البعثيون يأكلون بعض
وأعضاء حزب البعث يتحولون إلى عصابات
في هذه الحلقة يصور لنا الرفيق أحمد أبو صالح الصراع الذي بدأ ينخر جسد حزب البعث، وكان أهم محاور هذا الصراع (القيادة القومية والقيادة القطرية). كما يكشف بصراحة تحول الحزبيين إلى عصابات من خلال الحرس القومي الذي أنشأه الحزب.
أحمد منصور: بعد كده طبعا حصلت مذبحة للدروز بعد محاولة سليم حاطوم.. يعني محاولة إن هو يستعيد مجد الدروز، فسنأتيلها في حينها وما حدث للدروز بعد ذلك، لكن أنا في هذه المرحلة تحديدا وفي هذا الوضع بدأ ينشب صراع ما بين ما يسمى بالقوميين والقطريين، المؤتمر القومي السادس للحزب عقد في أكتوبر (تشرين الأول) 63، وبدأت الصراعات تظهر بين القوميين والقطريين وطلب سحب الثقة من القطرية، أنت كنت.. كنت عضو قيادة قطرية.
أحمد أبو صالح: نعم.أحمد منصور: وكنت إلى جوار أنك وزير أشغال عامة ووزير مواصلات، ضمت إليك وزارة الزراعة.
أحمد أبو صالح: نعم.
أحمد منصور: ودي نقطة مهمة عايز أسألك عنها أنتو كنتوا كل واحد مكلبش على 10، 15 منصب، ومقسمين الدولة عليكم أنتو 7،8 يعني أيه نظام الحكم ده؟
أحمد أبو صالح: الحقيقة..
أحمد منصور: الواحد بيدير دكانه وبيبقى ملبوخ به، أنتو كل واحد معاه 5 وزارات و6 مسؤوليات و15 رئاسة لجنة واجتماع، أيه.. أيه ما هو نظام الحكم هذا؟ وأيه السر وراء هذا؟
أحمد أبو صالح: يا سيدي.. يا سيدي، أيضا يعني وبصدق أن هذا إلى حد كبير كان صحيحا، ذلك لاعتقادنا بأن المرحلة تقتضي ذلك، يعني أن يكون الإنسان البعثي المضمون ولاؤه للحزب والمتحمس..
أحمد منصور: يعني أهل الثقة وليس أهل الخبرة..
أحمد أبو صالح: وليس أهل الخبرة، وكان هناك صراع فعلا بين أبناء الحزب الموثوقين والخبراء من غير أبناء الحزب أيهما أفضل..
أحمد منصور: قل لي صفة الموثوقين أيه وانتو عمالين تخونوا بعض وتتمردوا على بعض جوه الحزب دي مجموعة الموثوقين، بتخونوا بعض وبتتمردوا على بعض، وبتفصلوا بعض، وبتتصارعوا مع بعض، إيه معايير الثقة؟
أحمد أبو صالح: أيه، يعني التفكير بموضوع المقارنة بين الثقة والخبرة جاء قبل ما يدب الصراع - في الحقيقة - بين اليسار واليمين أو هكذا كنا نصنفه..
أحمد منصور: داخل الحزب.
أحمد أبو صالح: بين القوميين والقطريين كنا نفكر بأنه من الطبيعي أن نعتمد على البعثين أولا ومع مرور الزمن يمكن أن يكتسبوا الخبرة التي تحتاج إليها البلد، لكن ذلك - مع الأسف الشديد - لم يحدث، بدليل مثلا محافظ حلب هلال رسلان أمم الأفران دون الرجوع إلى القيادة القطرية.
أحمد منصور: أفران الخبز.
أحمد أبو صالح: أفران الخبز أممها وسلمها إلى الحرس القومي، الحرس القومي بين أمي وبين يعني ماجن وبين مرتكب جرائم، كل من يأتي ويقول أنا أقبل.. أريد الانضمام للحرس القومي كان يقبل، يعني ما.. لم يكن الحرس القومي وقفا على البعثيين، أمم الأفران وسلمها للحرس القومي، الحرس القومي الشريف منهم لم يكن خبير بإدارة شؤون الأفران، فمع الأسف الشديد قلت كميات الخبز، الخبز كان يباع غير ناضج، ضجت الجماهير، ذهبت إلى حلب، فسألته يا أبا محمود، كيف تقدم على هذه الخطوة؟ قال: ألسنا اشتراكيين؟
أحمد منصور: طبعا.
أحمد أو صالح: طيب، وبعد فترة تبين على أن الأفران خسرت مبالغ ضخمة جدا علينا أن نغطيها، وأعدنا الأفران إلى أصحابها بعد أقل من شهرين.
أحمد منصور: هو القضية ما كانتش الأفران بس، حتى أنت حينما توليت وزارة الزراعة.
أحمد أو صالح: صحيح.
أحمد منصور: كنت نائب رئيس الوزراء بالإنابة، وأصدرت قانون ما يسمى بالإصلاح الزراعي.
أحمد أبو صالح: صحيح.
أحمد منصور: مع إنك جئت من عائلة يعني لا نستطيع أن نقول عائلة ثرية وإنما عائلة ميسورة.
أحمد أبو صالح: وسط نعم.
أحمد منصور: يعني لم فعلت هذا بالناس؟
أحمد أبو صالح: في الحقيقة أنا شخصيا كنت قريب جدا من الفكر الماركسي، وأنا أحد الذين ضغطوا لتدوين - ضمن ضمن المنطلقات النظرية التي أقرها المؤتمر القومي السادس - أنا أحد الذين أصروا على إدراج أن الماركسية هي مصدر رئيسي من مصادر الفكر الاشتراكي، وتكلمنا عن الاشتراكية العلمية، وقلنا إننا سنأخذ من الماركسية كل ما يثبت العلم والتطبيق صحته وإلى آخره، جرى بعض التعديلات، وأنا الآن أقول بأن الفكر الماركسي فكر إنساني يعني ينشد على الأقل العدالة الاجتماعية وإن سقط سواء في الاتحاد السوفييتي أو غير الاتحاد السوفييتي سقطت الشيوعية أو الاشتراكية، لكن هذا لا يعني أن النظرية قد سقطت، من هنا جاء.. هنا جاء إلى حد ما موقفي فيما يتعلق باصطفافي إلى جانب اليسار في حزب البعث العربي الاشتراكي، فاليسار هو الذي رشح أول قيادة قطرية منتخبة بعد 8 آذار، وقد نجحنا 8 أعضاء للقيادة القطرية في مواجهة ما كنا نسميه اليمين، يعني ميشيل عفلق، صلاح البيطار، شبلي العيسمي، منصور الأطرش وإلى آخره، العسكريين: أمين الحافظ، محمد عمران، صلاح جديد كانوا مصنفين إلى جانب اليمين.
أحمد منصور: كل.. كل جانب اليمين خلي بالك دروز وعلويين، ما قلتش أنت اسم واحد..
أحمد أبو صالح: لا، جانب اليمين؟
أحمد منصور: ما فيش غير صلاح البيطار بس كان.. ربما..
أحمد أبو صالح: نحنا.. لأ.. لأ، نحنا راح أقول لك نحنا القيادة القطرية التي نجحت كان أحد أعضائها حافظ الأسد علوي، عضو حمد عبيد درزي، محمود.. محمود نوفل درزي، حمود الشوفي درزي.. نحنا أنا ونور الدين وخالد الحكيم ومحمد رباح الطويل سنة، يعني كنا أربعة سنة وثلاثة دروز، وحافظ الأسد علوي، يعني مناصفة تقريبا، كنا نزعم أننا نحن اليسار، والطرف الآخر.
أحمد منصور: اليمين.
أحمد أبو صالح: هو اليمين، ونجحنا فعلا بالانتخابات.. أول قيادة قطرية منتخبة بعد 8 آذار هي قيادتنا..
أحمد منصور: اللي هي سحب منها الثقة في المؤتمر السادس..
أحمد أبو صالح: التي سحب منها الثقة في المؤتمر، وسحبت منها الثقة في المؤتمر بعد.. بعد سحب أيضا الثقة من قيادة علي صالح السعدي في العراق.
أحمد منصور: بعد نجاحكم أنتم الثمانية مين اللي في المقابل لم ينجح؟
أحمد أبو صالح: حسب تقديري، بسبب مرور مدة طويلة لم أعد قادرا على ذكر جميع الأسماء، لكن من كنا نقول لهم يمينيون مثل الأستاذ صلاح البيطار، شبلي العيسمي، منصور الأطرش، وآخرين..
أحمد منصور: دول قيادات الحزب.
أحمد أبو صالح: دول قيادات الحزب..
أحمد منصور: لم ينجحوا..
أحمد أبو صالح: لم ينجحوا لأن نحن..
أحمد منصور: في المؤتمر القومي السادس..
أحمد أبو صالح: لأ بالمؤتمر القطري أنا باحكي أنا..
أحمد منصور: بالقطري.. صح.
أحمد أبو صالح: هذا سحب الثقة منه بعدين.
أحمد منصور: آه نعم.
أحمد أبو صالح: إنما بأول انتخابات للقيادة القطرية في سورية بعد 8 آذار جرت ونجحنا نحن اللي محسوبين على اليسار، لذلك العسكريين..
أحمد منصور: معنى دا أيه؟ معنى دا أيه من قبل القواعد القيادات..
أحمد أبو صالح: أكثرية قواعد الحزب بدها تجديد..
أحمد منصور: أيوه قواعد..
أحمد أبو صالح: بدها تجديد، يعني لم.. يعني لم تعد تقبل بفكر ميشيل عفلق وصلاح البيطار، يعني الرعيل الأول بالحزب..
أحمد منصور: دا مبكر الكلام دا في 64 كان..
أحمد أبو صالح: أيه..
أحمد منصور: يعني في 64 بدأت قيادات البعث ترفض فكر الآباء أو المؤسسين..
أحمد أبو صالح: بالـ63 صارت الانتخابات..
أحمد منصور: بالـ63.
أحمد أبو صالح: قبل.. قبل حركة العراق في تشرين في أكتوبر/تشرين قبلها بسورية مذ قفزنا إلى الحكم، قررنا نحن وبتكتل، وهذا التكتل ممنوع بالحزب ممنوع، نحنا في الحقيقة كنا متكتلين، والاجتماعات كانت تتم في منزلي..
أحمد منصور (مقاطعا): طيب أيه معنى الآن.. أيه معنى الآن وجود تيار ناصري وجود تيار ماركسي داخل البعث؟ كان فيكم ناصريين، كان فيكم ماركسيين.. أنتم كنتم ماركسيين..
أحمد أبو صالح: ايه إلى حد.. طبعا.. يعني..
أحمد منصور: والناصرية والماركسية إذا كان هناك ما يسمى بالناصرية كأفكار ومبادئ ومذهب فكري تختلف اختلاف بعثي عن.. كان فيه صراع بين عبد الناصر وبين البعثيين، كان فيه صراع بين الماركسية وبين البعثيين، معنى كده إيه؟ معنى كده إن أفكار البعث لم تكن متشبعة لأبنائه؟!
أحمد أبو صالح: موضوع الناصريين ما كانوا موجودين في الحقيقة، كانوا انشقوا عن الحزب، جماعة الأستاذ أكرم الحوراني والناصريين اللي شكلوا تنظيم..
أحمد منصور (مقاطعا): أكرم الحوراني كان اشتراكي انشق..
أحمد أبو صالح: صح.. انشق، وانشقوا أيضا..
أحمد منصور: والناصريين، جاسم علوان ومجموعته..
أحمد أبو صالح: عدد من البعثيين انشقوا وعملوا تنظيم اسمه الوحدويين الاشتراكيين، هؤلاء ينادون بإعادة الوحدة، ثم النظر بالتطوير، نحن كنا بعثيين لا يجوز إطلاق علينا كلمة ناصريين، نحنا بعثيين، يعني معتبرين نفسنا نحنا بعثيين، داخل.. داخل هذا التنظيم البعثي اللي قفز إلى السلطة دون أن ندري بأن الأستاذ أكرم الحوراني منفذ أيضا على بعض الذين قاموا بـ8 آذار وأيضا الوحدويين الاشتراكيين منفذين، رغم استقالتهم من الوزارة، لكن بقوا على علاقة بواسطة أشخاص معينة، مثلا صلاح جديد بقيت علاقته وطيدة بالناس اللي كنا نطلق عليهم إنهم قطريون، هادولا أقرب للأستاذ أكرم الحوراني، هذا صلاح جديد، محمد عمران كان أقرب ما يكون إلى الوحدويين الاشتراكيين اللي قيادتهم تقدر تقول نصيرية مثل فايز إسماعيل وأدهم مصطفى، شايف فتوزعوا الأدوار، وحافظ الأسد اصطف إلى جانب اليسار.
أحمد منصور: الآن بعد المؤتمر القومي.. سحب المؤتمر القومي الثقة من القيادة القطرية منكم أنتم..
أحمد أبو صالح: لأ سحبت منا الثقة ليس بالمؤتمر القومي، بمؤتمر قطري استثنائي، أطلقوا عليه المؤتمر القطري الاستثنائي، في حين أن المؤتمر القطري الاستثنائي بحكم النظام الداخلي يجب أن يضم فقط أعضاء المؤتمر القطري العادي، فهم أتوا بعدد من العسكريين يتجاوز الخمسة عشر عسكري وأضافوهم إلى المؤتمر القطري وسموه مؤتمر قطري استثنائي..
أحمد منصور: أيه معنى كده؟
أحمد أبو صالح: معنى ذلك إن هم بالحساب طلع معاهم.
أحمد منصور (مقاطعا): لأ مش بالحساب أنا باقول كتصرف وسلوك، ما باتكلمش على الحساب.
أحمد أبو صالح: تخلص منا، تآمر علينا، الغرض هو التخلص منا كما تخلصوا من رفاقنا بالعراق..
أحمد منصور: ردكم كان أيه على هذا؟
أحمد أبو صالح: نحنا رفضنا، بعدما تلينا البيان السياسي، بيان القيادة القطرية السياسي، وشاهدنا بأم أعيننا إنه اجتماعات عم بتم بالطابق الثاني مع عسكريين ليس لهم علاقة بالمؤتمر القطري اعلنا رفضنا بأن هؤلاء ليسوا أعضاء، نحنا القيادة فلو كانوا هادولا أعضاء مؤتمر نحن أدرى، والمؤتمر الاستثنائي مفروض يكون فقط..
أحمد منصور (مقاطعا): ما الذي ترتب على ذلك؟
أحمد أبو صالح: ترتب على ذلك إنه نحنا عندما سحبت الثقة خمسة مننا لم يرشحوا أنفسهم، أربعة عفوا.. أربعة لم يرشحوا أنفسهم، واللي ترشحوا العسكريين الثلاثة..
أحمد منصور (مقاطعا): مين ومين؟
أحمد أبو صالح: حافظ الأسد وحمد عبيد ومحمد رباح الطويل، بأمر طبعا من قيادتهم ونور الدين الأتاسي وقت اللي أحس بأن الثقة ستسحب منا فصف إلى جانب الآخرين، ميشيل عفلق بها المناسبة قام وقال إنه هذا الإجراء اللي أنا يعني كنت نتمنى ألا يقع، لكن لا بد من وقوعه لأنه صار فيه أخطاء و.. و.. إلى آخره، ولكن هذا لا ينسحب على الرفيق أحمد أبو صالح، أرادوا يجرحوني أنا كما جروا نور الدين الأتاسي..
أحمد منصور (مقاطعا): إشمعنى؟
أحمد أبو صالح: لأ لأنه أنا بيعرفوا إنه كنت واضح كل الوضوح، وأطرح قناعاتي بصراحة وجرأة، بيجوز يعني من العلويين ما كانوا مرتاحين، بس ميشيل عفلق والآخرين يعني إنه هذا أبو طموح، صحيح إله فكر.. يعني أقرب إلى اليسار لكن بيبقى إنسان يعني من وجهة نظرهم.
أحمد منصور: هل ما قمتم به من عمليات تأميم ومصادرة لأملاك الناس وظلم وقع على كثير من الناس، أنت مقتنع إلى اليوم إن اللي عملتوه صح؟
أحمد أبو صالح: اليوم غير مقتنع 100%، ولكن عندما تم ذلك كنت متحمسا.
أحمد منصور: الآن بعد تقييمك للي عملتوه..
أحمد أبو صالح: كانت يعني كانت عملية تخريب للقتصاد السوري، ذلك لأننا فعلنا أيضا كما فعل هلال رسلان بحلب، سلمنا كل المتاجر، كل الشركات تقريبا لصبيان. 18و19و20و25 سنة صاروا يديروا أكبر الشركات، وما فيه شيء اسمه قانون تأميم أو مرسوم تأميم، قطعا لأ، استيلاء تقدر بتقول، أضربت لمدن..
أحمد منصور (مقاطعا): يعني الدولة.. الدولة تحولت إلى عصابات؟
أحمد أبو صالح: أيه خلينا نقول، يعني استولينا نحن، ما طلعنا قانون..
أحمد منصور: يعني شغل عصابات؟
أحمد أبو صالح: أيه شفل عصابات سيدي، استولينا نحنا على المحلات التجارية والشركات التي أعلنت الإضراب، نزلنا الحرس القومي و.. وبدأ بتكسير الأقفال، يعني مو موضوع نجيب الإنسان نقول له افتح المحل ونناقشه لأ، المدينة أغلقت حوانيتها، والشركات توقفت وإلى آخره، فنحنا أرسلنا هؤلاء الناس مو نحنا طبعا، لكن جهة ما، نحنا مسؤولين عنها..
أحمد منصور: أيه جهة ما يعني؟
أحمد أبو صالح: نعم؟
أحمد منصور: أيه الجهة دي؟
أحمد أبو صالح: يعني تقدر تقول المخابرات العسكرية والناس اللي عم بيحكموا من خلف الستار..
أحمد منصور: وأنتم خدتم القرار دا في مجلس قيادة الثورة؟
أحمد أبو صالح: لا أبدا..
أحمد منصور: أمال مين اللي خده؟
أحمد أبو صالح: أبدا.. أبدا، حتى أنا يعني باجتمع بيني وبين محمد عمران وأحمد سويداني هذا اللي كان بالصين واتهم بأنه له علاقة بالمخابرات المركزية، يعني طلب إلينا أن نعالج المشكلة، دعينا التجار وبدأنا نناقشهم، لكن في الحقيقة نحنا تبين إنه على الأقل أنا ما إلي سلطة، أنا كان لي رأي لكن ما تنفذ..
أحمد منصور (مقاطعا): إزاي ما لكش سلطة؟ إزاي ما لكش سلطة؟ عضو مجلس قيادة ثورة..
أحمد أبو صالح: صح..
أحمد منصور: ووزير 3 وزارات، أمال مين بقى اللي له سلطة؟
أحمد أبو صالح: صح.. بس.. لأ، على عيني بس أنا سبق وأن قلت لك بأنه وزراء اعتقلوا دون علمنا، وزراء زملاءنا بالوزارة لمجرد استقالتهم وضعوا بالسجن، أنا.. يعني في الحقيقة إنه ما كنا نحكم سورية، كنا نظن إنه نحكم، في حالات استثنائية يعني عندما أطلب من حافظ الأسد الإفراج عن طارق الزيات بعد تعذيبه لمدة شهر، والإفراج عن خالد بستنجي بعد أن أصبح مشلولا وحالات.. وعبد الوهاب حومد، هاي حالات استثنائية التي كنت أطلع عليها، أما الحالات العامة أو ما كان يمارس خلف ستار هو الأدهى والأمر، هو الذي أودى..
أحمد منصور: مين اللي كان بيحكم فعلا في تلك..؟
أحمد أبو صالح: اللجنة العسكرية..
أحمد منصور: اللي هي؟
أحمد أبو صالح: سبق أن ذكرت بعض الأسماء يعني التي تشكلت بالقاهرة وبعضها..
أحمد منصور: نفسها هي التي ظلت تحكم؟ وأنتم موجودين كصورة، كمجلس قيادة ثورة؟
أحمد أبو صالح: حتى ونحن موجودين كانت هي التي تحكم، وبالمناسبة جاء صلاح الدين في يوم من.. من الأيام وطرح.. لا أتذكر بالضبط موضوع، فالأكثرية عارضت ذلك، بمن فيهم الأستاذ ميشيل عفلق، وعندما.. وصلاح جديد يقول إنه والله هذا قرار الرفاق أعضاء اللجنة العسكرية، ميشيل عفلق للتاريخ أيضا بأيده قلم، ضرب القلم على الطاولة، وقال: قولوا لنا إنه نحن ما عم نحكم؟ قولوا لنا فيه لجنة عسكرية عم تحكم البلد باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، هاي حقيقة أيضا، يعني لذلك.. لذلك عندما حلت القيادة القومية.. القيادة القطرية، ما هي عارفة بأنه القيادة القطرية وراها لجنة عسكرية، ما فيه أسهل من أن تقوم بانقلاب وقامت 53 يوم فقط حكمت القيادة القومية، فقط 53 يوم.
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق