يا شيخ!/ عـادل عطيـة

لو كتبت كلمة: "رجل" بالعربية على لوحة مترجمك الفوري بحاسوبك، وطلبت منه أن يُظهر لك ما يقابل هذه الكلمة بأي لغة من لغات العالم، سيجيبك بكلمات لها حروف ونطق تختلف من لغة لاخرى، ولكن المعنى يبقى واحداً.
لكننا بعد أن: "دهنا الهوا دوكو"، على حد تعبير الأغنية الشعبية، أستطعنا أن ندهن الكلمات، حتى أصبحت: "كلمات ليست كالكلمات"، كما وصفها شاعرنا الراحل نزار قباني.
لذلك لا تستغرب أن رأيت أحدهم، يُعبّر عن رأيه في رجلين، فيقول لك:"هذا المان أعتز به"، ويتحدث عن الآخر في نفس الوقت، ويقول: "وهذا الرجل خدوم جداً"!
هذا ما يفعله البعض بالفعل بصورة، أو أخرى..
فكلمة: "قس"، التي طالما نالت من لسان الجهلاء كل تهكم وتحقير، والتي هي لقب يحمله رجل الدين المسيحي، هي كلمة سريانية معناها: "شيخ"، وتطلق على الرجل ذو مرتبة عاليه، وان لم يصل سن الشيخوخة بعد، وهو نفس اللقب الذي يحمله نظيره رجل الدين المسلم!
ونندهش أكثر عندما نجد بعض الطوائف المسيحية، تفصل في المعنى والمغزى بين كلمتي: "قس" و"شيخ"، فراعى الكنيسة عندهم هو: "قس". أما أعضاء مجلس شئونها، فيطلقون عليهم:  "شيوخ".. مع أن معنى الكلمة، يجعله قس مع قسوس، أو شيخ مع شيوخ!
كنا في الماضي عندما نريد أن يُصدقنا أحدهم القول، نقول له:
"يا شيخ"، اذا كان رجلاً.
و "يا شيخة"، اذا كانت امرأة.
لكن ابناء الحداثة، ارتأوا أن كلمة: "يا شيخ"، عمّرت في الدنيا أكثر من عمرها، فاستبدلوها بكلمة: "يا راجل"!
الطريف أن المرأة تقولها للمرأة، ربما لأنه من المستحيل تأنيث كلمة "رجل" إلى "رجله"، وربما تدعيماً للمساواة بين الجنسين، وربما لوجود نساء مسترجلات، ينظرن إليّ من تحت السطور، ويقولن لي في سرهن: "ياشيخ"!...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق