إغلقوا "التحرير" .. وكفانا فوضى لهدم "مصر"/ مجدي نجيب وهبة

** فى 11 إبريل 2011 ، كتبت مقال بعنوان "إغلقوا التحرير قبل إحتلال مصر" ، وها هو قد مضى ما يقارب من ثمانية أشهر على نشر المقال ، ومازال التهريج مستمرا ، ومازالت المصالح تتصارع ، ومازال "التحرير" هو السبوبة ، لكل من له تصفيات لحسابات مع الأخر ، ومازال الشعب المصرى هو أتعس شعب فى العالم ، ينساق وراء أى شعارات حتى لو كانت كاذبة ، فالتحرير يشتعل منذ 18 نوفمبر ، وزادت سخونة الشارع منذ 19 نوفمبر .. بزعم هجوم الشرطة على بعض المعتصمين بالتحرير ، وإجبارهم على الرحيل ، وهدم خيامهم ، علما بأن الداخلية لها مواقف عديدة ، وطرق مختلفة لفض الإعتصامات والمفاوضات ، ولم تنطلق المظانرات أو الإعتصامات ، ولكن كان تعامل شرطة الداخلية مع القلة المعتصمة بالتحرير هو السبوبة وهو الذريعة التى حفزت كل الأطياف السياسية للتظاهر ، وعودة الفوضى والمطالبة بإسقاط المجلس العسكرى ، وإسقاط الشرطة ، والهجوم على الداخلية ، وسقوط أكثر من 35 قتيل ، بجانب أكثر من 2000 جريح ، ورغم ذلك يتحدث الجميع عن نظرية المؤامرة ، وعن البلطجية الذين يهاجمون مبنى الداخلية ، ويعتلون أسطح العقارات ، ويقذفون الداخلية بزجاجات المولوتوف ، ويقذفون المنطقة ببعض الزجاجات ، ورغم ذلك لم يتخذ أى إجراء لوقف هذه الفوضى ، ولا أجد جديدا أضيفه إلا أن سيناريو هدم مصر ، وتخريبها مازال مستمرا ..

** إنها مؤامرة يشترك فيها الإعلام المصرى والصحف المصرية وفضائيات التوك شو ، ولا يسعنى إلا إعادة نشر المقال الذى تم نشره فى 11 إبريل 2011 "إغلقوا التحرير قبل إحتلال مصر" .. فلم يتغير شئ حتى الأن ..

********************

** أخطر ما يحدث فى مصر الأن هو سيناريو الفوضى والتحريض وتصفية الحسابات التى تنطلق من ميدان التحرير ، الذى تحول فجأة إلى فوضى سلطوية وديكتاتورية وإرهاب كل من يختلف معهم فهو من فلول النظام السابق أو الثورة المضادة وأصبح الجميع يرددون هذه الإتهامات كالبغبغاوات .. مع تصاعد سقف المطالب كل جمعة حتى وصلت إلى سقوط المشير رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والهتاف ضد القوات المسلحة المصرية .. كما بدأت تظهر بوادر النكسة والعار فى ظهور بهلوانات من بعض ضباط الجيش والمنشقين عن وحداتهم والتى تتراوح رتبتهم كما شاهدناها من ملازم حتى نقيب وإنضمامهم للمعتصمين بالتحرير للمطالبة بمحاكمة المشير .. وفى منظر أقل ما يوصف به بالهزلية قاموا بإصدار بيان به عدة مطالب أهمها إقالة المشير ومحاكمته .. نعم إغلقوا ميدان التحرير وكفانا اللغة التى تتحدث عن تدرج سقف المطالب وأن الثورة مازالت فى بدايتها ولم تحقق أى شئ حتى الأن وهو بالقطع سيقودنا إلى سيناريو الفوضى والتخريب ..

** لقد إستغل بعض أصحاب المصالح والأجندات الخارجية والإخوان المسلمين إندفاع البعض بالثورة فى التعبير عن مطالبهم ليقوموا بعمليات شحن مستمرة وقلب الأحداث ، ليظل الميدان مشتعل وهم يصبون البنزين وينفخون فى الرماد حتى لا تنطفئ النار .. وإذا إستمرت هذه الظواهر والأوضاع فأبشركم بمستقبل إسود بل أسوأ من السواد ، وكما وصفته مراسلة قناة المحور فى إتصال هاتفى بالبرنامج صباح الأحد 10 إبريل فقد سألتها المذيعة بأن تصف لها الميدان وكانت الإجابة أن المنظر سيئ جدا وبشع وهناك عوائق وأسلاك شائكة وتحول المنظر إلى صورة كربونية من شوارع العراق ..

** نعم لقد إنتشرت مسرحية "مدرسة المحرضين" ، و"مدرسة الفوضى" ، و"مدرسة البلطجية" ، و "مدرسة الإرهاب" ، و"المدرسة السلفية" ، و" الإخوان المسلمين" .. والنتيجة واحدة وهى إنهيار القيم والمبادئ وإختفاء المستقبل والأمل والأمان ، وأصبحت الفوضى والبلطجة بديلا عن الهيبة والإحترام والخوف من الردع ، وإمتدت المعاول إلى زعزعة الدولة وإهتزاز قراراتها ثم إنقلبت على جهاز الشرطة لتشكك فى دوره وزعزعة الثقة فى قراراته .. كما إمتدت معاول الهدم أخيرا إلى النيل من هيبة الجيش المصرى والمطالبة بسقوط المشير ورحيله .. وقد إقترح أحد الصحفيين المأجورين فى أحد الصحف بحل المجلس العسكرى وتعيين مجلس عسكرى "طبعا من التحرير" يضم ثلاثة مدنيين وعسكرى واحد ، حتى يكتمل سيناريو الفوضى الخلاقة ومن ثم تقسيم الجيش المصرى إلى ميليشيات يتصارعون من أجل الفوز بالسلطة مثل بعض الأنظمة العربية وهو السيناريو الذى سعت إليه الإدارة الأمريكية وقد شرحنا هذا المخطط فى مقالات سابقة يمكن الرجوع إليها ..

** نعم إن ما يحدث فى التحرير من فوضى وحالة هياج وهرولة وتسيب .. إن لم تتعامل القوات المسلحة أو الشرطة المجروحة بكل شدة وحزم مع هؤلاء دون الإلتفاف لأصوات البوم الزاعقة وفحيح الأفاعى فلن ينجو أحد لا الوطن ولا المواطن من السواد والدمار .. حينئذ سوف نبحث عن المحرضين والمهيجين وأصحاب المصالح والسوابق لن تجد أى أحد من هؤلاء فستنشق الأرض عليهم وسيتبخروا بعد أن يكونوا قد حققوا أهدافهم الدنيئة ..

** نعم سوف يدفع الوطن فاتورة الخسائر كاملة وسيكون الثمن فادحا ، ولن تقوم لمصر قائمة أخرى خصوصا مع إنطلاق طبقة عريضة مهمشة مصابة باليأس والإحباط وأحيانا اللامبالاة وهم الوقود الحقيقى لأى فوضى خلاقة لأنهم لا يملكون شيئا يبكون عليه إذا إشتعلت النار ..

** نعم لمصلحة الوطن أغلقوا ميدان التحرير فالخونة والمتأمرين يتسللون يوميا دون محاسبة من دول عديدة حرضت ونفذت سيناريو الفوضى الذى نحن فيه الأن .. وأخص بالذكر الوفود الأمريكية والبريطانية والشمطاء هيلارى كلينتون ومستر كيرى والعديد والعديد .. فقد سمحت هذه الوفود لنفسها فى غفلة من إنعدام الأمن بالتسلل داخل الوطن والإجتماع بكوارد وقيادات الإخوان المسلمين دون مراعاة لحرمة الوطن أو الإستئذان من الحكومة المؤقتة المصرية ، بل وتتم هذه اللقاءات والحوارات داخل الغرف المغلقة ولا يتم معرفة ما يدور داخل هذه الغرف أوالإعلان عن مضامين الحوارات الدائرة ..

** نعم أغلقوا ميدان التحرير حتى ننتبه إلى المؤامرات والدسائس التى بدأت تدير حولنا .. هناك من يطالب بعودة العلاقات بين مصر وإيران الخومينية .. قد يكون إشارة من جماعة الإخوان المسلمين وضغوط على الحكومة المؤقتة وقد تكون الأسباب للكيد فى القرارات السعودية والخليجية التى تحذر من عدم المساس بالرئيس السابق محمد حسنى مبارك والتلويح بسحب جميع الأرصدة وطرد العمالة المصرية بالكامل !! ولو إفترضنا أنه قد حدث ذلك كنوع من رد الجميل من هذه الدول للرئيس مبارك هل الثمن هو تخريب مصر والإرتماء فى أحضان إيران الخومينية وهل تناست هذه الأصوات ما فعلته إيران الخومينية وحقدها على مصر والتحريض عليها بسبب موقف مصر ومساندتها للعراق فى حربها ضد إيران وبالقطع رصدت إيران أموالا طائلة لزعزعة إستقرار مصر بل وإستقرار الخليج بالكامل .. تناست هذه الأصوات عمليات التحريض الخومينية ضد جميع الشعوب فهم يساندون حماس ويمدونها بالسلاح ضد فتح وبعض الأنظمة العربية ويدعمون حزب الله ضد النظام الشرعى فى لبنان ، ويحرضون الشيعة فى العراق ضد السنة .. ويدعمون الإخوان المسلمين ضد الدولة المصرية ..

** نعم أغلقوا التحرير بعد أن تحول إلى بؤرة فوضى وميليشيات مسلحة فالإعتصامات والفوضى تحجب النور وتنشر الفوضى والخراب ويعم الظلام وهو ما يتطلع إليه أعداء مصر للتقدم نحو الحدود مستغلين حالة الإنفلات الأمنى وفوضى الشارع وإرباك الجيش لتنفيذ مخططاتهم القذرة والدنيئة للسطو على مصر وإحتلالها والتى تبدأ بإحتلال جنوب سيناء والمنطقة الغربية ..

خطة حماس – إسرائيل لإحتلال سيناء.. دعونا من العبارات الإنشائية والكلمات المزوقة التى عفى عليها الزمن ودعونا نحلل الأحداث بكلمات واضحة وصريحة .. فما تسعى إليه حماس وإسرائيل هو تخصيص بعض المناطق غرب الحدود كإمتداد للدولة الفلسطينية بعمق 60% من الأراضى المصرية غرب الحدود الدولية فى سيناء ، فما يجرى الأن على البوابة الشرقية لمصر وبالتحديد قرب الحدود المصرية بين حماس وإسرائيل هو سيناريو مدروس ومعد منذ عام 2008 حيث تم هذا السيناريو فقد قام مواطنين من قطاع غزة بمظاهرات على الحدود المصرية رافعين لافتات "سلمية .. سلمية" مع رفع علم حماس وتم الدفع بالنساء فى المقدمة مع وجود بعض المحرضين من الشخصيات الرئيسية الحمساوية والذين يمثلون قادة الرأى المؤثرين فى الغالبية العظمى ، تلا ذلك التصعيد المتدرج لأعمال الشغب وهدم السور على الحدود بإستخدام البلدوزر بدلا من الدخول عن طريق المنافذ الرسمية مع تشغيل مكبرات الصوت وأعقب ذلك تصعيد حاد فى أعمال العنف حيث قذف بعض الفلسطينيين الحجارة فى وجه عناصر الأمن المصرى وهو يهدف إلى عكس رغبة "حماس – إسرائيل" فى عدم وضع أى قيود على عبور الفلسطينيين من وإلى غزة عبر معبر قانونى بل يريدونها سداح مداح ودون أى ضوابط أمنية .. على الجانب الأخر تحاول إسرائيل تعميق الإتجاه الذى يؤكد عدم قدرة مصر على تأمين خط الحدود الدولية بما يتيح لإسرائيل فرض الحلول التى تخدم أهدافها الرامية إلى ترسيخ الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية ، هذا بجانب تحريض سكان قطاع غزة والضفة الغربية للذين يرغبون فى الهجرة داخل مصر أو عبر الحدود المصرية لدول أخرى .. وبذلك تتحقق الخطة الإسرائيلية المعروفة بـ "الترا سيفر" أى التهجير والتى تقتضى بإقتطاع جزء من سيناء كإمتداد لقطاع غزة لتكون دولة فلسطينية ، هذا بجانب تصاعد إفتعال الأزمات مع "بدو سيناء المصريين" .. أما أخطر ما يتم الأن هو تصعيد الأزمة مع إسرائيل والتظاهر أمام السفارة الإسرائيلية ومطالبة الجماعات الدينية المتشددة وبعض المصريين بإلغاء كامب ديفيد وإتفاقية معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ، والعودة بنا إلى الوراء ما يقرب من مائة عاما ..

صوت الأقباط المصريين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق