الجزء 1
نبذة عن دارفور
دارفور بولاياتها الخمس وتمثل الجزء الغربي من السودان والتي تصل مساحتها خمس (1/5) من مساحة السودان حيث تبلغ مساحتها حوالي 520 الف كيلو متر مربع وتعادل مساحة فرنسا تقريباً، وغالبية اراضيها خصبة وصالحة للزراعة، يسكنها مجموعة من القبائل ذات الاصل الافريقي صاحبة الأرض ،والقبائل العربية الرعوية والراحلة في كثير من الاحيان ، ويقدر سكان دارفور حسب آخر إحصائيات عام 2008م بحوالي 7.5 مليون ، نجد ان دارفور بحجم سكانها هذه كانت تدار بواسطة السلاطين والملوك وزعماء القبائل، يقومون بحل المشاكل والاحتكاكات التي تحصل بين المزارعين والرعاة بنظام يسمي الجوديات (مجالس من شيوخ القبائل لحل القضايا)، وكانت مثال لحل المشاكل والتعايش السلمي علي مستوي السودان.
أين تقع دارفور؟
تقع مابين خطوط طول 22 ، 27 شرقاً وخطوط عرض 10، 16 شمالاً وتشارك الحدود الجغرافية كل من ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى ودولة جنوب السودان الحديثة.
ذكرت بعض الكتب والمؤرخين ان دارفور كانت دولة مستقلة ذات سيادة مابين 1650 وحتي 1917م وكانت تسمي سلطنة دارفور في العام 1917م وحتي بعد إستقلال السودان عن بريطانيا..!
...منذ ذلك الحين لم تشهد دارفور سوي بعض المحاولات الضئيلة لتنميتها اقتصادياً ولقد ساهمت الحكومات السودانية المتعاقبة في الربط الدائم للإقليم بالنزاعات ، بالإضافة للجفاف والمجاعات والجهل التي لازمتها، ولم يكن التخلف الاقتصادي وحده الذي لعب الدور في الأمور التي لحقت بالمنطقة. وإنما بسبب تجاهل الحكومات علي المستوى السياسي للمنطقة واهلها حتي تم عزلها عن باقي مناطق السودان، وقد تأثرت المنطقة بالتقلبات السياسية والإقتصادية السودانية.
وفي الفترة الاولي من الحكم الوطني مابعد الإستقلال ظلت دارفور تشهد التجاهل التام من قبل المسؤولين من هذه البلاد، وكان الصراع السياسي علي السلطة هو السمة البارزة للحكومات السودانية، أحياناً يصل صراعها حد العصبية فيما بينها ، وبسبب صراع بعض الاحزاب الكبيرة في البلاد لم تتغير الاحوال في مناطق السودان المختلفة ومن بينها دارفور رغم أنها معروفة بتربتها الزراعية الخصبة ، وكانت يوماً ما من أكبر مناطق إنتاج وتصدير الصمغ العربي ، كما هي من أكبر موارد للثروة الحيوانية(الماشية).
في العام 1982م طبق الرئيس الأسبق للسودان جعفر نميري نظام الحكومات الإقليمية علي مناطق السودان وذلك ادي إلي إزدياد تخلف التنمية الإقتصادية في إقليم دارفور وجعل العزلة السياسية النسبية واقعاً ملموساً في السودان ، ومنذ زوال نظام نميري وحتي انقلاب (الانقاذ) في يونيو 1989م بقيادة البشير شهدت منطقة دارفور قمة الفوضي السياسية والامنية.
أصبح كل ماينشر داخل السودان من إنجازات تبقي الصور الحقيقية للأوضاع غائبة عن التناول ومن أجل ذلك يحدث مايحدث من إراقة للدماء في اماكن عديدة في السودان الواسع الإنتشار ومنطقة دارفور خاصة .
نواصل في الجزء 2 ما فعلته الإنقاذ بدارفور واهلها.
لاجئ سوداني
0 comments:
إرسال تعليق