدم السماح للفريق "أحمد شفيق" بالظهور فى الشاشة الصغيرة .. لأن ظهورة يسبب حالة صرع وهياج للنائب .. ولمجلس العيلة !!! ..
** أما من السخافات الساذجة أن يصر النائب إياه .. ذات العيون الجريئة ، على إتهام الفريق "أحمد شفيق" بأنه كان يدير موقعة "الجمل" ، بل ويشرف عليها .. "هذه الموقعة كتبت أكثر من مرة أن لا أساس لها ، وهى موقعة وهمية للإيقاع بكل أعضاء الحزب الوطنى السابق ، ورجال الدولة الذين لهم مواقف ضد الجماعة" !!! .
** وينطلق النائب إياه .. ويعلن أننا مقبلون على أخطر أيام فى تاريخ مصر منذ سبعة ألاف عام .. فإن المصريون يحلمون .. وقوى الشر تريد أن تجهض هذا الحلم .. وقال أن عمله ، وعمل مجلس العيلة ، هو تحقيق حلم الشعب ، ومواجهة من يريد إغتيال أحلامهم .. بل وزعم أن مجلس العيلة هو المجلس الوحيد الذى يملك القدرة على مواجهة هذه الفلول !!!....
** والحقيقة بعد هذا البيان الحنجورى .. يحتاج الشعب المصرى إلى وقفة مع النفس .. والرد على هذه المهاترات .. ليعرف هذا النائب ، ومجلس العائلة التابع له .. أنه هو ومجلسه .. هم الذين سيدمرون أمال هذا الشعب .. ونتمنى أن يخرج المشير فى خطاب شعبى جماهيرى .. ليسأل الشعب ، ويعرف مدى رغبة الشعب فى هذا البرلمان الذى يريد الشعب إسقاطه ، وسيعرف هذا النائب وبرلمان العيلة ، أنهم غير مرغوب فيهم .. وأن هذا البرلمان بنى على باطل ، وبالتالى فهو باطل ، ولا وجود له فى الشارع أو فى قلوب المصريين ... بل ونطالب السيد المشير ، أو من ينوب عنه أن يكشفوا فى خطاب جماهيرى ، يراه العالم أجمع .. من هو الطرف الثالث ، أو اللهو الخفى الذى يدبر المؤامرات ، ويدبر الإغتيالات .. فلهم مئات الملفات ، وجرائمهم الإرهابية أزكمت الأنوف ، وتعدت كل الأعراف فى حق الوطن .. وفى هذه اللحظة نعلم جميعا أن المجلس العسكرى سيسمع كلمة الشعب .. وسيعرف من هو الشعب الذى يتحدث الغوغاء والإرهابيين بإسمه .. بل وسيعرف العالم كله من هم الذين يحاولون إسقاط حضارة سبعة ألاف عام !!! ...
** كلمة أخيرة أتوجه بها للمجلس العسكرى .. إن ما يحدث فى جميع الدوائر الإنتخابية ، وما يلاقيه المرشحين من محاولات بعض البلطجية لإفساد مؤتمراتهم ، وتقديم أنفسهم للناخبين .. والخروج بلافتات تدعى أنهم لا يرغبون فى وجود هؤلاء بينهم .. نرجو من المجلس العسكرى أن يقبض على كل البلطجية ، ومعرفة من يحركهم ، ومن يدفع لهم بالأموال .. لتنفيذ هذه الهتافات الإجرامية ضد المرشحين ، وقذفهم بالطوب والحجارة والأحذية .. فهذا شئ يندرج تحت لفظ السفالة والإرهاب .. مما يدل على أننا مقبلون على فوضى بكل معنى هذه الكلمة .. فليس الإشراف على اللجان الإنتخابية هو المطلوب فقط .. بل حماية الناخب أثناء تقديم برنامجه الإنتخابى ، وتواجده وسط الجمهور ..
** رسالة أخيرة هامة جدا للمجلس العسكرى .. نرجو أن يتسع صدركم لقراءتها جيدا .. إن هناك خطة وسيناريو معد فى حالة سقوط المرشحين الإسلاميين وحل البرلمان ... سيتحرك هذا السيناريو من سيناء ... لإسقاط الدولة المصرية ، ويستخدمون كل الطرق من بلطجة وإرهاب ، وسيدعمهم من الداخل الحركات التخريبية ، وميليشيات الإخوان .. حتى يكون هناك ثغرة لتسلل أنظمة إرهابية بالكامل داخل مصر لإسقاطها .. وربما تكون هذه الفرصة مواتية ، لأن تجتاح إسرائيل سيناء ، وأن تنفذ ما تريد تنفيذه ، وأن تستوطن جماعة غزة ، أرض سيناء .. وبذلك ينتهى السيناريو الذى يخطط له منذ فترة .. فهل المجلس العسكرى ، يعلم كل ذلك .. أرجو أن تكون الرسالة وصلت .. وأن يكون المجلس على أهب إستعداد لمن يغدرون بالوطن للوصول لتحقيق مأربهم !! .. حمى الله أرض مصر .. وحمى شعبها من كل المؤامرات والدسائس ...
صوت الأقباط المصريين

يا خوفى يا بدران/ د. ماهر حبيب‏

يا خوفى يا بدران
مرسى : لو تأكدت من حدوث تزوير فى الرئاسة سأدعو الناس لثورة جديدة
خالد علي: سأقبل نجاح أي مرشح حتى لو كان «فلول».. و«الثورة الثانية» قادمة
مظهر شاهين: سنقطع يد من يعبث بصناديق الانتخابات الرئاسية
1
أكد طارق الزمر، القيادي في حزب البناء والتنمية، التابع للجماعة الإسلامية، أنه في حال نجاح الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي، ستشهد مصر ثورة جديدة، مؤكدا أنه في حاله وصوله لرئاسة مصر، فإنه يجب على المجلس العسكرى أن ينتظر الثورة الثانية.
البلاوى دى عينة صغننة من عناوين الأخبار للبهوات إللى مفروض يكونوا نجوم سياسة لكن لو إتطبق عليهم القانون بجد مكانهم لومان طرة لأن هناك إللى بيقول لك لافيها لأخفيها وعلى جثتى لو فاز فلان بالإنتخابات  كل ده تهديد للناس وتحريض بالعنف و تسخين البلطجية علشان يكملوا مهمتهم إللى بتحصل اليومين دول وبيشيلوها للفلول وبكده الثورة بتاعتهم بقت يا أنا يا الخراب يعنى عاوزين يكسبوا بالذوق والعافية حتى لو عملوا حرب أهلية مش برضوا أنصارهم عملوا حرب أهلية فى العراق وعملوا مدبحة كبيرة تقف مذبحة القلعة جنبها وتقول تعظيم سلام ومش برضوا أنصارهم قلبوا ليبيا عاليها واطيها وأحبابهم فى السودان طبقوا الشريعة وقسموا البلد نصين ففيها أيه لو عملوا مجزرة جديدة فى مصر علشان يخربوها ويقعدوا على تلها.
من ساعة الوكسة بتاعت يناير والبلاوى عماله تتحدف علينا أرباب السجون بقوا رؤساء أحزاب أعضاء جماعات الإرهاب إللى كانت بتوزع القنابل فى شوارع المحروسة كأنها بومبونى فى التسعينات بقى ليهم حزب وأعضاء فى برلمان الندامة قتلة السياح فى الأقصر بيتعمل لهم قانون مخصوص علشان ياخدوا براءة قتلة المحجوب برضه مطلوب الإفراج عنهم قتلة فرج فودة بقوا نجوم المجتمع كل ده ولسه فيهم حيل وليهم عين علشان يلطشوا كرسى الرئيس علشان بعدها يعينوا القتلة وسفاكى الدماء وزراء ومحافظين.
بس إللى ينقط هو الناس إللى ساكته على الهطل ده ويا خوفى يا بدران لايكون إنتخابات الرئيس أخر الإنتخابات لأننا جبنا الإنتخابات ونسيت أجيبلك الدستور وزى ما بدران قال لأدهم الشرقاوى أنا جبتلك الفطور ونسيت أجيب لك العشا قالوا يا خوفى يا بدران لايكون ده أخر عشا وفجأة داس ع الزناد طلع العيار طايش لا أكل فطوره ولا إستنى ميعاد عشا  فالظاهر إن الجماعة دول حا يخلصوا على مصر قبل الدستور ما يطلع ويمكن قبل نتائج إنتخابات الرئاسة.
باقى كام يوم على الإنتخابات الرئاسية بمصر ولكن الفار بدأ يلعب فى عبى بعد النتائج الأولية لأصوات المصريين بالخارج لأن فيه ناس كتيرة من حزب الكنبة كانت فاكره إن التيار إياه مش حا يحصد حاجة لكن واضح إنهم حايكوشوا على البيعة وخصوصا لو بصينا على الأخوة المصريين بالخليج بيتنخبوا مين وطبعا لو المرشح الإستبن أو أخوه فى الجماعة كسبوا الإنتخابات إحنا لا حا نعمل ثورة ولا حتى حا نقدر نفتح بقنا ساعتها نسيب لأعضاء التكفير والهجرة يحكموا البلد وإحنا نرتب حزب التفكير فى الهجرة بجد مش هزار وأنا أضمن لكم إنضمام خمسين ستين مليون مصرى فى الحال ونسيبها لهم مخضبة بالدماء إللى ما يعرفوش غيرها وعوضى وعوضنا كلنا على الله فى مصر المخروسة المحروسة سابقا

المالكي دكتاتورا!/ محمد الياسين


لم يعد المالكي كما عهدناه سابقا بإرتداءه قناع ديمقراطية مزيف قبل ان يصل رئاسة الوزراء ، إنفراد المالكي بالسلطة يعود بذاكرتنا إلى الوراء نستحضر فيها معاناة شعبنا من نهج دكتاتوري نهجته الانظمة التي حكمت العراق بحديد ونار، وعود السيد المالكي ومن معه وعلى شاكلته قبل تمكنهم من سلب مقاليد حكم العراق بقوة الاجنبي المحتل دحضتها افعالهم وسياساتهم الاقصائية العدائية ، التي عادت بالعراق إلى عقدة دكتاتورية السلطة وإنفراد حاكم بصناعة القرار .
وضف المالكي ميزانية العراق في شراء ذمم ساسة وشيوخ عشائر ورجال دين و وجهاء وأنشئ قوة ضاربة عبر تكوين أجهزة أمنية قمعية مهمتها تثبيت دعائم سلطة بوليسية يقودها وترتبط مباشرة بمكتبه يلجأ إلى استخدامها بضرب خصومه ومنافسيه السياسيين ، كما حدث بقضية الهاشمي وسيحدث مع أخرين ، طالما أستمر المالكي بالسلطة ، وتسييسه علنا للقضاء في تلفيق قضايا جنائيه وفساد ضد خصومه ومطاردتهم بذريعة القانون!. تحييد المالكي مفوضية الانتخابات عن القيام بمهامها الدستورية عبر فبركة نال بها من رئيس مفوضية الانتخابات ونائبه من اجل " تجنيد" المفوضية لصالحه في الانتخابات القادمة! ليستكمل بولاية ثالثه مشروعه في بناء دولة "خوف وفساد " يحكم بها العراق .
تلميحات المالكي بتجميد الدستور تُعبر عن رغبته في القيام بتصفيات سياسية جديدة عبر اطلاق يد اجهزته الامنية والاتجاه اكثر نحو تصعيد الازمة وعسكرة الصراع السياسي .
Moh.alyassin@yahoo.ca

يوم انتصرت الزغرودة/ جواد بولس


يوم الاثنين، الساعة السابعة والنصف صباحًا، في باحة سجن الرملة الكبير لا أثر لوداعة الصباح. في كل زاوية خيبة واكتظاظ يزيدني عصبيّة وهذه تفقدني ما أحتاج إليه من قوة وتركيز. ينقذني حظي وحجم سيّارتي. أريحها وأهرول.
فجأة ينتابني شعور بأنني لم أقفل أبوابها، لكنّني، وليس كما في كل مرة ينتابني هذا الشعور، أتقدّم باتجاه بوابة السجن، فوراءها تنتظرني "جهيزة" عساها تبدد ليل الشائعات الذي كان ثقيلا.
لم أنم ليلة الأحد، وكان أرَقي فيها أكثر من أرَق الليالي المألوف. على مدار ساعات أمطرني أصدقاء وأهالي الأسرى وصحفيون "بأخبار" وصلتهم وأكّدت بأن ثائر حلاحلة قد استشهد، وفي روايات أخرى كانت الشهادة نصيب بلال ذياب وقلة قالت إنه حسن الصفدي. لا أعتقد أنّنا قوم يتميّز بصناعة الشائعة أو نتفرّد بأنماطها وطرق تلقّيها أو الحرص منها، لكنّني على يقين أنّنا أبطال نجاري باقي الأمم، في هذا المضمار،  ولنا حيّز في الصدارة.
لم أنم في تلك الليلة. خفت من صباحها أن يكون بلون الدم وبطعم الخسارة في بدل الوقت الضائع. فليل الشائعات طويل وصباحه من ضباب.
ببعض من استغراب يرد علي السجان التحيّة ويحاول إنهاء الإجراءات بسرعة، فلولا الضرورة والأهمية لما حضرت في مثل هذه الساعة .في مدخل المشفى سجّان لم أقابله من قبل. من ردة فعله الأولى عرفت أنه لم يفق بعد من وردية ليله الهادر. أمامه وقفت وهو كأنّه "نيجاتيف رجل"، مرّت الدقائق، ببطء كالثلج يذوب ويحرق أطراف أعصابي. لم أحتمل. فجأة، صرخ خوفي فأخافه فاستدعى مسؤولَه وكان فرج.
جميعهم كانوا هناك. قابلتهم واحدًا تلو الآخر. بسماتهم، كنجمات الليل، أطلّت من خلال ضباب فبدّدته. بسمة معها ينسلّ قلقي ويرحل. بحناجر متعبة روى كل واحد سيرة الساعات الأخيرة، قصصًا عن سفر على غيم وغفوة وعن عودة للروح والوعود، كانثيال النور في السبت العظيم. إصرار على حريّة هي أقوى من قيد ومن سجن، وعلى حياة هي أخلد من ظلام. ليل الشائعات هُزم وانتصر الصباح. غادرتهم وعرفوا أن النهار هذا حاسم، والمساء سيكون، ربما، كما يتمنى العاشق وتطيب للناسك صلاة.
من هناك أخف إلى رام الله. أُطمئن قلقين ونتابع تداعيات اللقاء بين لجنة مصلحة السجون الإسرائيلية واللجنة العليا للإضراب. بعد العديد من الاتصالات والاستفسارات نفهم أنّ اتفاقًا قد وقّع بين الأطراف وأن الإضراب انتهى.
الساعة السابعة مساءً. أنا في بيتي. يهاتفني مسؤول من مصلحة السجون الإسرائيلية ويخبرني أنّه سيتوجه من سجن عسقلان إلى سجن الرملة لمقابلة "نزلاء" مشفى السجن هناك. يطلب منّي أن أحضر وذلك بناءً على طلب الإخوة في اللجنة العليا للإضراب الذين هم بصحبته. أوافق بعد استشارتي من أثق.
الساعة الثامنة والنصف ليلًا. ما زالت باحة سجن الرملة هناك. وكما في الصباح كذلك في الليل، لا أثر للوداعة. المكان خال من السيارات، والظلمة توحي بعيون خفيّة تراقب وتملأ الجو ريبة. في مدخل السجن ينتظرني ضبّاط بلباسهم الرسمي. ندخل، معًا، إلى بطن "الحوت".
أبواب حديدية تُفتح. لم أعدّها لكنّها لم تكن كافية لحبس الألم ولا أمل من لن يقايضوا ولن يهينوا. لم تتح لي، في الماضي، فرصة لأزور المكان من الداخل. انتابني شعور غريب، كنت فيه حرًا بالمطلق، دمي تدفّق وكأنّه خارج شراييني. قوة لم أشعر بها من قبل سكنتني، اختفى من داخلي شعور الخوف وكأنني صرت مخلوقًا من خرافة وطين. لا قيمة لشيء فكل شيء عندك فإما أن تربح وإما أن تربح والخسارة، لا محالة، لغيرك. فأنت وأنت والسماء ولك الحياة ولهم خوف الناموس من الريح وصكيك الحديد على الحديد. ليلك ليل المظلومين، حنين وسحر، وليلهم ليل الظالمين، خوف وسهر.
مشيت وأحسست بثائر وحسن وعلى الجدران، لاح حنينهم مخطوطًا: ما نفع الحياة بدون حريّة! وفي كل حنايا المكان صدح الصوت: وما نفع الحريّة بدون كرامة. هكذا كان الصوت حرًا والحنين سابحًا رغم أنف الأبواب والقهر.
بعد لقاء قصير، فيه تعرفت على "المضيفين"، انتقلت إلى غرفة فيها ثلاثة من أسرى الحرية (جمال، جمعة وبسّام). ثلاثة ينوبون عن اللجنة العليا لقيادة الإضراب. بحرارة وحب يعانقونني وفي صدر كل واحد أودع قطعة من قلب وشوقًا كبيرًا. معًا ننتقل إلى الطابق الثاني. ندخل إلى غرفة كبيرة تشبه مكتبة معدّة لطاقم السجن. هناك نجد الستة فرسان. كل واحد في كرسيه المتحرك. يجلسون وعلى وجوههم تعب كثير. يحاولون أن يخفوا لونهم المصفرّ من شوق للورد وشح في ضوء القمر. يفاجَأون برفاقهم. ويفرحون كما يفرح المهاجر في حضن الوطن.
طال اللقاء. شرح الإخوة الثلاثة تفاصيل الاتفاق الذي وافقت عليه إسرائيل وعن دور مصر في عملية التفاوض وكفالتها لتطبيقه بما يتماشى والتفاهمات بين الدولتين. خشي المضربون من غدر إسرائيل ونكثها بالوعد وتوجسوا كذلك من عدم التزام المصريين بما كفلوا وما ضمنوا. ستة ما استسهلوا قبول ما طلبه رفاقهم، وخافوا من أن يذهب صمودهم سدى. ستة عرفوا أنهم يواجهون الموت في كل لحظة وما هابوا. وثلاثة وأكثر أعلنوا: لا نريدكم إلّا  أحياءً، فلقد وهبتم فلسطين مفخرةً وسطرتم أغلى قصيدة للحياة وللشرف والعزة، لقد انتصرتم على جلّادكم وعرّيتم خزيه ووهمه. أنتم أحرار. قريبًا سيعود كل واحد منكم إلى بيادر أحلامه وإلى أحضان أحبابه، ستعودون إلى وطن هو بحاجة لأمثالكم، فبكم ومعكم لفلسطين حياة.
كانت ليلتنا طويلة ومرهقة. وكنت شاهدًا على من سيكونون، بعد تاريخ، أبطال سيَر ومواضيع بحث، يدقق أصحابها ويجادلون إن كانوا أشخاصًا من لحم أو ظلال أحلام أو أساطير ذاك الزمان.
في ساعة سَحَر نديّة زغردت أم حينما سمعت البشارة من ابنها، وبكت فقد كانت هي صاحبة الوعد والميلاد. على هدير زغرودتها تركت السجن وتركت فيه أحرارًا ينامون على ورد وغيم وزند مستقبل وارف، وفيه تركت أشباحًا ستبقى ظلالًا لتاريخ باهت، وذاك في يوم انتصرت فيه زغرودة أم فلسطينية على صوت الحديد والوهم.

_______________________________________
جواد بولس - كاتب ومحامي متخصص بالدفاع عن سجناء الحرية الفلسطينيين
jawaddb@yahoo.com

رحيل رجل القبضة الحديدية العادلة زكريا محي الدين/ أنطوني ولسن


رحل عن عالم الفناء إلى عالم البقاء السيد زكريا محي الدين رجل القبضة الحديدية العادلة عن عمر يناهز الـ 94 عام بعد أن خدم مصر بأمانة وإخلاص . نطلب له الرحمة ولآله ومحبيه الصبر والسلوان .

يبقى تساؤل لماذا أنعية ولم أكن لا جنديا في الجيش المصري " لم يصبني الدور " ، ولا رئيسا أو مديرا لأي إدارة في وزارة الداخلية  ، لكن كنت موظفا مدنيا عندما تم إنشاء قسم البطاقات الشخصية والذي كان تابعا لمصلحة تحقيق الشخصية في عام 1955 .
بعد أن بدأ العمل خارج القاهرة في " المدريات / المحافظات بعد ذلك " إنتقل أحد الزملاء للعمل في أحد هذه المراكز خارج القاهرة بعد أن تم تدريبه بالقسم نفسه " قسم البطاقات الشخصية " وكان إسمه حلمي يونان . طبعا في ذلك الوقت والزمن لم يكن هناك هذا التميز بين الناس الذي نعيشه في مصر منذ عهد السادات وإلى اليوم مع الأسف .

بعد فترة وصلنا خبر وفاته على اثر حادث وقع له وهو متجه إلى عمله فوق دراجتة  بسيارة كانت مسرعة ولم يستطع السائق تفادي الحادث .

فوجئت برئيس قسم البطاقات " ضابط شرطة " يستدعيني إلى مكتبه ويخبرني بالحادث ويطلب من الذهاب إلى الوزارة لمقابلة وزير الداخلية السيد زكريا محي الدين / رحمه الله .

وصلت إلى الوزارة وقدمت نفسي لسكرتير معالي الوزير الذي طلب مني الجلوس وذهب لإخبار معاليه بوصولي .

مضت فترة قصيرة وسمح لي بالدخول إلى مكتبه وما أن رآني وقف مادا يده مصافحا ومعزيا لوفاة الزميل " كما وصفه " حلمي يونان على اثر الحادث الأليم ثم طلب مني الجلوس .

كان أمامه فوق المكتب ظرف أخذه وفتحه وأخرج من داخله شيكا ماليا بأسم والدة المرحوم والمتوفي زوجها ولا معين لها غير إبنها الذي فقدته أيضا .

نهض سيادته ومد يده بالظرف والشيك ليسلمهما لي . بعد أن أخذت الشيك والظرف طلب مني إبلاغ السيدة والدة المرحوم بتعزية سيادته شخصيا وجميع الزملاء بالوزارة ، وأيضا أن تكاليف "الدفنة" ستكون على حساب الوزارة . كذلك سيصرف لها معاشا شهريا طوال حياتها .

شكرته على إهتمامه الشديد . مد يده مصافحا .. وعدت إلى عملي  وسمح لي مع زميل أخر مسلم للذهاب إلى السيدة والدة المرحوم لتعزيتها وتقديم تعازي سيادة الوزير ومدير قسم البطاقات والزملاء .

مرت الأيام والسنون ونقلت إلى قنا كرئيس لمكتب بطاقات قنا بعد وعد من المدير العام الذي أقسم بشرفه أنني سأعود بعد 3 أشهر ، لكن يبو أنه كان ضعيفا في الحساب فقد إمتدت الفترة إلى مايقرب الـ 4 سنوات . وكان من الطبيعي فصلي من مدرسة الخدمة الأجتماعية التي فضلتها على دراستي للحقوق بجامعة القاهرة . فأصابني الأحباط وسلمت أمري إلى الله وتزوجت وأنجبت زوجتي إبنة جميلة ، ثم ولدا إفتكره الله صغيرا جدا ( 10 ) أشهر  . بعد ذلك رزقنا الله بولد آخر ويوم مولده دخلت أطمئن على الأم والمولود فوجدتها تدمع . سألتها ماذا حدث لا سمح الله ؟ فجاءت إجابتها مفاجئة لي . طلبت مني أن أكمل دراستي الجامعية مثل شقيقها زميل الدراسة الثانوية من أول أولى ثانوي حتى السنه الخامسة الثانوي نهاية المرحلة الثانوية . نظرت إليها ، ثم نظرت إلى المولود وأقسمت لها بالمولد أنني سأبدأ الدراسة من الليلة لأحصل على الثانوية العامة أدبي نظام 3 سنوات في عام واحد . كان ذلك في بداية شهر يناير من عام 1964 . وبالفعل نجحت وتقدمت لمدير المصلحة " مصلحة الأحوال المدنية " بطلب للسماح بي الألتحاق بالجامعة ولكنه أصر على أن أعمل في مكان لا توجد به دراسة جامعية .

تذكرت زميلي عباس الذي دربته عند التحاقه بالعمل بعد أن تخرج من كلية الحقوق ، والذي نقل بعد ذلك إلى محافظة أسوان كسكرتير للمفتش هناك وكنت التقيت به أكثر من مرة آخرها كان عند ذهابي مع مجموعة لتهجير أهل النوبة قبل الأنتهاء من بتاء السد العالي . تذكرت أنه الأن في مركز سنورس أمينا للسجل المدني هناك .

سافرت والتقيته وفوجيء بطلبي بإجراء بدل معه فوافق في التو واللحظة . وتم في اليوم التالي الموافقة فذهبت إلى سنورس وهو جاء إلى المصلحة . والغريب أنه تم إلحاقي بكلية آداب جامعة الأسكندرية ولكم أن تتعجبوا . بيتي وزوجتي وأولادي بالقاهرة ، وأنا أعمل بسنورس ، والجامعة بالأسكندرية .
لم أحتمل بعد مرور عام ومولد إبنة لنا وسرقت شقتنا أثناء وجود زوجتي والأولاد في منزل والدها . وذات ليلة قررت أن أكتب تظلما . وكتبته بالفعل . ثم قررت أيضا أن أتوجه ثاني يوم إلى وزارة الداخلية وأقابل معالي وزير الداخلية السيد زكريا محي الدين . وبالفعل قبل السفر توجهت إلى الوزارة قبل سفري إلى سنورس " كان يوم سبت " . وذهبت إلى سكرتير الوزير . قدمت له الطلب أو التظلم . قرأه ثم أخبرني أنه سيقدمه لمعالي الوزير . فوجيء بي أستأذنه برغبتي برؤية معاليه شخصيا . نظر إلى نظرة غريبة وكاد أن يصفني بالجنون لطلبي هذا . معالي الوزير ليس لديه وقت للقاءك . لم أتحرك وتوجهت إلى المقعد وجلست وقلت له لن أغادر هذا المكان قبل أن أراه لثانية واحدة . نظر إلي مستغربا ومع ذلك توجه إلى مكتب معاليه وبعدها بدقائق معدودة طلب مني مقابلة معاليه نظر ألي المرحوم السيد زكريا محي الدين ثم بدأ في قراءة التظلم . بعد الأنتهاء من قراءته رفع راسه وطلب مني العودة إلى عملي .لم يستغرق اللقاء أكثر من 5 دقائق . وكان ذلك كما سبق وأوضحت يوم سبت .
في يوم الثلاثاء جاءت إشارة من الوزارة بتسليم المكتب والعودة إلى القاهرة " مصلحة الأحوال المدنية بالعباسية ونفس العمل الذي كنت أقوم به " ، وبقيت في مكاني وحصلت على ليسانس آداب قسم التاريخ وتم إعادة تعيني بالجوازات والجنسية ، رفضت التعين وطلبت إستمراري بالعمل إلى أن إستقلت في يوليو عام 1971 لسفري إلى أستراليا .
قد أكون قد أطلت عليكم في شيء لا  شأن لكم به . لكن على الأقل لا أستطيع إنكار رجل مثله ووقوفه مع المصريين دون النظر إلى دينهم أو مركزهم الوظيفي وهو عسكري مشهود له بالصلابة والقوة .
رحم الله رجل القبضة الحديدية العادلة المواطن المصري الذي خدم مصر بكل أمانة
الراحل زكريا محي الدين
نطلب له الرحمة ولأله ومحبيه الصبر والسلوان
سدني في 19 / 5 / 2012