المواطن المصرى الذى عاش على مدار ثلاثة عقود ماضية حالة من الفقر والجوع والحرمان من كل شئ ، ثم مالبثت أن ظهرت له بارقة أمل من جديد ، حلم ظل يراه فى منامه حتى تحقق لكنه سرعان ماأصبح وهما إسمه ثورة يناير- فلم يستشعر المواطن المصرى البسيط حتى هذه اللحظة أى تقدم ملحوظ فى حياته اليومية ولأن إصلاح البيت يبدأ أولا من الداخل فكان من الضرورى أن تكون بداية الرئيس مرسى الذى أحترمه وأقدره من عند المواطن المصرى ، لأن كل منا كمصريين يتمنى أن يتحسس طفرة تقدم فى أى شئ ، فرحلة العذاب اليومية مازالت كما هى للذهاب إلى العمل نقص فى وسائل المواصلات حتى فى ظل عدم وجود إضرابات من السائقين ، ترك المواطن فريسة لجشع سائقى الميكروباص ووحشيتهم فى التعامل مع المواطنين دون رادع ، عدم توفير وسائل النقل الداخلى لحل أزمة المواصلات لاسيما فى ساعات الذروة صباحا ومساءا ، الإزدحام الشديد بمترو الإنفاق حتى أننا كمواطنين تعودنا أن ندخل القطار وننزل منه بقوة الدفع وليس بإرادتنا – ومع كل هذ وذاك نرتضى ونقول حمدا لله ولكن إلى متى سيظل صبرنا وحمدنا وهل سيطول كثير ، وهناك أمور أخرى لاتقل أهمية عن مشكلة المواصلات تهم كل مواطن وهى البطالة ولينظر كل منا كم شاب يجلس فى بيته بعد تخرجه ومامصيرهم لو لم يتم إستعلال طاقتهم وتشغيلهم وماذا ستكون توجهاتهم فى حالة عدم إيجاد عمل مناسب لهم ، مشكلة مياه الشرب والمجارى والغاز والإسكان والعشوائيات والدخول المنخفضة التى لاتتناسب مع إرتفاع الاسعار الجنونى والتى تؤدى إلى كثرة الإضرابات والإعتصامات شبه اليومية والتفاوت الكبير فى الدخول مما يتعين معه وضع حد ادنى وحد اقصى للأجور يحقق العدالة للجميع ، فكل مايشغل الفضائيات اليوم هو أخبار اللجنة التاسيسية وعودة الدورى المحلى والألتراس وهل سيعود مجلس الشعب من جديد أم ستجرى إنتخابات جديدة وغيرها من المشاكل التى يتم تصديرها لنا عمدا مع سبق الإصرار لإلهاء الناس عن مشاكلهم الاصلية – إن دور الحكومة ونجاحها يستشعره المواطن البسيط العادى على أرض الواقع ، كفانا تصريحات وشعارات وعبارات رنانه لاتسمن ولاتغنى من جوع – لابد من إدراك أن المواطن لن يصبر طويلا بعد حرمان دام سنوات وسنوات أرجوكم بل أتوسل إليكم لاتنسوا ولاتتناسوا انكم أصبحتم فى اماكنكم ومناصبكم بفضل هذا المواطن الذى ينساه الجميع "إلا من رحم ربى" بمجرد جلوسه على الكرسى - أرجوكم لاتنسوا ان المواطن المصرى هو اساس المنظومة وأنه لايطمع إلا فى العيش حياة كريمة .
وداعاً مصر القائدة/ سلوي أحمد
ارفع رأسك فوق انت مصري - اليوم عادت الينا كرامتنا - اليوم اصبحنا احرار ولسنا عبيد شعارات رددها الشعب المصري عقب احداث الخامس والعشرين من يناير وردد غيرها الكثير ثم جاء محمد مرسي ليردد نفس الكلمات في المحافل الدولية عندما يتحدث عن عودة مصر الي مكانتها المفقودة وريادتها الضائعة عودة مصر القوية وعودة دورها الذي افتقدته عبر سنوات حكم النظام السابق .
وللاسف ليس من رأي كمن سمع فما نسمعه لا يتعدي كونه كلمات رنانة يحاول بها الجميع ان يثبتوا لانفسهم انهم علي صواب وان مصر الان هي افضل من مصر السابق كلمات تعجب سامعيها وتلهب حماسهم ليزداد سخطهم وغضبهم وسبهم لمبارك وزمنه ولكن تلك الكلمات وعندما تقع اعيننا علي أرض الواقع لا تعدو كونها مجرد كلمات لا وزن لها ولاقيمة لان الواقع يقول غير ذلك .
الواقع يقول ان مصر فقدت الكثير وانها تعود الي الخلف فعندما تطالعنا الاخبار بتصريح لاحدي مستشاري محمد مرسي بان مصر تدرس المقترح القطري بشأن التدخل العربي في سوريا لابد ان نحزن علي بلد الريادة والقيادة ولابد ان نحزن عليها وقد تحولت لمجرد تابع يدرس مقترح قطر فأين مصر صاحبة المبادرة الاولي في مثل هذه الظروف ؟اين مصر صاحبة القرار الذي يتلف حوله الجميع؟ اين الشقيقة الكبري التي يتنظر العرب قرارها ليتلفوا حوله ؟ انه حقا لامر محزن عندما نري دور مصر يتراجع علي هذا النحو امر محزن ان نري اكبر دوله عربية تترك دورها لدولة لا تتعدي مساحتها مساحة حي من احياء القاهرة والاكثر حزنا ان تكون تلك الدولة هي اليد الغربية التي تنفذ مخططات الغرب في البلاد العربية فتفعل كل ما بوسعها لتنال الرضي السامي من امريكا واسرائيل ومن يسير علي دربهم .
و هنا كان لابد ان اتذكر حرب الخليج واتذكر الرئيس مبارك عندما كان يجلس وسط رؤساء الدول العربية ورفض معظهم القرار فما كان من مبارك الا ان يقول موافقة و بالاجماع وينهي الاجتماع لترتفع كلمة مصر وتكون هي الحاسمة هكذا كانت مصر في عهد مبارك وعندما سئل مبارك عن سبب اصراراه علي القرار قال لن اترك الامر للدول الاجنبية لتفعل ما تريده ببلد عربي علي الجانب الاخر وجه الرئيس مبارك وفي يوم واحد ما لا يقل عن اربعة وعشرين رسالة الي الرئيس العراقي صدام حسين يطلب منه التراجع عن قراره بعزو الكويت ليجنب الدول العربية القتال مع دولة عربية اخري ولكنه لم يستجب .
هكذا كانت مصر في عهد مبارك قائدة وهكذا هي مصر في عهد مرسي تابعه تدرس قرار قطر بالتدخل في سوريا والله وحده هو الذي يعلم ما الذي تخفية هذا المبادرة؟ ومن حقا صاحب الرأي فيها ؟فها هي مصر تنساق دون وعي وبدلا من ان تحاول احتواء الازمة السوريه وجدنا محمد مرسي يشن الهجوم علي سوريا ونظامها في كل كلمة يلقيها فضيع فرصة مصر من ان يكون لها دور مؤثر بعيدا عن ضرب دولة عربية بايدي عربية وبرغبة غربية غير معلنه .
ان دور مر يتراجع في المنطقة العربية وبشكل واضح وللاسف من يحكمونها الان هم من يساعدون علي ذلك ارضاء لمصالحهم مع الدولة القطرية وردا لجميلها في تمويلهم من اجل الوصول الي الحكم من ناحية ومن ناحية اخري لافتقادهم صفة القيادة والزعامة التي تجبر الجميع علي الالتفاف حولهم فما نراه من محمد مرسي حتي اليوم كلمات وشعارات ليس إلا ويا ليتها كلمات رشيدة بل انه ومع كل خطاب تخسر مصر من مكانتها وعلاقاتها الكثير .
فلينافق من ينافق وليمجد من يمجد ووليكذب علي نفسه من يكذب لكنني لم ولن اكون كذلك وقولتها واقولها ان مصر بعد الخامس والعشرين ليست مصر قبل الخامس والعشرين ليست هي دولة الحكمة والقيادة بل دولة ضعفت كثير وضاع دورها وازداد الامر سوءا بتولي محمد مرسي الحكم فمصر لا يصلح لحكمها الا بطل وزعيم وللاسف من يتولاها الان ليس هو هذا ولا ذاك .
وللاسف ليس من رأي كمن سمع فما نسمعه لا يتعدي كونه كلمات رنانة يحاول بها الجميع ان يثبتوا لانفسهم انهم علي صواب وان مصر الان هي افضل من مصر السابق كلمات تعجب سامعيها وتلهب حماسهم ليزداد سخطهم وغضبهم وسبهم لمبارك وزمنه ولكن تلك الكلمات وعندما تقع اعيننا علي أرض الواقع لا تعدو كونها مجرد كلمات لا وزن لها ولاقيمة لان الواقع يقول غير ذلك .
الواقع يقول ان مصر فقدت الكثير وانها تعود الي الخلف فعندما تطالعنا الاخبار بتصريح لاحدي مستشاري محمد مرسي بان مصر تدرس المقترح القطري بشأن التدخل العربي في سوريا لابد ان نحزن علي بلد الريادة والقيادة ولابد ان نحزن عليها وقد تحولت لمجرد تابع يدرس مقترح قطر فأين مصر صاحبة المبادرة الاولي في مثل هذه الظروف ؟اين مصر صاحبة القرار الذي يتلف حوله الجميع؟ اين الشقيقة الكبري التي يتنظر العرب قرارها ليتلفوا حوله ؟ انه حقا لامر محزن عندما نري دور مصر يتراجع علي هذا النحو امر محزن ان نري اكبر دوله عربية تترك دورها لدولة لا تتعدي مساحتها مساحة حي من احياء القاهرة والاكثر حزنا ان تكون تلك الدولة هي اليد الغربية التي تنفذ مخططات الغرب في البلاد العربية فتفعل كل ما بوسعها لتنال الرضي السامي من امريكا واسرائيل ومن يسير علي دربهم .
و هنا كان لابد ان اتذكر حرب الخليج واتذكر الرئيس مبارك عندما كان يجلس وسط رؤساء الدول العربية ورفض معظهم القرار فما كان من مبارك الا ان يقول موافقة و بالاجماع وينهي الاجتماع لترتفع كلمة مصر وتكون هي الحاسمة هكذا كانت مصر في عهد مبارك وعندما سئل مبارك عن سبب اصراراه علي القرار قال لن اترك الامر للدول الاجنبية لتفعل ما تريده ببلد عربي علي الجانب الاخر وجه الرئيس مبارك وفي يوم واحد ما لا يقل عن اربعة وعشرين رسالة الي الرئيس العراقي صدام حسين يطلب منه التراجع عن قراره بعزو الكويت ليجنب الدول العربية القتال مع دولة عربية اخري ولكنه لم يستجب .
هكذا كانت مصر في عهد مبارك قائدة وهكذا هي مصر في عهد مرسي تابعه تدرس قرار قطر بالتدخل في سوريا والله وحده هو الذي يعلم ما الذي تخفية هذا المبادرة؟ ومن حقا صاحب الرأي فيها ؟فها هي مصر تنساق دون وعي وبدلا من ان تحاول احتواء الازمة السوريه وجدنا محمد مرسي يشن الهجوم علي سوريا ونظامها في كل كلمة يلقيها فضيع فرصة مصر من ان يكون لها دور مؤثر بعيدا عن ضرب دولة عربية بايدي عربية وبرغبة غربية غير معلنه .
ان دور مر يتراجع في المنطقة العربية وبشكل واضح وللاسف من يحكمونها الان هم من يساعدون علي ذلك ارضاء لمصالحهم مع الدولة القطرية وردا لجميلها في تمويلهم من اجل الوصول الي الحكم من ناحية ومن ناحية اخري لافتقادهم صفة القيادة والزعامة التي تجبر الجميع علي الالتفاف حولهم فما نراه من محمد مرسي حتي اليوم كلمات وشعارات ليس إلا ويا ليتها كلمات رشيدة بل انه ومع كل خطاب تخسر مصر من مكانتها وعلاقاتها الكثير .
فلينافق من ينافق وليمجد من يمجد ووليكذب علي نفسه من يكذب لكنني لم ولن اكون كذلك وقولتها واقولها ان مصر بعد الخامس والعشرين ليست مصر قبل الخامس والعشرين ليست هي دولة الحكمة والقيادة بل دولة ضعفت كثير وضاع دورها وازداد الامر سوءا بتولي محمد مرسي الحكم فمصر لا يصلح لحكمها الا بطل وزعيم وللاسف من يتولاها الان ليس هو هذا ولا ذاك .
سلوكٌ مصريٌ مريب تجاه غزة/ د. مصطفى يوسف اللداوي
هل يَصدُقُ في غزة مع مصر بعد ثورتها المجيدة، والفوز الكاسح الذي حققه الإخوان فيها، وتولي أحد أعضائها رئاسة مصر، وقيادة دفة الحياة السياسية، وسيطرته على مقاليد الحكم والعسكر فيها، بعد أن نَحَّى قادة العسكر وأركان الجيش، وأزاح من طريقه هواجس الانقلاب ومخاوف ثورة الفلول قول الشاعر ...
شكوتُ على عمروٍ فماتَ فسرني
بليتُ بأقوامٍ فدعوتُ لعمروِهل يتمنى الفلسطينيون عودة مبارك وأركان حكمه، ويترحموا على أيامه وسلوك رجاله، إذ هذا هو واقع الحال، فقد كان نظام مبارك يحاصر غزة، ويحارب المقاومة، ويناصر العدو، ويتفهم طلباته وحاجاته، ولكن أنفاق غزة كانت تعمل، وشرايين الحياة كانت تتدفق على سكان غزة، فلم يكن الحصار خانقاً، ولم تكن المعاناة في غزة قاتلة، حيث كانت السياسة المصرية تسمح بمرور السلع الغذائية ومواد البناء ومختلف حاجات سكان قطاع غزة، في الوقت الذي كان فيه الصوت الفلسطيني عالياً، ينتقد بصخب، ويهاجم بقوة، ويفضح سياسات مبارك التآمرية على شعبنا وقضيته، فلم يكن الفلسطينيون خاصةً في غزة يخافون أو يترددون أو يجاملون، ولم يمتنعوا عن الانتقاد ورفع الصوت عالياً ضد السياسة المصرية، رغم قسوة ردود الفعل وصرامة العقاب.
اليوم يُطلبُ من الفلسطينيين الصمت، وعدم الجأر إلى الله بالدعاء، وسؤاله الرحمة والرأفة، وتفهم السلوك المصري وأولوياته الأمنية وعدم إدانته، أو التشهير به وفضح حقيقته، وعدم الإساءة إلى النظام المصري الجديد والتعريض به، لأن الذين يحكمون في مصر الآن هم منا ونحن منهم، فلا ينبغي انتقادهم، ولا يجوز الشكوى منهم، وكأن حصارهم ليس حصاراً، وتجويعهم لشعبنا وأهلنا جائزاً وممكناً، فهذا هو حصار الأخوة الجائز لا حصار الأعداء القاتل.
الجوع واحد والحصار واحد، أياً كان فاعله، وبغض النظر عن هوية مرتكبه، ودين أو عقيدة صانعه، وفي هذا سبق الإمام علي بن أبي طالب بقوله "لو كان الفقر رجلاً لقتلته"، فالمحاصرون في غزة هم سكانه، أطفاله ونساؤه ومرضاه وطلابه وعماله وكافة فئاته العمرية والمناطقية، والموت الذي يلاحق الفلسطينيين في كل يومٍ وفي كل مكانٍ واحداً أياً كانت هوية القاتل، فإن تعددت الأسباب والآليات فالموت الذي يلاحق سكان قطاع غزة واحداً، فهل يجوز الصمت عن قاتلٍ أو مجرمٍ والقبول بسياساته بحجة أنه قريب أو صديق أو أخ، أو أنه من أهل البيت ومن سكان الدار، إذ لا موت رحيماً في ظل الحصار أو بسببه.
كان الراحلون المتآمرين في العلن، والمتعاونون مع العدو ببجاحةٍ وسفورٍ ووقاحةٍ وقلة أدب، يبررون حصارهم بأن مسؤولية تأمين حاجات القطاع ومتطلبات سكانه تقع على عاتق العدو وسلطات الاحتلال، فلا ينبغي تخليصه من هذا العبء، وإحالته إلى مصر، ولهذا كانوا بهذه الحجة يمتنعون عن المساعدة والعون، ويبالغون في الحصار ويتشددون في العقاب، ويتسببون في قتل المواطنين ووفاة المرضى والمسنين، فجاءت السلطات الجديدة التي أحببناها ومنينا أنفسنا بها خيراً، بذات الحجة، وأوردت ذات الأسباب في تجديد حصارها والتضييق على المواطنين في قطاع غزة، ولكنها سارعت أكثر من سابقتها في تدمير الأنفاق وإغلاق الفتحات، ومحاربة "المهربين" ومصادرة البضائع ومواد البناء، واعتراض الشاحنات والقوافل، واعتقال السائقين والمرافقين، والسماسرة والمتعاونين.
لعله من الصعب جداً على الفلسطينيين عموماً وعلى أتباع ومناصري حركة حماس على وجه الخصوص أن يبرروا للحكومة المصرية إجراءاتها الأخيرة، وسياساتها الأمنية الآخذة بالتشدد والتطرف، علماً أن معاملة الأمن العام المصري على معبر رفح ما زالت على حالها السيئ ولم تتغير إلا إلى الأسوأ، ولعل تأكيد الأجهزة الأمنية المصرية بأن غزة بكل أطيافها السياسية والحزبية لم تشارك في مجزرة رفح الأليمة، لم يصل إلى مسامع العاملين في معبر رفح، فما زالت تصرفاتهم تجاه المسافرين في الاتجاهين تصدر وفق قناعتهم الخاطئة، بروحٍ انتقامية ثأرية لا مبرر لها، وكأن الروح القديمة الحاقدة ما زالت تسري وتسيطر وتوجه وتحكم.
لا مبرر مقنع أو مرضي لما تقوم به الحكومة المصرية تجاه أنفاق قطاع غزة، فإن كانت تنوي تدميرها وإغلاقها فإن عليها أن توجد البديل، وأن تخلق شرايين حياةٍ شرعية جديدة، فالتحريم يستوجب تحليلاً آخر يغني عن المحرم، ويوقع العقاب على المخالف المعارض الذي يلجأ إلى الحرام في ظل وفرة الحلال، أما أن يتم التحريم وينزل العقاب بعامة الناس قبل إيجاد البديل فإنه لأمرٌ يثير الريبة، ويحرض على التساؤل والاستغراب، ويعقد اللسان ويذهب بالحجة ويوهيها، ويجعل من الصعب على المحب أو الحليف أن يدافع ويبرر، وأن يجد الذرائع والمسوغات، إذ لا مسوغ شرعي أو وطني أو قومي لما تقوم به الحكومة المصرية، ولا مبررات أمنية تجبر على الصمت أو القبول، ولا ينبغي على الحكومة والرئاسة المصرية وإن كان لبها إخوان، أن تنتظر منها أن ندافع عنها، أو أن نزين ممارساتها، وأن ننساق وراء مخططاتها، فهذا لعمري التفافٌ على الشعب، وافتئاتٌ عليه وانتقاصٌ لحقوقه، وتآمرٌ على لقمة عيشه.
الفكرة بين التناص والاقتناص/ صالح الطائي
يوم كانت الفكرة تتنقل على ظهر سلحفاة ولا تلج إلا في الدرب المضمون الذي يؤدي إلى من تعنيهم دون سواهم، ولا يتلقفها إلا الباحث عنها ولاسيما وان مبدعيها يعدون على عدد أصابع اليد، كان انتقالها من روح إلى روح محفوفا بعشرات القيود الحدية والتشريعات الفقهية، كان صاحب الفكرة يحرص عليها كما يحرص على نفسه وولده، وكان المعني بها يتلقفها كما الدرة البهية ويحرص على التصريح علنا أمام الناس بأنها درة فلان يفخر بها ويفتخر بصانعها. فكانت ملكيتها بالرغم من تقادم الدهور وتعاقب العصور ممهورة ومقيدة في سجلات (طابو) الفكر الإنساني وصفحات التاريخ البشري باسم مبدعها؛ ومتى ما قرب شخص ما من حدودها ولو طيفا وتشبها ترتفع الأصوات المنادية بأنه اعتدى على حق فلان وأخذ فكرته، وكان هذا الأمر فاشيا في الشعر دون غيره لأنه كان الفاشي بين الناس؛ فلطالما أعاب النقاد والشعراء على شاعر ما صغيرا كان أم كبيرا بأنه استقى معلومته أو قوله من قصيدة علان أو بيت فلان تقليدا.
أما اليوم في عالم الإذاعة والفضائية والانترنيت والصحافة فإن الفكرة تحولت إلى (بغي) تنتقل من حضن إلى آخر أيسر من انتقال النسمة في الأجواء وانتهكت الخصوصية وتلاشت حدودها فأصبحت الفكرة والنص والنتاج الفكري ملكا مشاعا يصعب تحديد عائديته وأبوته أكثر من صعوبة معرفة أب (زياد بن أبيه) وأصبح كل من هب ودب يدعي وصلا بليلى ويشهر أبوتها باسمه غير خائف ولا وجل من فحص الـ(دي أن أي) لأن الأخير يعجز عن متابعة هذا الكم الهائل من الإنتاج. وبالتالي اختلطت الألوان وتساوت المسافات بين الحرام والحلال فأختلط الإبداع مع التقليد مع التناص مع الاقتباس مع الاستعارة مع اللصوصية مع الاقتراض غير المشروع الذي يشابه اقتراض القبر المهدم لميت من قبر ميت آخر بضعة أحجار تحت شعار ( خذ له من أخيه بعض الطابوق) الذي يستخدمه (الدفانين) أو الحانوتية في مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف! لتنتج جميعها نوعا من المشاعية المعاصرة التي أغرقنا بما لم نعهده بسيل من النتاج الهجين لم نألفه من قبل، ولم يبق من رادع يعترض على اختلاط الأنساب والتخريب سوى الضمير؛ وما أرخص الضمائر في سوق أخلاق الحاضر بعد أن تداخلت الخصوصيات والعموميات وتآخى الحلال والحرام وأكلا في إناء واحد ليس فيه سوى بقايا من فكر الإنسانية السائرة إلى عالم التيه بسبب نزق من لا يخاف الفضيحة!
أما اليوم في عالم الإذاعة والفضائية والانترنيت والصحافة فإن الفكرة تحولت إلى (بغي) تنتقل من حضن إلى آخر أيسر من انتقال النسمة في الأجواء وانتهكت الخصوصية وتلاشت حدودها فأصبحت الفكرة والنص والنتاج الفكري ملكا مشاعا يصعب تحديد عائديته وأبوته أكثر من صعوبة معرفة أب (زياد بن أبيه) وأصبح كل من هب ودب يدعي وصلا بليلى ويشهر أبوتها باسمه غير خائف ولا وجل من فحص الـ(دي أن أي) لأن الأخير يعجز عن متابعة هذا الكم الهائل من الإنتاج. وبالتالي اختلطت الألوان وتساوت المسافات بين الحرام والحلال فأختلط الإبداع مع التقليد مع التناص مع الاقتباس مع الاستعارة مع اللصوصية مع الاقتراض غير المشروع الذي يشابه اقتراض القبر المهدم لميت من قبر ميت آخر بضعة أحجار تحت شعار ( خذ له من أخيه بعض الطابوق) الذي يستخدمه (الدفانين) أو الحانوتية في مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف! لتنتج جميعها نوعا من المشاعية المعاصرة التي أغرقنا بما لم نعهده بسيل من النتاج الهجين لم نألفه من قبل، ولم يبق من رادع يعترض على اختلاط الأنساب والتخريب سوى الضمير؛ وما أرخص الضمائر في سوق أخلاق الحاضر بعد أن تداخلت الخصوصيات والعموميات وتآخى الحلال والحرام وأكلا في إناء واحد ليس فيه سوى بقايا من فكر الإنسانية السائرة إلى عالم التيه بسبب نزق من لا يخاف الفضيحة!
الزهايمر.. نسخة فلسطين/ جواد بولس
تلقّيتُ قبل أيام نصَّ بيان صادر عن تنظيم "الجهاد الإسلامي" في محافظة الخليل، وفيه شجب واحتجاج على استدعاء الأسير المحرّر ثائر حلاحلة من قبل جهاز أمني فلسطيني. ويعيب مصدرو البيان على من استدعى مناضلًا فلسطينيًا أفرج عنه الاحتلال الإسرائيلي قبل شهور قليلة، بعد أن قضى في الأسر الإداري قرابة العامين دون أن يُحقّق معه ودون أن تقدَّم بحقه لائحة اتّهام. وهذا الثائر هو من تصدّرت صوره ساحات فلسطين ومن لهجت باسمه ألسن الأحرار في فلسطين وغيرها وذلك عندما خاض مع بعض من رفاقه في الأسر والكفاح معركة الأمعاء الخاوية.
لقد أضرب ثائر عن تناول الطعام لمدة سبعة وسبعين يومًا ولم يوقف إضرابَه حتى بعد أن أقر الأطباء أنّه يجابه الموت الذي قد ينقض عليه في كلِّ لحظة وبعد كل تنهيدة متعبة ورمشة عين. لقد أوقف ثائر إضرابه بعد أن انتزع ورفاقه التزامًا إسرائيليًا يقضي بالإفراج عنه في بداية حزيران المنصرم.
أفرج الاحتلال عن ثائر حلاحلة بجسم عليل ما زال بحاجة لرعاية ودراية، لكنّه، كما كان بالأسر، هكذا هو خارجه، كتلة من إصرار وإيمان وجاهزيّة عليا للتضحية في سبيل ما يؤمن به.
لقد تابعتُ قضية ثائر ورفاقه وهم سجناء يناضلون، ومن الطبيعي أن ألتقي به وهو خارج الأسر وفي مناسبات عديدة. إحدى هذه المناسبات كانت على أرض جامعة بير زيت التي كانت رمزًا فلسطينيًا للفكر الحر والنضال النقي ومرجلًا لا يستوعب قِدرُه إلّا ما صَلُح من الخام وأسمن من قوت ومن فكر. دُعينا ثلاثة، أنا وثائر ومن كان لسنوات طويلة رمز الوفاء والصمود والتحدي الفلسطيني في وجه الظلم الاحتلالي الإسرائيلي، فخري البرغوثي. وهو الذي أمضى في سجون الاحتلال مدة أربعة وثلاثين عامًا بالتمام والكمال.
لسنوات طوال وفي كل مناسبة عنيت بقضايا أسرى الحرية ومن على كل منصة وطنية كانت اليافطات، كساعات الملل، ترفع صورة فخري البرغوثي وتعلن مرور الأيام والأعوام وتصرخ كيف يعقل ولقد مضت ثلاثة عقود وأكثر؟!.
في طريقي بدأت أتصور اللقاء وأتهيّب، فما عساني سأقول وأنا في حضرة شيخ العذاب؟ كيف لي أن أداري خفقان قلبي وأنا بمعية ثائر الجائع للحريّة وفخري. فمذ بدأت رحلتي كان فخري هناك في قمّة الهم يناوش النجمة والصخرة ثابتة على صدره.
وصلنا إلى ظلال حلم. لم تعد بير زيت أرضًا للرماد ولا ملاعب للهتاف والحصى. وكأننا ندخل مدينة من ورق. ذكور وإناث يتأبطون معلّبات من وهم ووجع. وجوه عاديّة لا يعلوها قلق الشباب وحيرة المفارق. طلّاب حضروا من أجل ورقة وغاب عنهم الاحتلال. حاضرهم فقاعات والمكان بلون حجارته باهت بلا نبض ولا حب ولا حياة.
مشينا وكأننا حراس للندم. ثلاثةٌ حوّلَنا جهل المكان إلى "نكرات" لم تعنِ لأشخاص هذا الزمن شيئًا. فلسطينيون ولدوا بعدما بدأ الفخري بسداد أقساط حرية، لا تجد راية بينهم ولا سارية. فلسطينيات عشقن الفضائيات، لا فخري يعنيهن ولا شيخ السجناء، فـ"روتانا" هي القيد وهي الداء والدواء. أجيال لا فضاء لها ولا خيال. أسيرة واقع مر. لا تقرأ حروف تاريخها وحاضرها فمن لم تسعفه "روتانا" فالعظة في "اقرأ" أوَلم نولد من ألم ومن قلم لنصيرَ شعوبًا من فتح وحماس وأصحابَ قضية.
دخلنا إلى قاعة، يرافقنا شباب مجلس الطلبة. طاولة في الصدر والقاعة تئن من هواء متعب يفتّش عمّن يستنشقه. كراسٍ رتّبت على أمل وشهوة يتيمة، امتلأت دهشة وخجلًا. صدمتُ وكظمتُ غيظي. جئناكِ بير زيت في زمن الزهايمر!. الكل فيك ضائع لا هداية ولا حارس. لا صوت للسقوط، لا طريدة ولا فارس. ضياع يتزوج ضياعًا والكل مفعول به والكل فاعل.
فلسطين غابت هناك في بيرزيت. وعلى طاولة في صدر قاعة ستشهد على خيبة أملنا تربَّع العذاب.
مناضلان حضرا إلى بير زيت وغاب النضال وتبخَّر احتلال، فلا انتصبت على الطرقات حناجر تهتف للجموع، بل جموع تواجدت في أركان جامعة ماضيها عز وحاضرها يعيبه عراة من ذاكرة هاموا و"صاعوا"، ولا دمعة فرح سكبت لمجيء رمز ولا صفقت له أيدٍ. مشيتُ وخالجني شعور بأن الكلَّ نائم وتحت الأثواب مخارز جهّزت لربيع آت وليوم المآتم.
تحدَّث كلُّ واحد منّا بما أملته الكياسة والفصاحة وصفّق لنا عشرون من أبناء فلسطين وسجَّلتُ في رزنامتي ذلك اليوم المشهود في عامٍ أسميته عام الضياع وزمن الزهايمر.
تعانقنا وودّعنا وتواعدنا. فكلنا يعرف بيدره ويعرف أي الطيور إلى حبّه أقرب. فأنا وثائر إخوة في جوعنا للحرية والكرامة وبعدها سيبقى العقل سيّدًا وحكمًا ودائمًا سنتفق أو نختلف بالحرير وبالكلمة، التي كانت وستبقى هي الأحسن. ومع فخري قد نختلف لكننا عليه وعلى ما أعطانا لن نختلف.
عدتُ وقرأتُ بيان شجب استدعاء قوات الأمن الفلسطيني لثائر .هممتُ بالبكاء وقبل الدمعة الأولى، بدأت أقرأ بيانًا يشجب باسم "فتح" اعتقال ناشطين فتحاويين على أيدي قوات الأمن الفلسطيني في غزة!.
لم أبكِ. لم أصلّ. فأنا مع إخوتي فخري وثائر شهدنا يوم غاب الاحتلال عن بير زيت ويوم غابت فلسطين. ففي زمن نقرأ فيه بيانات شجب عمّا يفعله الفلسطيني بالفلسطيني وعن أمن يستدعي ثائرًا هنا في رام الله وهناك في غزة تخسر فلسطين ويكون الزمن زمن الضياع، زمن الزهايمر.
لقد أضرب ثائر عن تناول الطعام لمدة سبعة وسبعين يومًا ولم يوقف إضرابَه حتى بعد أن أقر الأطباء أنّه يجابه الموت الذي قد ينقض عليه في كلِّ لحظة وبعد كل تنهيدة متعبة ورمشة عين. لقد أوقف ثائر إضرابه بعد أن انتزع ورفاقه التزامًا إسرائيليًا يقضي بالإفراج عنه في بداية حزيران المنصرم.
أفرج الاحتلال عن ثائر حلاحلة بجسم عليل ما زال بحاجة لرعاية ودراية، لكنّه، كما كان بالأسر، هكذا هو خارجه، كتلة من إصرار وإيمان وجاهزيّة عليا للتضحية في سبيل ما يؤمن به.
لقد تابعتُ قضية ثائر ورفاقه وهم سجناء يناضلون، ومن الطبيعي أن ألتقي به وهو خارج الأسر وفي مناسبات عديدة. إحدى هذه المناسبات كانت على أرض جامعة بير زيت التي كانت رمزًا فلسطينيًا للفكر الحر والنضال النقي ومرجلًا لا يستوعب قِدرُه إلّا ما صَلُح من الخام وأسمن من قوت ومن فكر. دُعينا ثلاثة، أنا وثائر ومن كان لسنوات طويلة رمز الوفاء والصمود والتحدي الفلسطيني في وجه الظلم الاحتلالي الإسرائيلي، فخري البرغوثي. وهو الذي أمضى في سجون الاحتلال مدة أربعة وثلاثين عامًا بالتمام والكمال.
لسنوات طوال وفي كل مناسبة عنيت بقضايا أسرى الحرية ومن على كل منصة وطنية كانت اليافطات، كساعات الملل، ترفع صورة فخري البرغوثي وتعلن مرور الأيام والأعوام وتصرخ كيف يعقل ولقد مضت ثلاثة عقود وأكثر؟!.
في طريقي بدأت أتصور اللقاء وأتهيّب، فما عساني سأقول وأنا في حضرة شيخ العذاب؟ كيف لي أن أداري خفقان قلبي وأنا بمعية ثائر الجائع للحريّة وفخري. فمذ بدأت رحلتي كان فخري هناك في قمّة الهم يناوش النجمة والصخرة ثابتة على صدره.
وصلنا إلى ظلال حلم. لم تعد بير زيت أرضًا للرماد ولا ملاعب للهتاف والحصى. وكأننا ندخل مدينة من ورق. ذكور وإناث يتأبطون معلّبات من وهم ووجع. وجوه عاديّة لا يعلوها قلق الشباب وحيرة المفارق. طلّاب حضروا من أجل ورقة وغاب عنهم الاحتلال. حاضرهم فقاعات والمكان بلون حجارته باهت بلا نبض ولا حب ولا حياة.
مشينا وكأننا حراس للندم. ثلاثةٌ حوّلَنا جهل المكان إلى "نكرات" لم تعنِ لأشخاص هذا الزمن شيئًا. فلسطينيون ولدوا بعدما بدأ الفخري بسداد أقساط حرية، لا تجد راية بينهم ولا سارية. فلسطينيات عشقن الفضائيات، لا فخري يعنيهن ولا شيخ السجناء، فـ"روتانا" هي القيد وهي الداء والدواء. أجيال لا فضاء لها ولا خيال. أسيرة واقع مر. لا تقرأ حروف تاريخها وحاضرها فمن لم تسعفه "روتانا" فالعظة في "اقرأ" أوَلم نولد من ألم ومن قلم لنصيرَ شعوبًا من فتح وحماس وأصحابَ قضية.
دخلنا إلى قاعة، يرافقنا شباب مجلس الطلبة. طاولة في الصدر والقاعة تئن من هواء متعب يفتّش عمّن يستنشقه. كراسٍ رتّبت على أمل وشهوة يتيمة، امتلأت دهشة وخجلًا. صدمتُ وكظمتُ غيظي. جئناكِ بير زيت في زمن الزهايمر!. الكل فيك ضائع لا هداية ولا حارس. لا صوت للسقوط، لا طريدة ولا فارس. ضياع يتزوج ضياعًا والكل مفعول به والكل فاعل.
فلسطين غابت هناك في بيرزيت. وعلى طاولة في صدر قاعة ستشهد على خيبة أملنا تربَّع العذاب.
مناضلان حضرا إلى بير زيت وغاب النضال وتبخَّر احتلال، فلا انتصبت على الطرقات حناجر تهتف للجموع، بل جموع تواجدت في أركان جامعة ماضيها عز وحاضرها يعيبه عراة من ذاكرة هاموا و"صاعوا"، ولا دمعة فرح سكبت لمجيء رمز ولا صفقت له أيدٍ. مشيتُ وخالجني شعور بأن الكلَّ نائم وتحت الأثواب مخارز جهّزت لربيع آت وليوم المآتم.
تحدَّث كلُّ واحد منّا بما أملته الكياسة والفصاحة وصفّق لنا عشرون من أبناء فلسطين وسجَّلتُ في رزنامتي ذلك اليوم المشهود في عامٍ أسميته عام الضياع وزمن الزهايمر.
تعانقنا وودّعنا وتواعدنا. فكلنا يعرف بيدره ويعرف أي الطيور إلى حبّه أقرب. فأنا وثائر إخوة في جوعنا للحرية والكرامة وبعدها سيبقى العقل سيّدًا وحكمًا ودائمًا سنتفق أو نختلف بالحرير وبالكلمة، التي كانت وستبقى هي الأحسن. ومع فخري قد نختلف لكننا عليه وعلى ما أعطانا لن نختلف.
عدتُ وقرأتُ بيان شجب استدعاء قوات الأمن الفلسطيني لثائر .هممتُ بالبكاء وقبل الدمعة الأولى، بدأت أقرأ بيانًا يشجب باسم "فتح" اعتقال ناشطين فتحاويين على أيدي قوات الأمن الفلسطيني في غزة!.
لم أبكِ. لم أصلّ. فأنا مع إخوتي فخري وثائر شهدنا يوم غاب الاحتلال عن بير زيت ويوم غابت فلسطين. ففي زمن نقرأ فيه بيانات شجب عمّا يفعله الفلسطيني بالفلسطيني وعن أمن يستدعي ثائرًا هنا في رام الله وهناك في غزة تخسر فلسطين ويكون الزمن زمن الضياع، زمن الزهايمر.
شئتم أم ابيتم إنه محمد حسني مبارك زعيم الامة العربية/ سلوي أحمد
فرض احترامه علي الجميع الكبير والصغير الصديق والعدو امتلك الحكمة فكانت لمصر طوق نجاة الذي جنيها الوقوع في كثير من الازمات والصراعات امتلك القوة فعاش وعاشت معه مصر مرفوعة الرأس لم تنحي يوما اعطاه الله الهيبة فقدره العالم واجله , ِسجله هو سجل الابطال حربا وسلما باعماله وحبه لوطنه سيجبر التاريخ علي ان يضع اسمه بين اسماء ابطال مصر وزعمائها عاش لمصر ولشعب مصر ضحي من اجلهما ومازال يضحي انه الزعيم محمد حسني مبارك .
نعم إنه الزعيم محمد حسني مبارك رغم انف الجميع رغم التزييف والتشويه رغم الادعاءات والافتراءات شئتم ام ابيتم رضيتم ام لم ترضوا سيظل مبارك وسيظل اسمه وسنذكره وسنذكر اسمه في كل وقت وفي كل مكان وباعلي صوت سنذكره ونحن نري مصر من بعده وما الت اليه سنذكره ونحن نري مصر وهي ترجع لتقف في الصفوف الخلفيه بعد ان كانت في المقدمة سنذكره ونحن نري مصر وقد فقدت الكثير من الاحترام والتقدير الذي كانت تحظي به سنذكره ونحن نري انجازته في كل شبر من ارض مصر من اقصاها الي اقصاها سنذكره ونحن مازلنا حتي اليوم نفتتح مشروعاته التي اتمها ونستكمل الاخري سنذكره ونحن نري مصر غنيمة يتسابق الجميع لنيل نصيبه منها بعد ان تركها سنذكر من كانت مصر هي كل همه سنذكر من قدم مصلحة الوطن علي كل ما عداها سنذكر من ضحي بنفسه حتي يعيش الوطن .
اتعجب ممن يتحرجون ويخافون من مجرد ذكر اسم الرئيس مبارك اتعجب واتساءل اذا لم يذكر اسم مبارك فاسم من الذي يذكر اذا لم نحتفي ببطل اكتوبر فبمن نحتفي ؟!!! انها دعوة للجميع ممن يحبون الرئيس مبارك واعلم انهم كثيرون دعوة لهم بان ترتفع اصواتهم بذكر مبارك في كل مكان فمبارك ليس بالخائن ولا العميل مبارك هو رئيس مصر وزعيمها فليعوا صوتكم في مكان فلتفخروا بهذا الرجل لان يستحق لا سكوت بعد اليوم ولا خوف بعد اليوم فلن نهدم تاريخنا ولن نسئ لابطالنا حتي وان طلبنا التغيير فلن يكون ذلك علي حساب سمعة وشرف وتاريخ حياة رجال وهبوا انفسهم للوطن .
سنحدث عنه ابناءنا في المنازل وتلاميذنا في المدارس سنكت عنه الكتب سنعلق صوره في منازلنا ومتاجرنا سنسمي علي اسمه ابناءنا لانه يستحق لم يفعل مبارك شئ يجعلكم تخافون من ذكر اسمه ولا يوجد من يستحق ان تخافوا منه الا الله سبحانه وتعالي ان مصر لن تنجوا مما هي فيها ما لم نعط كل ذي حق حقه ومبارك ضاع حقه بينكم وعليكم ان تردوا له هذا الحق اذا اردتم لانفسكم النجاة وعلي من يريدون ادعاء البطولة علي حساب مبارك ان يعملوا جيدا ان بطولتهم هي بطولة زائفة سيرحلون وترحل معهم وفقط يظل اصحاب البطولات الحقيقية الذين صنعوا بطولاتهم باعمالهم وكفاحهم وحبهم لاوطانها .
محمد حسني مبارك لن نكف عن ذكر اسمك سيادة الرئيس فهو ليس مجرد اسم بل تاريخ طويل من التضحية والعطاء من اجل الوطن تاريخ طويل من التعب والعمل الكفاح تاريخ طويل من الجهد والعرق والتفكير تاريخ طويل من النضال ولتضحية انها اسم لاحد ابناء الوطن و رموزه العظماء الذين شرفوا سجل الوطن باعمالهم وانجازاتهم وعاشوا واهبين حياتهم من اجله لذلك حق للوطن ان يقدرك وحق علي ابناء الوطن ان يدافعوا عنك ويعيدون اليك حقك المسلوب .
الكاتبة \سلوي أحمد
حرب من فوق سماء العرب/ ابراهيم الشيخ
اسرائيل منذ مدة تدق طبول الحرب وتحضر لهجوم ما وتتدرب وتجهز جبهتها الداخلية لكل الاحتمالات وتقيم المناورات، مرة في حال انفجار انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية ومرة ثانية في الجولان في حال الحرب مع سوريا وحزب الله ومرات التدريب في حال نشوب الحرب مع ايران وانهمار الصواريخ على اسرائيل.
اسرائيل معروفة بتاريخها العسكري من حيث الجاهزية وعدم السماح لاي قوة معادية لها في الشرق الاوسط بأن تتفوق عليها وليس بالضرورة بالقنابل الذرية، ومعروفة ايضاً بعدوانيتها، لذلك هي مستعدة لشن الحروب ان شعرت بأن امنها مهدد، حيث قامت اسرائيل بالهجوم على المفاعل العراقي في عام 1981 ومن ثم بعد ذلك تشجيع الادارة الامريكية بالقيام باجتياح العراق من اجل حماية امنها لمجرد الشك بأن العراق يملك اسلحة كيماوية وبيولوجية، واتضح بعد ذلك بعدم وجوده هذه الاسلحة، ومن ثم قصف موقع دير الزور السوري في سبتمبر من عام2007، مرورا بهجمات واغتيالات هنا وهناك، واخر حروبها العدوانية كانت على لبنان عام 2006 وعلى قطاع غزة في اواخر عام 2008.
بعد ازالة الخطر العراقي عن اسرائيل من خلال اجتياح العراق من قِبل القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية، حيث تم تدمير العراق وشرذمته واضعاف جيشه وحله، بدأت اسرائيل بالتحضير للمعركة التالية وهذه المرة مع ايران التي تُتهم بتطوير برنامج نووي للاغراض العسكرية بينما طهران تنفي ذلك، ومنذ عدة سنوات يحتدم الجدل حول هذا البرنامج بين ايران ودول الغرب التي فرضت عقوبات عليها، ولكن اسرائيل تشعر ان وجودها في خطر اذا امتلكت ايران السلاح النووي، ولذلك تلوح اسرائيل منذ وقت بالحل العسكري واهجوم على ايران بهدف تدمير المنشأت النووية.
من جهة اخرى، فان ايران منذ انتهاء الحرب مع العراق بدأت بتعزيز ترسانتها العسكرية والاستعداد لاي حرب قادمة وتعزيز نفوذها في منطقة الخليج ومنطقة الشرق الاوسط بشكل عام ودعم منظمات مناهضة لاسرائيل كحزب الله و حركة حماس.
ان التهديدات باشعال حرب في المنطقة مستمرة من قبل الطرفين، والكل يعرف بأنه في حال انفجار هذه الحرب فانها لن تقتصر على هاتين الدولتين وانما شرارتها من الممكن ان تطال دول عدة، وخاصة ان تصريحات قادة الحرس الثوري الايراني الاخيرة اكدت ذلك، وهددوا بالرد بمهاجمة القواعد الاميركية في الدول العربية وافغانستان في حال تعرض ايران لاي هجوم، ومن المعروف ايضا ان حزب الله اللبناني لن يبق مكتوف اليدين وسيدخل في هذه الحرب وبالتأكيد بإيعاز من ايران، ومن غير المعروف كيف سيكون نوع الرد السوري، وخاصة ان سوريا منهكة عسكريا بسبب الحرب الدائرة فيها.
اذن كل الاحتمالات واردة ومن غير المعروف ان كان كل من الطرفين يستعمل الحرب النفسية من اجل ردع الطرف الاخر عن الهجوم اوعن الرد المحتمل، فمنذ عدة سنوات وتعيش المنطقة على وقع هذه التصريحات المتبادلة والتهديدات بنشوب حرب بين الطرفين، بالرغم من المحادثات التي تجريها الدول الغربية مع ايران حول حل مشكلة البرنامج النووي الايراني لم تتوصل الاطراف الى حل ينهي هذا الجدل الدائر.
ان الامور شائكة اكثر مما نتصور والجميع في منطقة الشرق الاوسط وخاصة في المنطقة العربية ينتظر شيئاً ما، ينتظر الحسم في سوريا وكيف ستنتهي الامور ولصالح من، ويجري ترقب ان كانت ستندلع حرب بين حزب الله واسرائيل وايضا احتمالات نشوب حرب بين اسرائيل وايران، أما اسرائيل من جهتها تنتظر الانتخابات الامريكية وتراقب الى ما ستؤول اليه ثورات الربيع العربي بالنسبة لعلاقاتها مع الانظمة الجديدة وتأثير ذلك على امنها، وكذلك عملية السلام متوقفة منذ زمن بانتظار نتائج الانتخابات الامريكية، كل هذه الامور بحاجة الى الحسم والوضوح في الرؤية.
كل هذا يحدث في منطقتنا و الدول العربية تتفرج وتترقب ماذا سيحدث ومتى ستحدث هذه الحرب المزعومة، ان هذه الحرب ان وقعت فستمر الصواريخ والطائرات من فوق السماء العربية، ومن الممكن ان تسقط الصواريخ على الارض العربية ويصبح العرب من المتضررين من هذه الحرب بالرغم من انهم ينأون بنفسهم عنها.
ان الخلافات العربية العربية تضعف من مواقف هذه الدول وتمنعها من بناء استراتيجية دفاعية موحدة من اجل الدفاع عن دول المنطقة، وابعاد التدخلات الخارجية، لان المنطقة مستهدفة من اطراف اقليمية ودولية متعددة .
ان اساس الصراع بين اسرائيل وايران قائم على مناطق النفوذ والتنافس الاقتصادي والسياسي وكل طرف يريد ان يبرهن بأنه الاقوى بهدف السيطرة على هذه المنطقة.
اسرائيل معروفة بتاريخها العسكري من حيث الجاهزية وعدم السماح لاي قوة معادية لها في الشرق الاوسط بأن تتفوق عليها وليس بالضرورة بالقنابل الذرية، ومعروفة ايضاً بعدوانيتها، لذلك هي مستعدة لشن الحروب ان شعرت بأن امنها مهدد، حيث قامت اسرائيل بالهجوم على المفاعل العراقي في عام 1981 ومن ثم بعد ذلك تشجيع الادارة الامريكية بالقيام باجتياح العراق من اجل حماية امنها لمجرد الشك بأن العراق يملك اسلحة كيماوية وبيولوجية، واتضح بعد ذلك بعدم وجوده هذه الاسلحة، ومن ثم قصف موقع دير الزور السوري في سبتمبر من عام2007، مرورا بهجمات واغتيالات هنا وهناك، واخر حروبها العدوانية كانت على لبنان عام 2006 وعلى قطاع غزة في اواخر عام 2008.
بعد ازالة الخطر العراقي عن اسرائيل من خلال اجتياح العراق من قِبل القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية، حيث تم تدمير العراق وشرذمته واضعاف جيشه وحله، بدأت اسرائيل بالتحضير للمعركة التالية وهذه المرة مع ايران التي تُتهم بتطوير برنامج نووي للاغراض العسكرية بينما طهران تنفي ذلك، ومنذ عدة سنوات يحتدم الجدل حول هذا البرنامج بين ايران ودول الغرب التي فرضت عقوبات عليها، ولكن اسرائيل تشعر ان وجودها في خطر اذا امتلكت ايران السلاح النووي، ولذلك تلوح اسرائيل منذ وقت بالحل العسكري واهجوم على ايران بهدف تدمير المنشأت النووية.
من جهة اخرى، فان ايران منذ انتهاء الحرب مع العراق بدأت بتعزيز ترسانتها العسكرية والاستعداد لاي حرب قادمة وتعزيز نفوذها في منطقة الخليج ومنطقة الشرق الاوسط بشكل عام ودعم منظمات مناهضة لاسرائيل كحزب الله و حركة حماس.
ان التهديدات باشعال حرب في المنطقة مستمرة من قبل الطرفين، والكل يعرف بأنه في حال انفجار هذه الحرب فانها لن تقتصر على هاتين الدولتين وانما شرارتها من الممكن ان تطال دول عدة، وخاصة ان تصريحات قادة الحرس الثوري الايراني الاخيرة اكدت ذلك، وهددوا بالرد بمهاجمة القواعد الاميركية في الدول العربية وافغانستان في حال تعرض ايران لاي هجوم، ومن المعروف ايضا ان حزب الله اللبناني لن يبق مكتوف اليدين وسيدخل في هذه الحرب وبالتأكيد بإيعاز من ايران، ومن غير المعروف كيف سيكون نوع الرد السوري، وخاصة ان سوريا منهكة عسكريا بسبب الحرب الدائرة فيها.
اذن كل الاحتمالات واردة ومن غير المعروف ان كان كل من الطرفين يستعمل الحرب النفسية من اجل ردع الطرف الاخر عن الهجوم اوعن الرد المحتمل، فمنذ عدة سنوات وتعيش المنطقة على وقع هذه التصريحات المتبادلة والتهديدات بنشوب حرب بين الطرفين، بالرغم من المحادثات التي تجريها الدول الغربية مع ايران حول حل مشكلة البرنامج النووي الايراني لم تتوصل الاطراف الى حل ينهي هذا الجدل الدائر.
ان الامور شائكة اكثر مما نتصور والجميع في منطقة الشرق الاوسط وخاصة في المنطقة العربية ينتظر شيئاً ما، ينتظر الحسم في سوريا وكيف ستنتهي الامور ولصالح من، ويجري ترقب ان كانت ستندلع حرب بين حزب الله واسرائيل وايضا احتمالات نشوب حرب بين اسرائيل وايران، أما اسرائيل من جهتها تنتظر الانتخابات الامريكية وتراقب الى ما ستؤول اليه ثورات الربيع العربي بالنسبة لعلاقاتها مع الانظمة الجديدة وتأثير ذلك على امنها، وكذلك عملية السلام متوقفة منذ زمن بانتظار نتائج الانتخابات الامريكية، كل هذه الامور بحاجة الى الحسم والوضوح في الرؤية.
كل هذا يحدث في منطقتنا و الدول العربية تتفرج وتترقب ماذا سيحدث ومتى ستحدث هذه الحرب المزعومة، ان هذه الحرب ان وقعت فستمر الصواريخ والطائرات من فوق السماء العربية، ومن الممكن ان تسقط الصواريخ على الارض العربية ويصبح العرب من المتضررين من هذه الحرب بالرغم من انهم ينأون بنفسهم عنها.
ان الخلافات العربية العربية تضعف من مواقف هذه الدول وتمنعها من بناء استراتيجية دفاعية موحدة من اجل الدفاع عن دول المنطقة، وابعاد التدخلات الخارجية، لان المنطقة مستهدفة من اطراف اقليمية ودولية متعددة .
ان اساس الصراع بين اسرائيل وايران قائم على مناطق النفوذ والتنافس الاقتصادي والسياسي وكل طرف يريد ان يبرهن بأنه الاقوى بهدف السيطرة على هذه المنطقة.
كاتب وصحافي فلسطيني
ielcheikh48@gmail.com
ielcheikh48@gmail.com
الاتصالات والجوال، أم الحكومة، أم المواطن؟/ عبد الكــريم عليـان
مقالتنا الأخيرة كانت بخصوص سياسة الاقتصاد الليبرالية في الأراضي الفلسطينية، وكانت شركة الاتصالات بمجموعة شركاتها، كنموذج للاستغوال، والليبرالية المتوحشة، والمتوقع منها زيادة الوحشنة في المرحلة القادمة لنهب أكبر قدر ممكن من أموال المواطنين الضعفاء لعدة أسباب سنتطرق لها في مقالتنا هذه من جهة، والجدل الذي أثارته المقالة بين بعض الأوساط ، وبعض المواطنين من جهة أخرى.. حيث يطرح كل منهم أسئلته.. منهم من يلوم المواطن بتقاعسه وسكوته عن مطالبته بحقوقه من شركة الاتصالات؟ وراح بعضهم يدعو إلى التخريب كي تشعر الشركة والحكومة بحجم الظلم الواقع بحقهم من سرقة أحيانا، ومن الأسعار المرتفعة والتي لا تتلاءم مع متوسط دخل الفرد والبطالة المستفحلة لدى فئات واسعة من شعبنا.. ومنهم من يلوم الحكومة على تهادنها وسكوتها عن تصرفات شركة الاتصالات رغم حجم الصراخ والشكوى من المواطنين دون حلول لمشاكلهم، أو مراعاة لظروفهم القاسية..؟ ومنهم من يلوم المجلس التشريعي الذي قبل وأقر هذه السياسة، دون مراقبته لأعمال الحكومة والشركة وعدم محاسبتهما باعتبار المجلس هو صاحب السلطة العليا وصاحب القوانين التي يمكن أن تحاسب الجميع..؟
أيّة عائلة متوسطة من المجتمع الفلسطيني في الغالب تمتلك أربعة خطوط على الأقل من شركة جوال الفلسطينية، ولو افترضنا أن كل رقم يستهلك ما معدله خمسين شاقلا (12.5 دولار تقريبا) شهريا، فمجموع ما تستهلكه العائلة يساوي مائتا شاقلا، ولو أضفنا لها استهلاك التليفون الأرضي واشتراك الإنترنت، فتزيد فاتورة العائلة لشركة الاتصالات المتوحشة لتصل إلى أربعمائة شاقلا على الأقل، ولو اعتبرنا متوسط دخل الأسرة الفلسطينية يساوي ألفين وخمسمائة شاقلا؛ فإن ذلك يعني أن العائلة تدفع من دخلها ما بين 16 ـ 20% لاستهلاك الاتصالات فقط !؟ فماذا تبقى من الدخل لباقي متطلبات الحياة الأخرى..؟؟ طبعا قد يحتج بعضهم ليقول: الاتصالات هي من الكماليات ولا يجوز للأسرة الفقيرة أو متوسطة الدخل أن تنعم بمثل هذه الوسائل..!؟ مع أننا لن نقبل بتاتا في هذه الفرضية، لكن لهؤلاء نقول: هل تريدون تقسيم المجتمع إلى نبلاء وعبيد؟ هل تريدون للمجتمع أن يزداد جهلا وتخلفا؟ هل تريدون لمجتمعنا أن يستشري فيه الفساد والنهب كي تزداد الفجوة بين الفقراء والأغنياء كي يقوم الفقراء بثورة تخريب كما يرغب بعضهم؟! أليست الاتصالات وملحقاتها تعتبر من البنية التحتية لتقدم وتطور المجتمع؟؟ ذهبت اليوم لمدرسة ثانوية لأستخرج شهادات لأبنائي، وسألت مدير المدرسة إذا ما يتوفر خط إنترنت في مدرسته؛ فأجاب بأنه بنعم، لكنه لاستخدام الإدارة فقط ! إذن كيف لأبنائنا التواصل والمحاكاة مع قضية علمية أو معرفية ليزدادون ثقافة وعلما..؟ هل هذا ما تريده القيادة الفلسطينية المبجلة؟! تلك الأسئلة وغيرها.. مطلوب من القيادة الإجابة عليها..
لا نعرف كيف ستفسر لنا وزارة البريد والاتصالات سكوتها وصمتها عن شكاوي المواطنين على شركة الاتصالات وارتفاع أسعارها التي لا تلائم ظروف مجتمعنا، وعلى سرقة ونهب المواطنين بطريقة مبرمجة ومنظمة..؟ علما بأن الوزارة لديها قسما للشكاوى، لكن هل تؤخذ هذه الشكاوى على محمل الجد؟ وإن كان كذلك.. ما هي الآلية في استرداد المواطنين لحقوقهم؟ خصوصا في غزة المرهونة في يد حكومة حماس والشركة التي تشتري حكومة غزة بالمال والامتيازات لتدافع عنها وتحميها..؟ ولو كان كذلك.. هل تمتلك الوزارة تقنية لمراقبة عمل الشركة في أثناء سرقتها للمواطنين؟؟ كيف يمكن للمواطن أن يثبت السرقة الإلكترونية المبرمجة من قبل الشركة في بعض الحالات وهو لا يملك في جهازه الخلوي أي من البرامج لذلك.. فمثلا يتكرر لدي، ولدى الكثير بأن يصلنا رسائل خصم مباشرة بعد الرد على مكالمة نستلمها من آخرين دون أن نطلبها وبالتأكيد يتم الخصم على الطرفين؟؟ إضافة لذلك كثيرا ما نطلب رقما ما.. لكن دون رد من ذلك الرقم، إلا أنه يتم الخصم أيضا، ويحدث ذلك في أثناء الذروة غالبا.. ويؤكد ذلك أحيانا تقطيع الخط بعد كلمة واحدة لنعاود الاتصال مرات وفي كل مرة يتم الخصم، وبالطبع فتح الخط في كل مرة يكلف أكثر من استمراره في المرة الأولى، إلى درجة أني شككت مرة بأن ذلك كان مقصودا ومبرمجا من قبل الشركة.. بالطبع هناك الكثير لا يمكننا مناقشته هنا.. بدء من أسئلة وشكاوي المواطنين التي لم تجد إجابات عند الشركة، وانتهاء بالقضايا العامة التي فقد المواطن أي أمل في إصلاحها، وكأنهم يقولون لنا: "اللي عاجبو.. عاجبو، واللي مش عاجبو يرحل أو يشرب البحر..".
لماذا تحتكر هذه الشركة هذا القطاع كل ذلك الزمن حتى الآن!؟ كيف يمكن أن نقتنع أنه يوجد تواطؤ.. إن لم يكن فسادا من قبل القائمين على القرار..؟ وإن لم يكن مماثلا لما تم التفاهم عليه من قبل الشركة مع حكومة غزة..؟! ما الذي يدفع بالشركة للاستغوال والنهب أكبر قدر ممكن في هذا الوقت بالذات خصوصا في غزة ـ فترة ذهبية للشركات الربحية ..؟؟ هل هو قرب عمل الشركة الثانية للاتصال الخلوي؟؟ أم أن التقنية الحديثة لاستخدام الإنترنت في الاتصال بالصوت والصورة بأسعار الإنترنت ؟؟ وبالتالي بعد رواج تلك الأجهزة مثل الأيفون والجلاكسي، مما سيضعف كثيرا من دخل الشركة لاستغناء الناس عن خطوط الشركة؟؟ أم أن هناك تغييرا سياسيا لا يعرف مصيره، وبالتالي يجب استغلال الوقت بتحقيق أكبر قدر ممكن من المال وبأي شكل؟؟ شيء غريب وغير منطقي شاهدته قبل لحظات في أثناء تجولي في السوق حيث يبيع أحد الوكلاء شريحة جوال بسعر شاقلا واحدا فقط ! مما يؤكد ما ذهبنا إليه في التحليل، إنهم يريدون التخلص مما لديهم من خطوط ويستفيدون من المرحلة بأي شكل من الأشكال.. لكنني تذكرت كيف ساهمنا في ترعرع الشركة عندما اشتركنا فيها منذ البدايات واشترينا الشريحة أو الاشتراك بثلاثمائة وأربعين شاقلا ؟؟ فالشيء المنطقي أن تمنح الشركة امتيازات لمن هو زبون أقدم باعتبار أنها استفادت منه زمنا أطول.. يا للعجب؟!
كل ذلك وغيره الكثير يدفعنا للتساؤل من هو المسئول عما جرى ويجري؟ هل هو المواطن المسكين الذي لا يعرف كيف يحافظ على حقوقه ومكتسباته؟ أم الحكومة وأعضاء المجلس التشريعي الذي لم يحاسب الحكومة وتواطأ معها بحجة أن ذلك سيساهم في زيادة دخل المالية كلما زادت الضرائب؟؟ جدلية عقيمة لن توصلنا إلى نتيجة واضحة.. لكننا نقول: لماذا تراجعت الحكومة مؤخرا عن ارتفاع أسعار بعض السلع، وفرضت رقابة جديدة، وحددت أسعارا لبعض السلع الاستهلاكية الأساسية..؟ صحيح أنها لا تكفي من التخفيف عن أعباء المواطن، لكنه توجه جديد في السياسة بعد الهبة الجماهيرية الغاضبة في مطلع الشهر الجاري.. سياسة تحتاج إلى مزيد من التدخل من قبل الحكومة لردع استغوال الشركات الربحية، من بينها شركة جوال ومجموعة الاتصالات التي استبقت الحكومة بالضحك على اللحى وراحت تروج لحملات دعائية لا تغني ولا تسمن من جوع للمواطن إن لم تكن زيادة النهب وزيادة الربح، وما هو مطلوب من الحكومة التدخل السريع والفوري في لجم هذه السياسة ومراجعة المفهوم عن الاتصالات لتصبح من البنية التحتية للتطور والنمو ويجب توفيرها للمواطن بأقل تكلفة ممكنة، وبأعلى جودة متوفرة..
إلي الرئيس مبارك: طال الصمت/ سلوي أحمد
التزم الرئيس مبارك الصمت منذ تخليه عن الحكم في الحادي عشر من فبرايرفلم نستمع اليه بعدها الامن خلال الخطاب الصوتي المسجل الذي تحدث فيه لبني وطنه ليبرئ ذمته المالية امامهم في ظل الشائعات التي روج لها الاعلام العميل من امتلاك مبارك لمليارات الدولارات , فجاءت الينا كلماته لتنفي كل تلك الشائعات ولكن للاسف اصم الجميع اذانهم ولم يستمعوا اليه وظلوا يستمعون الي القنوات الفضائية التي جعلت من سمعه زعيم عربي مصدر لكسب الملايين ,لم نستمع اليه ويا ليتنا استمعنا فها هي الايام تثبت لنا يوما بعد الاخر صدق مبارك وكذب من روج لتلك الشائعات ومن صدقها ورددها .
تحدث مبارك في هذه المرة ثم ساد الصمت ولم نستمع اليه مرة اخري منذ ذلك الوقت وحتي الان لم نسمتع اليه بالرغم من اننا في امس الحاجة الي ان نسمعه فمع كل حدث كنا نتنظر كلماته فاثناء المحاكمات اعتقدنا ان الوقت قد حان ليتحدث ولكنه اكتفي بتلك الكلمات " بلادي وان جارت علي عزيزة واهلي ان ضنوا علي كرام "
فقط تلك هي الكلمات التي نطق بها بعد تلك الرحلة من الصمت فجاءت لتثبت لنا عظمة هذا الرجل ففي الوقت الذي ُسب فيه وأهين بعد كل تلك السنوات من العمل من اجل مصر وشعبها لم يقابل السب بالسب ولا الشتم بالشتم بل قابل اخلاق الاندال باخلاق الابطال فارتفع قدره عن ذي قبل في الوقت الذي ازداد فيه قدر من اهانة انحطاطا .
مرت محاكمة مبارك دون ان نستمع اليه إلي ان جاء الحكم عليه بالمؤبد بعد ان امعن القاضي في ظلمه فلم يكتف بالحكم الجائر علي بطل اكتوبر والرجل الذي خدم مصر وشعبها طوال كل تلك السنوات لم يكتف بذلك بل كانت تلك المقدمه التي سبقت النطق بالحكم هذه المقدمة الظالمة التي اغفلت اي انجاز لفترة حكم دامت ثلاثين عاما اضاعها القاضي بكلمات رنانه جيده الصياغة ولكنها ظالمة عديمة الانصاف خلت من العدل تلك الكلمات التي جاءت من رجل من المفترض انه يقيم العدل بين الناس ولكنه فضل ان يكون ثائرا علي ان يكون عادلا وهنا انتظرنا مبارك ان يتحدث ولو بكلمة ولكنه ظل صامتا لم يتفوه بكلمة واحدة .
وذهب الرئيس مبارك إلي مستشفي سجن طره وتعرض لازمات صحيه كادت ان تؤدي بحياته ليس هذا فقط بل انه وفي كل يوم كان يتعرض لمزيد من الظلم حينما يزج باسمه في كل حدث يحدث بمصر فيتهم مبارك بانه هو من دبر وخطط بعد ان يفشلوا في الوصول الي حقيقة ما يجري او بعد ان يقوموا باعمال تخدم مصالحهم فيغطون علي ذلك بالزج باسم مبارك في كل كبيرة وضغيره حتي فشلهم في ادارة البلاد وتسيير شئونها ارجعوه الي مبارك ونظامه .
كل هذا وانت سيادة الرئيس صامتا لا تتحدث فإلي متي الصمت سيادة الرئيس ؟ الي متي الصمت وتاريخك يمحي ويشوه ؟ الي متي الصمت وانجازاتك تسرق وتنسب لغيرك ؟ الي متي الصمت والجميع ينسب خير العصر لنفسه وشره لك ؟ الي متي الصمت وقلوب من احبوك تناديك ان تتحدث اليهم وتخاطبهم ؟ الي متي الصمت سيادة الرئيس ومصر التي عشت واهبا حياتك من اجلها تضيع من بين ايدينا ؟
إن مصر اليوم تناديك بعد ان تمزقت وسارع الجميع بتقسيمها واخذ نصيبه منها ان مصر التي بنيتها ودافعت عنها واعدت اليها سياتها علي ارضها تناديك مصر التي حفظت دماء ابنائها تناديك بعدما اغرقتها دموعها وهي تري دماء ابنائها تسيل يوما بعد الاخر علي ارضها مصر تنادي من كانت في عقله وقلبه ولم يفكر يوما في سواها مصر تنادي بطل اكتوبر وزعيمها الذي عاشت تباهي وتفاخر به اما الجميع تنادي من ظل محافظا علي سيادتها ووحدتها من عاش حاملا هم ابنائها جيل بعد جيل من اقام مصانعها وشيد مدنها ومد كباريها من عمرها واعاد اليه الحياه من جعلها رائده في كافة المجالات وجعل صوتها مرفوعا في المحافل الدوليه تنادي من عاش نسرا يحمي سمائها ويقف في وجه كل من تسول له نفسه الاقتراب منها او من شعبها ان مصر تنادي مبارك .
سيادة الرئيس طال الصمت وطال وها هي الايام تمضي والعمر تمر ساعاته فهل ستتركنا دون ان نستمع اليك ؟هل ستتركننا ونحن في أمس الحاجة اليك؟ وان كنت لا استطيع ان ألومك فلست انت من حبستنا خلف الجدران وعزلتنا عن حياتك لست انت من تركت صوت الحكمة والعقل سجينا واستمعت الي اصوات جوفاء لا تعي ما تقول او تفعل ولكن ولانك عودتنا ان نلجأ اليك بعد الله فنحن نناديك ان تتحدث دافع عن مصر سيادة الرئيس كما كنت تدافع عنها دائما لا تتركها وتتركنا لهذا المستقبل المجهول تحدث الينا واليها فلم نعد نحتمل الصمت ولم نعد نحتمل ان نراها وهي تضيع من بين ايدينا لم نعد نحتمل ان نراها في ثوب الضعف والهوان لم نعد نحتمل ان نراها وهي تنكسر وتنحي لم نعد نحتمل انا نراها بغيرك سيادة الرئيس لم نعد نحتمل أن نراها بغير مبارك
تحدث مبارك في هذه المرة ثم ساد الصمت ولم نستمع اليه مرة اخري منذ ذلك الوقت وحتي الان لم نسمتع اليه بالرغم من اننا في امس الحاجة الي ان نسمعه فمع كل حدث كنا نتنظر كلماته فاثناء المحاكمات اعتقدنا ان الوقت قد حان ليتحدث ولكنه اكتفي بتلك الكلمات " بلادي وان جارت علي عزيزة واهلي ان ضنوا علي كرام "
فقط تلك هي الكلمات التي نطق بها بعد تلك الرحلة من الصمت فجاءت لتثبت لنا عظمة هذا الرجل ففي الوقت الذي ُسب فيه وأهين بعد كل تلك السنوات من العمل من اجل مصر وشعبها لم يقابل السب بالسب ولا الشتم بالشتم بل قابل اخلاق الاندال باخلاق الابطال فارتفع قدره عن ذي قبل في الوقت الذي ازداد فيه قدر من اهانة انحطاطا .
مرت محاكمة مبارك دون ان نستمع اليه إلي ان جاء الحكم عليه بالمؤبد بعد ان امعن القاضي في ظلمه فلم يكتف بالحكم الجائر علي بطل اكتوبر والرجل الذي خدم مصر وشعبها طوال كل تلك السنوات لم يكتف بذلك بل كانت تلك المقدمه التي سبقت النطق بالحكم هذه المقدمة الظالمة التي اغفلت اي انجاز لفترة حكم دامت ثلاثين عاما اضاعها القاضي بكلمات رنانه جيده الصياغة ولكنها ظالمة عديمة الانصاف خلت من العدل تلك الكلمات التي جاءت من رجل من المفترض انه يقيم العدل بين الناس ولكنه فضل ان يكون ثائرا علي ان يكون عادلا وهنا انتظرنا مبارك ان يتحدث ولو بكلمة ولكنه ظل صامتا لم يتفوه بكلمة واحدة .
وذهب الرئيس مبارك إلي مستشفي سجن طره وتعرض لازمات صحيه كادت ان تؤدي بحياته ليس هذا فقط بل انه وفي كل يوم كان يتعرض لمزيد من الظلم حينما يزج باسمه في كل حدث يحدث بمصر فيتهم مبارك بانه هو من دبر وخطط بعد ان يفشلوا في الوصول الي حقيقة ما يجري او بعد ان يقوموا باعمال تخدم مصالحهم فيغطون علي ذلك بالزج باسم مبارك في كل كبيرة وضغيره حتي فشلهم في ادارة البلاد وتسيير شئونها ارجعوه الي مبارك ونظامه .
كل هذا وانت سيادة الرئيس صامتا لا تتحدث فإلي متي الصمت سيادة الرئيس ؟ الي متي الصمت وتاريخك يمحي ويشوه ؟ الي متي الصمت وانجازاتك تسرق وتنسب لغيرك ؟ الي متي الصمت والجميع ينسب خير العصر لنفسه وشره لك ؟ الي متي الصمت وقلوب من احبوك تناديك ان تتحدث اليهم وتخاطبهم ؟ الي متي الصمت سيادة الرئيس ومصر التي عشت واهبا حياتك من اجلها تضيع من بين ايدينا ؟
إن مصر اليوم تناديك بعد ان تمزقت وسارع الجميع بتقسيمها واخذ نصيبه منها ان مصر التي بنيتها ودافعت عنها واعدت اليها سياتها علي ارضها تناديك مصر التي حفظت دماء ابنائها تناديك بعدما اغرقتها دموعها وهي تري دماء ابنائها تسيل يوما بعد الاخر علي ارضها مصر تنادي من كانت في عقله وقلبه ولم يفكر يوما في سواها مصر تنادي بطل اكتوبر وزعيمها الذي عاشت تباهي وتفاخر به اما الجميع تنادي من ظل محافظا علي سيادتها ووحدتها من عاش حاملا هم ابنائها جيل بعد جيل من اقام مصانعها وشيد مدنها ومد كباريها من عمرها واعاد اليه الحياه من جعلها رائده في كافة المجالات وجعل صوتها مرفوعا في المحافل الدوليه تنادي من عاش نسرا يحمي سمائها ويقف في وجه كل من تسول له نفسه الاقتراب منها او من شعبها ان مصر تنادي مبارك .
سيادة الرئيس طال الصمت وطال وها هي الايام تمضي والعمر تمر ساعاته فهل ستتركنا دون ان نستمع اليك ؟هل ستتركننا ونحن في أمس الحاجة اليك؟ وان كنت لا استطيع ان ألومك فلست انت من حبستنا خلف الجدران وعزلتنا عن حياتك لست انت من تركت صوت الحكمة والعقل سجينا واستمعت الي اصوات جوفاء لا تعي ما تقول او تفعل ولكن ولانك عودتنا ان نلجأ اليك بعد الله فنحن نناديك ان تتحدث دافع عن مصر سيادة الرئيس كما كنت تدافع عنها دائما لا تتركها وتتركنا لهذا المستقبل المجهول تحدث الينا واليها فلم نعد نحتمل الصمت ولم نعد نحتمل ان نراها وهي تضيع من بين ايدينا لم نعد نحتمل ان نراها في ثوب الضعف والهوان لم نعد نحتمل ان نراها وهي تنكسر وتنحي لم نعد نحتمل انا نراها بغيرك سيادة الرئيس لم نعد نحتمل أن نراها بغير مبارك
الكاتبة \سلوي أحمد .
يا صبرا: اخرجي من عالمنا/عطا مناع
نشهر سيف الكلمات في وجه النسيان، نتحلق بوجوهنا الشاحبة لنمارس طقوسنا الملعونة لنتخلص مما أثقل كاهلنا نحن الذين أدرنا الظهر للصحراء، نصارع أيامنا الشاحبة وشوارعنا التي فقدت ملامحها، ما عدنا كما كنا، سيوفنا من بعدك من خشب.
ثلاثون عاماً يا صبرا وشراعنا نجمة سداسية، ثلاثون عاماً يا صبرا ومن بعدك شُرعنا المجزرة، استهوانا الذبح الغير رحيم لأنفسنا يا صبرا، مجازر تتلوها مجازر واختلط الفاعل بالمفعول به يا صبرا، أيعقل أن تكوني يا صبرا الضحية والمجرم في آن.
ما عاد المشهد يزعجنا، ولا دم الأطفال المسفوك في شوارع المخيم، ألم اقل لك يا صبرا أن المخيم ما عاد مخيم، وان الدم الذي يسري في عروقنا اجتاحه البرد والنوم الإرادي، فلا صبرا تعنينا ولا المفتاح ولا حنظله وسيده الذي ينتقل من غربة لغربة.
يا صبرا لم يتسع مخيم عين الحلوة لصاحب الجسد النحيل الذي أعلنها مراراً أنة منحاز للفقراء والمعثرين فكان أن ذبح بكاتم الصوت، لنذبحه مرة أخرى بنفيه بعيداً عن عالمنا، هكذا أرادوا له أو أردنا.
هنا صبرا يا أيها الفلسطيني، هي اللعنة التي ترحل معك كظلك، وهي الصخرة التي تربض على صدرك وكأنك سيزيف حيث اللعنة من الإلهة، صبرا ليست زمان ومكان، وصبرا ليست مقرة جماعية لمن تركتهم السفن المهاجرة لحد السكين، وصبرا ليست مقبرة جماعية لمن عمدهم الألم والاشتياق، وصبرا لا تنتظر أن تدخل جنة السماء، وهي التي انتظرت رحمة الرب الذي لم يتدخل لإنهاء وليمة الذبح وان تدخل فكان متأخرا.
صبرا هي فلسطين كل فلسطين، ما أرادوا أن يذبحوه في صبرا هي الذاكرة، أرادوا أن يستكملوا المجزرة، والمجزرة بدأت في حيفا ويافا وصفد ودير ياسين وسلسلة لا تنتهي ولن تنتهي من المجازر التي تستهدف الذاكرة الحلم والروح التي ضاعت في التيه تنتظر اللحظة لتدجين الزمان لصالح المكان.
صبرا يا أيها الوجع اللعنة اخرجي من عالمنا، ودعينا نعيش فصول المجزرة المستمرة وكأنها جهنم حيث اللاموت واللاحياه، يا صبرا اخرجي من عالمنا فنحن من قبل يد الجزار، ونحن من عفا وسامح وفاوض واحتضن حد السكين، ونحن يا صبرا لا زلنا نتبجح بها من نهرها إلى بحرها، ونحن يا صبرا من شيع الفكرة والذاكرة ، والشاهد يا صبرا على قبرها نجمة سداسية.
يا صبرا اخرجي من عالمنا، فما عدنا نحن، تاهت الألوان والشوارع بلا رائحة، ولم يعد المخيم يستقبل صدى أنين المذبوحين، فالمخيم يا صبرا يعيش الجديد وعلى الجديد يطغى ناموس النسيان، ولا بأس من الكلمات المكسورة وبعض الغضب المهجن بثقافة المرحلة.
هنا المخيم يا صبرا!!! والمخيم ما عاد المخيم!! يا صبرا المخيم عين على المخيم!!! ممنوع على المخيم الاتشاح بالسواد للحظة من الزمن!!! والمخيم أتقن فن النسيان والهروب إلى الإمام من اجل ما نسميه كذبا المصلحة الوطنية العليا!!
يا صبرا اخرجي من عالمنا ولا تحملينا أكثر مما نحتمل، لا تكشفي عوراتنا فاسمحي لنا بما تبقى من ورقة توت وبعض الذل وبساط احمر ومسميات منحنا إياها اله الموت شيفا، هو يا صبرا شيفا الذي قطع الأطراف في شوارعك، وهو الذي بقر البطون واغتصب وقتل الأطفال واعدم الشيوخ، هو اله الموت الذي رقص على جثثنا وشرب من دمنا أياما وليالي.
هي نعمة النسيان وسقوط أمل دنقل وثقافة لا تصالح، وهي جدلية التيه والبحث عن الوطن في الوطن والنزول عن الجبل، هي يا صبرا اللعنة التي تأتينا فتات من بلاد العم سام والثمن أن ننسى، وهي الفجيعة الكبرى بالإحياء الأموات.
نهذي في زمن النسيان لعلنا نحافظ على جذوة الفكرة، نستقوي بها على الذين اغتصبوا الأموات وما تبقى من أحياء، نستقوي يا صبرا على حكايات علي بابا وما شئت من عهر قادنا للقاع، فهذا الذي يشهر سيف الوطن نهاراً ويمارس الاغتصاب للأمانة التي تركها لنا من هم رأس الحربة الأسرى ليلاً.
ثلاثون عاماً على المذبحة ولا زال الوجع يطل برأسه لعلنا نتذكر نحن الذين نرقص على حد السكين، ثلاثون عاماً حملت في جعبتها الكثير من الوجع لفقراء شعبنا الذين تحملوا ولا زالوا نتائج الاتفاقيات مع مرتكبي المجزرة، ومهما حاولنا الهرب أو التمسك بالنسيان كمخرج للتخلص من ارث المجازر التي ارتكبت بحق شعبنا، مهما حاولنا تجميل الواقع الذي يكشر عن أنيابة جوعاً وقمعاً وانقساماً لن نغير في الحقيقة شيئاً.
قد ندير الظهر للحقيقة لكنها ستبقى، والتاريخ لن يميل لكفتنا، لان التاريخ يكتب الحقائق رغم محاولات التزوير المحمومة من العالم الذي يتكالب على قضيتنا للنيل منها، لكن صبرا وشاتيلا المذبحة ومئات المذابح التي ارتكبت وترتكب بحق شعبنا ستبقى الشاهد الحقيقة على أننا لا زلنا شعب حي رغم محاولات التسويف والرشوة المالية للكيان الفلسطيني الهزيل الذي نسميه نحن الفلسطينيين سلطة.
قد نكون قد وصلنا للقاع في التعاطي مع قضايانا الحية، لكن الحياة ستكمل دورتها التي من سماتها التجديد، والجديد يأتي بالعنفوان الذي يستخلص الحقيقة التي ستقودنا حتماً لبر الأمان رغم كافة المعيقات الموضوعية والذاتية، لذلك لن تخرج المذبحة من عالمنا مهما حاولنا لأنها الإرث الذي تضيعه الاتفاقيات، أنة ارث من دم ووجع لا زال صداه يتردد في رؤوس القتلة.
ردا على الكاتب علاء الأسواني/ محمد محمد على جنيدي
أقول ردا على ما أورده موقع الموجز نقلا عن الدستور الأصلي فيFri, 09/21/2012
أليس في التعجل بتغيير مواقفك أ. علاء باعثا للقلق!، ليتك أوردت تفسيرا لكلمة انتماء د. محمد مرسي ( لتنظيم سري ).. يعني مثل ضباط أحرار ثورة يوليو مثلا!!، أم هم جماعة معلن عن قياداتها ومقراتها والعاملين فيها ولهم حزب شرعي اسمه الحرية والعدالة.. إلخ، أ.علاء.. عبارة تنظيم سري ( كبيرة جدا ) وفيها افتراء بين وجلي على جماعة الإخوان.. ليس هذا هو المؤسف في اعتقادي ولكن!! المؤسف حقا.. أنكم تعلمون تاريخ نشأة جماعة الإخوان المسلمين كسائر المصريين وربما العالم كله، وقد كان تأسيسها في مارس عام 1928م ، أليس عجيبا اكتشافك المبهر الآن بأنهم يعملون في (( تنظيم سري ))!.. وإذا كان حضرتك تعلم هذا عنهم من قبل.. كان ينبغي عليك أن تقاتل من أجل عدم وصولهم لسدة الحكم،، لا أن تساند مرة ثم تتخلى مرة!، ومع ذلك كان بإمكانكم القول بأنهم في حاجة إلى توفيق أوضاعهم.. - هم - وبعض الفصائل السياسية الأخرى في مصر والذين أيضا لا يعملون بمعزل عن عيون الناس!،.. كان بإمكانكم سيدي المطالبة باستصدار تشريع يفرض على جماعة الإخوان وغيرها توفيق أوضاعهم وفقا له.. ولكنني في النهاية لا أوافقك أبدا قولك بوصفهم ورئيس مصر الذي انتخبه المصريون.. بأنهم يعملون في تنظيم سري!، هذا الوصف أعتقد بأنه غير لائق، ولا ينبغي أن يخرج من كاتب كبير مثلك!،.. تقبل احترامي.
أليس في التعجل بتغيير مواقفك أ. علاء باعثا للقلق!، ليتك أوردت تفسيرا لكلمة انتماء د. محمد مرسي ( لتنظيم سري ).. يعني مثل ضباط أحرار ثورة يوليو مثلا!!، أم هم جماعة معلن عن قياداتها ومقراتها والعاملين فيها ولهم حزب شرعي اسمه الحرية والعدالة.. إلخ، أ.علاء.. عبارة تنظيم سري ( كبيرة جدا ) وفيها افتراء بين وجلي على جماعة الإخوان.. ليس هذا هو المؤسف في اعتقادي ولكن!! المؤسف حقا.. أنكم تعلمون تاريخ نشأة جماعة الإخوان المسلمين كسائر المصريين وربما العالم كله، وقد كان تأسيسها في مارس عام 1928م ، أليس عجيبا اكتشافك المبهر الآن بأنهم يعملون في (( تنظيم سري ))!.. وإذا كان حضرتك تعلم هذا عنهم من قبل.. كان ينبغي عليك أن تقاتل من أجل عدم وصولهم لسدة الحكم،، لا أن تساند مرة ثم تتخلى مرة!، ومع ذلك كان بإمكانكم القول بأنهم في حاجة إلى توفيق أوضاعهم.. - هم - وبعض الفصائل السياسية الأخرى في مصر والذين أيضا لا يعملون بمعزل عن عيون الناس!،.. كان بإمكانكم سيدي المطالبة باستصدار تشريع يفرض على جماعة الإخوان وغيرها توفيق أوضاعهم وفقا له.. ولكنني في النهاية لا أوافقك أبدا قولك بوصفهم ورئيس مصر الذي انتخبه المصريون.. بأنهم يعملون في تنظيم سري!، هذا الوصف أعتقد بأنه غير لائق، ولا ينبغي أن يخرج من كاتب كبير مثلك!،.. تقبل احترامي.
المغامرة ضد ايران: لانقاذ نتنياهو من السقوط السياسي/ نبيل عودة
يتوقع ان يغص المشهد السياسي في اسرائيل بمفاجآت كثيرة، مع اقترابنا ليوم انتخابات الكنيست. نتنياهو الذي قرر قبل أشهر انه حان الوقت للذهاب لإنتخابات مبكرة محذرا انه لن يسمح بحملة انتخابات تستمر سنتين، تلحق الضرر باسرائيل، تراجع عن قراره، رغم ان الكنيست صوتت باغلبية غير عادية 109 نواب من بين 120 من اجل الانتخابات المبكرة، وكان تراجعه بعد انضمام شاؤول موفاز زعيم كاديما للحكومة، ثم استقال موفاز بحركة مسرحية افادته بتأخير الانتخابات لعله ينجح باعادة حزب كاديما الى وضع انتخابي مقبول حيث تشير كل التوقعات واستطلاعات الرأي ان كاديما تتفسخ وستنهي دورها السياسي كقائمة صغيرة في الكنيست القادمة، في الوقت الذي تشكل اليوم أكبر كتلة برلمانية. ولكن الأمر المميز ان نتنياهو بتراجعه عن الانتخابات المبكرة فتح الأبواب امام معركة انتخابات ستستمر لسنتين بقوة غير مسبوقة في الحياة السياسية الاسرائيلية. يمكن القول ان السحر انقلب على الساحر. ولكني لا استهتر بالاعيب السياسة في اسرائيل، حيث يشكل اليوم الواحد احيانا نقلة سياسية تغير الكثير مما يبدو ثابتا ونهائيا.والمؤكد ان نتنياهو في حملته لضرب ايران، يقوم بتغطية تفيده في البروز كمنقذ اسرائيل من النووي الإيراني، في الوقت الذي تعاني حكومته وحزبه وهو شخصيا من تراجع في شعبيتهم على كافة الأصعدة، الصعيد الفلسطيني ، حيث قادت سياسة حكومته الى تجميد آفاق الحل السلمي. اقتصاديا، فشل السياسة الاقتصادية للحكومة، نتائج الفشل موجات الغلاء المتعاقبة والمتوقع ان تتواصل، ازدياد الفقر واتساع الفجوة الاجتماعية، تراجع عن المنجزات القليلة التي فرضتها الهبة الاجتماعية على الحكومة. دوليا، تعمقت عزلة اسرائيل السياسية، وبدات المقاطعة الاقتصادية لمنتجات المستوطنات تأخذ منحى مقلقا لحكومة اسرائيل، الى جانب ظاهرة المقاطعة الأكاديمية التي تطرح من اوساط اكاديمية اوروبية . على الصعيد الحكومي، برزت حكومة نتنياهو بتناقضات بين مواقف نتنياهو ومواقف وزير خارجيته ليبرمان، لدرجة يبدو فيها ان وزير الخارجية ليبرمان هو وزير خارجية لحكومة اخرى في دولة لا علاقة لها باسرائيل. وان ما تقوم به اليد اليمنى للحكومة يتناقض مع ما تقوم به اليد اليسرى للحكومة، أي حالة سياسية عبثية تشبه المسرح العبثي لصموئيل بيكيت خاصة في مسرحيته " في انتظار غودو".
كذلك نشهد تنامي القلق من مغامرة عسكرية اسرائيلية غير مضمونة النتائج كما حذرت اوساطا أمنية عديدة من المستوى الأمني والمخابراتي الأول، ولكن نتنياهو يصر على المغامرة ويحاول جر أمريكا لتشاركه، وحول الموضوع الايراني الى مهمة حكومته الوحيدة ، ويريدها قبل الانتخابات الأمريكية، بنوع من التدخل السافر بالانتخابات الأمريكية اعتمادا على اللوبي اليهودي، خوفا من موقف امريكي ضد مغامرة عسكرية في ايران بعد الانتخابات، وبعد التحرر من ضرورات خطب ود الأصوات اليهودية والدعم المالي من اغنيائهم ، ومغامرة عسكرية جديدة ستكلف الخزينة الأمريكية ميزانيات طائلة قد تفوق حرب افغانستان وحرب العراق سوية، لأنه لا يمكن توقع ردود الفعل العسكرية والاقتصادية المتعاقبة لمغامرة ضد ايران.
فوز موفاز برئاسة كاديما واسقاط تسيفي ليفني كان ضمن التغيرات السياسية في اسرائيل. شكل انتصار موفاز، حسب كل الدلائل، انتحارا سياسيا لحزب كاديما. الوزير السابق تساحي هنغبي ترك كاديما وعاد الى صفوف الليكود . عدد آخر من أعضاء كاديما رجلهم اليمنى في الليكود، وانتظارهم له اهدافه كما يبدو، وستتضح قريبا.
الوزير السابق حاييم رامون ، وأحد وجوه كاديما البارزين، والثعلب السياسي كما يصفه الاعلام الاسرائيلي، ومن الشخصيات التي كانت مقربة جدا من رئيس الحكومة الأسبق اسحاق رابين، يحضر مفاجأة سياسية من العيار الثقيل، تشير بعض التفاصيل المتسربة انها تشمل عملية انشقاق كبيرة في كاديما والحديث عن عدد من النواب يزيد عن عشرة نواب، البعض يقول احدى عشرة نائبا، يشكلون كتلة سياسية مستقلة ستكون النواة السياسية لتنظيم حزبي جديد يتشكل من شخصيات مرموقة في الحياة السياسية والاجتماعية في اسرائيل، تشكل حسب كل التوقعات ، قوة تحد كبيرة جدا لليكود ولبيبي نتنياهو ولحزب العمل وسائر القوى السياسية في اسرائيل، وقوة جذب سياسي لأوساط اجتماعية وسياسية من يسار الخارطة السياسية ومن وسطها ومن يمينها أيضا، تميزهم مواقفهم العقلانية من العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية التي تواجه اسرائيل. وافترض انها ستلقى دعما من اوساط امنية واسعة تعارض سياسية نتنياهو الأمنية ، خاصة في الموضوع الايراني.
لنفهم الصورة لا بد من الدخول الى بعض التفاصيل العينية التي نتوقعها من مراقبتنا للحراك السياسي والشخصيات التي تقف وراءه. مثلا يمكن افتراض تشكيلة أسماء مركزية في التيار السياسي الجديد الذي يقف وراءه حاييم رامون.واعترف ان ما اورده هنا هي تفاصيل غير رسمية لم تنشر بشكل رسمي، ولكن يجري التداول بها في لقاءات لا تتوقف مع شخصيات مختلفة ، تشكل كما هو معروف عن حاييم رامون وطريقة تفكيره وقدراته، تجميعا لقوى لها وزنها ومكانتها النوعية في الحياة السياسية والاجتماعية في اسرائيل، قادرة على احداث انطلاقة نوعية سياسية تشد انتباه المجتمع الاسرائيلي برمته، وهذا يذكرني بما نفذه قبل سنوات عديدة في الانقلاب الكبير ( الذي كان يبدو مستحيلا) في نقابة العمال العامة في اسرائيل - الهستدروت.
من الشخصيات السياسية والاجتماعية المرموقة التي يتوقع ان تشارك في الانقلاب السياسي الذي يعده حاييم رامون، الوزير السابق، اوفير بينيس الذي يتمتع على المستوى الشعبي بمصداقية كبيرة،كان عضو كنيست ضمن حزب العمل، ثم وزيرا للعلوم والتكنلوجيا والثقافة والرياضة، في حكومة اولمرت (2006) قدم استقالته من الحكومة احتجاجا على ضم العنصري افيغدور ليبرمان وحزبه يسرائيل بيتينو لحكومة اولمرت.ومن المستهجن ان عضو كنيست عربي من حزب العمل لم يتردد في قبول منصب وزير الثقافة والرياضة (غالب مجادلة)، على اثر استقالة اوفير بينيس احتجاجا على ضم عنصري معاد للعرب مثل ليبرمان للحكومة.
كان بينيس المرشح الثالث في قائمة حزب العمل لانتخابات الكنيست ال 18 ، عارض انضمام حزب العمل لحكومة بيني نتنياهو الثانية حسب اقتراح زعيم العمل وقتها ايهود براك، واستقال من الكنيست بقوله "ان حزب العمل فقد طريقه وانه لم يعد قادرا على المواصلة والتأثير".
مواقفه اكسبته مصداقية واستقامة شخصية نادرة في السياسة الاسرائيلية.
الشخصية المهمة الثانية التي يتردد اسمها ولا تقل مصداقية وجرأة واستقامة ونقدا حادا للواقع السياسي في اسرائيل، ورفضا للتمييز العنصري وللفكر الصهيوني المبني على اللاسامية،ودعا للعودة الى صهيونية أحاد هعام الانسانية، بقوله "ان صهيونية هرتسل اعتمدت على اللاسامية". هو الشخصية الاجتماعية والثقافية والسياسية ابراهام بورغ.
كان رئيسا للكنيست، وتاريخه حافل بالنضال من اجل السلام والحل السلمي مع الشعب الفلسطيني، وانهاء الاحتلال. وهذا أكده بورغ في مقال نشره في صحيفة "الغارديان" البريطانية في سبتمبر2003 تحت عنوان "نهاية الصهيونية" اثار ضده حملة عنيفة في اسرائيل. ونشر مقالات اخرى يدعو فيها اسرائيل الى مفاوضة حماس من اجل الوصول الى سلام.
له كتاب مشهور نشرت عنه مقالا في الانترنت تحت عنوان "لننتصر على هتلر" اثار جدلا واسعا في اسرائيل يمكن قراءته عبر رابط غوغل.
الذي اريد الاشارة اليه هنا ان ما يقوم به حاييم رامون ليس مجرد قائمة تنجح بادخال عدد كبير من الأعضاء للكنيست القادمة، انما اتجاها سياسيا يحدث انقلابا عميقا في التفكير السياسي الاسرائيلي ، من رؤية صحيحة ان سياسة اليمين - سياسة عدم الحسم في القضايا السياسية والاجتماعية الملحة، وتعريض اسرائيل لعزل دولي وهدم علاقاتها الاستراتيجية مع دول هامة في المنطقة مثل تركيا، تواصل دفع اسرائيل الى سلسلة ازمات داخلية ودولية ، والأخطر الأزمة بالعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر الضامن والحامي والممول والرئات التي تتنفس منها اسرائيل.
تعالوا نتوقع من هي ايضا الشخصيات السياسية التي ستشكل العمود الفقري لهذه الجبهة السياسية الجديدة.
من الواضح ان تسيفي ليفني هي الوجه الأبرز الى جانب احتمال كبير ان يكون رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت ضمن رؤوس هذا التنظيم الجديد، خاصة بعد سقوط اتهامات الفساد ضده، وعدم ادانته بالعار الذي يمنعه ان يترشح لمنصب جماهيري.
لا اطرح موقفا سياسيا ، انما محاولة لاستباق حدث سياسي اتوقع ان تكون له اسقاطات سياسية واقتصادية عميقة على مجمل واقع اسرائيل، وعلى تركيبة الحكومة القادمة، ولكن تظل امكانية صراع البقاء لبيبي نتنياهو محركا لا يمكن التغاضي عن خطورته، واعني المغامرة العسكرية ضد ايران.
كذلك نشهد تنامي القلق من مغامرة عسكرية اسرائيلية غير مضمونة النتائج كما حذرت اوساطا أمنية عديدة من المستوى الأمني والمخابراتي الأول، ولكن نتنياهو يصر على المغامرة ويحاول جر أمريكا لتشاركه، وحول الموضوع الايراني الى مهمة حكومته الوحيدة ، ويريدها قبل الانتخابات الأمريكية، بنوع من التدخل السافر بالانتخابات الأمريكية اعتمادا على اللوبي اليهودي، خوفا من موقف امريكي ضد مغامرة عسكرية في ايران بعد الانتخابات، وبعد التحرر من ضرورات خطب ود الأصوات اليهودية والدعم المالي من اغنيائهم ، ومغامرة عسكرية جديدة ستكلف الخزينة الأمريكية ميزانيات طائلة قد تفوق حرب افغانستان وحرب العراق سوية، لأنه لا يمكن توقع ردود الفعل العسكرية والاقتصادية المتعاقبة لمغامرة ضد ايران.
فوز موفاز برئاسة كاديما واسقاط تسيفي ليفني كان ضمن التغيرات السياسية في اسرائيل. شكل انتصار موفاز، حسب كل الدلائل، انتحارا سياسيا لحزب كاديما. الوزير السابق تساحي هنغبي ترك كاديما وعاد الى صفوف الليكود . عدد آخر من أعضاء كاديما رجلهم اليمنى في الليكود، وانتظارهم له اهدافه كما يبدو، وستتضح قريبا.
الوزير السابق حاييم رامون ، وأحد وجوه كاديما البارزين، والثعلب السياسي كما يصفه الاعلام الاسرائيلي، ومن الشخصيات التي كانت مقربة جدا من رئيس الحكومة الأسبق اسحاق رابين، يحضر مفاجأة سياسية من العيار الثقيل، تشير بعض التفاصيل المتسربة انها تشمل عملية انشقاق كبيرة في كاديما والحديث عن عدد من النواب يزيد عن عشرة نواب، البعض يقول احدى عشرة نائبا، يشكلون كتلة سياسية مستقلة ستكون النواة السياسية لتنظيم حزبي جديد يتشكل من شخصيات مرموقة في الحياة السياسية والاجتماعية في اسرائيل، تشكل حسب كل التوقعات ، قوة تحد كبيرة جدا لليكود ولبيبي نتنياهو ولحزب العمل وسائر القوى السياسية في اسرائيل، وقوة جذب سياسي لأوساط اجتماعية وسياسية من يسار الخارطة السياسية ومن وسطها ومن يمينها أيضا، تميزهم مواقفهم العقلانية من العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية التي تواجه اسرائيل. وافترض انها ستلقى دعما من اوساط امنية واسعة تعارض سياسية نتنياهو الأمنية ، خاصة في الموضوع الايراني.
لنفهم الصورة لا بد من الدخول الى بعض التفاصيل العينية التي نتوقعها من مراقبتنا للحراك السياسي والشخصيات التي تقف وراءه. مثلا يمكن افتراض تشكيلة أسماء مركزية في التيار السياسي الجديد الذي يقف وراءه حاييم رامون.واعترف ان ما اورده هنا هي تفاصيل غير رسمية لم تنشر بشكل رسمي، ولكن يجري التداول بها في لقاءات لا تتوقف مع شخصيات مختلفة ، تشكل كما هو معروف عن حاييم رامون وطريقة تفكيره وقدراته، تجميعا لقوى لها وزنها ومكانتها النوعية في الحياة السياسية والاجتماعية في اسرائيل، قادرة على احداث انطلاقة نوعية سياسية تشد انتباه المجتمع الاسرائيلي برمته، وهذا يذكرني بما نفذه قبل سنوات عديدة في الانقلاب الكبير ( الذي كان يبدو مستحيلا) في نقابة العمال العامة في اسرائيل - الهستدروت.
من الشخصيات السياسية والاجتماعية المرموقة التي يتوقع ان تشارك في الانقلاب السياسي الذي يعده حاييم رامون، الوزير السابق، اوفير بينيس الذي يتمتع على المستوى الشعبي بمصداقية كبيرة،كان عضو كنيست ضمن حزب العمل، ثم وزيرا للعلوم والتكنلوجيا والثقافة والرياضة، في حكومة اولمرت (2006) قدم استقالته من الحكومة احتجاجا على ضم العنصري افيغدور ليبرمان وحزبه يسرائيل بيتينو لحكومة اولمرت.ومن المستهجن ان عضو كنيست عربي من حزب العمل لم يتردد في قبول منصب وزير الثقافة والرياضة (غالب مجادلة)، على اثر استقالة اوفير بينيس احتجاجا على ضم عنصري معاد للعرب مثل ليبرمان للحكومة.
كان بينيس المرشح الثالث في قائمة حزب العمل لانتخابات الكنيست ال 18 ، عارض انضمام حزب العمل لحكومة بيني نتنياهو الثانية حسب اقتراح زعيم العمل وقتها ايهود براك، واستقال من الكنيست بقوله "ان حزب العمل فقد طريقه وانه لم يعد قادرا على المواصلة والتأثير".
مواقفه اكسبته مصداقية واستقامة شخصية نادرة في السياسة الاسرائيلية.
الشخصية المهمة الثانية التي يتردد اسمها ولا تقل مصداقية وجرأة واستقامة ونقدا حادا للواقع السياسي في اسرائيل، ورفضا للتمييز العنصري وللفكر الصهيوني المبني على اللاسامية،ودعا للعودة الى صهيونية أحاد هعام الانسانية، بقوله "ان صهيونية هرتسل اعتمدت على اللاسامية". هو الشخصية الاجتماعية والثقافية والسياسية ابراهام بورغ.
كان رئيسا للكنيست، وتاريخه حافل بالنضال من اجل السلام والحل السلمي مع الشعب الفلسطيني، وانهاء الاحتلال. وهذا أكده بورغ في مقال نشره في صحيفة "الغارديان" البريطانية في سبتمبر2003 تحت عنوان "نهاية الصهيونية" اثار ضده حملة عنيفة في اسرائيل. ونشر مقالات اخرى يدعو فيها اسرائيل الى مفاوضة حماس من اجل الوصول الى سلام.
له كتاب مشهور نشرت عنه مقالا في الانترنت تحت عنوان "لننتصر على هتلر" اثار جدلا واسعا في اسرائيل يمكن قراءته عبر رابط غوغل.
الذي اريد الاشارة اليه هنا ان ما يقوم به حاييم رامون ليس مجرد قائمة تنجح بادخال عدد كبير من الأعضاء للكنيست القادمة، انما اتجاها سياسيا يحدث انقلابا عميقا في التفكير السياسي الاسرائيلي ، من رؤية صحيحة ان سياسة اليمين - سياسة عدم الحسم في القضايا السياسية والاجتماعية الملحة، وتعريض اسرائيل لعزل دولي وهدم علاقاتها الاستراتيجية مع دول هامة في المنطقة مثل تركيا، تواصل دفع اسرائيل الى سلسلة ازمات داخلية ودولية ، والأخطر الأزمة بالعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر الضامن والحامي والممول والرئات التي تتنفس منها اسرائيل.
تعالوا نتوقع من هي ايضا الشخصيات السياسية التي ستشكل العمود الفقري لهذه الجبهة السياسية الجديدة.
من الواضح ان تسيفي ليفني هي الوجه الأبرز الى جانب احتمال كبير ان يكون رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت ضمن رؤوس هذا التنظيم الجديد، خاصة بعد سقوط اتهامات الفساد ضده، وعدم ادانته بالعار الذي يمنعه ان يترشح لمنصب جماهيري.
لا اطرح موقفا سياسيا ، انما محاولة لاستباق حدث سياسي اتوقع ان تكون له اسقاطات سياسية واقتصادية عميقة على مجمل واقع اسرائيل، وعلى تركيبة الحكومة القادمة، ولكن تظل امكانية صراع البقاء لبيبي نتنياهو محركا لا يمكن التغاضي عن خطورته، واعني المغامرة العسكرية ضد ايران.
سعاد/ جواد بولس
لن تجدوا في ما سأقول لكم اليوم تفاؤلًا حرصتُ على بثّه حتى عندما عزّ الرجاء وتعثّرت مسيرة. سأكتب عن وجعٍ ومن وجع.
ربما عن جرح الوطن كانت الكتابة "أوقع"، فبذلك سأنهي، وقبلها سأعرّج على جرحي. سأكتب عنك "سعاد" وأعرف أنّكِ كالنسمة تسمع حتى أنفاس الصباح وتسمع، كذلك، أصواتَ التراب. ليلنا داهم. يتسلل ببطءٍ متهيّبًا، فلليل ذاكرة أقوى من الجور. وهو مثلنا يعرف أنّك لن تكوني إلّا كما كنتِ، قطراتِ ماء زلال تسحُّ على شفاه شقّقها الصدى. سأكتب لك "سعاد" وما زال في القنديل زيتٌ وعطر، وصدرك لا آمَن ولا أحنّ.
لا معنى للوقت. كل النصوص تبلى. قصاصات من كلام تتناثر على رصيفكَ المتعب وتلك الموجة العنيدة تبلّلكَ حتى حافة الغرق. تضرب. تنسحب وتعود ناقلة رسائل حاكمِ البحر وسيّدِ الموج. لا وقت للوقت والصوت يهمس بوجهك: عِشْ ولا تأبه لموتك!، لا معنى إلّا للحليب الساكن منذ الصرخة الأولى في جوف حلقكَ. تلك الحقيقة، صرختك وأنت تبكي على أول الرحيل وعلى أول المنفى. تذكّر كيف كان آخر "الطلق" الذي أسكت الوجع وأطلقك في رحلة الفَراش صوبَ القمر. فهيِّئ روحَك للفرح ولا تبكِ على ما كان ولا على ما سيكون. حياتك كانت من "سعاد" من دمها وصلاتها. تباريحها نجومُ ليلك ودعاؤها إكسيرٌ بدونه لا حياة لك.
رأينا، أنا وأربعة إخوتي النور في بيتٍ جليلي. الأب معلّم والأم شريكة ومعلّمة. عائلة متوسطة الحال. لم نعرف معنى للحرمان، من فيض سعادة أسريّة وكثيرٍ من القناعة التي كانت فراشَنا ودينَنا. كلّ شيء كان طبيعيًا، لم تؤذِنا هزّات ولا جراح تركت ندبها علينا. والدي بكى، كما تبكي الرجال، على حياء وبعزة، مرتين؛ عندما توفي، في الناصرة، صديق شبابِه وشريكُ أحلامٍ ووجع، أكرم أبو حنا، وعندما مات صاحب الوعد وبشير مستقبل الأمة والجيل أبو خالد جمال عبد الناصر. أمي، سعاد، لم تبكِ وحاولت أن تخفّف وطأة دموع الرجال بشرحٍ يليق بالعاطفة والحب الإنساني العادي.
كانت فتاةً جميلة. أحبّها كثيرون، لكنّها أحبّت ومالت إلى حيث مال القلب وعلق. قصتهما كانت كالسّر المخبَّأ في ياسمينة بلدية، كلّما هبّ النسيم عبق عطر الحكاية وطار على جناح ملاك. طريقهما واحد. شقِيا معًا وأحبّا مع "أول همسة". رقّا لعذابات أسمهان وتمنَّيا معها "ليت للبرّاق عينًا". عاشقان كما في "همسة حائرة"، التي من أجلها أحبا كلّ "عزيز". الوطن عندهما جرحُ جيل وخوفُه، محرّماتٌ مكتومة، تمامًا كما تتكتَّم البكر على خنجر فتح عليها أبواب جهنّم. في البيت هواء من عزة وكرامة. لم نعرف، نحن الأبناء، مصدر هذه النسائم لكنّنا كنّا نسمعهما يدندنان "نحبها من روحنا ومن دمنا ومن منكم يحبها مثلي أنا". كبرنا نحن، ومعنا كبر حبّنا لها، لسعاد.
لأربعين عامًا عملت معلّمة جابت مدارس ما بقي من وطن وحجارة. لا الحال أسعفتها ولا الأحوال، لكن التعليم رسالة مقدّسة. ماشية على الأقدام في كل فصل ومناخ، رشيقة كالفراشة أو محمّلة زينة الدنيا والجنى، كانت تقطع المسافات بين قرية وقرية لتعلّمَ الحرفَ واللغة فهي من جيل عرف بواطن الرسالة وأيقن أننا هنا سنبقى إن بقيَت اللغة. من أجلهما أحببنا الكتاب واللغة ولأجلهما أحببنا كلّنا "سعاد" أكثر.
مؤمنة لم تحفل بوسيط يقرّب إليها الغيم، مراكب سفر البسطاء إلى حقول الرب، راعيها وصديقها. كانت تصلّي ولا تطلب لنفسها فهي لن تعيشَ سعيدة إلّا إن كان بحرها يزبد سعادة، ولن تهنأ بصحة إلّا إذا سلم الأعزّاء والأحباب من كل سقم وشدة. أحبّت العذراء مريم وصادقتها كما يصادق فلّاحٌ الفجرَ والساقية. لم تكره. لم تحسد ولم تغَر. إنسانة مؤمنة صالحة. قلبها، بيتها/معبدها. كبرنا على إيمانها وبقيت صلاتنا نتمتمها بفرح عظيم "نحبها كروحنا! من منكم يحبها مثلنا" ومنذ ذلك السَّحَر نحب "مريم" لكنّنا نحب "سعاد" أيضًا ونصلي من أجلها، وهي هناك في الجليل مريضة، ليلها طويل ومن وجع.
لربّما كان من الطبيعي والمتوقّع أن أكتب عمّا جرى ويجري من أحداث في وطن "سعاد"، أنا الجليلي الذي أدمن القدسَ ورام الله كما الريح للناي، فلولا الريح ما غنج القصب. فأنا أشهد كلّ يوم ألفَ انطلاقة نحو ميادين الرماية، والفوارس عصبوا عيونهم، فمن بالظلام بحاجة لعين؟. لن أكتب اليوم عن مسرح العبث وصناديق العجب. فها هو الدخان الأسود يهدأ ويحط هناك في سهول جنين وأزقة نابلس. مشهد فلسطين اليوم موسوم باللامنطق. مشهد أقرب إلى أفلام الرعب والإثارة والحركة، لن تعرف فيها ما وراء الستائر ولا بيد من سيكون الخنجر؟ أين الجثة ومن يا ترى المقتول ومن هو القاتل؟. المخرج هو البطل. وفلسطين اليوم وهمٌ سائبٌ في حقول من مرايا، الحقيقة زائغة. الوجع هو الصدى وما تحسبه دمك هو طرطشة وريد أمّك. البطل هو من رَسَم واحتالَ واختال واغتال ومن فرّق فسادَ وانتصر.
لن أتوجّعَ اليوم، لن أبكي ولن أضحك فهنا في فلسطين هذا هو زمن السقوط مع ماء السماء الذي كان منذ القطرة الأولى شحيحًا كالحق. لن أبكي اليوم على أحد، فبكاءُ الرجال حياءٌ وحرام، وعليك يا شوقُ لا تُذرف دمعة ولا تُلطم شامة.
لن أكتب اليوم عن فلسطين الخسارة. للجليل ركبي. وهناك، أعذروني، سأسهر على قنديل "سعاد" ومعًا سنصلّي لها ومن أجلها، فهي البداية وستبقى عزيزة في الأمم.
ربما عن جرح الوطن كانت الكتابة "أوقع"، فبذلك سأنهي، وقبلها سأعرّج على جرحي. سأكتب عنك "سعاد" وأعرف أنّكِ كالنسمة تسمع حتى أنفاس الصباح وتسمع، كذلك، أصواتَ التراب. ليلنا داهم. يتسلل ببطءٍ متهيّبًا، فلليل ذاكرة أقوى من الجور. وهو مثلنا يعرف أنّك لن تكوني إلّا كما كنتِ، قطراتِ ماء زلال تسحُّ على شفاه شقّقها الصدى. سأكتب لك "سعاد" وما زال في القنديل زيتٌ وعطر، وصدرك لا آمَن ولا أحنّ.
لا معنى للوقت. كل النصوص تبلى. قصاصات من كلام تتناثر على رصيفكَ المتعب وتلك الموجة العنيدة تبلّلكَ حتى حافة الغرق. تضرب. تنسحب وتعود ناقلة رسائل حاكمِ البحر وسيّدِ الموج. لا وقت للوقت والصوت يهمس بوجهك: عِشْ ولا تأبه لموتك!، لا معنى إلّا للحليب الساكن منذ الصرخة الأولى في جوف حلقكَ. تلك الحقيقة، صرختك وأنت تبكي على أول الرحيل وعلى أول المنفى. تذكّر كيف كان آخر "الطلق" الذي أسكت الوجع وأطلقك في رحلة الفَراش صوبَ القمر. فهيِّئ روحَك للفرح ولا تبكِ على ما كان ولا على ما سيكون. حياتك كانت من "سعاد" من دمها وصلاتها. تباريحها نجومُ ليلك ودعاؤها إكسيرٌ بدونه لا حياة لك.
رأينا، أنا وأربعة إخوتي النور في بيتٍ جليلي. الأب معلّم والأم شريكة ومعلّمة. عائلة متوسطة الحال. لم نعرف معنى للحرمان، من فيض سعادة أسريّة وكثيرٍ من القناعة التي كانت فراشَنا ودينَنا. كلّ شيء كان طبيعيًا، لم تؤذِنا هزّات ولا جراح تركت ندبها علينا. والدي بكى، كما تبكي الرجال، على حياء وبعزة، مرتين؛ عندما توفي، في الناصرة، صديق شبابِه وشريكُ أحلامٍ ووجع، أكرم أبو حنا، وعندما مات صاحب الوعد وبشير مستقبل الأمة والجيل أبو خالد جمال عبد الناصر. أمي، سعاد، لم تبكِ وحاولت أن تخفّف وطأة دموع الرجال بشرحٍ يليق بالعاطفة والحب الإنساني العادي.
كانت فتاةً جميلة. أحبّها كثيرون، لكنّها أحبّت ومالت إلى حيث مال القلب وعلق. قصتهما كانت كالسّر المخبَّأ في ياسمينة بلدية، كلّما هبّ النسيم عبق عطر الحكاية وطار على جناح ملاك. طريقهما واحد. شقِيا معًا وأحبّا مع "أول همسة". رقّا لعذابات أسمهان وتمنَّيا معها "ليت للبرّاق عينًا". عاشقان كما في "همسة حائرة"، التي من أجلها أحبا كلّ "عزيز". الوطن عندهما جرحُ جيل وخوفُه، محرّماتٌ مكتومة، تمامًا كما تتكتَّم البكر على خنجر فتح عليها أبواب جهنّم. في البيت هواء من عزة وكرامة. لم نعرف، نحن الأبناء، مصدر هذه النسائم لكنّنا كنّا نسمعهما يدندنان "نحبها من روحنا ومن دمنا ومن منكم يحبها مثلي أنا". كبرنا نحن، ومعنا كبر حبّنا لها، لسعاد.
لأربعين عامًا عملت معلّمة جابت مدارس ما بقي من وطن وحجارة. لا الحال أسعفتها ولا الأحوال، لكن التعليم رسالة مقدّسة. ماشية على الأقدام في كل فصل ومناخ، رشيقة كالفراشة أو محمّلة زينة الدنيا والجنى، كانت تقطع المسافات بين قرية وقرية لتعلّمَ الحرفَ واللغة فهي من جيل عرف بواطن الرسالة وأيقن أننا هنا سنبقى إن بقيَت اللغة. من أجلهما أحببنا الكتاب واللغة ولأجلهما أحببنا كلّنا "سعاد" أكثر.
مؤمنة لم تحفل بوسيط يقرّب إليها الغيم، مراكب سفر البسطاء إلى حقول الرب، راعيها وصديقها. كانت تصلّي ولا تطلب لنفسها فهي لن تعيشَ سعيدة إلّا إن كان بحرها يزبد سعادة، ولن تهنأ بصحة إلّا إذا سلم الأعزّاء والأحباب من كل سقم وشدة. أحبّت العذراء مريم وصادقتها كما يصادق فلّاحٌ الفجرَ والساقية. لم تكره. لم تحسد ولم تغَر. إنسانة مؤمنة صالحة. قلبها، بيتها/معبدها. كبرنا على إيمانها وبقيت صلاتنا نتمتمها بفرح عظيم "نحبها كروحنا! من منكم يحبها مثلنا" ومنذ ذلك السَّحَر نحب "مريم" لكنّنا نحب "سعاد" أيضًا ونصلي من أجلها، وهي هناك في الجليل مريضة، ليلها طويل ومن وجع.
لربّما كان من الطبيعي والمتوقّع أن أكتب عمّا جرى ويجري من أحداث في وطن "سعاد"، أنا الجليلي الذي أدمن القدسَ ورام الله كما الريح للناي، فلولا الريح ما غنج القصب. فأنا أشهد كلّ يوم ألفَ انطلاقة نحو ميادين الرماية، والفوارس عصبوا عيونهم، فمن بالظلام بحاجة لعين؟. لن أكتب اليوم عن مسرح العبث وصناديق العجب. فها هو الدخان الأسود يهدأ ويحط هناك في سهول جنين وأزقة نابلس. مشهد فلسطين اليوم موسوم باللامنطق. مشهد أقرب إلى أفلام الرعب والإثارة والحركة، لن تعرف فيها ما وراء الستائر ولا بيد من سيكون الخنجر؟ أين الجثة ومن يا ترى المقتول ومن هو القاتل؟. المخرج هو البطل. وفلسطين اليوم وهمٌ سائبٌ في حقول من مرايا، الحقيقة زائغة. الوجع هو الصدى وما تحسبه دمك هو طرطشة وريد أمّك. البطل هو من رَسَم واحتالَ واختال واغتال ومن فرّق فسادَ وانتصر.
لن أتوجّعَ اليوم، لن أبكي ولن أضحك فهنا في فلسطين هذا هو زمن السقوط مع ماء السماء الذي كان منذ القطرة الأولى شحيحًا كالحق. لن أبكي اليوم على أحد، فبكاءُ الرجال حياءٌ وحرام، وعليك يا شوقُ لا تُذرف دمعة ولا تُلطم شامة.
لن أكتب اليوم عن فلسطين الخسارة. للجليل ركبي. وهناك، أعذروني، سأسهر على قنديل "سعاد" ومعًا سنصلّي لها ومن أجلها، فهي البداية وستبقى عزيزة في الأمم.
العرب والمسلمون في المجتمع الأميركي/ صبحي غندور
صحيحٌ أنَّ المجتمع الأميركي هو نسيج مركَّب من أصولٍ عرقيةٍ وثقافية ودينيةٍ متعدَّدة، لكنْ هذا "الموزاييك" هو مصدر خطرٍ وضعفٍ أحياناً، كما هو سبب قوة أميركا وسلامها الاجتماعي. فالدستور الأميركي والقانون الأميركي لا يميّزان على أساس خصوصياتٍ دينية أو عرقية، لكن يوجد في الإعلام الأميركي وفي بعض المؤسسات والهيئات الأهلية المحلية في أكثر من ولاية، من يمارسون الآن هذا التمييز ضدَّ العرب والمسلمين، كما مارسوه ضدَّ أقلياتٍ أخرى في مراحل زمنيةٍ مختلفة.
الجالية العربية والجالية الإسلامية تنتميان إلى أصول إثنية ودينية متنوعة، إذ أنَّ حوالي نصف تعداد الجالية العربية (حوالي ثلاثة إلى أربعة ملايين) هم من أتباع الديانة المسيحية، بينما أكثر من نصف عدد الجالية الإسلامية (حوالي 7 ملايين) ينتمون في أصول أوطانهم إلى بلدان غير عربية (من بلدان آسيا وإفريقيا غير العربية) إضافةً إلى عددٍ من الأميركيين الذين اختاروا الإسلام ديناً لهم، ومعظمهم من الأميركيين السود.إذن، أكثر من نصف الجالية العربية هم من المسيحيين العرب، وأكثر من نصف الجالية الإسلامية هم من أصولٍ غير عربية. ولا يمكن وضعهم جميعاً (العرب والمسلمين في أميركا) في "سلَّةٍ واحدة" من النواحي الدينية والإثنية والثقافية. وقد حدثت، وتحدث، إساءات عشوائية ضدَّ البعض منهم، لكنَّها إساءات فردية لا تميّز أصلاً بين عربيٍّ وغير عربي، بين مسلمٍ وغير مسلم، بل قد وصلت إلى حدِّ التعرّض إلى أبناء جالية "السيخ" الذين هم من غير العرب ومن غير المسلمين!!
هنا تصبح المسؤولية في التعامل مع هذا الواقع الأميركي مسؤولية مزدوجة على الطرفين: العرب والمسلمين من جهة، والأميركيين والغربيين من جهةٍ أخرى.
فكلُّ الساحة مفتوحة لأبناء "السوء" لبثِّ سمومهم وأحقادهم على الإسلام والعرب، لكن أيضاً هي ساحة مفتوحة (ولو بظروفٍ صعبة) على "دعاة الخير" من العرب والمسلمين لكي يصحّحوا الصورة المشوَّهة عنهم وعن أصولهم الوطنية والثقافية والحضارية. وكما هناك العديد من الحاقدين في الغرب وأميركا على العرب والمسلمين، هناك أيضاً الكثيرون من أبناء أميركا والغرب الذين يريدون معرفة الإسلام والقضايا العربية من مصادر إسلامية وعربية، بعد أن لمسوا حجم التضليل الذي كانوا يعيشونه لعقود.
وإذا كان الغرب تحكمه الآن حالة "الجهلوقراطية" – وهي كلمة استحدثتها للجمع بين الديمقراطية والجهل - عن الإسلام والعرب والقضايا العربية، فإنَّها فرصة مهمَّة (بل هي واجب) على العرب والمسلمين في الغرب أن يتعاملوا مع هذه الحالة (بأسلوب الحوار الهادئ والمقنع) لاستبدال "الجهلوقراطية" الغربية بالمعرفة الفكرية السليمة عن الإسلام والعرب.
فالمرحلة الآن – وربّما لفترةٍ طويلة - هي مرحلة إقناع المواطن الأميركي والغربي عموماً، بمن نكون "نحن" أكثر ممّا هي ب"ما الذي نريده"، وهي مرحلة تضعنا أمام خيارين: إمَّا السقوط أيضاً مع الغربيين في فخِّ نظرية "صراع الحضارات" و"الخطر الإسلامي" القادم من الشرق، أو محاولة انتشال بعض هذا الغرب من هذا الكمين الذي تستفيد منه فقط إسرائيل وانصارها، ويتضرّر منه كل الغرب "المسيحي" والشرق "الإسلامي".
لكن "فاقد الشيء لا يعطيه"، لذلك هي أولوية موازية لأولوية التعامل المعرفي مع "الآخر"، بأن يعمل العرب والمسلمون في أميركا والغرب على تعميق معرفتهم بأصولهم الحضارية والثقافية وبالفرز بين ما هو "أصيل" وما هو "دخيل" على الدين وعلى الثقافة العربية.
وهناك خصوصية تتّصف بها الجالية العربية في أميركا: فأفراد الجالية هم أبناء ثقافة واحدة لكن ينتمون إلى دول وأوطان متعددة، يأتون إلى أميركا التي هي وطنٌ وبلدٌ واحد لكن يقوم على أصول ثقافية متعدّدة.
ولهذه الخصوصية انعكاسات مهمّة جداً على واقع ودور العرب في أميركا. فهُم بنظر المجتمع الأميركي – وحتّى المنطقة العربية- "جالية واحدة"، بينما واقع الأمر أنّهم يتوزّعون على "جاليات" عربية. وتنشط غالبية الجمعيات من خلال تسميات خاصة بالأوطان، أو في أطر مناطقية من داخل البلدان العربية. وقد أدّت هذه الخصوصية إلى كثيرٍ من المعضلات في دور العرب على الساحة الأميركية. فالتسمية النظرية هي: جالية عربية، بينما الواقع العملي في معظمه هو تعدّد وانقسام على حسب الخصوصيات الوطنية أو المناطقية أو الطائفية أحياناً، إضافةً طبعاً للصراعات السياسية التي تظهر بين الحين والآخر.
أمّا بالنسبة لثقل العرب في أميركا، فإنّ عددهم لا يتجاوز الواحد في المائة نسبةً إلى عدد السكان الأميركيين. هناك أكثر من 300 مليون أميركي منهم حوالي 3 ملايين عربي، فواحد بالمائة من السكان لا يغيّرون كثيراً من واقع الحال، وإن كان عدد كبير من أفراد الجالية هم أصحاب كفاءات مهنية مهمة. لكن هذه الكفاءات العربية هي في حالة عمل فردي أكثر ممّا هو عمل جماعي منظم. هناك ظواهر حركية منظمة أحياناً، لها تأثير موضعي مرتبط بزمان ومكان محدّدين، كحالة دعم عدد من المرشحين العرب في الانتخابات الأميركية، لكن ترشيح أسماء عربية لا يعني بالضرورة أنّهم من مؤيّدي القضايا العربية.
إنّ "العرب الأميركيين" هم حالة جديدة في أميركا مختلفة تماماً عن الحالة الأميركية اليهودية. العرب جاءوا لأمريكا كمهاجرين حديثاً من أوطان متعدّدة إلى وطن جديد، بينما اليهود في أمريكا هم مواطنون أمريكيون ساهموا بإقامة وطن (إسرائيل) في قلب المنطقة العربية، أي عكس الحالة العربية والإسلامية الأميركية وما فيها من مشكلة ضعف الاندماج مع المجتمع الأميركي.
حالة العرب والمسلمين في أميركا مختلفة أيضا من حيث الأوضاع السياسية والاجتماعية، فكثيرٌ منهم أتوا مهاجرين لأسباب سياسية واقتصادية، وأحياناً أمنية تعيشها المنطقة العربية، بينما حالة العلاقة بين اليهود الأميركيين وإسرائيل هي حالة من شارك في بناء هذه الدولة وليس المهاجر (أو المهجّر) منها.
أيضاً، ليس هناك حالة تنافس موضوعي على المجتمع الأمريكي. فليس هناك مؤسسات رسمية أو إعلامية أميركية محايدة تتنافس عليها الجالية العربية مع الجالية اليهودية، وهذا بذاته يجعل المقارنة غير عادلة. فاللوبي الإسرائيلي في أميركا يتعامل مع علاقة واحدة خاصة هي علاقة إسرائيل بأمريكا، بينما تتعامل المؤسسات العربية-الأمريكية مع علاقات عربية متشعبة ومختلفة بين أكثر من عشرين دولة عربية وبين الولايات المتحدة. كذلك، فإنّ العرب الأمريكيين يتعاملون مع واقع عربي مجزّأ بينما يدافع اللوبي الإسرائيلي عن كيانٍ واحد هو إسرائيل.
من ناحية أخرى، فإنّ للعرب الأمريكيين مشكلة تحديد الهويّة وضعف التجربة السياسية، وهي مشكلة لا يعانيها اليهود الأميركيون. لقد جاء العرب إلى أميركا من أوطان متعددة ومن بلادٍ ما زالت الديمقراطية فيها تجربة محدودة، إضافةً إلى آثار الصراعات المحلية في بلدان عربية على مسألة الهويّة العربية المشتركة.
إنّ الجالية العربية في أميركا تعيش الآن محنة ارتجاج وضعف في الهويّتين العربية والأميركية معاً، حيث يترافق مع التشكيك الأميركي بضعف "الهويّة الأميركية" للأميركيين ذوي الأصول العربية أو لأتباع الدين الإسلامي، تشكّك ذاتي حصل ويحصل مع المهاجرين العرب في هويّتهم الأصلية العربية، ومحاولة الاستعاضة عنها بهويّات فئوية بعضها ذو طابع طائفي ومذهبي، وبعضها الآخر إثني أو مناطقي أو في أحسن الحالات إقليمي.
إذنّ، كلّما كانت هناك أفكار وممارسات ومؤسسات تُعزّز مسألة "الهوية العربية المشتركة"، كلما تعزّزت معها إمكانات هذه الجالية في أن تنجح عملياً وبأن تتجاوز الكثير من الثغرات.
إنّ تجربة "مركز الحوار العربي" في واشنطن تتعامل تحديداً مع هذه المعضلة التي تواجهها الجالية العربية في أميركا، إذ تهتمّ هذه التجربة العربية الفريدة بالتشجيع على ضرورة الاعتزاز بالهويّة الثقافية العربية المشتركة، وبأنّ وحدة الهوية الثقافية العربية لا تتناقض إطلاقاً مع ما تُظلّله هذه الهوية من هُويّات أخرى دينية وطائفية وإثنية، وأيضاً مع ضرورة القناعة بأهمّية التعدّدية الفكرية والسياسية في المجتمعات العربية أينما كانت.
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
Sobhi@alhewar.com
Sobhi@alhewar.com
اوباما وصناعة الربيع العربي/ ابراهيم الشيخ
قصة التغيير"الربيع العربي" معروفة متى وكيف واين بدأت، وهي معروفة للقاصي والداني في هذا العالم الذي اصبح قرية صغيرة، شاب تونسي اضرم النار بنفسه بتاريخ 17 ديسمبر2010 في مدينة سيدي بوزيد التونسية تعبيرا عن غضبه لمصادرة الشرطة العربة التي كان يبيع عليها ليؤمن قوت يومه، هذا الحادث أدى الى احتجاجات عفوية ضد الشرطة القمعية والغلاء والفساد والبطالة، ومن ثم تحولت هذه الاحتجاجات للمطالبة بالحريات والاصلاحات السياسية، هذا فقط للتذكير لمن نسي ما حدث، ولا اظن بأن البوعزيزي كان ينفذ مخططا اميركيا لتحرير الشعوب عندما اشعل النار بنفسه.
بعد ذلك انتقلت الاحتجاجات الى شوارع وميادين مصر وليبيا واليمن والبحرين ومن ثم الى سوريا، فالأنظمة في هذه البلدان لم تكن تتوقع بأن تشملها الاحتجاجات والتغييرات، لأن كل نظام كان يظن نفسه مستثنى من هذا التغيير، ولا تزال بعض الانظمة حتى الأن وبالرغم ما يجري تظن بأن التغيير بعيد عنها ولا يعنيها.
فأمريكا والغرب يتحملون المسؤولية عن هذه السنوات الطويلة من القمع والظلم وغياب العدالة الاجتماعية والمساواة، فالغرب كان شريك هذه الانظمة في قمع الشعوب، فسكوته طوال هذه السنوات عن هذه الاوضاع كان سببه المصالح المشتركة التي تربطهم ببعض. فالحكام عملوا على تأمين مصالحه في المنطقة، والغرب بدوره سكت عن دكتاتورية الحكام وفسادهم بكل اشكاله وبقاءهم في الحكم لعشرات االسنين
ان التشرذم الذي نعيشه على مستوى الشعوب والانظمة مرده الى الثقة في سياسة بريطانيا التي استغلت العرب للوقوف الى جانبها لمحاربة الاتراك وتعهداتها الكاذبة بالاعتراف بالاستقلال العربي بغية تحقيق مصالحها في المنطقة العربية، وكان الفضل لتحرير العرب من حكم الاتراك كما قيل لضابط بريطاني اسمه لورنس العرب، ولكن بعد ذلك اتضحت المؤامرة وتم اقتسام الوطن العربي بين فرنسا وبريطانيا(سايس- بيكو)، ولم تكتف بريطانيا بذلك وانما تعهدت بإقامة وطن قومي لليهود على ارض فلسطين.
بعد كل ما حدث، يبدو ان العرب لم يتعلموا من دروس التاريخ وما زالوا يطلبون المساعدة من دول لا يهمها سوى مصالحها، فالربيع العربي شكل فرصة ذهبية للغرب للتدخل مرة اخرى في منطقتنا، ولا بد ان نعترف بأن سبب ذلك هو تشبث بعض الحكام بالسلطة، وكان ليس بالسهل عليهم ترك السلطة دون استعمال القوة وهذا ما كانت تفتقد اليه هذه الشعوب.
ولكن المطالبات بالتدخل الخارجي قد شوهت صورة هذه الثورات، واصبح لبعض الشعوب شركاء في حريتهم، وهذه الدول بدأت بالتبجح بأنها سبب تحرر هذه الشعوب ويجب دفع الضريبة والثمن من ثروات البلاد والخضوع لارادتهم .
لا احد ينكر بأن الغرب والادارة الاميركية ساعدوا على التخلص من بعض الحكام، ولكنهم فعلوا ذلك من اجل مصالحهم، لا من اجل عيون الشعوب العربية، ليكون لهم موطئ قدم في هذه الدول، ومن ثم اقناع الجماعات الاسلامية المتشددة منها والمعتدلة التي تقود دول الربيع العربي بأن الغرب صديق لهم ولدولهم، ولكن الذي لم يتوقعه الغرب وخاصة اميركا وبعد عرض الفيلم المسئ للاسلام بأن تشتعل الاحتجاجات بهذا الشكل ضد الولايات المتحدة، مما استدعى التساؤل من قبلها عن جدوى الدعم السياسي والعسكري الذي قُدم لهذه الدول.
اوباما حاول اقامة علاقات جيدة مع دول الربيع العربي والتشديد على انه يدعم الديمقراطية والحرية في هذه البلدان، وكان يريد الظهور بمظهرالمُخَلص لهذه البلدان وسبب تحُررها، واراد أيضاً ان يسجل نقاطاً لصالحه في الانتخابات القادمة وأراد ان يبرهن انه يستأهل جائزة نوبل التي حصل عليها.
لكنه لم ينجح بذلك، لان شعوب الربيع العربي وبالرغم من مساعدة اميركا لها فانها لا ترى في اميركا صديقا، وخاصة الجماعات الاسلامية المتشددة، وتعرف هذه الشعوب ان اميركا دعمت الانظمة الدكتاتورية السابقة وهي الان تدعم هذه الانظمة، ولذلك توجد ازمة ثقة بين الشعوب العربية والولايات المتحدة الاميركية. اما على صعيد اخر فان علاقة اميركا مع اسرائيل تؤثر على الرأي العام العربي وتنعكس سلباً على الولايات المتحدة، فاوباما تعهد بالحفاظ على امن اسرائيل ودعمها مادياً وعسكرياً لتبقى متفوقة على العرب، وإدراج القدس عاصمة لاسرائيل في برنامجه الانتخابي، وفي بداية ولايته وعد بإقامة دولة فلسطينية، وفي ظل ادارته ازداد الاستيطان على الارض الفلسطينية.
ان الإيمان بمبادئ الحرية ونشرها لا تعرف الاستثناءات وهي حق لكل انسان، ولكن الحقائق التي تتبعها اميركا منافية لهذه المبادئ من خلال استثناء الشعب الفلسطيني من هذه الحرية لصالح دولة تحتل اراضي شعب اخر ومصادرة حريته.
ونستطيع القول ان التغيير الذي حصل في الوطن العربي حصل بإرادة الشعوب ومن صُنعِها، ولم يُستورَد بصناديف كُتب عليها صُنع في الولايات المتحدة، وان الربيع العربي الحقيقي سوف يتحقق عندما تَستكمِل الشعوب ثورتها بالاعتماد على نفسها والضغط على انظمتها للتخلص من التبعية للغرب.
كاتب وصحافي فلسطيني
ielcheikh48@gmail.com
ردا على مطالبة حمدين بإعادة الانتخابات/ محمد محمد علي جنيدي
أقول للسيد حمدين صباحي ردا على ما ورد بموقع بوابة الوفد في الثلاثاء 18 سبتمبر 2012 م :
ترفض الإعادة إذا أصبحت رئيسا وتطالب بها لأنكم خسرتم الانتخابات، أين القيمة والمبدأ والعدالة والوجه الواحد فيما نسمع منك يا سيد حمدين!، أقول مرجحا في اعتقادي أن جميع من أعطوا أصواتهم للدكتور محمد مرسي ترفض أعادة الانتخابات يا سيدي، ولا أعتقد أن مصر تتحمل أن نخرج بها لانتخابات جديدة كل عدة أشهر!!.. وهزات جديدة، ونفقات إضافية جديدة.. وهدم وإعادة بناء جديد.. كل هذا لن يؤدي إلا إلى ارتباك ومضيعة للمال والوقت والجهد، أرجوكم.. اتركوا الرجل يكمل دورته بتركيز ليستطع المصريون مرة في حياتهم تقيم أداء رئيس منتخب انتخاب حر مباشرة، وبعدها تقدم وغيرك لترشحوا أنفسكم في دورة قادمة، ( وتأكد ) أن الرئيس مرسي لن يخرج ليطالب الناس بعمل تشكيل فريق رئاسي إذا فزتم!!، وسأكون كمصري حينها عونا لك وإن لم أعطك صوتي، لأن أبسط مبادئ الديمقراطية كما تعلمنا هي احترام إرادة الأغلبية، أليس كذلك يا سيدي!، أرجو أن ننظر جميعا لمصر بتجرد بعيدا عن مغالبة الذات..
ترفض الإعادة إذا أصبحت رئيسا وتطالب بها لأنكم خسرتم الانتخابات، أين القيمة والمبدأ والعدالة والوجه الواحد فيما نسمع منك يا سيد حمدين!، أقول مرجحا في اعتقادي أن جميع من أعطوا أصواتهم للدكتور محمد مرسي ترفض أعادة الانتخابات يا سيدي، ولا أعتقد أن مصر تتحمل أن نخرج بها لانتخابات جديدة كل عدة أشهر!!.. وهزات جديدة، ونفقات إضافية جديدة.. وهدم وإعادة بناء جديد.. كل هذا لن يؤدي إلا إلى ارتباك ومضيعة للمال والوقت والجهد، أرجوكم.. اتركوا الرجل يكمل دورته بتركيز ليستطع المصريون مرة في حياتهم تقيم أداء رئيس منتخب انتخاب حر مباشرة، وبعدها تقدم وغيرك لترشحوا أنفسكم في دورة قادمة، ( وتأكد ) أن الرئيس مرسي لن يخرج ليطالب الناس بعمل تشكيل فريق رئاسي إذا فزتم!!، وسأكون كمصري حينها عونا لك وإن لم أعطك صوتي، لأن أبسط مبادئ الديمقراطية كما تعلمنا هي احترام إرادة الأغلبية، أليس كذلك يا سيدي!، أرجو أن ننظر جميعا لمصر بتجرد بعيدا عن مغالبة الذات..
الرسالة البلدية/ عباس علي مراد
كانت الانتخابات البلدية التي جرت في الثامن من الشهر الحالي الحدث السياسي الابرز في ولاية نيو سوث ويلز وذلك على اكثر من مستوى ،أولاً من حيث نسبة الناخبين الذين قاطعوا الانتخابات حيث يعتقد ان نسبتهم تصل الى 50% ما قد يؤمن مبلغ 500 مليون دولار غرامات لخزينة الولاية ،لأنه حسب القوانين المعمول بها فإن التصويت الزامي او على الأقل شطب الاسم عن اللوائح لتفادي الغرامة، وهذه الظاهرة الثانية التي برزت بعد فرز الأصوات حيث بلغت نسبة الأصوات اللاغية مستوى لم تبلغه في السابق اية انتخابات لأن الناخب لا يبدي اي اهتمام بهذه الانتخابات ،التي وصفها رئيس الولاية الأسبق نيك غرينر بأنه غير ذات قيمة منذ 100 سنة ودعى الى التخلصمن البلديات بشكل تام ، المعروف ان لا برامج انتخابية بالاضافة الى ان الطاقم الاداري او البيروقراطية بمعنى آخر هو من يقوم بالتخطيط ودراسة المشاريع اكثر من اعضاء المجالس البلدية، الظاهرة الاخرى التي برزت هي نسبة المرشحين من ابناء الجالية العربية والنتائج التي احرزوها ،هذه بعض الظواهر على المستوى الاجرائي. اما على المستوى السياسي فكان لها تداعياتها ودلالاتهاعلى الرغم من الفصل بين القضايا المتعلقة اداراتها بالحكومة المحلية (البلدية) وبين القضايا التي تديرها حكومة الولاية او القضايا الفيدرالية التي تتولى ادارتها الحكومة الفيدرالية رغم وجود بعض التداخل على اقله من حيث تأمين الميزانيات وان كان بنسب متفاوتة بين الحكومات الثلاث.
حاول بعض السياسيين استغلال النتائج لإظهار مدى قوته لدى الناخبين والبعض الآخر حاول التقليل من اهمية تلك النتائج وذلك يندرج ضمن اللعبة السياسية طبعاً وحسب المصلحة وهذا عادة ما يحصل عند اي استطلاع للرأي.مهما كان رأي الاحزاب الثلاث الكبرى ، فقد تميزت هذه الانتخابات بدلالة سياسية وانتخابية سواء كانت ترشيحاً او اقتراعاً، حيث تراجع اداء حزب الخضر بتأرجح واضح ضد الحزب بنسبة تفوق 10%، وكان الإداء الأسوء له في بلدية وولارا حيث كان التأرجح ضدهم بنسبة 11.9% تليها بلدية لايكاردت 11% وماركفيل 7.4% والبلديتين الأخيرتين تعتبران عرين حزب الخضر.
حزب العمال تعرض لضربة سياسية مؤلمة ايضاً خصوصاً في بلديات ليفربول المعقل التاريخي لحزب العمال حيث فاز لرئاسة البلدية نادر منون مرشح حزب الاحرار بتأرجح تجاوز 20% ولم تقل اهمية النتيجة في منطقة بلاكتاون حيث كان التأرجح ضد العمال بنسبة 10% وقد فاز المرشح المستقل ورس ديكنز على المرشحة المدعومة من العمال كاتي كولنز وهذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها الحزب رئاسة البلدية من العام 1989. وهذه النتيجة شكلت احراجاً لزعيم المعارضة العمالية في الولاية جون روبرتسون الذي يشغل مقعد بلاكتاون في برلمان الولاية وقد كان اداء حزب العمال سيئاً في بلديات اخرى مهمة مثل اوبرن، باكستاون, براماتا وروكديل، لكن الحزب يرى ان النتائج في بعض البلديات دليل على عودة الناخبين الى الحزب خصوصاً في دروموين، ستراستفيلد وبوتني باي.
الفائز الأكبر في تلك الانتخابات كان حزب الاحرار والذي كان لا ينافس في العديد من البلديات ومن ابرز البلديات التي سيدخلها الحزب لأول مرة بلدية ماركفيل وقد جاء تقدم الحزب على حساب حزبي العمال والخضر وبنسبة اكبر على حساب حزب الخضر.
اما في سدني فقد عادت كلوفر مور الى رئاسة البلدية للمرة الثالثة وان كانت قد خسرت اكثريتها المطلقة حيث عاد معها الى المجلس البلدي اربعة فقط من فريق المستقلين، وحسب صحيفة سيدني مورنيغ هارولد عدد 15-16 ايلول فإن مور بحاجة الى التفاوض مع الاعضاء الآخرين من اجل تمرير مشاريع القوانين اذا لم تستعمل صوتها المرجح وتعتقد الصحيفة بأن مور قد تلقى الدعم من حزب الخضر والعمال وفي سدني ايضاً فازت كرستين فورستر شقيقة زعيم المعارضة الفيدرالية طوني ابوت مرشحة حزب الاحرار بمقعد وترغب فورستر بمناسبة مور على رئاسة البلدية في الانتخابات القادمة.
مما لا شك فيه انه وفي السياسة تتقدم احزاب وتتراجع اخرى ولم تكن هذه الانتخابات مختلفة عن سابقاتها لكن الاحزاب الحية تجري جردة حساب واعادة نظر ودراسة اسباب الهزيمة من اجل العودة واقناع الناخبين بأن الرسالة وصلت وان الحزب سوف يعدل من اسلوبه سواء من حيث البرامج او اختيار المرشحين وتحسين الاداء.
هنا لا بد من السؤال هل سيدرس حزب الخضر اسباب تراجعه ام سيكتفي بإلقاء اللوم على الناخبين الكسولين الذين تعبوا من السياسة خصوصاً السلبية التي يتبعها وينتهجها زعيم المعارضة طوني ابوت كما ذكرت صحيفة صنداي تلغراف عدد 16/09/2012 ص 14 ؟
التساؤل ذاته ينطبق على حزب العمال والذي تسبب اداء بعض سياسييه وممثليه في الهزيمة المدوية في بلديات ليفربول ،بلاكتاون ،بانكستاون،اوبرن،باراماتا وروكديل حيث كان اختيار المرشحين على طريقة الازلام والمحاسيب والتحالفات المشبوهة وحشد الفروع الحزبية بمن لا يمتون الى العمل السياسي والحزبي بصلة، بغض النظر عن الكفاءة ارضاءاً لبعض المتنفذين الذين يريدون اداوت يتحكمون بها حفاظاً على مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة الحزبية ومن بعدها المصلحة الوطنية ،حيث يعتقد او يعتبر هذا البعض ان اصوات بعض المجموعات الاثنية على انها تابعة كمسلمات وهذا ما ظهر عكسه في الانتخابات البلدية الاخيرة ،وقبلها في انتخابات الولاية التي جرت العام الماضي!!
سدني
Email:abbasmorad@hotmail.com
Email:abbasmorad@hotmail.com
أيتها الشعوب العربية.. كفاك غباء/ مجدى نجيب وهبة
** مازال الكثيرين يتحدثون عن الثورات المجيدة ، وعن التحول الديمقراطى .. الذى دعمته أمريكا .. عندما إنطلق أحد رؤساء أمريكا الإرهابيين "أوباما" .. وقال "حان الوقت الأن لنشر الديمقراطية والتغيير فى العالم العربى" .. وهو ما أطلق عليه "الربيع العربى" .. هذا الوهم وهذه الأكاذيب التى صفقت لها معظم الدول العربية ، والتى شربت من كأس هذا الدواء السام ..
** لم يكن ما نادت به أمريكا إلا شعارات أرادت بها أن تسخر بها من كل الشعوب العربية .. وصدق البلهاء والأغبياء والمتخلفين هذه الأكاذيب .. وبدأت أمريكا توزع الغنائم ، ثم شراء الإعلام والفضائيات المصرية والخاصة والصحف والضمائر والزمم .. وأعلنت أمريكا أنها دعمت المنظمات المصرية ، ومنظمات حقوق الإنسان ، والمجتمعات المدنية بمبلغ 1,7 مليار دولار .. فى الوقت نفسه كشفت "آن باترسون" السفيرة الأمريكية عن تمويل أمريكا لحركة 6 إبريل والوطنية للتغيير وبعض البلطجية والفوضويين وشباب أطلقوا عليهم ثوار ، مبلغ 40 مليون دولار .. كما كشف تقرير خرج من واشنطن عن دعم أوباما لحملة المرشح لرئاسة الجمهورية "مرسى العياط" فى جولة الإعادة بمبلغ 50 مليون دولار .. ومع كل ذلك ، وكشف الفضائح إلا أنه مازال هناك أغبياء ، وبلهاء ، ومتخلفين .. يتحدثون عن عظمة السياسة الأمريكية .. وعن تضحياتها من أجل الشعوب ، وإصرارها على تدعيم الفوضى والدمار ، الذى أطلقت عليه الديمقراطية ..
** لقد ظن البعض أن جماعة الإخوان المسلمين وميليشياتهم ، ومنظمة 6 إبريل ، وبعض الأسماء الكرتونية الهشة لمنظمات لا يتعدى أفراد أى منظمة منها عن خمسة أفراد .. قد تحولت بقدرة قادر إلى منظمة سياسية تدعم وتمول من أمريكا ..
** شرب الجميع الطعم .. وإنطلقوا فى الميادين يطالبون بسقوط النظام .. جزء منهم ينفذ السيناريو .. وجزء غبى .. وجزء أبله .. وجزء حقود .. إشترك الجميع ، مثقفين وكتاب وفنانين ، ومخرجين .. ومقدمى برامج تليفزيونية ، وصحفيين .. ظلوا يهتفون بسقوط النظام ورحيله ... كان البعض يسعى للتغيير ، والبعض الأخر يسعى للتدمير والتخريب .. ولكن الجميع تميز بالبلاهة والغباء .. ولم يسأل أحد نفسه .. لماذا جعلت أمريكا قبلتها مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين عقب تنحى مبارك عن الحكم وتسليمه إدارة شئون البلاد للمجلس العسكرى ؟ .. لماذا كان الأمريكان يهرولون من المطار إلى مكتب الإرشاد مباشرة ؟..
** وتحولت مصر إلى دولة بلا صاحب ، وعقار بلا بواب .. ولم تكن أمريكا تحتاج إلى ذكاء ، أو إستخدام إستراتيجية الخديعة والكذب ، بل هى صرحت علانية أن مصلحتها الأن هى مع جماعة الإخوان المسلمين ..
** إذن .. فالجريمة واضحة ، وهى أخونة مصر بالكامل .. واللى مش عاجبه يشرب من الترعة .. والمحرضين أعلنوا عن أنفسهم ، وعلى الملأ أمام الجميع .. وذلك من خلال تصريحات كلينتون أو أوباما أو أن باترسون أو جون كيرى أو جيمى كارتر .. بل أن الأخير حرص على الحضور والإشراف على العملية الإنتخابية .. حتى يتأكد من سيرها كما أرادت أمريكا .. لم يسأل أحد نفسه .. ما دخل جيمى كارتر بالإنتخابات المصرية .. لم يسأل أحد نفسه ، لماذا تدعم أمريكا الإخوان للوصول إلى حكم مصر ..
** هل إكتشفت أمريكا والغرب فجأة أن جماعة الإخوان المسلمين هى جماعة سلمية ودعوية .. هل تناست أوربا وأمريكا فتاوى قتل السياح والجرائم التى إرتكبتها جماعة الإخوان المسلمين فى كل دول العالم .. هل تناست بعض الدول الأوربية مذبحة الدير البحرى بالأقصر والتى راح ضحيتها 66 سائح سويدى ، جاءوا للسياحة وعادوا فى توابيت وأشلائهم ممزقة .. هل تناسى الجميع تفجيرات شرم الشيخ وطابا ونويبع ودهب ، والتى كانت تقصد تدمير السائحين والسياحة .. هل تناست أمريكا أن أحد سجنائها ، هو الأب الروحى للجماعة الإسلامية ، د. "عمر عبد الرحمن" .. وإذا كانت ترى أن الإخوان هم جماعة سلام وجماعة دعوية ، فلماذا حكمت على د. عمر عبد الرحمن بالسجن المؤبد داخل الولايات المتحدة الأمريكية ..
** إن أمريكا لا تقصد إلا تدمير كل شعوب المنطقة وعلى رأسهم مصر .. وهو ما جعلها تدعم الجماعات الإسلامية .. فهى تسعى إلى تقسيم المنطقة وإحداث وقيعة بين الأقباط والمسلمين .. ومع ذلك ، عندما إندلعت المظاهرات ضد الشعارات الأمريكية فى كل دول العالم للتنديد بالفيلم المسئ للرسول والمسلمين .. نددت أمريكا بالغوغاء الذين هاجموا سفارتها ، والذين قتلوا السفير الأمريكى فى ليبيا ، ووجدت أمريكا دعم لأفكارهم من كل المثقفين الذين مازالوا يبكون بالدموع على أمريكا .. وأعلنوا إستيائهم من الهجوم البربرى على السفارات الأمريكية .. مع العلم أن هؤلاء البلطجية الذين يقذفون السفارات ، والذين قتلوا السفير الأمريكى فى ليبيا ، هم أنفسهم صناعة أمريكية .. وهم أنفسهم الذين تلقوا الدعم الأمريكى لإسقاط العراق ، وإسقاط مصر ، وإسقاط ليبيا ، وإسقاط اليمن وإسقاط السودان ، وإسقاط الصومال ، والمحاولات مستمرة لإسقاط سوريا .. وهم نفس مجموعة البلطجية الذين تعدهم أمريكا لإسقاط كل دول الخليج بعد إسقاط مصر بالكامل ، وإسقاط سوريا .. فماذا يتبقى ؟!! ..
** ألا تريدون أيها الأغبياء ، والإعتراف بكل ما يحدث .. أم سيظل الغباء والبلاهة هى السمة التى يتحلى بها شعوب العالم العربى .. والإعلام المصرى المقروء والمرئى ..
** أعترف إننا تعلقنا بالأمل الوحيد لإنقاذ مصر ، وهو المجلس العسكرى .. ولكن يبدو أن المجلس العسكرى ، كان على علم بالمؤامرة من البداية ، ولم يقف ضدها .. بل أنه سهل إتمام هذا السيناريو بالتواطؤ مع جماعة الإخوان المسلمين .. وترك لهم الحبل على الغارب حتى تسليم الدولة لهم ..
** لم يسأل أحد نفسه كيف تصر الجماعة على كتابة الدستور ، رغم أن اللجنة التأسيسية للدستور تضم رموز أهانت الأقباط ، وكفرتهم .. ومنهم على سبيل المثال لا الحصر .. طبيب الأسنان السلفى المتشدد "ياسر البرهامى" الذى كفر الأقباط على الهواء مباشرة من خلال برنامج "الحقيقة" ، لمقدمه الإبراشى .. ود. "محمد عمارة" الذى كفر الأقباط والكنيسة على صفحة جريدة الأخبار اليومية فى أكثر من مقال ، وألف كتاب "فتنة التكفير" .. والذى حرض فيه على قتلهم ..
** أما السؤال الذى يحيرنى .. وهو إصرار بعض رموز الكنيسة ، تمثيل الأقباط فى دستور الإخوان ، وهم يعلمون أنهم مثل خيال المآتة .. لن يستطيعوا أن يواجهوا مكر الإخوان ولا مناورات السلفيين ..
** إن ما يتم الأن من التعرض لبعض الشخصيات القبطية بالداخل والخارج ، هى رسالة موجهة لكل أقباط مصر ألا يتدخلوا فى أى شئون تجرى على أرض هذا الوطن ، لأن هناك إتهامات سوف تطول الجميع بالخيانة العظمى .. بل أن هناك هجوم شرس على الكنيسة والأقباط من دعاة سلفيين تكفيريين ، وعلى رأسهم صاحب قناة "الأمة" ، أبو إسلام ، والشيخ وجدى غنيم الذى أفرج عنه مؤخرا الرئيس "محمد مرسى العياط" ..
** يجب على الأقباط أن يعوا جيدا أن ما يتم الأن هو تصفيات لوجودهم .. وأن الإدعاء بأن فيلم أدى إلى كل هذه الفوضى العارمة ، ما هو إلا سيناريو مخطط له ، لإرهاب كل أقباط مصر ..
** أعود وأكرر ما صرحت به .. أن رأس الأفعى والمدبر الحقيقى لكل ما يحاك ضد هذا الوطن وضد الأقباط هى الإدارة الأمريكية .. فهل نفيق قبل فوات الأوان ؟ .. أن نظل نتغنى بالغباء والبلاهة والتخلف ؟!!! ...
صوت الأقباط المصريين
** لم يكن ما نادت به أمريكا إلا شعارات أرادت بها أن تسخر بها من كل الشعوب العربية .. وصدق البلهاء والأغبياء والمتخلفين هذه الأكاذيب .. وبدأت أمريكا توزع الغنائم ، ثم شراء الإعلام والفضائيات المصرية والخاصة والصحف والضمائر والزمم .. وأعلنت أمريكا أنها دعمت المنظمات المصرية ، ومنظمات حقوق الإنسان ، والمجتمعات المدنية بمبلغ 1,7 مليار دولار .. فى الوقت نفسه كشفت "آن باترسون" السفيرة الأمريكية عن تمويل أمريكا لحركة 6 إبريل والوطنية للتغيير وبعض البلطجية والفوضويين وشباب أطلقوا عليهم ثوار ، مبلغ 40 مليون دولار .. كما كشف تقرير خرج من واشنطن عن دعم أوباما لحملة المرشح لرئاسة الجمهورية "مرسى العياط" فى جولة الإعادة بمبلغ 50 مليون دولار .. ومع كل ذلك ، وكشف الفضائح إلا أنه مازال هناك أغبياء ، وبلهاء ، ومتخلفين .. يتحدثون عن عظمة السياسة الأمريكية .. وعن تضحياتها من أجل الشعوب ، وإصرارها على تدعيم الفوضى والدمار ، الذى أطلقت عليه الديمقراطية ..
** لقد ظن البعض أن جماعة الإخوان المسلمين وميليشياتهم ، ومنظمة 6 إبريل ، وبعض الأسماء الكرتونية الهشة لمنظمات لا يتعدى أفراد أى منظمة منها عن خمسة أفراد .. قد تحولت بقدرة قادر إلى منظمة سياسية تدعم وتمول من أمريكا ..
** شرب الجميع الطعم .. وإنطلقوا فى الميادين يطالبون بسقوط النظام .. جزء منهم ينفذ السيناريو .. وجزء غبى .. وجزء أبله .. وجزء حقود .. إشترك الجميع ، مثقفين وكتاب وفنانين ، ومخرجين .. ومقدمى برامج تليفزيونية ، وصحفيين .. ظلوا يهتفون بسقوط النظام ورحيله ... كان البعض يسعى للتغيير ، والبعض الأخر يسعى للتدمير والتخريب .. ولكن الجميع تميز بالبلاهة والغباء .. ولم يسأل أحد نفسه .. لماذا جعلت أمريكا قبلتها مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين عقب تنحى مبارك عن الحكم وتسليمه إدارة شئون البلاد للمجلس العسكرى ؟ .. لماذا كان الأمريكان يهرولون من المطار إلى مكتب الإرشاد مباشرة ؟..
** وتحولت مصر إلى دولة بلا صاحب ، وعقار بلا بواب .. ولم تكن أمريكا تحتاج إلى ذكاء ، أو إستخدام إستراتيجية الخديعة والكذب ، بل هى صرحت علانية أن مصلحتها الأن هى مع جماعة الإخوان المسلمين ..
** إذن .. فالجريمة واضحة ، وهى أخونة مصر بالكامل .. واللى مش عاجبه يشرب من الترعة .. والمحرضين أعلنوا عن أنفسهم ، وعلى الملأ أمام الجميع .. وذلك من خلال تصريحات كلينتون أو أوباما أو أن باترسون أو جون كيرى أو جيمى كارتر .. بل أن الأخير حرص على الحضور والإشراف على العملية الإنتخابية .. حتى يتأكد من سيرها كما أرادت أمريكا .. لم يسأل أحد نفسه .. ما دخل جيمى كارتر بالإنتخابات المصرية .. لم يسأل أحد نفسه ، لماذا تدعم أمريكا الإخوان للوصول إلى حكم مصر ..
** هل إكتشفت أمريكا والغرب فجأة أن جماعة الإخوان المسلمين هى جماعة سلمية ودعوية .. هل تناست أوربا وأمريكا فتاوى قتل السياح والجرائم التى إرتكبتها جماعة الإخوان المسلمين فى كل دول العالم .. هل تناست بعض الدول الأوربية مذبحة الدير البحرى بالأقصر والتى راح ضحيتها 66 سائح سويدى ، جاءوا للسياحة وعادوا فى توابيت وأشلائهم ممزقة .. هل تناسى الجميع تفجيرات شرم الشيخ وطابا ونويبع ودهب ، والتى كانت تقصد تدمير السائحين والسياحة .. هل تناست أمريكا أن أحد سجنائها ، هو الأب الروحى للجماعة الإسلامية ، د. "عمر عبد الرحمن" .. وإذا كانت ترى أن الإخوان هم جماعة سلام وجماعة دعوية ، فلماذا حكمت على د. عمر عبد الرحمن بالسجن المؤبد داخل الولايات المتحدة الأمريكية ..
** إن أمريكا لا تقصد إلا تدمير كل شعوب المنطقة وعلى رأسهم مصر .. وهو ما جعلها تدعم الجماعات الإسلامية .. فهى تسعى إلى تقسيم المنطقة وإحداث وقيعة بين الأقباط والمسلمين .. ومع ذلك ، عندما إندلعت المظاهرات ضد الشعارات الأمريكية فى كل دول العالم للتنديد بالفيلم المسئ للرسول والمسلمين .. نددت أمريكا بالغوغاء الذين هاجموا سفارتها ، والذين قتلوا السفير الأمريكى فى ليبيا ، ووجدت أمريكا دعم لأفكارهم من كل المثقفين الذين مازالوا يبكون بالدموع على أمريكا .. وأعلنوا إستيائهم من الهجوم البربرى على السفارات الأمريكية .. مع العلم أن هؤلاء البلطجية الذين يقذفون السفارات ، والذين قتلوا السفير الأمريكى فى ليبيا ، هم أنفسهم صناعة أمريكية .. وهم أنفسهم الذين تلقوا الدعم الأمريكى لإسقاط العراق ، وإسقاط مصر ، وإسقاط ليبيا ، وإسقاط اليمن وإسقاط السودان ، وإسقاط الصومال ، والمحاولات مستمرة لإسقاط سوريا .. وهم نفس مجموعة البلطجية الذين تعدهم أمريكا لإسقاط كل دول الخليج بعد إسقاط مصر بالكامل ، وإسقاط سوريا .. فماذا يتبقى ؟!! ..
** ألا تريدون أيها الأغبياء ، والإعتراف بكل ما يحدث .. أم سيظل الغباء والبلاهة هى السمة التى يتحلى بها شعوب العالم العربى .. والإعلام المصرى المقروء والمرئى ..
** أعترف إننا تعلقنا بالأمل الوحيد لإنقاذ مصر ، وهو المجلس العسكرى .. ولكن يبدو أن المجلس العسكرى ، كان على علم بالمؤامرة من البداية ، ولم يقف ضدها .. بل أنه سهل إتمام هذا السيناريو بالتواطؤ مع جماعة الإخوان المسلمين .. وترك لهم الحبل على الغارب حتى تسليم الدولة لهم ..
** لم يسأل أحد نفسه كيف تصر الجماعة على كتابة الدستور ، رغم أن اللجنة التأسيسية للدستور تضم رموز أهانت الأقباط ، وكفرتهم .. ومنهم على سبيل المثال لا الحصر .. طبيب الأسنان السلفى المتشدد "ياسر البرهامى" الذى كفر الأقباط على الهواء مباشرة من خلال برنامج "الحقيقة" ، لمقدمه الإبراشى .. ود. "محمد عمارة" الذى كفر الأقباط والكنيسة على صفحة جريدة الأخبار اليومية فى أكثر من مقال ، وألف كتاب "فتنة التكفير" .. والذى حرض فيه على قتلهم ..
** أما السؤال الذى يحيرنى .. وهو إصرار بعض رموز الكنيسة ، تمثيل الأقباط فى دستور الإخوان ، وهم يعلمون أنهم مثل خيال المآتة .. لن يستطيعوا أن يواجهوا مكر الإخوان ولا مناورات السلفيين ..
** إن ما يتم الأن من التعرض لبعض الشخصيات القبطية بالداخل والخارج ، هى رسالة موجهة لكل أقباط مصر ألا يتدخلوا فى أى شئون تجرى على أرض هذا الوطن ، لأن هناك إتهامات سوف تطول الجميع بالخيانة العظمى .. بل أن هناك هجوم شرس على الكنيسة والأقباط من دعاة سلفيين تكفيريين ، وعلى رأسهم صاحب قناة "الأمة" ، أبو إسلام ، والشيخ وجدى غنيم الذى أفرج عنه مؤخرا الرئيس "محمد مرسى العياط" ..
** يجب على الأقباط أن يعوا جيدا أن ما يتم الأن هو تصفيات لوجودهم .. وأن الإدعاء بأن فيلم أدى إلى كل هذه الفوضى العارمة ، ما هو إلا سيناريو مخطط له ، لإرهاب كل أقباط مصر ..
** أعود وأكرر ما صرحت به .. أن رأس الأفعى والمدبر الحقيقى لكل ما يحاك ضد هذا الوطن وضد الأقباط هى الإدارة الأمريكية .. فهل نفيق قبل فوات الأوان ؟ .. أن نظل نتغنى بالغباء والبلاهة والتخلف ؟!!! ...
صوت الأقباط المصريين