ما من شك أن لبنان يمر في أجواء متوترة ، ويشهد شرخاً كبيراً بين
أطيافه السياسية ، ويعيش مرحلة خطيرة من الشحن الطائفي والتحريض المذهبي والصراع
السياسي المتواصل . وهو يقف على مفترق طرق وفوهة بركان سينفجر في أية لحظة ، وأي
شرارة كفيلة بإحراقه من خلال حرب أهلية جديدة ذات أبعاد طائفية ، والظروف الحالية
مهيأة لإقحامه وتوريطه في هذه المحرقة التي ستقضي على الأخضر واليابس .
إن الأحداث الأخيرة في لبنان والتفجيرات في طرابلس والضاحية اللبنانية
والاغتيالات التي طالت القيادي العسكري في حزب اللـه حسان اللقيس ، ومحمد شطح
الوزير الأسبق ومستشار زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري ، كلها أعمال
إرهابية تقوم فيها أيدٍ شريرة عابثة بهدف نشر الرعب والخوف والفوضى وإثارة الفتنة
الطائفية وزيادة التوتر وزعزعة الاستقرار
اللبناني ، ودفع البلد إلى آتون معارك داخلية طاحنة وحرب أهليه مذهبية لا يتمناها
ولا يستفيد منها سوى الأعداء وكل المتربصين بالوطن اللبناني الحضاري والثقافي
العريق .
ليعلم الجميع في لبنان أن هناك من يقوم بصب الزيت على النار لتبق
محترقة ، ولذلك لا سبيل أمامهم سوى الحوار السياسي الديمقراطي ، وتطويق الصراعات
والخلافات السياسية القائمة ، والتمسك بالسلم الاجتماعي ورفض الاقتتال ونبذ العنف
، والتخلص من وباء الطائفية وثقافة الكراهية ، وعدم الانجرار وراء العابثين بالمصير
والمستقبل اللبناني لكي لا تعود الحرب الطائفية المذهبية ، التي نهشت جسده وأنهكته
سنوات طويلة لم يستفد منها أي طرف .
لا مخرج من المحنة اللبنانية الراهنة إلا بتضامن كل قوى الخير والسلام
والتقدم والحرية الرافضة للقتل والإرهاب والطائفية لتطهير لبنان من كل الشوائب
والطحالب التي تعكر مساراته ، وبذل أقصى الجهود الوحدوية المخلصة في سبيل استعادة لحمته
ونسيجه الاجتماعي وعافيته ليصبح بلداً حراً صاحب قرار مستقل في جميع القضايا
والمسائل التي تواجه الشعب اللبناني . وآن الأوان لاقتلاع ساحات الشر والطائفية
المقيتة وأوكار الإرهاب والقتل ووأد الفتنة ، التي تمزق لبنان والوطن العربي برمته
.
0 comments:
إرسال تعليق